إعتـذار واجـب لكـل إمرأة سـودانيـة

بمناسبة اليوم العالمى للنساء أو يوم المرأة العالمى، كما يحلو للبعض أن يسميه، أنشر هنا جزءا من قصيدة طويلة هى واحدة من مجموعة من المقالات والقصائد فى مخطوطة أنوى أن أدفع بها للنشر قريبا بإذن الله بنفس العنوان “إعـتـذار واجـب لكـل إمرأة سـودانية”. وهذه الأبيات هى جزء من أحدى تلك القصائد الطويلة التى كنت قد كتبتها حينما تبارى بعض سفراء السودان فى التغزل بوزيرة خارجية دولة موريتانيا الشقيقة فى شعر ركيك، دون مراعاة لمتطلبات الإنصياع لأوامر الله ولا مشاعر زوجاتهم وأسرهم ولا حرمة بروتوكولات وزارة سيادية. ومن المؤسف حقا أن حفنة من المطبلين والصحافيين إنبروا ليقنعوننا بروعة ذلك الشعر الغث الذى ليس فيه غير النظم بلا حس فنى ولا أبعاد شعرية. وتزامن ذلك مع موجة كانت قد إرتفعت فيها الدعوة إلى أن “زواج الموريتانيات أحلى زواج” و “زواج المغربيات أحلى زواج” و “زواج الألمانيات أحلى زواج”… وكل نساء الأرض تمجيدا لهن ماعدا السودانيات، عزنا و فخر بلادنا. فكانت مقالاتى وقصائدى تلك سبرا لعمق دور المرأة السودانية التاريخى والإجتماعى والإقتصادى و السياسى والثقافى والفنى والأدبى، ومضاهاة ذلك بالتاريخ الإنسانى والدين الإسلامى والتحليل النفسى المجتمعى. وفى تلك المقالات والقصائد تحليل للتبخيس المتواصل للمرأة السودانية والإساءة إليها وتجريحها وإهانتها وتجريدها من إنسانيتها، مع الهجمة الشرسة من حكومة فاقدة للشرعية والأخلاق والمثل. ورغما عن ذلك فإن قدر المرأة السودانية يتنامى وهى تتقدم الصفوف فى عطاء مميز وتجرد، ومقاومة لنظام فاسد إستباح كل فعل مشين يحط من قدرهن وقدر شعبهن ووطنهن. و أكتفى اليوم بهذه الابيات من القصيدة إلى أن يأذن الله بنشر المخطوطة ومعها القصيدة كاملة؛ متمنيا أن تتملك نساؤنا الثقة فى أنفسهن وعزتهن وجلال قدرهن وتقديرنا لهن فى هذا اليوم الذى يحتفى فيه العالم بيوم النساء العالمى. وما هذه الأبيات إلا مجرد تعبير عن ذلك التقدير لأمهاتنا وزوجاتنا وإخواتنا وبناتنا، لهن العزة والمجد، فقد كن ومازلن طلائع التغيير والثورة من أجل وطن معافى تسود فيه الديمقراطية والسلام .

إعـتـذار واجب لـكـل إمـرأة ســودانـيـة

فـَنِساءُ قوْمى لامَـثيلَ لَهُنْ بهـِنَّ العِـزُ والفخـْرُ

ووطنى أحَبُ إلىَّ من روحى فَدَاه القلبُ والبصـرُ

لبناتِنا شَهدتْ بناتُ الحورِ وأمَّـنَ الجـنُ والبشـرُ

بهـنَّ تغـَّنتْ طيورُ الشوق ِألحاناً وصفق النهـرُ

وكخَطوِهِنَّ ارتـَقى رقصُ الفراش ِفأيْنعَ الزهـرُ

واحتذتْ من سَنا أرواحِهِّن بريقها الأفلاكُ والقمرُ

جمالُ مَفـَاتن قِدٍ وسـحرُ لحاظٍ زانـَها الحَـورُ

أجَلُّ إناث ِالأرض ِ خَيَاتِى وكـُلْ ما أنْجَبَ الدهرُ

قاتلنَ العِدى عَبرَ الزمان ِودوماً حَفـَّهُنْ نصـرُ

قاومْنَ الطُغاة َمضاءة ًماشابَهُنْ خَـوْفٌ ولاذ ُعرُ

حَفِظنَ تراثا للورى مَثلا ًتزهوبه الأمجادُ والعِبرُ

بعزم ٍ زَرَعْنَ بلادا ًرَوتها الأنهارُ والآبارُ والمطرُ

دأباً عَمِلنَ بليل ٍوإصباح ٍ ما عاقـَهُنْ بردٌ ولاحرُ

وكمْ أجْيَالا ً رَعَينَ بحِنكةٍ فحارتِ الآسـادُ والنُمُرُ

نشدن مراقى ٍللمعارفِ والعُلوم ِعُلا ً فأذعَن القدرُ

الطبُ بالجَهدِ دانَ لهنَّ والإعِمارُ والتعدِينُ والفِكرُ

طرَقنَ بحُورَ النظم ِإبداعا ًوانثالَ من إقلامِهنْ نثرُ

ياباسِقاتَ النخل ِ مُثمرة ًبكن تزَّين َ الطلعُ والتمرُ

ويانديَّاتَ اللـِّين سَامقة أنتـُنَّ حَقا للمُنتهى سِدرُ

فكل نساء الأرض أحجارٌ وأنتُنَّ الياقوت والدررُ
__________________________________________
عبدالرحمن إبراهيم محمد
[email][email protected][/email] بوسـطن الولايات المتحدة 27 مارس 2010

تعليق واحد

  1. انحطاط الذوق والشعور العام لاينفصل عن السياسة العامة ومجريات الامور ومع ذلك عملية فلاش باك الي السودان الذي مضي انظر كيف كتب شعرء امثال صلاح احمد ابراهيم درر من الشعر الرمزي عن المراة في بلاد اخري وقصيدة يا مريا ستعرف الفرق وتعرف فداحة الانحدار الذي لحق بالسودان انسانه وعلومه وادابه وكل مايتبع ذلك”
    يامريّه:
    ليت لي ازْميل(فدياس) وروحاً عبقرية
    وأمامى تل ُ مرمر..
    لنحت الفتنة الهوجاء في نفس مقاييسك
    تمثالاً مُكبر..
    وجعلت الشعر كالشلال : بعضُُ يلزم الكتف
    وبعض يتبعثر..
    وعلى الأهداب ليلاً لا يُفسر..
    وعلى الخدين نوراً يتكسر..
    وعلى الأسنان سُكر..
    وفماً كالأسد الجوعان زمجر..
    يرسل الهمس به لحنا معطر..
    وينادى شفة عطشى وأخرى تتحسر..
    وعلى الصدر نوافير جحيم تتفجر..
    وحزاماً في مضيقٍ ، كلما قلتُ قصيرُُ هو،
    كان الخصر: أصغر..

  2. يا عبد الرحمن كلمة بروفيسور لا تضيف لك شيئا لو تركتها يكون احسن، لأنها اصبحت في السودان منتنه

  3. ميمان شكرا للتنبيه.

    لكن شهد الله ما بكتبها تفاخرا ولا بطرا! ولكن مع الأسف دا الأسم الكتابى الإشتهرت بيه. حتى إنو فى كل حساباتى فى المواقع الإلكترونية والشخصية الناس عارفاهو إنو حقتى لا يمكن تجد إشارة إلى إسمى بأى لقب، حتى فى الفيس بوك. ولكن دى ضريبة الكتابة.

    وأنا أذكر أيام إنتخابات إتحاد طلاب جامعة الخرطوم فقدت أصوات كثيرة لأنو كانوا فى إثنين فى قائمة الأخوان مرشحين برضو أسماؤهم عبدالرحمن إبراهيم وواحد فيهم مثلث عبدالرحمن إبراهيم محمد فلجنة الإنتخابات إستبعدت أى إسم ما جا وسط أسماء من قائمته. وأنا كنت مشهور وعندى مقدرين كتار خاصة وسط المستقلين عشان العمل التطوعى ولأنى كنت بلعب كورة قدم وكرة سلةلذلك فقد أصواتى كان كبير للغاية نتيجة للأصوات الإستبعدت.

    أما الآن فنحن فى هذا العالم الإقتراضى، يتحتم أضافة أى شى للأسم للتحديد. فمثلا أى قوقل لمقالاتى أو قصائدى ما مكن تلقاها بسهولة أو تعرفها إلا بإضافة الصفة دى. لانو لو قوقلت إسم عبدالرحمن إبراهيم محمد لن تجد كل مقالاتى أو المعلومات عنى بل وستجد مئات العبدرحمانات إبراهيم محمد.

    وعلى كل فهو قد صار شرأ لابد منه لزيم لى لزوم الجربة فى ظهر البعير.

  4. الأخ الكريم محمد فضل علي

    لك جزيل الشكر على إيراد هذا المثال فهو يؤيد ما رميت إليه فى مخطوطة مقالاتى وقصائدى حول هذا الأمر المعيب. وقد جلبت نفس أبيات ماريه لأدلل أنه حينما تكون النظرة للمرأة فى السودان فإن اليمينيين واليساريين متساوون فى الإثم. وأشرت إلى المستنيرين من أمثال صلاح أحمد إبراهيم وغيره من قادة الفكر وكيف تفننوا فى التغنى بكل نساء الأرض إلا “بنات البلد”. فلك الشكر والتقدير.

  5. [عشم باكر
    جظي من الادب تشهد عليه السفارة والوضاعة ومنشورات الفاحشة التي كنت اوزعها وابتز بها المعارضين في قاهرة التسعينات والفبركة واختلاق الروايات للتكسب من المخابرات الاجنبية وتعريض حياة الناس للخطر.
    وفي رواية اخري اضابير المحاكم الامريكية.. انتو ما ملاحظين انو العملية وملاحقة مواضيعي في هذا الموقع اصبحت مكشوفة…اجروا العبوا بعيد

  6. انحطاط الذوق والشعور العام لاينفصل عن السياسة العامة ومجريات الامور ومع ذلك عملية فلاش باك الي السودان الذي مضي انظر كيف كتب شعرء امثال صلاح احمد ابراهيم درر من الشعر الرمزي عن المراة في بلاد اخري وقصيدة يا مريا ستعرف الفرق وتعرف فداحة الانحدار الذي لحق بالسودان انسانه وعلومه وادابه وكل مايتبع ذلك”
    يامريّه:
    ليت لي ازْميل(فدياس) وروحاً عبقرية
    وأمامى تل ُ مرمر..
    لنحت الفتنة الهوجاء في نفس مقاييسك
    تمثالاً مُكبر..
    وجعلت الشعر كالشلال : بعضُُ يلزم الكتف
    وبعض يتبعثر..
    وعلى الأهداب ليلاً لا يُفسر..
    وعلى الخدين نوراً يتكسر..
    وعلى الأسنان سُكر..
    وفماً كالأسد الجوعان زمجر..
    يرسل الهمس به لحنا معطر..
    وينادى شفة عطشى وأخرى تتحسر..
    وعلى الصدر نوافير جحيم تتفجر..
    وحزاماً في مضيقٍ ، كلما قلتُ قصيرُُ هو،
    كان الخصر: أصغر..

  7. يا عبد الرحمن كلمة بروفيسور لا تضيف لك شيئا لو تركتها يكون احسن، لأنها اصبحت في السودان منتنه

  8. ميمان شكرا للتنبيه.

    لكن شهد الله ما بكتبها تفاخرا ولا بطرا! ولكن مع الأسف دا الأسم الكتابى الإشتهرت بيه. حتى إنو فى كل حساباتى فى المواقع الإلكترونية والشخصية الناس عارفاهو إنو حقتى لا يمكن تجد إشارة إلى إسمى بأى لقب، حتى فى الفيس بوك. ولكن دى ضريبة الكتابة.

    وأنا أذكر أيام إنتخابات إتحاد طلاب جامعة الخرطوم فقدت أصوات كثيرة لأنو كانوا فى إثنين فى قائمة الأخوان مرشحين برضو أسماؤهم عبدالرحمن إبراهيم وواحد فيهم مثلث عبدالرحمن إبراهيم محمد فلجنة الإنتخابات إستبعدت أى إسم ما جا وسط أسماء من قائمته. وأنا كنت مشهور وعندى مقدرين كتار خاصة وسط المستقلين عشان العمل التطوعى ولأنى كنت بلعب كورة قدم وكرة سلةلذلك فقد أصواتى كان كبير للغاية نتيجة للأصوات الإستبعدت.

    أما الآن فنحن فى هذا العالم الإقتراضى، يتحتم أضافة أى شى للأسم للتحديد. فمثلا أى قوقل لمقالاتى أو قصائدى ما مكن تلقاها بسهولة أو تعرفها إلا بإضافة الصفة دى. لانو لو قوقلت إسم عبدالرحمن إبراهيم محمد لن تجد كل مقالاتى أو المعلومات عنى بل وستجد مئات العبدرحمانات إبراهيم محمد.

    وعلى كل فهو قد صار شرأ لابد منه لزيم لى لزوم الجربة فى ظهر البعير.

  9. الأخ الكريم محمد فضل علي

    لك جزيل الشكر على إيراد هذا المثال فهو يؤيد ما رميت إليه فى مخطوطة مقالاتى وقصائدى حول هذا الأمر المعيب. وقد جلبت نفس أبيات ماريه لأدلل أنه حينما تكون النظرة للمرأة فى السودان فإن اليمينيين واليساريين متساوون فى الإثم. وأشرت إلى المستنيرين من أمثال صلاح أحمد إبراهيم وغيره من قادة الفكر وكيف تفننوا فى التغنى بكل نساء الأرض إلا “بنات البلد”. فلك الشكر والتقدير.

  10. [عشم باكر
    جظي من الادب تشهد عليه السفارة والوضاعة ومنشورات الفاحشة التي كنت اوزعها وابتز بها المعارضين في قاهرة التسعينات والفبركة واختلاق الروايات للتكسب من المخابرات الاجنبية وتعريض حياة الناس للخطر.
    وفي رواية اخري اضابير المحاكم الامريكية.. انتو ما ملاحظين انو العملية وملاحقة مواضيعي في هذا الموقع اصبحت مكشوفة…اجروا العبوا بعيد

  11. Dear Prof
    I am one of those who advised you
    against publication
    sorry about that
    After 6 months at home
    I came to know what incorrigible
    liers most of them are.

  12. أعتقد أن هنالك سوء فهم بين عشم بابكر والأخ محمد فضل من كندا، وفى إعتقادى أننى لربما بطريق عير مباشر أسهمت فى سوء الفهم هذا. فالأخ محمد فضل لم ينتقص إطلاقا من قدر شاعرنا المبدع صلاح أحمد إبراهيم، بل على العكس من ذلك أبرز رقة ونظافة شعره مقارنة بالغث من الشعر السائد الآن وأنحطاط الذوق.

    وقد كان فى تداخلى مع الأخ محمد فضل ملامة لقبيلة المثقفين من أمثال شاعرنا صلاح أحمد إبراهيم لتجاهلهم معالجة قضية المرأة السودانية وإبراز قدرها بالمستوى المطلوب. وقد كانت وما زالت عندى أسئلة هامة تعتمل فى عقلى منذ زمان طال الأ وهى: “لماذا لا يكتب شعراؤنا عن قضية المرأة وبخاصة الشاعرات فيهم؟ ولماذا ينحصر طرح العلاقة بين الرجل والمرأة فى إطار الحب والغرام فقط؟ لماذا لا تناقش قضية المرأة فى إطار واقعنا الإجتماعى المأسوى وفى بعدها الإنسانى؟” وأكثر ما يوسينى هو تجاهل قبيلة المثقفين، عفوا أقصد المتعلمين، لقضية المرأة؟ فإن اللا مبالاة والتجاهل هما من أهم أسباب تعمق الظلم الواقع على المرأة السودانية.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..