انتخابات أوانطة

محجوب عروة

لست أدري لماذا تتورط الحركة الإسلامية وحزبها الحاكم في انتخابات قل ما توصف بأنها انتخابات درجة عاشرة من حيث أنها نسفت تماماً خطاب الوثبة والحوار الذي أعلنه رئيس الجمهورية قبل عام ولم يحقق حواراً ولا توافقاً ووحدة وطنية حيث خرجت معظم الأحزاب السياسية المؤثرة والفاعلة من عملية الحوار الذي أصبح شبه مجمد ودخل في بيات شتوي مثلما تجمدت لقاءات أديس أبابا مع الجبهة الثورية وحركات دارفور الفاعلة، سيما بعدما وجهت الحكومة ضربة قاصمة ولعلها مميتة للحوار بالتعديلات الدستورية الأخيرة دون مشاركة المعارضة والشعب السوداني ثم إصرارها العجيب على قيام الانتخابات بدعوى الاستحقاق الدستوري وخشية الفراغ وعدم الشرعية وكأن نظام الإنقاذ جاء بشرعية صندوق الانتخابات، وليس صندوق الذخيرة .

وطفق ترزية القوانين والدساتير يعدلونها له كما يشاء في كل فترة رغم أن دستوراً سابقاً يقول بدورتين فقط للرئيس حتى أصبحت الدساتير في عهد الإنقاذ أضحوكة أو كما وصف وتعجب الخليفة عمر بن الخطاب من أوثان عرب الجاهلية ساخراً ومستنكراً كيف بلغ بهم الغباء عندما كانوا يعبدون أصناماً يصنعونها من العجوة يأكلونها كلما أصابهم جوع، فأهل الإنقاذ كذلك يأكلون الدساتير كلما جاعوا للسلطة ولمزيد من السلطة المطلقة لا يتعظون مما حدث لمن كان قبلهم من الأنظمة والزعماء والرؤساء خاصة في العالم العربي أولئك الحكام الذين طغوا وبغوا واستبدوا وفسدوا وأفسدوا حتى ثارت عليهم شعوبها ووضعتهم في مزبلة التاريخ ولو كانوا ذوو عقل وحكمة وعدل لأسسوا لشعوبهم أنظمة محترمة ودساتير مناسبة للحكم مثبتة للحكم الرشيد مثل دول العالم المتقدم فاستحقوا التقدير من شعوبهم وجعلوا لهم تماثيل في طرقات عواصمهم وكتبوا سيرتهم بأحرف من نور وخلدهم التاريخ كأعظم مواطنين وليس ما حدث بعد سقوطهم حين أصبحت الصحف ووسائل الإعلام تفضح فسادهم وفساد أسرهم وأنظمتهم وبطانتهم وعضوية أحزابهم.. كما يقول المثل الذي يتغطى بالمال هو عريان وكذلك الذي يتغطى بالسلطان وأجهزة القمع وبانتخابات الأوانطة الأقاصرة هو أكثرهم تعرياً وغفلة لسبب بسيط أن هذا المال والسلطان هي عارية من عند الله فهو مالك الملك وهو الرزاق ذو القوة المتين وهو الذي يعطي ويمنح ويمنع وكل ذلك اختباراً للإنسان كيف وماذا يصنع حين يمكنه من المال والنفوذ والسلطان ولنا في بني إسرائيل عظة وعبرة حين قال لهم الله عندما أنجاهم من فرعون لم يكن ذلك لأنه فضلهم على العالمين باعتبارهم كما ظنوا أنهم أحفاد النبي يعقوب وأنهم شعب الله المختار، بل كما قال تعالى في كتابه:

(لننظر كيف تعملون) أي اختبار حقيقي من عنده سبحانه.. إني لأرجو أن يتعظ حكامنا ولا يظنوا أنه بمجرد رفع شعار الإسلام يحق لهم أن يفعلوا ما يشاءون بهذا الوطن وأبنائه، لا ومليون لا، فالبلد بلدنا جميعاً ولا حاكم بأفضل من محكوم ولا غني أفضل من فقير ولا قوي بأفضل من ضعيف كلنا عبيد الله وكلنا مواطنون لا رعايا، والمسلم من سلم الناس من يده ولسانه والمؤمن من ائتمنه الناس على أموالهم وأعراضهم.. ولا داعي للبطش والسب والتحدي ومن خصائص الإنسان السوداني أنه يحترمك حين تحترمه والعكس صحيح ولو كنت الأقوى وهو الأضعف أو الأفقر.. هكذا ننصح وبالله العون.

الجريدة

تعليق واحد

  1. لو كنتم تقولون هذا الكلام وتتناصحون من أول أمركم لما انحرفت الحركة الاسلامية عن جادة الاسلام الحق وأصبحت حركة النفاق الاسلامية.

  2. بدون قناة فضائية للمعارضة سوف يدور الجميع فى دائرة فارغة قناة فضائية يا محسنين اين مبادرتك يا دكتور ابو قناية فى بريطانيا نحن فى انتظار ما وصلتم الية؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

  3. التاريخ يحدث دومآ عن غفلة كل حاكم مستبد و تجبره و طغيانه في أواخر ايامه :
    فرعون موسي أمر ببناء الصرح الذي ما أوصله مبتغاه
    شافيز فنزويلا عدل الدستور لحكم مدي الحياة و غادر قبل تنصيبه
    مرسي مصر عدل الدستور لحماية عرشه فخلعه الشعب غير مأسوف عليه
    مشير السودان جاء بالوثبة الهلامية التي تمخضت عن انتخابات ( أحادية ) بمن حضر .. مع تعديل للدستور بقبضته علي تعيين الولاة و القضاة و خلق جيش موازي من القوي الأمنية مع اطلاق يدها لتعيث قتلآ و دمارآ لشعبه دون حسيب أو رقيب !!! فهل يا تري هي اشارات نهاية عهده التي سوف يسجلها له التاريخ كأغبي رئيس حكم السودان لأكثر من ربع قرن ؟ ؟ ؟

  4. لو كنتم تقولون هذا الكلام وتتناصحون من أول أمركم لما انحرفت الحركة الاسلامية عن جادة الاسلام الحق وأصبحت حركة النفاق الاسلامية.

  5. بدون قناة فضائية للمعارضة سوف يدور الجميع فى دائرة فارغة قناة فضائية يا محسنين اين مبادرتك يا دكتور ابو قناية فى بريطانيا نحن فى انتظار ما وصلتم الية؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

  6. التاريخ يحدث دومآ عن غفلة كل حاكم مستبد و تجبره و طغيانه في أواخر ايامه :
    فرعون موسي أمر ببناء الصرح الذي ما أوصله مبتغاه
    شافيز فنزويلا عدل الدستور لحكم مدي الحياة و غادر قبل تنصيبه
    مرسي مصر عدل الدستور لحماية عرشه فخلعه الشعب غير مأسوف عليه
    مشير السودان جاء بالوثبة الهلامية التي تمخضت عن انتخابات ( أحادية ) بمن حضر .. مع تعديل للدستور بقبضته علي تعيين الولاة و القضاة و خلق جيش موازي من القوي الأمنية مع اطلاق يدها لتعيث قتلآ و دمارآ لشعبه دون حسيب أو رقيب !!! فهل يا تري هي اشارات نهاية عهده التي سوف يسجلها له التاريخ كأغبي رئيس حكم السودان لأكثر من ربع قرن ؟ ؟ ؟

  7. ممتاز عروة ؛ أديت جماعتك في التنك ، أتمنى أن تكون لهم آذان تسمع و عقول تعي مثل هذا الكلام ، ونحن بدورنا نقول لهم سلِّموا تسلموا قبل فوات الأوان ، إنَّا نرى رؤوساً قد حان قطافها فقد بلغ السيل الزبى و دنت ساعة الإنفجار

  8. المسالة اونطة في اونطة
    دستور منتهي منذ انفصال الجنوب وتم فرضه بالاونطة
    تعديلات دستورية على دستور منتهي الصلاحية حمرة عين واونطة
    سجل انتخابي يضم اسماء مواطني جنوب السودان والموتي وزادوه حبه اونطة على اونطة
    انتخابات من غير منافسة والشعب يقاطعها ولكنها قائمة بمن حضر والاونطة
    كل شئ بقى اونطة في اونطة
    والغريب في الامر لم يتجرا احد بتقديم طعن دستور ضد كل ما جاء
    استسلم الناس للاونطة

  9. والله أنا بخجل ليك يا عروة…إنت بالذات أخر كوز يجب أن يتكلم..
    خلاص شوفتو المركب قربت تغرق..8

  10. رأيك شنو يا محجوب عروة .. انه عمر البشير وجماعته خايفين من المحاكمات .. رأيك شنو في محاكمة ا لبشير والمفسدين وبعدين كلمنا عن المشاركة العريضة والديمقراطية

  11. والله يا شيخ عروة الحاصل دة كله أنا ما مستغرب منه بس موضوع رئيسنا السابق سوار الذهب دة ما مفهوم،، لقد ساعدنا في التخلص من دكتاتور ولكنه الآن بيبنى في دكتاتور أظرط من النميرى،، دة يفهموه كيف؟؟

    أنا تفسيرى إنو المال بقلل النقاش فإنحسار دعم الخليجيين لمنظمة الدعوة الإسلامية التى تزعمها سوار الذهب منذ ثلاثة عقود قد دفع الرجل لإرخاء ذنبة خدمة للبشير من أجل التمويل والكاش،، الله ينعل الفقر،، أصحى يا شيخنا سوار الذهب ولا تلطخ تاريخك بالرغم من أننا نعرف أن البيان الأول للبشير تم تسجيله بكاميرا مدير سونا الحالى في مكاتب منظمة الدعوة الإسلامية.

  12. ظننتم ان بالانقلاب العسكرى ستيسطرون على مفاصل الدولة و على كل شيء ولكن فشلتم في التمييز بين فقه الجماعة وفقه الدولة.
    ظننتم فليذهب الجنوب المسيحى ويبقى لنا الشمال المسلم واندلعت حربكم مع مسلمى دارفور؟؟؟
    فهل تقرون اليوم بأنكم لم تفكروا في تقديم الدولة على الجماعة؟؟

    وكثر نقد نظامكم من الداخل من قادته ومفكريه؟؟؟؟؟
    فلماذا التباكى الآن وقد الغيتم الدولة منذ ان قررتم الانقلاب العسكرى والاستيلاء على الحكم بقوة السلاح؟

  13. الأخ / محجوب عروه لك السلام مع الأحترام الواجب
    وأنت رائد صحيفه أعتبرها وسطيه وأنت فيك مرونه أحمدها فى هذا الزمن الذى يعج بالتطرف الذى له أسبابه المبرره وغير المبرره هذه المرونه التى تغرى بأن تكون صحيفتك رائده فى قيادة حمله توعويه لتحرير الصحافه يشاركك فيها من شاء من رؤساء التحرير للصحف السودانيه وللتوضيح أكثر أود أن أقدم بعض الاضاءات التى ارى متواضعا أنها قد تضىء الدرب المدلهم أمام الصحافه السودانيه المعاصره من خلال توجيهها لشخصكم الكريم ومن خلالك للكافه (الأعلاميين) ممن اختاروا الصحافة (قدرا ومصيرا) ولكى يكون حديثى شاملا فلنقل الأعلام بصورته الكبيره الأعلام رساله وصوت مفدس ومتنفس وموجه له مكانته فى الحياه المعاصره وأصبح فعالا لدرجة مهاجمة الحكومات بمكوناتها الأداريه والتنفيذيه المختلفه بمضايقته للحد الذى رمى بالأعلاميين فى غياهب السجون وعرضهم لشتى أنواع البطش والتنكيل ولعمرى هذا شرف لايدانيه شرف لمن صدع بالحقيقه وعرى الباطل أينما كان وقال شعبى أولا
    عليه كثيرا ماتناول دعاة الديمقراطيه مصطلح (القيم المعاصره) ألا وهى هى نفسها التى يكررها رؤساء الدول التى تدعى الديمقراطية منهجا وعلى رأسهم الأنموذج الأمريكى نفسه ( أوباما) ووالتى يطلق عليها (القيم الأمريكيه) وقد صدق وهو كذوب فهى معايير العصر وهى ( الديمقراطيه بمعناها الكبير-حقوق الأنسان- الحريات)
    ومايهم الصحافه والصحافيين خاصة مسألة الحريات الصحفيه فكثيرا مايتناولون المسأله حتى أصبح المصطلح أقرب للابتذال أن لم يكن أبتذل فعلا فلماذاا؟؟؟؟ وهذا ما أود ان أشير له بمقالى هذا
    لماذا؟؟؟ ذلك لانهم (كل من تناول مسألة الحريات) أغفلوا (عنصرا) مهما للغايه فيه وفيه يكمن الحل الشافى لصدورهم ألا وهو( مبدأ حماية الحريات) نعم لأن أتاحة الحريات لا تكتمل بدون حمايتها لانها تصبح كالشرك الخداع الذى ترمى به السلطات بخبث حيث تظهر فى هيئة المتسامحه لكى يكتب الناس وهم سادرون فى مايكتبون ثم يكتشفون أنهم بلا غطاء (مكشوفون) تتلاعب بهم أجهزة الدوله باجراءاتها المطاطه ( تطلق سراحهم أن شاءت مشكوره أو لا ) فيجن جنون الكل
    مما يجعل الصحافيين بالذات عرضه لمشاعر( متضاربه متناقضه متصارعه) تورث الجنون فهم لايعرفون كونهم (جناة أم أبطال؟؟؟؟؟؟)
    ألا ينبغى لكل هذا أن ينتهى؟؟؟ الا ينبغى أن نركب قاطرة العصر ونحن الذين قال فينا الخليل عازه قومى كفاك نومك ؟؟؟
    عليه يجب على كل من تناول القلم وانبرى لهذه المهمه ألا يساوم أبدا فى هذه القيم (لا لأنها قيم غربيه) لا بل لأنها (قيم العصر) بكل ما فيه من تنوع
    ثم لأنها ( حصنهم وحصانهم الوحيد) الذى يجميهم من بطش كل من بطش
    أحلم بقيام (حمله قوميه أعلاميه تتناول مسألة حماية الحريات) و لاأقول أتاحتها على عكس ماتنشط اصوات السياسيين أقول ذلك لأن الحريات( حق) لايمنح وليست العبره أبدا فى منحها ولكن العبره فى (حمايتها) والتى تكون واجبا يجب أن تنصاع له الدول وهو الأمر الذى يجب أن (يناضل فيه المناضلون ويكافح المكافحون ويجاهد المجاهدون) ودونكم ماتفعله فرنسا ومسيرتها التاريخيه التى شارك فيها من رأينا من قاده ومن زخم فرنسا التى رأت أنها أصيبت فى مقتل حينما تم التعدى على صحيفه والمقارنه بحالنا يدعو للضحك
    ألا ترى أستاذنا عروه ان الرئيس الفرنسى الذى يفاخر بهذه القيم ألا تراه كيف أقام الدنيا وأقعدها لمن راى أنه هدد حرية الصحافه؟؟؟؟؟ كل الزوبعه فى فرنسا مناطها( حماية حريه الصحافه؟؟؟؟) وليس حريه التعبير كما يساء الفهم وذلك لأن حرية التعبير أصلا متاحه
    الدوله تلزم نفسها وتلزم غيرها (وتحارب المتعدين) على حرية الصحافه ناهيك عن مسألة السماح بالنشر أم غيره
    لقد تقدموا خطوات واسعه نحو المستقبل هل لنا بلحاق؟؟؟ مع احترامى

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..