المؤتمر الوطني اضطراب سياسات أم بداية النهاية

زين العابدين صالح عبد الرحمن

يقول إمانويل كانط ” كل كائن عاقل هو كائن يتمتع بحرية الإرادة, و القدرة علي القيام بالفعل الأخلاقي, و لا معني للفعل الأخلاقي في غياب الحرية و الإرادة”

و غياب الحرية و الإرادة هو سبب أساسي في تعميق الأزمة السياسية في السودان و استمرارها, و هناك اضطراب حقيقي في سياسة الحزب الحاكم, و هذا الاضطراب ليس نتيجة خلل في السياسة أو البرنامج السياسي للحزب الحاكم, و لكنه نتيجة لفقد الحزب الحاكم البوصلة, و فشل المشروع الحضاري منذ السنة الأولي للانقلاب العسكري عام 1989, و ظلت الحركة الإسلامية تتخبط في سياساتها, و باتت سياساتها تعتمد علي سياسة الخطأ و الصواب مما يؤكد غياب المشروع, و يؤكد أيضا إن النخبة الحاكمة تعتمد علي عناصر مأزومة, انحرفت عن العمل السياسي, و انخرطت في الفساد السياسي و الاجتماعي و الإداري, و رغم ذلك ترفع رايات الطهر و البراءة, الأمر الذي أدي إلي خلل في العملية الأخلاقية, حتى وصل السودان إلي هذه الحالة التي يعيشها حاليا, أزمة في كل شيء حتى في الأخلاق, و سوف تستمر الأزمات, و سوف تتعمق أكثر مادام النخبة الحاكمة تقبض علي مفاصل الدولة, و الجانب الأخر للمشهد ليس أفضل حالا في الشأن السياسي, حيث أصبح الصراع في صفوف المعارضة يأخذ مساحات أكبر, من أن يكون الصراع بين المعارضة و السلطة الحاكمة, و في هذا المقال سوف نبين فيه كيف أصبح الاضطراب ملازما لسياسة الحزب الحاكم, و أية خطوة في الاتجاه الصحيح للمعارضة, تؤثر في السلوك للسلطة و تختل خطواتها, مما يؤكد إن النظام فقد عوامل البقاء و لكنه يعتمد في استمراره علي الأخر.

قبل إن تعلن الجبهة الثورية عن رحلتها السياسية إلي أوروبا, أعلن السيد رئيس الجمهورية في خطابه أمام البرلمان, أنهم لا يمانعون في حوار الحركة الشعبية ” قطاع الشمال” و العمل من أجل أقناع الحركات المسلحة في دارفور الالتحاق بركب الحركات التي وقعت علي اتفاق الدوحة, رغم إن خطابات الرئيس لا يعول عليها كثيرا, لأنها خالية من الإرادة, و خالية من أية توجه إستراتيجي نحو حل الأزمة السياسية في السودان, في اعتقاد راسخ عند النخبة الحاكمة, إن أية حل سياسي ليس في مصلحة مصالحهم الخاصة, لذلك هم لن يوافقوا علي حوار يفضي إلي تغيير في السلطة. و لكن من خطابات الرئيس يمكن التعرف علي الحالة التي يعيشها النظام, و خطاب الرئيس كان يشير إلي إن النظام خرج سالما من تظاهرات سبتمبر, و عليه أن يقدم أطروحات تهدئ النفس, و لا تقدم خيارات للحل, رغم إن تظاهرات سبتمبر, و رد فعل السلطة عليها بالعنف المفرط, كشفت مدي ضعف النظام و الخوف من أية تحرك جماهيري, لآن هذا العنف الذي واجه النظام به المتظاهرين, هو أعلي درجات العنف بهدف القمع و التخويف, و إذا صمدت الجماهير في الشارع, و قدمت مزيدا من الضحايا, كان النظام قد انهار تماما, و كان السبب الأساسي غياب القيادة السياسية الميدانية.

بعد خطاب الرئيس في البرلمان, قال الدكتور إبراهيم غندور رئيس وفد الحكومة مع الحركة الشعبية قطاع الشمال, في مؤتمر صحفي ( إنهم جاهزون للحوار مع الحركة الشعبية قطاع الشمال, و نحن في انتظار تحديد موعد من أجل بدء الحوار, و قد اتصلنا بالوساطة الإفريقية و بلغناهم أننا جاهزون لبدء الحوار), هذا التصريح يعد تكملة لعملية السيناريو في تهدئة الوضع, و جر الناس لعملية جدل بيزنطي, عكف عليه النظام منذ أن شعر إن القوائم التي يقف عليها بدأت تتمايل لعوامل كثيرة, أخرها الأزمة الاقتصادية, التي تعيشها البلاد, و يعاني منها 90% من الشعب السوداني, و هي عوامل لا حل لها مطلقا في ظل بقاء النظام علي السلطة, كما إن الشعارات العاطفية التي كان يعتمد عليها النظام بالحديث عن تطبيق الشريعة, أصبحت غير مقنعة للشعب الذي يري و يراقب انتشار الفساد, بأيادي قيادات الإنقاذ, التي كانت تبشر الناس بالطهر و العفة و ألتقوة, فإذا هم أخلاقيا دون ذلك.

بعد تحرك قيادات الجبهة الثورية, للالتقاء بصناع القرار في دول الاتحاد الأوروبي, أحدث ذلك ردة فعل في النظام الذي اعتقد إن الجبهة قد حاصرتها الأحداث, و لا تستطيع علي الحركة السياسية خارج دائرة تواجدها في السودان, حيث بدأت تردد أجهزة الإعلام إن الحركات المسلحة محاصرة, و لكن كانت المفاجأة أنهم خرجوا من السودان, و وصولوا إلي القارة الأوروبية, و هذا يعني أن لديهم القدرة علي الحركة, ليس في الأماكن التي يسيطرون عليها, بل خارج حدود السودان, و هذا يؤكد إن الممرات فاتحة أمامه, و ليس هناك حصارا كما تدعي وسائل الإعلام التابعة للنظام, و كتابات الصحافيين الإنقاذيين و توابعهم, لذلك تغيرت لهجة السلطة الحاكمة, بدأت بالا مبالاة, من قبل وزارة الخارجية السودانية, حيث صرح و كيل وزارة الخارجية رحمة الله عثمان ( أنه سيتم تقييم المسألة في حال قابلت قيادات الجبهة الثورية مسئولين بالدول الأوروبية و بخلاف ذلك لا نستطيع أن نعلق علي تلك الزيارة ) و تصريح و كيل وزارة الخارجية ينظر للمسألة, من خلال مستوي المقابلة في الدول الأوروبية, و اعتقد إن المسألة خلافا لذلك, بل تؤكد إن الجبهة الثورية قادرة إن تخترق الإدارات في أوروبا, وتوصيل رسالتها, و هذا يؤكد إن الجاليات السودانية في الخارج قادرة إن تهيأ لقاءات بين المعارضة و صناع القرار في تلك البلاد, و سوف تتطور بفعل الأحداث, و هذا يؤكد أيضا أن المعارضة قادرة خارجيا لعزل دبلوماسية النظام. و لكن تصريحات قيادات النظام تغيرت بعض الشيء, و أخذت جانب التهديد و الوعيد.

في تطور يؤكد إن قيادات النظام بدأت تفقد صبرها تجاه هذه الزيارة, و فارقت رباط جأش مصطنع, الذي حاولت أن تواجه به الزيارة, حيث كشف الدكتور نافع علي نافع مساعد رئيس الجمهورية خطط النظام العسكرية المعدة, و الكشف يؤكد حالة القلق, حيث قال في لقاء جماهيري في دارفور ( إن القوات المسلحة حركت آلياتها صوب ولايات النيل الأزرق و جنوب كردفان و دارفور و هي تحت الأشراف الكامل لرئيس الجمهورية عمر البشير الذي سيقود العمليات بنفسه) و كان الهدف من هذا التصريح, أن يخلق حالة من الهلع وسط صفوف قيادات الجبهة, و التي تقوم بجولة سياسية في أوروبا, و يجبرها علي قطع زيارتها و الرجوع. و إذا كانت استجابت قيادات الجبهة لهذا التهديد, كانت قد أكدت إن حركاتها ليس منظمة و تعتمد الحركات علي هذه القيادات في المواجهات, و لكن عدم انشغالها بتصريحات التهديد, أكدت إن قواتها متماسكة, و هناك قيادات ميدانية قادرة علي المواجهة و التصدي, إلي أية حركة من قبل قوات النظام الحاكم, و بالفعل حدثت مواجهات ميدانية حسب التصريحات المنقولة كبدت فيها قوات النظام خسائر, هذا الأمر أيضا أدي إلي نقلة أخري في عملية المواجهة.

حيث جاءت تصريحات وزير الدفاع في البرلمان, حيث قال وزير الدفاع عبد الرحيم محمد حسين في خطابه أمام البرلمان ( إن القوات المسلحة أكملت خطتها العسكرية, و التي تهدف إلي القضاء علي التمرد في ولايات جنوب كردفان و النيل الأزرق و دارفور. و إن آليات الجيش تحركت صوب هذه المناطق) و أضاف قائلا ( هذا الصيف سيكون حاسما لإنهاء التمرد و عودة الاستقرار في تلك المناطق) هذا التصريح يلغي تماما حديث رئيس الجمهورية حول الحوار السياسي, الذي أعلنه أمام البرلمان, و في تطور أخر, إن السلطة أعلنت انتهاء فترة إنهاء العدائيات و وقف إطلاق النار, لكي تؤكد جدية حديث وزير الدفاع, أنهم بصدد الحملة العسكرية, و مثل هذه التصريحات قد درج النظام عليها و كلها خالية من الفعل, و الخوف من جانب النظام إنه يعتمد فقط علي الآلة العسكرية في بقائه في السلطة, و قدرة هذه الآلة علي القمع و قتل الجماهير, و إذا فشلت هذه الحملة العسكرية يكون أخر حصن للنظام قد إنهار, بعد ما انصرفت عنه مجموعات كان يعتمد عليها في العمل الجماهيري, كما إن القوات الخاسرة في أية معركة تكون لها ردة فعل مضادة, و هذا الخطر الذي تواجهه السلطة, حيث أصبحت خياراتها محدودة, الأمر الذي يفقدها القدرة علي المناورة التي كانت تعتمد عليها في سياستها, الأمر الذي جعل لها خيارا واحدا هو القوة فقط.

و لكن السلطة لم تكتف بذلك, بل بدأت تهدد حتى قوي المعارضة الداخلية, و التي تعتمد علي النضال السلمي من أجل التغيير, عندما أكدت قيادات المعارضة, أنها سوف تنسق مع الجبهة الثورية بهدف عملية التغيير, و قال الدكتور نافع مهددا ( أننا كنا نعلم إن هناك قوي سياسية لها علاقات مع الجبهة الثورية, و لكن تصريحات المعارضة تخالف قانون الأحزاب, و تنسق مع حركات مسلحة لعملية إسقاط النظام ) لهجة التهديدات التي دائما يرسلها الدكتور نافع, تؤكد حالة الإفلاس التي يعيشها الحزب الحاكم, و تقديمه لعناصر لا تمتلك من المقومات غير أنها تعتمد علي الإساءة و بذئ القول, إلي جانب التهديد و العنف, و لا تغيب تجربته الدكتور نافع في تأسيس بيوت الأشباح ذات السمعة السيئة, و تعذيب الناس و التنكيل بهم وصل حد ممارسة القتل للبعض. و رد لذلك جاء تصريح أركو مناوي أنهم في الجبهة الثورية يمتلكون خيارين, الأول إن يستجيب النظام لعملية التغيير الشامل دون قتال, أو أنهم سوف يسقطون النظام بالقوة, و هذا التصريح يؤكد إن الجبهة الثورية قادرة علي التحدي, و هي أيضا ليست مفلسة من لغة التهديد, و إن الميادين سوف تثبت من هو الصادق في ذلك, هذا التطور سببه حالة الاضطراب التي يعيشها النظام, و فقده علي عنصر المبادرة في إدارة العمل السياسي, هذا التحول أيضا بدأته المعارضة الداخلية في أنها لن تنتظر المترددين في العمل السياسي لمواجهة النظام, بل أنها سوف تتحرك صوب ذلك, الأمر الذي يفقد النظام الرهان علي اختلاف المعارضة, و لكن هل المعارضة الداخلية سوف تغادر المحطة التي وقفت عندها طولا, لمحطة أكثر تقدما, و تمتلك الإرادة و الأدوات التي تساعدها لذلك, هو ما سوف تكشفه الأيام القادمة. و نسأل الله لها بالتوفيق.

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. النظام يدرك أن في داخله عشرات الآلاف من الذين يكرهونه حد الموت و أنهم سوف يتعاونون مع الجبهة الثورية و هناك من يبلّغونهم المعلومات الحساسة أول بأول ، هؤلاء أغلبهم من الذين اغتصب النظام قريباتهم أو من عذب أهلهم في بيوت الأشباح أو من قتل أقرباءهم و أصدقاءهم أو من الذين قطع النظام أرزاق أهلهم سواء كانوا يعملون في الدولة أو التجارة أو غيره ، و بعضهم من تعرضوا للإذلال على يد الأنجاس الأرازل من مناصري النظام … النظام أكثر من أعداد أعدائه بصورة تجعله مكشوفا للعدو … هؤلاء لم يقرأوا التاريخ و لم يسمعوا بأن العدل أساس الملك … كل يوم سينضم الشباب لحملة السلاح و كل يوم سيزداد الذين يبلغون الثوار أدق المعلومات عن النظام ، كلما زاد النظام في القمع و قتل الشباب المسالمين كلما نبت أضعافهم في صفوف أعدائه … ابشروا يا القشير الكضاب و أبو العفين و علي سرطان طه و أبو ريالة و غندور و مندور و قطبي عملة و كل العفن ، ابشروا بأعواد أضخم من عود القذافي ، ابشروا .

  2. رغم أن المظاهرات لن تسقط النظام ولكنها في غاية الأهمية والضرورة لأنها تحقق أهدف هائلة لن يحققها النضال المسلح، وهذا ما أظهرته بجلاء مظاهرات سبتمبر، من هذه الأهداف إضعاف وإرباك النظام وكشف زيفه وخداعه وتسلطه وبطشه وتنكيله للشعب وضيق أفقه أمام الاحتجاجات السلمية والرأي الآخر، ولقد سلطت مظاهرات سبتمبر أضواء الفضائيات العالمية وإدانة واسعة من دول العالم والمنظمات الدولية، وشعر النظام بحرج شديد وإرباك غير مسبوق، واختلطت أقواله وتبريراته وسادت الفوضى أجهزته حتى أوشك على الإنهيار، إلا أن المظاهرات بدون اعتصامات وعصيان مدني لن تؤتي ثمارها، والمعارضة رغم اتفاقها على إسقاط النظام إلا أنها مختلفة على الوسائل مما يجعلها مثل ركاب مركب يقدف كل منهم في اتجاه فيبقى المركب محلك سر.
    هذا النظام ليس له أي أخلاق مهما قتل ومهما أسال الدماء ومهما أباد، ولذا فإن هذه السلطة لن تسقط إلا بقوة السلاح، ولذا نعول على الجبهة الثورية، ونأمل من كل الأحزاب أن ترسل مقاتليها للمشاركة في الجبهة الثورية التي أصبحت حركة قومية رغم إدعاءات النظام ودعايته الكاذبة بأن هذه الحركة حركة عنصرية ضد الاسلام والعروبة، وكلنا يعرف زيف هذه الادعاءات، بل الجبهة الثورية أكثر قومية ووطنية وحرصاً على الوطن وأمنه ووحدة أراضيه من هذا النظام العنصري المتسلط. نعم نحن نعول على الجبهة الثورية لدخول الخرطوم واسقاط النظام بقوة السلاح، ومن الخير لهذه الأحزاب أن تشارك في المرحلة القادمة الحاسمة في الكفاح المسلح سواءً بالرجال أو المال أو العتاد، وعلى كل السودانيين أن يدعموا هذه الحركة الوطنية القومية بالرجال والمال.
    إن شمس السودان التي غربت بالبندقية التي قادت هذا النظام للسلطة ومكنته في البقاء ربع قرن من الزمان، لن تشرق هذه الشمس من جديد إلا بالبندقية، وكل من يقول أن هذه دعوة للفتنة وإراقة الدماء ، نقول له أي فتنة أكبر من الموجودة الآن والسودانيين يقتلون في كل أنحاء السودان، والإبادة الجماعية تتمدد وتتسع كل يوم في كل ولايات السودان، وأي فتنة أكبر من إفقار وتجويع الشعب وتمزيق الوطن وبيع أراضيه طوعاً أو كرهاً للأجنبي؟؟؟؟؟؟ ونذكركم بقولهم أنهم جاءوا بالبندقية ومن يريد السلطة عليه أن يطلبها بالبندقية. كما أذكركم بقول الرئيس المصري السابق جمال عبد الناصر الذي قال: ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة. وهل هم جاءوا للسلطة بالانتخابات أم بالمظاهرات؟؟؟ بل جاءوا بالدبابة والكلاشينكوف وتمكنوا وبقوا ربع قرن بهما ولن يذهبوا إلا بهما. ونقول للذين يتكلمون عن تغيير سلمي، كفى أوهاماً، كفى أوهاماً.
    رسالتنا للجبهة الثورية أن يواصلوا الزحف نحو مركز القرار في القصر الجمهوري، وأن يعلموا أن آمال كل السودانيين معلقة بهم مهما عظمت التضحيات، وأدعوا الجيش السوداني العظيم ضباط وضباط صف وجنود أن ينضموا اليوم لرفقائهم في الجبهة الثورية لتخليص الوطن من هذا الكابوس الذي قادنا من مهلكة إلى مهلكة ومزق بلادنا وقتل شبابنا واعتصب نساءنا وأفقرنا وأمرضنا وأهاننا وأذلنا وجعلنا في ذيل شعوب الدنيا لا عزة لا كرامة حتى قال القائل وغض الطرف أنك سوداني.

  3. يا أخي حمدان مثل هذا التهديد بالتشفي والانتقام لا يبني بلدا. يجب على الجبهة الثورية أن تبسط العدالة، لا عدالة الأعواد ولكن عدالةالمحاكم ولا بد لكل من أجرم بحق الشفب أن ينال جزاءه الأوفى.

  4. مقال رائع
    ابرز ما تناوله الاستاذ زين العابدين هو لغة ( القوة والتهديد ) لدى النظام التي اصبح يعتمد عليها الان بنسبة 100% ، لانه فقد مصداقيته في الاعلام الذي كان يروج به اكاذيبه واصبح مكشوفا والكضبة بقت ظاااهرة منذ احداث سبتمبر وانكاره التام لقتلى الثورة ..
    يديك العافية يا استاذ

  5. مقالك يحوي تحليلات وتفاسير منطقة جداً لتصريحات وأفعال قادة النظام بلا أدنى شك خصوصاً تفسير التأرجح بين القول بالرغبة في التفاوض مع مكونات الجبهة الثورية تارة والتحول إلى التهديد والوعيد تارة أخرى ..

    ولكن في مقدمة المقال عند حديثك عن ما سمي بالمشروع الحضاري نراك وكأنك تقول أن النظام كان له مشروع حضاري متماسك من الناحية الأيديولوجية ولكنه فقده .. والواقع أن ما سمي بالمشروع الحضاري كان مجرد كلام فارغ من اي محتوى أو مضمون يمكن أن يقدم حلولاً للمسائل الأساسية التي تواجه البلد كالتخلف الإقتصادي والإجتماعي وطريقة الحكم التعامل مع منظومة التعدديات .. ليس لأن هناك خلل في المرجعية التي إعتمدوا عليها في إطلاق الكلام عن مشروعهم ذاك .. ولكن الخلل كان في تفسير تلك المرجعيات وكيفية إستخدامها في صياغة عناصر ذلك المشروع .. وهناك الكثير الذي يمكن أن يقال في هذا الجانب مما لا تسمح به سياق التعليق على مقال ..

    ولقد تطرق المقال بعدم فعالية المعارضة التي إختارت النضال السلمي لإسقاط النظام .. ولكن لم يقدم طروحات واقعية لتحقيق أهدافها في ظل القمع الذي واجه به النظام المتظاهرين (300 قتيل في يومين!!) .. والمنطق السليم يقول أن المعارضة ما لم تغير وسائل نضالها- والحال هذه – لن تحقق شئ من أهم أهدافها المتمثل في إسقاط النظام .. وضمن الخيارات المتاحة للمعارضة حمل السلاح ضد النظام الذي أثبت أنه الوسيلة الناجعة المعروفه والمجربة مع النظام ..

    ترى لماذا يلجأ النظام إلى تلك القوة المفرطة للتعامل مع متظاهرين لا يحملون إلا هتافاتهم ؟؟ أليس ذلك لأنها مقتنعة كل القناعة أن القوة هي التي يمكن أن تردع أي معارضة .. ألا ترى أن الوجه الآخر لهذا الإعتقاد و صنوه هو أن لا شئ يخيف النظام ويرعبه أكثر من السلاح؟؟

  6. وكمان فى ناس كرهوا الجماعه ديل دون ان يمسهم اى شئ من الاشياء التى ذكرتها ياحمدان بس لانهم عرفوا حقيقتهم وادركوا هم سبب كل البلاوى وضنك العيش الشعب كلو كاره هؤلاء الذين اثبتوا انهم شزدمه لاتفهم فى السياسه ولاحتى فى السرقة واللهف

  7. المؤتمر الوطني حزب صنعته سلطة لم تكن تملك شرعية وجودها ، ما جعلهاتحكم بمنطق القمع والإقصاء كنظام مستبد حدّ اللا انسانية ، ومن المعروف فكرياُ وما يسنده التاريخ وتؤكدة فلسفة النظم السياسية ، أنّ الانظمة الآحادية المستبدة بالسلطة تحمل بذرة فنائها في داخلها وهذا ما يحدث الآن بالنسبة للمؤتمر الوطني وهو الحزب الذي عرف بالفعل اللا أخلاقي ناهيك عن تغيبه للحريات العامة ومصادرة ارادة الشعب .وقيادات هذا الحزب تدرك هذا المصير ، لذا نجدها تتخبط العشواء وقد ظلت ولم تزل تسعي لمغالطة التاريخ ونفي الوقع المزري الذي تعيشه البلاد.

  8. الاخ زين العابدين مقالك رصين وجميل فيه نوعيه من التحليل العلمي لواقع السودان اليوم. لقد تتطرقت لمشروعهم الحضاري الذي غسلوا به ادمغه الشعب السوداني باسم الشريعه، ومن الطبيعي ان تكون النتيجه كما نراها اليوم. لان اغلب الشعب عايش علي حكايه الله كريم وبما ان عمر البشير رئيسهم وعصابته ، استعملوا جوكر هذا الدين، لانهم فاقدي العقلانيه.

  9. القوات الكبيرة التى حركها الرئيس المهزوم دائما .. لن تستطيع الصمود وسيهربون تاركين العربات واللانكرروزرات الجديده بسلاحها غنيمه للثوار ..لانهم مرتزقه تم استئجارهم من خارج السودان للقتال لانقاذ كرسى الرئيس الدائم من السقوط الحتمى .. اما المقاتلين المحليين من السودانيين فقد اكتشفوا بعد ربع قرن انهم كانوا يقاتلون من اجل جنات كافورى المحرمة عليهم وكانوا تحت تأثير مخدرات هيئة علماء السودان التى اصبحت فاقدة للتأثير بانتهاء الصلاحيه ..

  10. أنها السبب : أنتاج وتدوير سلعة الظلم

    .. هناك سؤال ظل يحيراني ولم أجد لة أجابة!! لماذا كل هذا البلاءالواقع علي مجموع البشر الذين يسكنون ارض السودان ….وهل لذلك أرتباط بالمعادلة الانسانية المتعارف عليهاتاريخياً علي مر الدهور والعصور، (أنه بمثل العطاء يكون الجزاء)..أي هل عطاء مجموع أهل السودان يؤهلهم لنيل مثل هذا الجزاء من الانحطاط والتردي والتدني -( سواءً في شئون معاشهم أو في حكامهم أو في كيفية أدارة شئون حياتهم أو في أي مضمار من أنشطة العطاء الانساني الفنية والادبية والرياضية)- ماذا فعل أهل هذة البلدة لكي يلاقوا مثل هذا الجزاء….أذا كانت قاعدة الجزاء من جنس العمل قد أثبتت مشروعيتها كاساس موضوعي لتفسير نتائج ما تقدمة الايادي من أعمال…ياتري ماذا قدمت أيدي أهل السودان لتنال مثل هذا المصير المؤسف الحزين…

    نعم نال السودان أستقلاله من المستعمر الانجليزي قبل57 عام مضت ، وكانت أهم معالم تلك الحقبة (الخدمة المدنية ذات الكفاءة العالية ،النظام التعليمي والصحي ذو الجودة الممتازة ، النظام القضائي المشموق القامة ، مشروع الجزيرة سلة غذاء البحرين، السكك الحديد التي تجوب ارجاء البلاد ،أستاد الخرطوم، الجامعة الاولي أفريقيا ، جيش وشرطة علي أعلي مستويات الاحتراف…الخ) واهم مافي الامر مستويات دخول الافراد … والتي لايخلتف أثنان أنها كانت تكفل مستويً طيباً من الحياة الكريمة لكافة طبقات المجتمع و أطيافه …أي أن المستعمر جزاه الله خيرا لم يتركنا صفر الايادي قبل أن يرحل.

    .ماذا فعلنا نحن أبناء الوطن بوطننا؟…نعم الاجابة في مرراة العلقم…والحقيقة صورة يرفض خيالنا تصويرها أو تصورها…أنها صورة في بشاعة شجرة تنبت في أصل الجحيم ، طلعها كأنة روؤس الشياطين…لقد خرب أبناء الوطن وطنهم، واذاقوا شعبة عذاب الهون وصغار السعير…للأسف منذ 1956 بداء أبناء الوطن (أنتاج وتداول سلعة الظلم) ثم تدويرها بين الاجيال والاطياف والابناء والاحفاد عبر الحقب الزمنية…. أنة الظلم بكافة أنواعه وأشكالة ودرجاتةوألوانة …..
    أول الظلم كان في التنافس العبثي علي السلطة والجاه بين الطائفتين وأتباعهم من من دوائر المتعلمين وغيرالمتعلمين، والذي لم يراعوا فية ألاً ولاذمة…كانت فية السلطة والمال والنفوذ والطائفة أكبر همهم ومبلغ علمهم…ولا يهم كيف ينال ذلك ولكن المهم هوالحصول علية حتي ولوا كان علي حساب الامانة والاخلاق والحقوق…

    لقد فشل أيناء الوطن في تلك اللحظة الفارقة من تاريخه ، في التاسيس الجيد لشئون أدارة بلدهم بسبب قصر النظر النابع من الانانية والطمع والتنافس علي ظلم البلاد والعباد باكل حقوقهم وأمولهم بالباطل…..نعم لو أحسنوا التاسيس لإدارة البلاد في تلك الحقبه ونكروا الذات وأنصفوا البلاد والعباد لما آلت شئون الحكم والادارة للعسكر الذين وظيفتهم حماية حدود البلاد وأمنها … وليس السياسة وادارة شئون الوطن ، وما كنا دخلنا في هذة الدائرة الخبيثة من الطائفية الي العسكر وبالعكس!! … وما جلبتة علي البلاد من جهل وتخلف وحماقات كان يمكن تجنبها لو قامت الأدارة المدنية لمرحلة الاستقلال بواجبها تجاه الوطن بما تقضية الامانة الاخلاقية والمسئولية التاريخية.

    أستمرت تلك الحقبة 32 عاماً الي أن جاءت فارقة 30 يونيو1989 ، حاملة معها مزيجاً جديد من نسيج الحكم مابين اسلاميين مدنيين واسلاميين عسكريين ، وظن الوطن بهذا النسيج خيراً ، في أن يعيد الامور الي نصابها ويخرج البلاد من علل الدائرة الخبيثة…ظن الوطن في هذة الثلة من أبناءه والذين أتوا من طبقاتة الوسطي وكانوا يمثلون صفوة خريجي الجامعات أنهم سيعملون بكل تجرد ونكراناً للذات لإعادة تأسيس أدوات حكم الوطن علي هدي معايير العدالة والامانة والانصاف والحرية والمساواة . ورسمت اللغة والثقافة والسلوك المستخدم أنذاك في الخطاب والتعبير صورة زاهية لما يمكن أن يكون علية مستقبل الايام خصوصا أنه كان دائماً يلفه الثوب الاسلامي والذي يجد هويً في النفوس ….لكن ماذا جري…..؟

    الان بعد 24 عاماً ….ماهو الحصاد…..الفقر ضرب البلاد في جذورها ،وقال عمر (رضي الله عنة) “لوكان الفقر رجلاً لقتلة” …ما السبب ؟… الظلم والكذب والنفاق والمحسوبية وأكل المال الحرام وضياع الحقوق….ودارفور هي قمة الظلم في هذة البلاد لان فية تقتل النفس بغير وجة حق من كل الاطراف…ويتجار ابنائها بمرارتها وعذابات أهلها بثمن بخساً دراهم معدودة…أن الظلم و الفقر وجهان لعملة واحدة هي الاستبداد والاقصاء وكل ذلك سيؤدي حتما الي التشزم والتفرق والضياع…وحقا أننا أمام دورة جديدة….لاندري ما ملامحها …ولكن لا يقنط من رحمة الله الا الضالون

  11. نرجو من ادارة الراكوبة ترك هذا المقال فترة اطول فاكيد الكثيرين مثلى مروا عليه بسرعة

    لك التحية كاتب المقال وللمعلقين ايضا التحية

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..