الحب في زمن الإرهاب يشغل الشبكات الاجتماعية

“عجبت يا #تونس كيف ينتقل الموت إليك، وأنت التي تقولين لكل العالم #يعيشك”، هكذا علق مغردون على الحادثة الإرهابية التي ضربت تونس متناقلين قصة تضحية عاشق بريطاني لأجل حبيبته.
العرب
ورود ودموع في مكان الجريمة والكثير من الحسرة في قلوب التونسيين على فيسبوك
تونس ? عن ذلك الذي حمى حبيبته بجسده من وابل خرطوش، يتحدث الجميع في تونس والعالم بعد أن خفت صدمة الجريمة الإرهابية التي ضربت إحدى فنادق مدينة سوسة السياحية موقعة 39 ضحية. وفي التفاصيل فإن ماثيو جيمس، (30 عاما)، كان مقيما بفندق في مدينة سوسة صحبة خطيبته سارا ويلسون.
وقالت سارا ?بالرغم من أن جسده كان مغطى بالكامل بالدماء جراء الهجوم، إلا أنه طلب مني الهرب وإبلاغ أطفالنا أن والدهم يحبهم?، موضحة أنها اضطرت إلى تركه على كرسي لأن إطلاق النار كان مستمرا.
من حسن حظ ماتيو أنه لم يمت فقد أنقذه طاقم طبي تونسي بعد أن استقرت 3 رصاصات في جسده بعملية جراحية دامت ست ساعات. وانتشرت صور على نطاق واسع للطاقم الطبي بقيادة التونسي عبدالمجيد المسلمي تحت عنوان ?قصة حب في زمن الإرهاب?.
وتناقلت القصة صحف ومواقع بريطانية شهيرة. وكتب معلقون ذهب في ظن ويلسون أن ماتيو مات فداء لها، لكن الكفاءات الطبية في تونس وبعد العناية الإلهية أنقذت روحه وهو يواصل علاجه في انتظار عودته إلى بلاده معافى. وكتب المسلمي على صفحته على فيسبوك بعد نجاح العملية ?تحية لكل فريق جناح العمليات.. سحقا للإرهابيين.. لن تمروا.. ستهزمكم التونسيات والتونسيون?.
ولم يسلم الأمر من السخرية فكتبت معلقة ?لو كان عربيا لجعل من زوجته درعا بشريا ثم حمد الله لأنه على قيد الحياة وبعد موتها يتزوج أخرى ويقول دفع الله ما كان أعظم?.
قصة حب أخرى أعلنت تفاصيلها أيضا على فيسبوك بطلتها سائحة روسية قررت أن تتزوج تونسيا خبأها في سرداب حتى لا يصيبها مكروه أثناء الحادث الإرهابي.
في المقابل انتشرت صور على فيسبوك وصفها مغردون بالموجعة لسياح عادوا إلى نفس المكان يضعون الزهور ويبكون. وكتب معلق ??في هذا المكان كان هناك إنسان حي وهذا أثر ما فعله به أعداء الإنسان?.
وكتبت معلقة ?ورود ودموع في مكان الجريمة والكثير من الحسرة اليوم في قلوب السائحين، أما التونسيون يتجرعون القهر لأجلهم ولأجل تونس?.
وقالت أخرى ?ضرب الإرهاب كل بلد في أشدّ ما يوجعه، السياحة في تونس، الطائفية في الكويت، الأمن في فرنسا، حاربوا الدواعش المقنعين المندسين بينكم?.
وكانت التغريدة الأكثر انتشارا بين المعلقين ?عجبت يا #تونس كيف ينتقل الموت إليك، وأنت التي تقولين لكل العالم #يعيشك?. وكتب معلق ?اﻟﺴﻴﺎﺡ ﺍﻟذين ﻣﺎﺗﻮﺍ ﻫم من ﻗﺎﻟﻮﺍ i will come to tunisia this summer (سأذهب هذا الصيف إلى تونس) بعد أحداث باردو هم أوفوا بوعدهم وجاوؤا? ونحن لم نف بوعودنا ونحميهم?.
في المقابل أعلن جزائريون على صفحاتهم على فيسبوك دعمهم للسياحة في تونس ناشرين صورا لهم في سياراتهم وهم في الطريق إلى تونس.
من ناحية أخرى قامت حروب افتراضية بين تونسيين وليبيين. وحمل التونسيون الليبيين مسؤولية دخول السلاح إلى بلادهم. غير أن بعضهم حمل المسؤولية إلى التهاون الأمني والرشاوى.
وكتب المدون التونسي هيثم المكي على حسابه نقلا عن ليبيين ?لما بـ10 دينارات (5 دولارات) تختم جوازا دون أن يراه العون، وبـ50 دينارا تمر دون تفتيش، طبيعي بـ100 دولار يوصلونك حتى في موكب رئاسي إلى غاية الفندق حتى لو كانت في حقيبتك قنابل!!، مضيفا ?مشكلتكم الرئيسية في (أفرح بيا)? القضاء على (أفرح بيا) = القضاء على الإرهاب!?.
وأثنى مغردون عن القرار القاضي بإغلاق 80 مسجدا خارج السيطرة وتتبع جمعيات وأحزاب متورطة في دعم الإرهاب.
ووجه مغردون سهام الانتقاد إلى حركة النهضة الإسلامية التي اعتبروها المسؤول المباشر لدخول الإرهاب إلى تونس.
وكتب معلق ?بعد عملية باردو الإرهابية غضبت حركة النهضة من قرار إغلاق عدد من المساجد الخارجة عن السيطرة ومنعت وزير الشؤون الدينية من عزل ثلاثة أئمة من شيوخ التطرف. اليوم وبعد قرار إغلاق 80 مسجدا? صمت نهضاوي كبير والخوف أن تصدر الحركة بيانا تدعو فيه أنصارها إلى الصلاة في بيوتهم أسوة بالسلف. رعب تحمّل النتائج بدأ يسيطر على عقول قادتها لأن مساحة الدم فاقت ما توقعوه?.
ونشر مغردون قائمة أسماء لما أسماه معلقون ?المتسببون في دخول الإرهاب إلى تونس? جاء فيها ?علي العريض (وزير الداخلية ورئيس الحكومة في حكم النهضة) أنا من اتخذ قرار عدم القبض على أبي عياض، خالد طروش: لا يوجد في الشعانبي إلا رياضيون، سمير ديلو: السلفيون فزاعة، عبدالرؤوف العيادي: أتعاطف مع السلفيين وأحداث الشعانبي مفتعلة، راشد الغنوشي: السلفيون يبشرون بثقافة ولا يهددون الأمن العام، حمادي الجبالي: السلفيون أبناؤنا ولم يأتوا من كوكب آخر، عامر العريض: السلفيون شركاء في الثورة، صحبي عتيق: الضرورة تستدعي فتح حوار مع أبنائنا السلفيين?، مؤكدين ?ستركلون إلى مزبلة التاريخ يا خونة فلا عاش في تونس من خانها?.