مقالات سياسية

نشال في القصر الجمهوري

خليل محمد سليمان
ضجت وسائل التواصل الإجتماعي بخبر مفاده إختفاء مبلغ مليون و نصف المليون جنيه من مكتب حبوبة عائشة عضو المجلس السيادي، هو عبارة عن نثرية شهرية.
إن ثبتت صحة الخبر او لم تثبُت فالاكيد القصر الجمهوري هو سكن للنشالين، و الحرامية، و اللصوص لثلاثة عقود، و لا يزال لديهم جيوب، و سراديب داخل قصر غوردون.
الادهى و الامر إلتقى “النشالين” بالعواطلية في القصر، و صفتهم مجلس السيادة الذي اصبح اكبر ” ماسورة” في تاريخنا الحديث.
روج الإعلام الشعبوي المعطوب الذي غيب الشباب، و الثوار ايام إعتصام القيادة العامة بأن وظيفة المجلس تشريفية فقط، لا تتعدى إستقبال الرؤساء، و السفراء، و وداعهم.
خرجوا علينا بوثيقة دستورية عار سلمت كل مفاصل الدولة الحيوية للمجلس السيادي الذي يقوده بشكل فعلي البرهان، و حميدتي، اما بقية العواطلية المحسوبين علي الثورة إكتفوا بالعربات الفارهة، و النثريات الضخمة التي يحسدهم عليها لصوص القصر شركائهم القدامى في المأآل، و المصير القادم، الذي ذهب باللص المخلوع إلي كوبر بإذن الله، و إرادة الشعب، وبئس الخاتمة.
ثبتت صحة الخبر او لم تثبُت تُخصص لمكتب رئيس المجلس نثرية تُقدر بعشرة ملايين ” بالقديم عشرة مليار”، و نائبه نصفها، و بقية العواطلية، و الشماسة مبلغ لا يقل بأي حال عن المليار، و نصف المليار جنيه.
بعد ثورة قامت ضد مظاهر الفساد، و الصرف العبثي، و إهدار المال العام تذهب كل هذه الاموال كنثريات لا تشمل إمتيازات اخرى اساسية مثل العربات الفارهة، و الوقود المجاني، و الصيانة، و السكن، و الاكل، والشرب، و الخدمات العلاجية.
كان يجب ان تقتصر نثريات مكاتب حكام ما بعد الثورة علي “الشاي الاحر” للضيوف، و تُعتمد الوجبات بما تأكله غالبية اهل السودان من عصيدة، و فول، و ” حالتي صعبة” هي عبارة عن صحن بليلة عدسي عليها بصل، و ملح لتحل، محل الفول الذي اصبح عصياً، و إقترب من قائمة البرجوازية، اما الرغيف فنسينا شكله.
كان الاجدي ان يركب حكام الثورة ترحيل جماعي، و من يمتلك منهم عربة توفر له الدولة الوقود، و ان يسكنوا في بيوت عادية كبقية اهل السودان، بدل البيوت، و القصور التي تكلف صيانتها المليارات، و كل الشعب علي قارعة الطريق بين مطرقة الفقر، و سندان غلاء المعيشة، و المرض، و الكوارث.
كان اجدى ان تذهب هذه الاموال لشراء عربات مصفحة تحمي ابناءنا في جهاز الشرطة الذين يسهرون لحمايتنا، و يتعرضون للقتل نتيجة الإهمال، و عدم توفير سبل الحماية اللازمة التي تقيهم شرور اعداء الوطن، و الشعب، وتحفظ ارواحهم الغالية علينا.
كان الاجدى لحكام ما بعد الثورة ان يركبوا الفارهات، و التمتع بالنثريات، و السكن في القصور، بعد ان يعيش كل اهل السودان بكرامة إنسانية، و تختفي مظاهر الجوع، و الفقر، و المرض، و يبيت الجميع في سربه آمناً مطمئناً.
اخيراً نذكركم بامير المؤمنين عمر رضى الله عنه، الراحل قبل اربعة عشر قرناً، و لا تزال سيرته عطرة، فستذهبون اليوم او غداً، ستكون ذكراكم، و سيرتكم قذرة في صفحات تاريخ ثورة ناصعة، مباركة، ابهرت الاعداء قبل الاصدقاء.
الرحمة و المغفرة، و الجنة، و الخلود لأبنائنا شهداء الشرطة الذين قدموا حياتهم فداءً للوطن، و الواجب.

‫5 تعليقات

  1. ومش كده وبس ديل كانوا عاوزين 70 سيارة فخمة آخر موديل!
    ولزوم صرف النثريات كاش شنو؟ ما كل واحد تصرف له بطاقة صراف أو دفتر شيكات ليصرف من الحساب في حدود معينة ويوضح سبب الصرف!

  2. # حاميها…حرامبها!!!
    # الذي بيده القلم ..لا يكتب نفسه شقي!!!
    # لم تسقط بعد..يسقط مجلس الزيادة!!!

  3. حلوة والله عبارة “سكن للنشالين والحرامية واللصوص” اكان تضيف عليها عبارة “فاقدي الضمير والانسانية والاخلاق” ……. الله اكبر عليهم ….. خذلونا

  4. ذكرتني عنوان ورد في جريدة لندنية، عقب تشكيل المجلس السيادي، حيث ورد : “بعد الثورة الشامخة، السودان يُشكل مجلس سيادي، من عساكر وحبوبتين” !!!!!!!!!!! هههههه.

  5. ما رايك أن بعض قيادي النظام السابق مازالوا يسكنون في بيوت الدولة ويتمتعون بكافة المزايا المخصصة لهم من قبل، بل محصنون بعيون ساهرة لحراستهم ليلا ونهارا .. اين لجنة ازالة التمكين ؟

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..