كيس الصائم وكيس الفطور وكيس…

مع إقتراب حلول شهر رمضان المبارك تنشط مجموعات وجمعيات (خيرية) فى طول السودان وعرضه وتستنفر كل خلاياها النائمة “لكيس الصائم” الذي لا يضر ولا ينفع ولا يفرح ولا يغضب المستهدف (الصائم) فكيس الصائم إعلامه أكبر من حجمه والكلام عنه أكبر من محتواه الحقيقي،وقد لا يوجد ما يسمى بكيس الصائم في العالم إلا فى السودان بلد العجب والعجاب والفقر والفقراء، ومن العادي جدا أن يفرز هذا الكيس الصائم قطط إن لم تكن سمينة كالقطط السياسية تكون قطط متوسطة “السمن” بما أن كل من هب ودب منخرط وداخل و(حاشر) نفسو فيه، وإذا لم يكن كيس الصائم مجرد دعاية وملي برنامج للبعض فالناس فى السودان تحتاج لكيس الفاطر قبل كيس الصائم وعلى مدار العام، فالصوم بفضل الله يوفر لبعض الأسر السودانية جهود كبيرة ومضنية كانت ستبذلها لتوفر وجبات اليوم فالبصوم تقل جهدوها وتنصب كلها حول وجبة واحدة رئيسية…والصوم يكون لهذه الأسر إستراحة محارب فى عملية البحث عن الأكل ال12شهرية بمعنى أن أكثر الناس فرحا وسعادة بشهر رمضان المعظم ليس الأغنياء بثرائهم كما يعتقد البعص، وإنما الفقراء بفقرهم والسبب أنهم يعيشون فى دوامة حياة شبه (صومية) وحينما يأتيهم الصوم وعلى طبق من العبادة فما أروعه وأجمله،ولمعرفة ذلك اخى القارئ أنظر للغني وكيف “قيامتو تقوم” فى نهار رمضان مبللا ومرطبا جسمه بالماء، وراقدا ونائما فى غرف مكيفة ذات هواء عليل الى أذان المغرب، وبالليل يتعب بحدوث “كركبات” وكواريك مزعجة فى بطنه بما أكل من الطيبات (التقيلة) وبما عجز من الحركة والمشي على قدميه،والفقير من الجانب الآخر يعمل بكد فى “يومياته” فى السوق إن وجد دون “جورس” أو فتر أو إبداء أي علامة من علامات التعب كأن ليس فى حياته اليومية تغيير والسبب أن جسمه متعودة لحياة الجوع والحرمان، وكيس الصائم لو كان لخير فليكن كيس الفطور وكيس الغداء وكيس العشاء فالفقراء هم الفقراء وحوجتهم للأكل (هى هي) فى رمضان وفى باقي الشهور لا تتغيير أو لا تصبح اكبر فى رمضان.
وختاما سئل واحد من أهلنا “الأدروبات” ذات مرة ومن باب المزح وكان الجو لافح جدا والسخانة على أشدها يها حمد إنت رمضان دى حتصوم فقال: رمضان اليصومها النسوان كيف أنا ما بصوما.
[email][email protected][/email]