الفجر الجديد, مؤتمر الحزب الليبرالي, وقصص أخرى..

*تحت شعار (الكتلة التاريخية وفدرالية القوى الجديدة: طريقنا لحل الأزمة السودانية) عقد الحزب الليبرالي الصديق مؤتمره الثاني: “فوق العادي”..إذ جاء إنعقاد المؤتمر, في ظل ظروف داخلية إستثنائية, وظروف إقليمية ودولية أكثر إستثنائية. وهي “الظروف غير العادية” نفسها, التي ظل (العالم) يعيشها. منذ تم التعرف عليه خلال “الأساطير اليونانية” والقصص التي حملتها لنا, الديانات المختلفة عن أزمتنا مع العالم ,وأزمة العالم معنا.
*ما يجعل مسيرة الحزب الليبرالي والقوى الديموقراطية الجديدة عموما, أشبه بالمسيرة الأزلية اللانهائية, لجلجامش. بحثا عن قيم الحق والخير والعدل والجمال, في عالم ظل منذ نشأته وتحدد بنيته, يتكون في التشظي والتلظي, فيصدع إنسانه .. إنسانه..سواء بالتجويع أو الحروب والقمع أو الأوبئة المفتعلة, وربما كوارث الطبيعة. ويبقى (العالم)هو كما هو معتمدا على زرائعه الخاصة التي تمنحها قوانينه المستقلة, كمعادلات قوى الطبيعة والتسونامي النفسي الذي يعقبها.
*للحزب الليبرالي منا التحية والتهنئة والأرق المشترك, للمسيرة الواحدة والمصير الواحد لكل البلاد الكبيرة. إذ لا زلنا بعد متوحدين وجدانيا ونفسيا وجغرافيا.. بل ومتوحدين مع كل أجزاء جغرافيا بلادنا, بعلاقة الدم,وأسئلة الآوان. لإنهاء ليالي العذابات الطويلة, لشعوب بلادنا الكبيرة, العابرة للجغرافيا نفسها.
* لذلك نعتقد أن إنعقاد مؤتمر الحزب الليبرالي, هو إنعقاد لمؤتمرات كل القوى الديموقراطية الجديدة, في مسيرتها الطويلة, لتحقيق خير بلادنا, على أساس القيم الإنسانية والحقوق الكونية. خصوصا أن المؤتمر يجيء بدافع قوي هو: (توحيد الكتلة التاريخية والقوى الجديدة), في سياق التعضيد والإسهام غير المباشر, الذي يسعى, للحفاظ على وحدة البلاد, و لتعديل الصورة المقلوبة في (الفجر الجديد).
*ماهي الظروف “غير العادية” لبلادنا وللإقليم و العالم: في الداخل السوداني نرى: أن الحروب في الأطراف مشتعلة لا زالت مشتعلة, بل وتشتد قسوة.. ولازالت الأجهزة الأمنية “لنظام الخرطوم” تمارس عنفها الوحشي بالحرق والتعذيب والإعتقال, وكل ممارسات العنف ضد النساء والطلاب والمواطنين عموما. * بل ولا زالت تستخدم بعض من تسميهم كتاب رأي عام وأعمدة, في التبرير لهذه الممارسات, لصرف النظر عن الفرس (ذات نفسه) والتركيز على مربطه, في سجالات أيهما أسبق (البيضة أم الدجاجة) بإحالة شعبنا حول (معضلة الكودة أو الحزب السلفي) بالتأكيد على توقيعه على “وثيقة الفجر الجديد” و(ضدها) في الوقت نفسه؟!!
* وتمضي أطراف أخرى من “الجبهة الثورية” للرد على هذه الترهات عسكريا ومدنيا, في سياق (القرآن حمال أوجه) و (البقلة والإبريق) إذ تصعد من عملياتها العسكرية, وفي الوقت نفسه تجعل من نفسها “صدى” ل “الفعل” الذي تمارسه أجهزة النظام الدعائية والإعلامية, بالتبرير والزرائع لمواقف القوى القديمة؟!
*على المستوى الإقليمي والدولي: تعقد قوى الإسلام السياسي بالقاهرة, مؤتمرها في أواخر فبراير الماضي: “قمة منظمة التعاون الإسلامي” لمناقشة ظاهرة ما أسمته (الإسلاموفوبيا) بعد أن أشارت إستطلاعات الرأي, في دول الربيع العربي. لمدى الإحباط الذي تعيشه هذه الشعوب الآن. بسبب إتيانها بالإسلامويين إلى دست السلطة, وسعيها الآن ل”خلع” الأنظمة الإسلاموية, على طريقة (أخلع عليا كما أخلع خاتمي هذا وأثبت معاوية كما أثبت خاتمي هذا)؟ وعلى هذا الأساس يتم حصار الإسلامويون في ليبيا ومصر وتونس, ويستمر القتال في سوريا, ويتصعد إعلاميا أكثر, خصوصا بعد أن خفت صوت أزمة الإسلامويين, في مالي والجزائر, وتسرب الإسلامويون, الذين لا يزالون يعتقدون في الممالك الإسلامية لغرب أفريقيا, بإتجاه دارفور.
*فتدخل إيران على الخط , لتعطي زخما إعلاميا إستثنائيا لمهرجانات (رسول الشمس- أفتاب) في مشارق الأرض ومغاربها, متزامنا مع تحقيق معادلة قديمة ? جديدة لملء الفراغ السياسي الراهن في المنطقة, بالسعي لضم السودان ومصر إلى محورها الشرير.
* في الوقت نفسه تسعى كوريا الشمالية لإثبات وجودها النووي, وتصدر إيران أسلحة ومتفجرات إلى القوى الإسلاموية المعادية لإستقرار الجزيرة العربية والخليج, فيحتدم الجدل في البيت الأبيض الأميركي حول الميزانية بين الجمهوريين والديموقراطيين, في ظل المواجهات العسكرية والبرية المتوقعة, بين أميركا وآسيا على نحو واسع.
*يجيء إذن إنعقاد مؤتمر الحزب الليبرالي الآن, كخطوة متقدمة للقزى الجديدة الديموقراطية عموما, لمحاولة الإجابة عن أسئلة الداخل السوداني. في ظل ركام عالمي يهدد وجود الكيان السوداني نفسه, بإفرازاته وآثاره الجانبية. فشكرا لكل الرفاق والأصدقاء الذين إئتمروا منشغلين بهموم البلاد الكبيرة.

أفق:
أحمد ضحية
[email][email protected][/email]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..