الإسراف في الأكل أيام الصوم مذموم

الخرطوم طارق عثمان

»الحق تعالى بحكمته اختار أفضل شهر لإنزال القرآن الكريم، على أفضل الرسل، وإلى أفضل الأمم«، بذلك استهل الداعية الشيخ صلاح الدين سر الختم نائب رئيس المجمع الصوفي في السودان حديثه عن فضل رمضان الذي يتجلى بإنزال القرآن، وفيه يقام الركن الرابع للإسلام وهو الصوم، وفضله يتمثل في »كل عمل ابن ادم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به«، وهو مدرسة خاصة للتربية والتأهيل، وفيه ليلة القدر وهي خير من ألف شهر، وفيه العشر الأواخر التي يعتكف فيها عباد الله، وفيه كانت غزوة بدر الكبرى وفتح مكة، وكلها أمور تشير إلى فضله.

والسهر فيه ليس مذموما بالإطلاق، بل الذي يكون في غير فائدة، سوى إهدار الطاقة وإضاعة الوقت في اللهو عن عبادة الله، ليخسر البعض راحة الأجساد واغتنام موسم الخيرات، بصلاة القيام والتراويح وقراءة القرآن، وبذل الجهد في طاعة الله.

وفيما يتعلق بإقبال البعض على العبادات في بداية الشهر الكريم والتراجع عنها مع مرور أيامه يقول من المفترض أن يكون العكس، فالإنسان إذا بدأ فاترا ضعيفا عليه ان يشتد عزمه في الأيام الأواخر، لأن الأمور بخواتيمها، خاصة والعشر الأواخر من رمضان هي زبدة الشهر الكريم، وفيها تحري ليلة القدر، وفيها الاعتكاف وهي ليالي الاغتنام والتجلي من الله عز وجل الى عباده بالإحسان.

وشهر رمضان موسم تربية الأرواح والأجساد في رحاب الطاعة والذي يقرأ حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، يجد فيه ان النبي كان أجود بالخير من الريح المرسلة، وكان أجود ما يكون في رمضان، ويقول العلماء في شرح الحديث إنه يعني زيادة الهمة والإقبال على الطاعة في ملاقاة الذوات الصالحة وعند حصول المواسم الطيبة.

وعن الإسراف في الأكل والشرب خلال الشهر الكريم، يقول الداعية السوداني إن ذلك أمر مذموم وذمه الله تعالى في كتابه العزيز وقال تعالى »وكلوا واشربوا ولا تسرفوا«، ونهى أيضا عن التبذير في قوله »أن المبذرين كانوا إخوان الشياطين«، فالمؤمن مطالب في كل أحواله بالاقتصاد والتوسط في النفقة والمأكل والمشرب، وفي كل أموره، فكيف اذا كان المؤمن في شهر كريم ويلبس فيه عباءة عبادة فاضلة، وعليه عندها ان يكون أقرب في تمسكه بدينه في أعماله وتصرفاته وسلوكه.

البيان