العمال وقود المرحلة

بلا حدود
هنادي يعقوب
مع القفزة الهائلة للدولار الامريكي والتي تجاوزت حاجز ال 30 جنيها سودانيا، بات من العسير جدا التكهن بمصير الشعب السوداني، بعد ان افادت اخبار عن اختفاء العديد من السلع من الاسواق، أو لنقل إخفاؤها، ورفض تجار الحديد بسوق السجانة البيع يوم الخميس الماضي، وتوقعات بزيادات في اسعار الوقود وما يترتب علي ذلك من زيادة في تعريفة المواصلات وربما انعدامها.
* يأت هذا الواقع المخيف والمظلم بعد تمهيد من قيادات الانقاذ امثال بدرية سليمان وعدد من المسؤولين الذين اكدوا علي ان الفقر دخل كل البيوت عدا القليل جدا منها، او فيما معناه.
* وفي البال اعتراف رئيس اتحاد نقابات العمال يوسف علي عبد الكريم الذي اكد فيه بعدم تناسب الرواتب مع تكلفة المعيشة، مؤكداً في ذات الوقت أن الأجر في أحسن الأحوال لا يغطي ما نسبته 22% من تكلفة المعيشة.
* هذا الحديث يشير الي ان كافة الالخيارات باتت مفتوحة، بدءا من العصيان المدني، الي انطلاق الثورة العفوية بعد ان وصل الجوع مبلغه ووصل(اللحم الحي)، واذكر ان نقيب العمال رفض في فترة العصيان السابق عن أسلوب الإضراب، رغم اعترافه بظروف العمال وظروف الوطن علي حد زعمه، باعتبار انها لا تأت بنتيجة، وكأنما جاء هذا الكائن من كوكب آخر ولم يدرس تاريخ، ولم يستمع لسيرة السلف السياسي ولم يسمع بثورات اكتوبر ولا ابريل!
وكما هو معروف بإن الانقاذ نجحت بشكل كبير في (تفكيك) النقابات بتدميرها السلس للمشاريع الكبري وبالتالي(فركشة) نقاباتها والتي كانت تشكل أكبر هاجس للأنظمة المستبدة، لأنها كانت أساس التغيير الإيجابي بضغطها المتواصل والقوي علي الحكومة من خلال الإضرابات القوية والجادة والتي كانت تؤدي إلى العصيان المدني وبالتالي الحصول علي النتيجة الإيجابية، والتي تكون إما بالإستجابة إلى المطالب وإما بالإنتفاضة الشعبية كما حدث في انتفاضة 1985
لذا من الطبيعي أن يدافع أمثال هذا المسؤول عن الحكومة و(يدلعها) ويجتهد بشدة في عدم ارهاقها ، بل وان يحملهاعلي كفوف الراحة، ولا يهمه إن جاع العامل أو تشرد أو ضاعت أسرته، ولا يعنيه كثيرا إضراب العمال أوتوقف الإنتاج، أو إنهيار الإقتصاد طالما انه يري إكتفاء العمال الذين يمثلهم بنسبة ال 22% تكلفة لمعيشتهم، والباقي (يتموه) سرقة أو شحدة او ابتزاز، أوممارسة اساليب ملتوية لتوفير لقمة العيش، لحين رضا الحكومة عنهم ومنحهم عطية المزين التي لا أحد غير الله يعلم متي تأتي
رئيس نقابات العمال للأسف لم يسأل نفسه لماذا تفقر الحكومة الطبقة الكادحة والتي يقوم عليها بناء الوطن، لتمنح حقوقهم ومفاتيح الخزينة التي إمتلأت بعرق جبينهم (لاثرياء الغفلة) وسكان القصور من فقراء الأمس، ولم يسأل نفسه من اين لموظف دولة واحد فقط شراء فيلل وعمارات شاهقة بملايين الدولارات واسطول سيارات، ومثله العشرات بل المئات، في الوقت الذي تقف فيه الدولة عاجزة عن تصريف منسوبي القطاع الصحي لمرتبات 3 اشهر، بخلاف إنعدام الأدوية والعلاج وغيرها من الأساسيات التي مللنا سردها، وملَ القارئ تكرارها
ما نخلص له، أن مثل هذا (النقابي إسما)، لا علاقة له بطبقة العمال، ولن يكون مدافعا عن حقوقهم في يوم من الأيام، ومطلوب من العمال تجاوز هذا الجسم الحكومي والإلتفاف حول قضيتهم والضغط بشدة علي الحكومة لحين تحقيق مطالبهم وإلا فالطريق الوحيد أمامهم معلوم، وغدا سيقفز الدولار ليصل الي 40 جنيها، ولن يجد المواطن بدا سوي الخروج الي الشارع ورفض كافة اشكال القهر والاذلال.
فالعمال هم وقود المرحلة.
[email][email protected][/email] الجريدة
كلامك جميل جدا عزيزتي الفاضلة كاتبة المقال — و لكن أخاف جدا و بقدر المتستطاع ان تجبرك الظروف و تعيدي نفس هذا الكلام الجميل عندما يبلغ الدولار ال ( 60) جنيها من عمره المديد — و عندها لن تجدي ما كان يسمى بالشعب السوداني بل سوف يكون هنالك اشباح في شكل بشر يمشون يجرون اقدامهم جرا في الطرقات و عيونهم زابلة البريق —
هذا ما جنته الحركة الاسلامية علي السودان و شعبه في حين لم يجني السودان علي احد —
العصيان المدني يوم 27 نوفمبر 2017 —
كلامك جميل جدا عزيزتي الفاضلة كاتبة المقال — و لكن أخاف جدا و بقدر المتستطاع ان تجبرك الظروف و تعيدي نفس هذا الكلام الجميل عندما يبلغ الدولار ال ( 60) جنيها من عمره المديد — و عندها لن تجدي ما كان يسمى بالشعب السوداني بل سوف يكون هنالك اشباح في شكل بشر يمشون يجرون اقدامهم جرا في الطرقات و عيونهم زابلة البريق —
هذا ما جنته الحركة الاسلامية علي السودان و شعبه في حين لم يجني السودان علي احد —
العصيان المدني يوم 27 نوفمبر 2017 —