التلغراف

كان عبد الباقي يمني نفسه بزيارة قريبه الذي اصيب في حادث سير في الامارات ، وان يعود سريعا من المستشفي، للانضمام الي جلسة يوم الجمعة التي يقضونها في لعب والورق والدردشة . وكان بينهم من يشرب ويردد الاغاني السودانية مع المسجل . ويحن الي الوطن . واضطر عبد الباقي للتأخر قليلا لان اسرة سودانية تواجدت في المستشفي تربطهم به صداقة . كانوا في زيارة ابن بلدتهم لان احد الجمال قد قام بعضه . فهو راعي ابل .
وبعد الاطمئنان علي الراعي ، وتهنئته بالسلامة ، اضطر لتناول قطعتين من الحلوي التي تلتصق بالاسنان . وكانت تقدم للجميع كنوع من الاحتفال بنجاة الراعي ، الذي كان يقول انه تدخل لحماية جمل آخر كان يتعرض للعض . وقام الجمل بالانتقام من الراعي ، لتدخله فيما لا يعنيه , فهو ليس من ذوات الاربع .
بينما عبد الباقي علي وشك الخروج سمع صوتا يناديه . واكتشف ان صديقه مختار وغريمه في لعب الورق كان في زيارة خاله الذي كان طريح الفراش. بسبب اصابته بالالتهاب الرئوي . واضطرللتواجد معهما لبعض الوقت كما تقتضي الظروف . وفجأة ياتي رجل طويل القامة ممتلئ الجسم تحيطه هالة من الاهميه . وتعلوا راسه عمامة سودانية ضخمة تحلي نهايتها انواع متطورة من التطريز . وكانها تاج لمهراجا هندي . وعلي الكتفين ملفحة تماثل العمامة . ويصاحبه عطر قوي ، في اصبعه خاتم ضخم . وكانت تحيته جافة ومقتضبة . ولكن السوداني الآخر كان اقل غطرسة واكثر ودا . ويتبعهما اثنين من رجال الخليج في هندام جميل وشعور بالاهمية . واستدعي الخال ابن اخته مختار وطلب منه همسا ان ينتظره في الخارج . وخرج الخليجيان ، ووقفا بعيدا .
ومن داخل الغرفة التي كانت في جناح خاص كان صوت الخال يصل الي خارج الغرفة. وفي بعض الاحيان يغالب السعال ويضحك ساخرا . ويقول للزائرين ، ان في امكانهما ان يفعلا ما يريدان . وانه يتمني ان تكون تلك آخر زيارة لهما . وبعدها خرج الشيخ غاضبا وخلفة بقية الركب . وحياه مختارومودعا . واصفا له ، بشيخنا .
رفيقه الشيخ حسب الرسول كان اكثر لطفا . تبسط مع مختار وسأله عن حاله وحال اسرته . ولكن كان يظهر عليه بعض الضيق والحيرة . واسرع الخطي لكي يلحق بالبقية الذين كانوا يمتطون سيارة مرسيدس من آخر الموديلات الضخمة .
نسي عبد الباقي الحادث . ولكن عندما ذهب لزيارة صديقه مختار وجد خاله قد تماثل للشفاء ويسكن معة . الا انه يصر علي تخفيض يرودة المكيف الي درجة تضايق الآخرين ،خاصة من تعودعلي العيش في دول الخليج . وكان المكيف هو السبب في اصابة الخال بالالتهاب الرئوي .
وتردد عبد الباقي علي صديقه مختار . وتوطدت العلاقة بينه وبين الخال سيد . وجد فيه رجلا سريع البديهة ، يميل الي الدعابة . وله المام بالادب ويقرأ حتي المجلات الانجليزية .
في احد الايام ذهب عبد الباقي لصديقه مختار ولم يجده . واراد ان يعتذر الا ان الخال سيد ناشده للبقاء فقد كان يشكو من الوحدة . ولم يلبث ان طلب منه الحصول علي بعض الكونياك . لان الاخصائي البريطاني الذ كان اسمه علي اللوحة التي تعلو سرير المريض ، قد اوصاه بتناول الكونياك لكي يستعيد بعض قوته . ولكن كان يبدو ان وصية الطبيب ليست السبب الوحيد .
وبعد عدة كئوس والدردشة . قام عبد الباقي بسؤال الخال سيد عن حادثة المستشفي وسبب تهديدات الشيخ الحيلاني الذي صار معروفا في السودان والخليج . فضحك الخال سيد بصوت عال . وقال ان السبب هو التلغراف . ولم يفهم عبد الباقي شيئا .
بعد اكمال المدرسة الوسطي التحق سيد وقريبه حسب الرسول بمدرسة البريد والبرق . وتخرجا بعد اكمال الدراسة. وكان ذالك يعني ان جميع من سيعملون في تلك الوظيفة الحكومية سيواصلون الي نهاية خدمتهم . وان مستقبلهم قد صار مضمونا . وسيتنقلون في كل ارجاء السودان . وسيعقدون صداقات رائعة ، هنا وهناك. وقد يصلون الي رتبة وكيل لمحطة بريدية كبيرة . ويحالون الي المعاش بشروط مجزية . وفي امكانهم ان يجدوا عملا اضافيا لتحسين وضعهم المالي بعد التقاعد . السودان كان قد عرف التلغراف في منتصف القرن التاسع عشر , ولم يكن هنالك اي احتمال ان تتوقف حاجة السودان للبرق.
ولكن في نهايه حكم نميري العسكري. اختلت الامور . ولم يعد المرتب يكفي اسرة الموظف . واستعاض الناس من التلغراف بالتلفون . وسقطت اعمدة التلغراف بسبب السيول والامطار . ولم يعيدوا تركيبها . وكان البريد يستلم البرقيات ويقوم بارسالها عن طريق المركبات السفرية . كما دخل البريد في مشاكل عديدة بخصوص البرقيات الكيدية . مثل ارسال خبر موت انسان لا يزال ينعم بالحياة . او طلب حضور شخص لاسباب لا وجود لها . واقلع الكثيرون عن ارسال البرقيات .
قرر الخال سيد وقريبه حسب الرسول تبديل معاشهم والاستثمار في شاحنة . وستصير الشاحنة شاحنتين في ظرف عامين . وستتكاثر الشاحنات . ولكن ما حدث هو انهم وجدوا انفسهم تحت رحمة السائقين والميكانيكيين، . واضطرا علي التناوب في قيادة الشاحنة . وصارت حياتهم تنقلا وجحيما ..
في احد الايام كان احد متعهدي الشحن يقول لآخر، انه سيعطي سائق الشاحنة الخضراء نصف الثمن لانه علي ما يبدوا ليس من السائقين الحقيقيين ، ولا يعرف الاسعار . وعندما عرض المتعهد السعر علي حسب الرسول ، قام سيد بدون ان يفكر في الطرق علي مقدمة الشاحنة . وكانت تلك اول رسالة تلغرافية يرسلها منذ ان ترك العمل في البريد . وفهم حسب الرسول الرسالة . واصر علي مضاعفة السعر .
الجيلاني كان يبحث عن اي عمل بعد ان قامت حكومة الانقاذ بتصفية 70 الفا من خيرة المتعلمين السودانيين . وذالك لتمكين كوادرها من المتأسلمين من القبض بتلابيب البلاد والعباد . وجففت مرافق الدولة . وقامت الانقاذ ببيعها لكوادرهم بدريهمات . وبائت كل محاولات الجيلاني بالفشل . وذهب الي مدينة كوستي ، وكان مستعدا للذهاب الي جنوب السودان او الغرب، او اي مكان يجد فيه اي وظيفة . واقترح عليه احد اقربائه الذهاب الي شيخ ساعد الكثيرين في امور مستعصية.
الجيلاني كان ينتمي الي اسرة دينية . و حفظ ثلاثة اجزاء من القرآن قبل ان يلتحق بالمدرسة . وكان في الاجازات المدرسية يواصل حفظ القرآن ويرتله بصوت جميل . وله كمتعلم فكرة سالبة عن الشيوخ الذين يرزقون البنين ، ويشفون المرضي . ولكن بسبب حاجته واصرار اقربائه ذهب الي الشيخ في قريته خارج كوستي .
وكانت هنالك اعداد من المرضي واصحاب الحاجة . ورجل نحيل يدخل الناس علي الشيخ . وبعد فترة طويله من الجلوس مع مساعد الشيخ الذي كان لطيفا وتبادل معه الحديث وتبادل المعلومات واخبار الدنيا ، اتي دوره للدخول علي الشيخ . وتركه المساعد .مع الشيخ في الغرفة التي كانت شبه مظلمة . وتعبق برائحة البخور . واتت طرقات رتيبة من خلف الستار . وعندما استمع الحيلاني جيدا ، استطاع ان يميز ثلاث اشياء . وهي اسم والدته واسم بلده والبحث عن وظيفة ، باشارات مورس التي يتعلمها موظف التلغراف في بداية عمله. وكان الجيلاني موظف البريد احد ضحايا الصالح العام .
شخصية الجيلاني وشكله المهيب وطموحه جعلت الثلاثة يصيرون متعاونين . مجموعة الشيخ الجيلاني الذي يعلم الغيب و يغير المكتوب . صارت ملئ السمع . وبدلا من ملاليم البياض التي كان الشيخ حسب الرسول ومعاونه سيد يتقاضونها من المساكين . صار للمجموعة مزرعة كبيرة خارج الخرطوم . وصار الشيخ الجيلاني مقصد الاثرياء ورجال الدولة . سيد كان من يستقبل الناس . وبروحه المرحة يشغلهم بالحديث عن كرامات الشيخ ومقدراته . ويتحصل منهم علي المعلومات الاولية ببساطة ويقوم بتوصيل المعلومات الي الشيخ حسب الرسول عن طريق نقرات التلغراف . وعندما يصلون الي الشيخ الجيلاني في المحطة الاخيرة وهي في نهاية المزرعة . يقابلهم الشيخ بقامته المهيبة وكاريزميته وصوته الرخيم مرتلا آيات من القرأن .وببعض الفراسة والممارسة والسيطرة علي الزبون بالمعلومات التي وصلته بالتلغراف . يصير الزبون طوع بنان الشيخ الجيلاني .
ووجد سيد نفسه في موضع الصبي الذي يتبع الشيخ وما كان يؤلمه ان الشيخ قد بدأ في تصديق ان عنده المقدرة علي ان يضر وينفع . وصار حسب الرسول تابعا له ولا يعصي له امرا .ويقوم بتقبيل يد الشيخ . ويبجله امام الناس .
وتوسعت اعمال الشيخ وصار الاغنياء يأتون من خارج السودان . ورجال الدولة يطلبون مساعدته . يكفي ان يقفوا امامه ، ليقول لهم وكانه قد قرأ افكارهم ,, لا تتخلصوا من المسئول فلان .,, لان فيه خير . وبعدها يرسل للمسئول ليقول له انه سينقل الي منصب معين . وبعد التغيير يهرع المسئول الي الشيخ . ليخبره الشيخ ان عليه ان يساعد بعض المحتاجين عن طريق الشيخ . ويكون المبلغ محترما . وقد يطلب منه توظيف احد اتباع الشيخ . الذي ينقل الي الشيخ كل كبيرة او صغيرة في المؤسسة .
وتزوج الشيخ باربعة من النساءاحداهن سيدة جميلة كان زوجها محاضرا في الجامعة ، لا انها اصيبت باحباط وهددت بالانتحار . اخذها زوجها الي الشيخ بعد ان فشل الاطباء في علاجها . ووعد الشيخ بعلاجها بالقرأن . وشفيت السيدة . واجبر زوجها علي طلاقها ، لانها رفضت الرجوع الي زوجها . وتزوجت الشيخ .
وبدلا من الخدم والحشم ، صارت تعمل في مطبخ زوجها الشيخ طيلة اليوم وهي سعيدة باطعام الشيخ وضيوفة وزواره . وهي تؤمن بان الشيخ يسيطر علي الجن . وفي امكانه ان يعيد الجن لكي يسكن في جسدها من جديد . و السعادة التي لم تجدها عند الاستاذ الجامعي وجدتها عند الشيخ .
واضطر عبد الباقي لسؤال الخال سيد عن سبب غضب الشيخ الجيلاني . وضحك الخال سيد كثيرا . وكشف له عن السر . فلقد صار الشيخ يحسب ان الخال سيد طوع بنانه ، بعد ان سيطر علي حسب الرسول . صاريستهين بهما . وتذكر الخال حسن حادثة قديمة حدثت في بورتسودان في بداية عمله . وكان رئيسه وكيل البريد سودانيا عركته الدنيا . تعرض الوكيل لاهانة من مستورد فاكهة شامي . قام بأنتزاع الفاكهة من الوكيل الذي وعد بالدفع في نهاية الشهر . كعادة الموظفين .
المستورد كان يستورد الفاكهة من لبنان . ويقوم بتزويد البواخر بالفاكهة المحلية والمستوردة . ولفترة كان التفاح في بورتسودان لا يجد من يشتريه بالرغم من رخص ثمنه . فالبرقية التي وصلت الي لبنان كانت تطلب خمسمئة صنوقا من التفاح ، بدلا من الخمسين الراتبة . والتاجر لم يرد ان يكتب الرقم بالحروف حتي لا تحسب علية كلمتان . وعن طريق الخطأ اضيف صفر الي الرقم . وجل من لا يسهي . واختفي التاجر من بورتسودان . وعرف اهل بورتسودان السبب ، وتبسموا .
وارسل الخال حسن الي الخليج لفتح لفتح حساب في الامارات لايداع الفلوس التي كانوا يتحصلون عليها من النظام والحكام والاغبياء . والخال حسن يتنقل لتغذية الحساب . وعندما ارادوا ان يستلموا الفلوس والدخول في مشروع مع الرجلين الخليجيين. افهمهم الخال الشيخ بان الفلوس في الحساب باسمه . وهو صاحب فكرة التلغراف . وللشيخ المزرعة وعمارتان سكنيتان . ولحسب الرسول منزلان جميلان واكثر من سيارة . والخال حسن يسكن في منزل صغير بالايجار . وليركبا اعلي ما في خيلهما .
وواصل قائلا انه قد تحصل علي اقامة في الامارات . واشتري فلة صغيرة ، سيرحل اليها قريبا . وسياتي بابنائه وزوجته التي عاشت معه فقره شقائه . وهو لا يفكر في الزواج واغضابها . وسيفتتح مطعما سودانيا . وشركة للترحيل . وسيكون في البنك مبلغا كافيا تحسبا لظروف الزمان . وقد يطلق علي الشركة اسم تلغراف . وسيوظف ابن اخته مختار .
[email][email protected][/email]
المقال ده شكلو ماحق الاستاذ شوقي بدري – اعتقد ان هنالك خطأ في اسم الكاتب .
هذا ليس اسلوب الاستاذ شوقي بدري المعتاد – هذا اسلوب روائي لم نعتاده من الاستاذ الذي غالبا” ما يستخدم الدارجة السودانية في كتاباته وعودنا علي ذلك .
كلام كتير بدون زبدة ولا فائدة
قرأت قصة عاملي التلغراف في صحيفة الصحافة العام 1968 وقد حكاها المرحوم عبد الرحمن مختار بنفس الصورة
ما تكتب كلام فيهو فايدة يا شوقي بدري بدل الحكي الفارغ اللا بودي ولا بجيب دا
هناك فيلم سوداني في نفس الموضوع
ستاذنا
موضوعك هذه المرة مادسم وما بملا الخشم وشكلو كده مالايقتو كويس أو أن ويكتك تعبانة هذه المرة.خلينا مع الدسم زي ما عودتنا. أديك العافية.
لك التحية أستاذنا القدير شوقى.. القصة معبرة جدا عن واقع الحال الآن وأنظر كيف إمتلأ السودان بالمهراجات أصحاب العمم والشيلان المطرزة و إنتفخت البطون وإتبنت العمارات الشاهقة والقصور العشوائية كحال المال الذى بنيت به فهو أيضا ثراء عشوائى… وتسلق التتار على أكتاف الكثير من أبناء الشعب السودانى ..وإمتلأت البلد بالمحن والبلاوى ..شىء إستثمار وشىء دجل وشىء مخدرات وفساد تم تصديره خارج الحدود والعياذ بالله…نسأل الله اللطف بالشعب السودانى وربنا يكشف غمته …
الأخ شوقي وددت مراجعة مقالك عن التيارة أو الطيارة في شمال كردفان ودخلت علي ارشيف الراكوبة فلم أجد لك مقال في الارشيف. الرجاء مدي برابط المقال ولك الشكر
بين فينة و أخري افتح الراكوبة، و أقرأ. فأنا خصوصا أجد كتابات شوقي مشوقة و (تاريخية).
لا عليك يا عزيزنا، لا أعلم كم مضى من الزمن على هذه المحاولة للخروج عن المألوف، و لكن:
من أهم سمات القصة القصيرة وحدة الأثر، أي أن المتلقي يحس بشيء ما بعد الانتهاء من القصة.
شيء واحد و مركز تركيزا عاليا جدا، و هو ما ينقص هذه القصة الجيدة.
القصة القصيرة تخاطب ابطالا مغمورين مثل سيد، و لكن بإسلوب انفجاري، يعالج فيه الكاتب لحظات خاصة، و يقوم بتحليل الواقع فيه بطريقة غير مباشرة فيها تشويق للقارئ مما يستفزه للمشاركة في القصة. و استخلاص نهايات مفتوحة.
القصة القصيرة مثل الصورة الفوتوغراف تسجل لحظة ما في حياة البطل، قد تطول و قد و قد تقصر، و لكنها لحظات مهمة و تمثل غالبا حالة انقلاب فجائي في مسيرته الحياتية، عكس القص الروائي الذي يشبه لوحة زيتية ملونة، يحدث التحول هنالك ببطء و منطق، بمقدمات، و مع سبق الإصرار و الترصد.
مع وافر الاحترام.
سلام يا أستاذ ولك التحية والتقدير، وأسمح لي أن أقول لك بأنك قد خيبت أملي فيك، وعلى غير العادة، فاليوم هو يوم الاحتفاء بيوم الشهيد الأستاذ محمود محمد طه، وكنت أتوقع منك أن تكون أول المبادرين بتحيته وتنبيه السودانيين لذكراه، وأنت الذي عرفت بمواقفك وكلماتك النيرة والهادية في مسيرة لوعي والتوعية بين أبناء هذا الشعب.
لا تزال الفرصة متاحة في عمود الغد، فأن تأتي أخيراً خير من أن لا تأتي، ولك غيابك الكامل مرفوض ولا يشرف أمثالك.
فهمت الفكرة عامه لكن تشابه علي البقر!!!! في الأخير الخال مقلب الشيخ مش؟؟؟
اولا ازيك ثانيا لم افهم شى يا ودبدرى اكون شربان ؟؟
اونكل شوقى السودانى الضرب فلوس شيوخ الامارات وقام صلاح قوش وسبدرات بحمايته
هو رجل المال والاعمال صديق ودعة وماهو عبدالكريم بدى وادم الغسال القصة معرووووووووووووووفة
والحكومة كلها كتورطة معاهم ههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه
على سيرة التلغراف والايام الجميلة التي خلت فقد كان التلغراف فعلا من معجزات العلم التي خدمت الانسان في السلم والحرب وغيرت مجرى احداث كثيرة. كان يرسل التلغراف عبر جهاز المورس وهو جهاز صغير يعمل بالمغنطة على طريقة المطرقة والسندان ويرسل الاشارة بصوت طقطقة عن طريق الاسلاك وهذا ما كان تستخدمه مصلحة البريد والبرق في ارسال البرقيات وكذلك كان يستخدمه الري المصري حيث كان يستعير تلغرفجية من مصلحة البريد والبرق. أما النوع الآخر فيعتبر تطوير لنفس تلك الآلة البيسطة ذات المطرقة والسندان اضيف لها جهاز يصدر صافرة ومن خلاله اصبحت الاشارة المبثوثة من جهاز (الجنريتر) ترسل عبر الاثير بالموجات القصيرة وهذا ما كان يستخدم في حركة الجيوش على الجبهات وارشاد السفن والطائرات وقد اللغة المعتمدة في ارسال الاشارة وهي تعتمد على تحويل الحروف العادية وكذلك الارقام الى ما يعرف بلغة شفرة مورس التي اساسها النقطة والشرطة ولكل حرف او عدد رمز معين لا يعرفه الى من تدرب على ارسال واستقبال التلغراف…….
الاستاذ مصطفى سند طيب الله ثراه قد كان شخصا متفردا في كل شئ فبالاضافة الى كونه كان شاعر فحلا كان ايضا يعمل معلما للتلغراف بمصحلة البريد والبرق وقد تخرج على يديه معظم تلغرفجية السودان وكل من جمعته به الظروف كان يضعه في مكان الاب وعندما كنا نجتمع معه حول طاولة التلغراف لنتدرب عليه يديه كان يمزح معنا وبحنان الاب والمعلم ذو القلب الكبير وقد كنا طلبة من جميع انحاء السودان شمالا وشرقا وغربا وجنوبا ووسطا وعندما يريد ان يمزح معنا (بالتلغراف) كان يقول لنا سأرسل في العشر دقائق القادمة بنغمة معينة وعليكم التركيز في إلتقاط الاشارة ولكن بعد هذه العشر دقائق لن اجد منكم واحد صاحي وفعلا يشهد الله كانت له طريقة خاصة في التنويم بالتلغراف تجعلك تسقط نائما ولو كنت من سلالة الفيل…….
معلومة اخرى عن الاستاذ مصطفى سند وعندما كنا نقوم برحلة على شاطئ النيل كنا نذبح الخروف ويأخذ الرجل بمرارة الخروف ويظل يشرح لها فوائدها الصحية اذا استطاع الانسان شربها كاملة وكدليل على فوائد المرارة قام مرة بطلب كباية شاء مليئة الى نصفها بالزيت وقد افرغ عليها محتويات المرارة فانقلب الزيت سائلا يشبه الحليب وليس به اثر للزيت بعد ان تغيرت تركيبته الكيماوية الى سائلا آخر…….
ألا رحم الله السودان حينما كانت مصلحة البريد والبرق تربط الخرطوم بواو وملكال وجوبا ورمبيك وتربط الخرطوم بسنجة والابيض والدمازين وتربط كسلا وسنار وبورسودان بحلفا وسنكات وجبيت وتربط دنقلا وعطبرة بالابيض وتصل الخدمة الى تنقسي وكجبار وفريق المحس والترعة سودان ولا تغيب الفاشر ومليط عن المشهد العام. كان لنا وطن اسمه السودان نعرفه قرية قرية وحلة وحلة ومحطة محطة وسندة سندة وحتة حتة في كل حتة توكيل بريد…….
تحياتي لك استاذ شوقي بدري وانت تذكرنا بالماضي الجميل……
يديك العافية ويطول في عمرك كتاباتك شيقة ياريت تجمع كل ماكتبت في كتاب
Dear Shawgi
I love what you write very impressed about the way you articulate your ideas, but this story is not applicable at the current time.
many thanks
يديك العافية ويطول في عمرك كتاباتك شيقة ياريت تجمع كل ماكتبت في كتاب
Dear Shawgi
I love what you write very impressed about the way you articulate your ideas, but this story is not applicable at the current time.
many thanks