الطريق الضائع..!

اخيرا بدا ملف طريق (المناقل-القرشي- ابوحبيرة) يتحرك ويستجمع قواه واطرافه وينفض من حوله الغبار بعد ان تطاولت سنواته وهو في حالة تيه وضياع تتناثر اوراقه وتتبعثر تحت اقدام السلطات وبين ركامها لا احد بامكانه تحريك شي مهما تعالت الاصوات وتوالت الانات والاوجاع والاحزان .فهذا الطريق ظل هكذا يبحث عن ارادة مسلوبة وقضية لا تجد من يعترف بها منذ حقبة الثمانينات ولا يوجد من يقنع سلطان المال والاقتصاد في بلادنا بحقيقة الطريق وجدواه وضرورة انفاذه ..ثلاثة وتسعين من الكيلومترات تمتد بين القري والمزارع والبساتين المثمرة كانت تنتظر تحريك الاوراق والاقلام والاحبار لصناعة تعاقدات جديدة وجادة تعيد البسمة والنسمة لعموم مواطني غرب الجزيرة الذين ينتظرون حلمهم ..كم من الاوجاع والالام والاحزان انتجها هذا الطريق الضائع ..؟ وكم من الامال العراض والرهانات المنتظرة حينما تتحرك الاليات ويسكب الاسفلت علي قارعة الطريق ايذانا بميلاد طريق يبعث الحياة ويطرد البؤس والشقاء لاسر عديدة ضاقت الويلات وهي تبحث عن جرعة دواء في مشافي بعيدة المسافات ..فاذن “الاسفلت” حتما سيكون هو تلك المادة السحرية السوداء التي تحمل الوعد والبشري والتمني فيتحقق الوصل والربط بين قري متناثرة وتتفجر الاراضي البكر انتاجا وصناعة وتسويقا حيث ان كل دراسات الجدوي رهنت كل مشروعات التنمية بقيام هذا الطريق “الوعد” واعتبرته بمثابة الحلقة المفقودة ليس علي مستوي المنطقة الوسطي فحسب ولكن حتي علي مستوي التنمية القومية فالطريق يربط بين اكثر من ثلاثة ولايات ولهذا اطلقت عليه الدراسات “بطريق الانقاذ الاوسط “.
والرهان الان علي وزارة الطرق والجسور ومن قبلها المالية الاتحادية وبسند ومتابعة من البرلمان وقبل كل هذا وذاك لابد من ارادة شعبية حاشدة تحمل هذا الطريق في “حدق العيون” تقائض به كل من اراد صوتها في اي عملية سباق سياسي او انتخابي قادم حتي يصبح الحلم حقيقة وتنتهي عزابات قاطني غرب الجزيرة وبالاخص في محليتي المناقل والقرشي ولعل المعطيات المتوفرة الان كفيلة بتحقيق هذه البشري خصوصا ان ديباجة الاتفاق الذي مهرته وزارة الطرق مع شركة ذادنا حددت 18 شهرا لاكمال المشروع فيما تعهد السيد الوزير عبد الواحد يوسف بالمتابعة والجدية لتنفيذ نصوص العقد وسيبدأ العمل فورا حسبما قال.

هاشم عبد الفتاح
[email][email protected][/email]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..