كبسولة قانونية الأعمال التحضيرية

حسين محمد عمر
الجريمة المكتملة هي ما توافرت فيها أركانها متمثلة في الركن المادي والمعنوي والنتيجة، كأن يأتي شخصاً يفعل بقصد ارتكاب جريمة القتل العمد او تكون نتيجة راجحة للفعل ويؤدي الفعل إلى الموت دون تدخل أسباب خارجية تؤثر في النتيجة أي ضمان توفر جانب علاقة السببية بين الفعل والنتيجة.
اما في الحالة التي لا يؤدي فيها الفعل إلى النتيجة التي يرمي إليها المتهم من وراء فعله بان ينجو المجني عليه من الموت هنا يسأل الفاعل عن الشروع في ارتكاب جريمة القتل العمد فلا يتوقع أن يستخدم المتهم سلاحاً قاتلا في الجريمة ويقصد بها جزءاً حساساً في جسم المجني عليه ثم يدفع بانه كان يقصد مجرد احداث الاذى للمجني عليه.
والاعمال التحضيرية هي مجموعة الاعمال التي يقوم بها المتهم للتحضير على ارتكاب الجريمة كحد يقوم بشراء سلاح الجريمة على سبيل المثال فحيث انتهى عند هذا الحد فلا جريمة يسأل عنها فلا بد أن يقوم بفعل ايجابي لتنفيذ الجريمة ليدخل الفعل تحت ضوء الشروع في ارتكاب الجريمة، أن الحد الذي يفصل بين الشروع في الجريمة ومجرد العمل التحضيري دقيق للغاية ولذلك يجب الإعتداد بظروف ووقائع وأدلة كل قضية على حدا مما يبرر القول بإن ما صدر من المتهم لا يعدو أن يكون مجرد عمل تحضيري اذا قبض عليه في دائرة سكن من يريد قتله فلا يشكل مجرد التواجد في مسرح الجريمة شروعاً في جريمة القتل العمد.. ولكن نفس هذا الفعل ممكن أن يشكل مشروعاً في ارتكاب جريمة السرقة لاختلاف في طبيعة الجريمتين..
إذا لحقت بحسم المجني عليه اصابة ننظر إلى خطورة الفعل فانها تشكل قرنية موضوعية لاستجلاء قصد المتهم في جريمة الشروع في القتل إلا انه يظل معياراً قاصراً في هذا المعنى وذلك لامكانته إدانة المتهم بجريمة الشروع حتى ولو لم يلحق أذى بالمجني عليه.
ينبغي أن يكون المعيار في استجلاء قصد الجانب في جريمة الشروع في القتل العمد مؤسساً على الركن المعنوي سواء سبب الركن المادي أذى او لم يسببه.
إذن لتحديد أطر جريمة الشروع في القتل كجريمة مميزة عن بقية جرائم الاذى تنظر إلى جسامة الاذى الذي لحق بالمجني عليه ونوع السلاح المستخدم في الجريمة والمناطق المستهدفة في جسم المصاب.
الوطن