عبور النيل الأزرق الى أم درمان … وما يجنن بوبي ..!

لم تمض إلا سويعات على نشر خبر إيقاف أجهزة الأمن لتسجيل اللقاء الذي كان يزمع إجراءه الأستاذ الطاهر حسن التوم مع القيادي المنشق عن حزب الأمة السيد مبارك الفاضل المهدي عبر برنامجه عالي المُشاهدة في قناة النيل الأزرق..
( حتى تكتمل الصورة )
حتى فوجي الناس بالرجل المثير للجدل يتوسط الشابين عادل سيد أحمد خليفة و ملاذ حسين خوجلي وهما يتبادلان معه نقاشاً هادئاً من خلال برنامج قناة أم درمان ..
( ساعة خاصة جداً )
إمتدت الى ساعتين كاملتين سهرنا معها حتى الساعات الأولى من صباح اليوم التالي !
لا اريد ان أتعرض بالتحليل لما قاله الأستاذ مبارك إذ أن الراكوبة تنشر في صدر صفحاتها إستعراضاً لأهم النقاط التي اثارها سواء في حق إبن عمه الإمام الصادق و رايه في مشاركته التي اسماها عبر النافذة في إشارة الى إنابة إبنه في تلك المحاصصة على إستحياء ولا حول التعويضات التي وصفها بثمن تلك المهادنة و لا دفوعات الرجل عن نفسه وعن تاريخ والده الي آخر ما ناقشه في هدء وبرود مع محاوريه بالقدر الذي اظنه قد سكب في دواخلهما شعوراً بالرضاء عن نتائج اللقاء !
لأنني أولاًعلى قناعة ان الرجل لن ياتي بالجديد المثير رغم إعجابي باسلوبه في الرد على محاوريه دون إنفعال ولا ابتسار !
ولقناعتي ايضاً أن السيد مبارك هو قبل ان يكون سياسياً أو رجل اعمال فهو من سلالة ال المهدي الذين يملؤهم الإحساس أنهم خلقوا للزعامة المقدسة و ليحكموا السودان من منطلق إرث يعتقدون انهم أحق بموجبه عن الكثيرين في تسيد المشهد فتفكيره لن يخرج بأية حال عن تفكير العقلية الطائفية المتشبثة بتلابيب الوطن من منطلق هذا الفهم !
فالرجل كان واحداً ممن أفسدوا مناخ الديمقراطية الثالثة بعنجهية تعاطيه وهو الشاب المتنفذ وقتها في البيت والحزب والسلطة وممن ساهموا مع إبن عمه وخصمه الحالي الصادق وحليفه السابق في ذلك الوقت في قتل ذلك الأمل البصيص بهتك بيت عنكبوت الحريات المشوه أصلاً التي تحولت الى فوضى عارمة أثارت غبارا كثيفاً تسلل منه خفافيش العتمة ونفذوا إنقلاب الجبهة الإسلامية التي مزقت بقايا ذلك النسيج الضعيف بسهولة ويسر !
وهو ذاته من دخل مستعجلاً ومنكباً الى إقتسام الكعكة مع الإنقاذ عقب إتفاق جيبوتي فيما وقف الإمام طويلا عند الباب يقدم رجلا ويؤخر الثانية حينها !
وهوفي النهاية لا يخلو من دنس السياسة التي لا اخلاق لها ولا ثوابت مبدئية ، قد يصيب صاحبها قليلا و ربما يخطي أكثر !
بيد انني في حيرة مثل الكثيرين !
وأتسأءل كيف وصل الرجل عابراً النيل الأزرق الى قناة امدرمان ، بينما سدت السلطات الأمنية وفقاً لما نُشر كل الجسور في وجه قناة الجنرال حسن فضل المولى منعاً لإستضافته إن هي صحّت تلك الأنباء في هذا الصدد!
هل عبر سباحة ببركات الأستاذ حسين خوجلي الذي يستطيع أن يقول على الهواء مباشراً مايحلو له في شتم حرامية النظام وريبة تعويضات الإمام ومالم يقله مالك في الخمر حول كل ما يعن في خاطره دون تحفظ لا في المضامين ولا في الفاظ قوله وكأنه يتحدث من منابر ديمقراطية عاصمة السويد أستكهولم وليس من عاصمة الحجاج الجديد التي يُجلد فيها على بطونهم من يخطبون بالحق الأبلج في موقف جاكسون بذات المضامين التي يطرق حسين على طارها المثقوب ، وهم خطباء حزب البعث الذين لا ظهر لهم يأخذ عنهم سياط عدالة الزيف !
حاجة تحير فعلاً وهي تذكر بالمثل المقذع الذي يردده الناس عن ما يجنن بوبي وهو كلب يقوم بعمليات وقحة داخل الغرف المغلقة لصاحبته الخواجية ويثاب عليها بقطة لحم معتبرة ، ولكنه حينما يحاول أن يمارس ذات الفعل في الشارع إذا ما هيأ له الهواء فسحة في رفع ثوب سيدته فإنه يضرب بشدة ويعنف لقلة أدبه!
فعلاً من حق بوبي أن يتسأل في حيرة مثلنا عن الفرق بل ويجن، حينما لايجد الإجابة المقنعة !

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..