مقالات، وأعمدة، وآراء

القراى.. والصورة (2 ــ 2)

عثمان شبونة

* المناهج التي تعِب فيها د. عمر القراى وأهل الإختصاص من ورائه؛ يريد رئيس الوزراء حمدوك تجميدها (كما جاء في الأخبار) ربما إرضاء لبعض الوُعاظ والسلفيين وبقية المتمسحين بدهان المسميات التي لا علاقة لها (بالفضيلة) وهذا تصرف مُحبط ومُستغرب من حمدوك؛ يفتح المجال واسعاً لكل من هب ودبّ بأن يحشر أنفه في عملية إصلاح وتنقيح وتقويم المناهج التي لها أهلها بلا شك.. فهل يمكن القول أن صورة تم وضعها في كتاب التاريخ قصمت ظهر القراى ومن معه بهذه البساطة؟! فقد أعلن المذكور استقالته ووضح فيها أسباباً وجيهة دعته لإعلانها.. يمكن إختصار هذه الأسباب مجتمعة في (هوان حمدوك)!

* لخصت الإستقالة الضافية الأزمة بوضوح بجانب الخذلان في (حمدوك) الذي لم يناصر مدير المناهج ضد فلول النظام البائد وجماعات الهوس الديني.. ثم.. لاحقا حملت الأخبار بأن رئيس الوزراء رفض هذه الإستقالة؛ وعلِمنا أن تجميد المناهج مؤقت.. أي لزوم المزيد من المراجعة والتشاور.

* من نافلة القول؛ أنه منذ تعيين القراى لم تتوقف (كواريك) المغروضين والممتلئين بالإنطباعات السيئة عن الرجل؛ دون أن يمنحوا أنفسهم فرصة ليفهموا ما تم إنجازه في شأن المناهج فهماً صحيحاً؛ ولماذا تم ذلك..! الغريب أنه طوال 30 سنة من حكم الإخوان لم تكن المناهج من الأشياء المذكورة أو التي تشغل البال؛ كما تنشغل قطعان النظام البائد بها الآن؛ رغم كل ما تمّ في عموم التعليم من تخريب؛ كما هو الحال مع المشاريع والمؤسسات التي استهدفها المتأسلمين (بالجملة).

* المدعون لحماية (بيضة الدين) وغيرهم من المتنطعين؛ إذا فتحنا لهم الباب في موضوع المناهج ليقرروا بشأنه فمعنى ذلك أن ترتد البلاد لدائرة الهوس ــ التخلف.. وإذا كان حمدوك ينقاد لأشخاص من غير الإختصاصيين (ناس المناهج) فلماذا تم تعيين القراى ورهطه إبتداء؟! فلا عاقل يرضى بالحال الذي تلخصه العبارة السمجة: (تريِّسني وتتيِّسني).

أعوذ بالله

نقلاً عن المواكب

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..