لمن كركبت الخشبة

وانا لا ازال في المرحلة الاولية ذهبت الي منزل خالتي في المسالمة . وكنا نعشق المنزل لانه واسع جدا يحوي القندرانيات والترلات وكثيرمن الآلات والمعدات . ونركب سيارة محطمة ونقودها ونخرج من بين شفايفنا الصغيرة اصوات الماكينة والبوري ونقطع مئات ىالاميال .
ولاننا كنا نسكن علي بضع امتار من سوق حي الملازمين والذي لم يكن قد اكتمل تماما فلم تكن الحركة نشطة . وكانت بعض السيارات قد تأتي متسكعة . وقد يتوقف سائق تاكسي ليسأل عن منزل شخص . ويكون قد تم الاتصال تلفونيا ببوفية ود ارو حيث تستجم الحديدة وصاحب الحديدة . اما في شارع كرري خاصة عند كوبري المسالمة فالسيارات وعربات الكارو والبصات في حركة متواصلة واسراب من الحمير وربما بعض الجمال في طريقها الي داخل المدينة ، او عائدة الي البادية . كنت اعشق الوقوف عند الكوبري خاصة في المساء .
في احد الايام ناداني صبي لطيف في حوالي الثانية عشر وسألني عن اسمي ، ومن اعرف في الحي ؟ وتبسط معي ثم خطى بضع خطوات وكأنما تذكر شيئا وقال لي بعفوية . بالله ناولني الخشبة دي ! وكانت هنالك خشبة صغيرة ترقد مستكينة علي التراب بالقرب من شارع الظلط .
واندفعت سعيدا وعندما رفعت الخشبة اطلقتها منزعجا فلقد قامت الخشبة باصدار كركبة بصوت عالي . وضحك الجميع حتي صاحب الدكان . وضحت انا علي حالي وغفلتي . واعاد الصبي اللعبة من جديد لإصطياد ضحية آخر .
في باطن الخشية كان هنالك شريطان من المطاط من النوع الذي كنا نستخدمه في صنع النبلة . الشريطان مثبتان بمسامير دقيقة وفي الوسط شبه حلقة من النوع الذي يستخدم كمقبض للصفائح المستخدمة في نقل البنزين والسمن والزيت الخ . ويقومون بفتل الحلقة حتي يصير الشريطان المطاطيان مبرومين . وتوضع الخشبة بحيث يحافظ ثقلها علي عدم دوران الحلقة . وعندما يرفع الإنسان الخشبة ينطلق مقبض الصفيحة في حالة دوران مصدرا صوتا عاليا يفاجئ الانسان.
بعدها بأيام ذهبت الي زقاق الاسكلة . وهذا الزقاق هو امتداد لشارع الصياغ وينتهي عند حائط سينما برامبل الشمالي او مكتب البريد الحالي . والعم جعفر كان يصلح الاطارات في ذلك الزقاق الي يفصل مقهي مهدي حامد من مطعم مهدي حامد . والعم جعفر كان يقص انابيب الاطارات الداخلية في شرائط تبلغ القدم طولا والزوج بتعريفة او خمسة مليمات . ويستخدمها الصبية في عمل النبلة لصيد الطير بجانب القلوبية . او لمباريات اصابة الهدف . وفي السردارية كانت تحدث معارك بين تيمين والطلقات هي ثمار الجميز.وشجرتا الجميز الكبيرتان يشغلان واجهة مبني السردارية جنوب المجلس البلدي .
كنت اجلس علي العجلة امام اخي فضل الله في مشواره من منزلنا في الصباح لورش النجارة غرب العصاصير في المنطقة الصناعية في بعض ايام الاجازة السنوية . والعصاصير كانت في المنطقة التي يحتلها استاد الهلال اليوم . تحصلت علي قطعة خشب جميلة . ومن جعفر اشتريت زوجا من شرائط المطاط .
ونصبت شركي ووقفت تحت ظل منزل الدكتور محمود حمد نصر طيب الله ثراه . ولم يظهر احد من الصبية . واتي سيد قصب السكر . وهو شاب قروي يبيع قصب السكر الاحمر لآن النوع الاصفر لم يظهر الا بعد مشاريع السكر . واعجبته الخشبة المصقولة . وترجل من حمارة ، والتقط الخشبة … واطلق صيحة وتعثر وسقط . والتفت الي . ووصفني بود الحرام …. وهدد بأن لا يتركني. وفجأة توقف وضحك . واستفسر عن السر وطريقة التشغيل ، فدليته علي كل شئ . وقال …. الليلة رجال الحلة جاهم بلا . واراد ان يأخذ الخشبة ورفضت . فقدم لي قطعة من القصب . يقارب طولها نصف المتر وتباع بتعريفة وترددت . فاضاف قطعة اخري.
من الاشياء التي عرفتها في العباسية عندما صرنا صبية علي اعتاب الشباب … عملية الريش والصحن . وهذه حيلة يستخدمها بعض المشعوذين . فعندما يتهم شخص بالسرقة ويدل واقع الحال علي انه الجاني . يطلق البخوزويوضع بعض الريش علي برش بعد الهمهمة بكلام غريب. ويطلب من الجميع رفع الصحن الذي يغطي الريش ، ولا يحدث شئ . ولكن عندما يأتي المتهم ويرفع الصحن ينتصب الريش. ويعترف المتهم . هذه الخدعة كانت تمارس كمزاح مع الاصدقاء من خارج العباسية . وكانت الدهشة تلجم السنتهم .
العملية بسيطة جدا وهي ان الصحن يتعرض لعملية حك شديد . ويصير له قوة مغناطيسية كبيرة .ويتبع الريش الصحن . نفس العملية تحدث عندما يقوم الانسان بحك البالون المطاطي بالشعر ويلتصق بعدها بالسقف او الحائط .
كنا ننواجد في شارع الموردة بين مستشفي الدايات ومنزل سلاطين باشا الذي صار مدرسة الرشاد ثم منزل ابو العلا واخيرا مركز حزب الامة . وخلق بعض المطاميس منا ووقتها نحن في المدرسة الثانوية لعبة خطرة جدا . واظن ان الفكرة خرجت من رأس علي عبد القادر عمر الصادق وصلاح محمد التجاني سلوم والمنفذ كان محمد سيد المشهور بكدمبس .
في المنطقة كثير من المدارس وبعض المباني التي كانت لا تزال تستعمل الجرادل في الحمامات . ولها عربات خاصة تجرها الجمال تقوم بعملية النقل وصارت تجر بالتراكتور . ويحمل الجردل عمال الصحة . صار منهم بعد وقت بعض معارفي منهم اربعة حمير وكوكو وعبد العزيز جهاز وآخرون ، تعرضت لهم في كتاب حكاوي امدرمان. وكان يحدث ان يستفزهم بعض الجهلاء والسخفاء . وسمعنا انهم قد افرغوا الجردل او بعض محتوياته علي رأس من استفزهم . وكل ما حدث هو انهم في بعض المدن قد ادخلوا المقشاشة ورشوا بها البعض .
وعندما يكون هنالك احد الغرباء يتحدث الجميع عن انتقام ما عرف بود باندية من من يستفزهم . وبعد فترة يظهر محمد سيد او احد الآخرين من من تتوفر لهم القوة الجسدية وهو يحمل عكازا وجردلا علي راسه . وتصدر كلمات نستفذة من احد الواقفين ويتجة ود باندية المزور ويتهم الغريب ويعطيه ضربة من العكاز ويتضاهر بأنه سيدلق الجردل علي رأسه . وتختفي كل البطولات والكلام مثل لو قرب علي اكتله… واعمل لية ….. الخ .ويسقط البعض ارضا وهو ينطلق مهرولا ولا يهتم بالخدوش . وقد يجلس البعض ارضا يستجدي الضرب بدلا عن الرش .
احد الزوار من الخرطوم كان يجري ووجد بابا مفتوحا وولجه وهو في حالة اهنزاز وذهول حتي بعد ان جلس في التاكسي. اخي المهندس فيما بعد حسن السروجي كان يعزف الكونترباص مع الاستاذ شرحبيل . كان انيقا دائما ويتمتع يجسم رياضي وطول قامة . نسي ان العجلة كانت مقفولة وانطلق بها لمسافة طويلة وهو يجرها . ولم يقكر في النظر للتعرف علي رفيق الحي والطفولة محمد سيد.
احد الاخوة كان يتظاهر بانه يقوم بفتح باب الجردل من خارج المدرسة ، لكي يكمل الصورة . وعندما رفع راسة وجد موظف الصحة الحقيقي يسأله غاضبا … بتعمل شنو ؟؟؟ واطلق ساقيه للريح اكثر من الذين كان يخيفهم . بعدها بفترة انتهت تلك اللعبة بسبب تدخل الكبار. ولكن تذكرناها كثيرا فيما بعد في جلساتنا خاصة في بيوت البكاء عندما تخفف تلك الزكريات عن ?لام الفراق .
في ايام الحكومة الانتقالية والإنتخابات التي سبقتها سكن الناظر ابو سن والوزير بالقرب منا في حي الملازمين . وكان كثير التواجد مع ابي مع عشرات السياسيين . وكان ابنه عبد الله لطيفا يستمتع بطولة البال والنبل . ولانني كنت صغيرا فكان يطيق مخاشنتي وشيطنتي كأخ كبير . وعندما رجع الي رفاعة اتي اخي حمودة ابوسن والذي رافقني في مدرسة الاحفاد الثانوية فيما بعد . واستمرت شيطنتي وبعض تصرفاتي التي كانت تضايقه . و كان حموده يكبرني بسنتين الا انه كات عاقلا بسبب ذكاء اغلب آل ابي سن الفطري . وفي احد الايام وكعادته ملأ كباية كبيرة من النوع المستخم لتقديم الشربات بالشاي الاحمر . ولصغر سننا لم يكن يعطونا الشاي الاحمر . فقط الشاي باللبن في الصباح والمساء . وعندما انشغل العزيز حموده سكبت قبضة يد من الشطة في كوب الشاي الحار . وتغير وجه اخي حموده . وذهب لابي شاكيا .
حكم ابي القاضي والمفتش بأن اشرب كل كباية الشاي . وكان يقول لي حمودة متعود يشرب شاي بعد الغدا في بيتهم . انت ما عندك دخل بيه . ولدهشة الجميع خلصت الكباية قبل حمودة الذي استلم كباية جديدة .
بعدها بأيام طلب مني حمودة ان اتبعه للسوق الكبير ، وربما لترضيتي . وكانت اول مرة ادخل لمحل حلواني الذي هو البان جديد هو اكبر حلواني في امدرمان بعشرات الطاولات . البان جديد كان يمتلكه العم قصبجي السوري . وله عدة ابناء اذكرمنهم عمانويل ، جورج ويوسف الذي انتقل الي جوار ربه قبل شهور . وانتقلوا فيما بعد الي الخرطوم وامتلكوا فندق الشرق في شارع الجمهورية وشيش كباب .
كنت مبهورا بالترام الذي يمرمباشرة امام المحل في سوق الموية والمحل علي الركن الشمالي من الميدان امام بريد امدرمان الحالي . واحسست بالرهبة بسبب عدد الناس الكبير وبعضهم من الاجانب . وترددت كثيرا في الجلوس وكنت اتلفت ولم اتذوق الدندرمة في الكأس المعدني الا بعد ان شجعني حمودة قائلا انحنا بناكل بي قروشنا ما بنشحد .؟ وكثيرا ما تذكرت هذه الجملة عند تهيب بعض الامور . شكرا اخي حمودة علي الدرس .
كركاسة
سنقرأ .. ليه ما تكتب ذي الكلام ده طوالي وتخليك من السياسة والكلام الفاغ ؟ او حنسمع … الناس بتموت وانت في الكلام الفاضي ! شاهدت صورة الاخ الصادق وتذكرته وتذكرت امدرمان . وشاهدت الفيديو وبكيت لألم والده الشهيد محمد الصادق . وجلست كما كنا نجلس في المأتم قديما ونسلي انفسنا بالذكريات القديمة . ولكن في هذا المأتم انا وحيد والوطن بعيد . ليس معي عثمان طه الذي يجعل الناس تنفجر ضاحكة في مأتم والده ، خدر فرج الله الذي يأسرنا بحكاوي حرب فلسطين … اين قدوم زعلات ليحكي عن الصحاب كبس الجبة ودغماس وراس الميت ؟
[email][email protected][/email]
متعك الله بالصحة والعافية وطول العمر
【سنقرأ .. ليه ما تكتب ذي الكلام ده طوالي وتخليك من السياسة والكلام الفاغ ؟ او حنسمع … الناس بتموت وانت في الكلام الفاضي ! شاهدت صورة الاخ الصادق وتذكرته وتذكرت امدرمان . وشاهدت الفيديو وبكيت لألم والده الشهيد محمد الصادق . وجلست كما كنا نجلس في المأتم قديما ونسلي انفسنا بالذكريات القديمة . ولكن في هذا المأتم انا وحيد والوطن بعيد . ليس معي عثمان طه الذي يجعل الناس تنفجر ضاحكة في مأتم والده ، خدر فرج الله الذي يأسرنا بحكاوي حرب فلسطين … اين قدوم زعلات ليحكي عن الصحاب كبس الجبة ودغماس وراس الميت ؟】
كم انت رائع يا أستاذ شوقي! في الفقرة اعلاه من الحزن وال empathy النبيلين ما ينفذ مباشرة للوجدان.
فلا عليك بشأن ما قد يقول فلان أو علان.
فانت فرح تكتوك هذا العصر والزمان
وكنز لكل السودان بما يثرينا به قلمك.
حفظك الله. وابق كما انت: لا تخاف في قول الحق احدا او لومة لائم.
ودمت. مع جزيل الشكر وخالص التقدير
سنقرأ كل ما تكتب ،ونشتاق لكل حرف يخطه قلمك، فأنت كلمة حق مريرة لايستصيغ طعمها إلا من يشرب الشاي بالشطة…ةانت دفتر ذكريات لايقدر بثمن … اتمني ان يجود لي الزمان بلقائك وانا في شوق دائم اليك يا شوقي حفظك الله وامدك بالصحة والعافية
رائع كعادتك يا استاذ متعك اللة بالصحه و العافيه.
العم شوقي
قد لا أكون صغيراً في العمر لتكون عمي ، لكني أقولها إحتراماً و لتمييزك عن (أستاذ ، دكتور و خلافه).
أنا لست من سكان أم درمان ، لكنني و كغيري من أبناء السودان ، نعشق أم درمان ، و ربما نرى فيها ما لا يرونه أبناؤها.
منذ صغري كنت أمقت و أكره المحاباة ، و في المدرسة الوسطى ، كنت أكره محاباة مدرس الرياضة الذي كان يختار لاعبي كرة القدم من أولاد التجار و يوزعنا نحن في باقي المناشط ، و يكرر ذلك في كل مرة.
طبعاً هذه الروح سائدة في أنديتنا الكبيرة (الهلال و المريخ) ، و لا زمتني حساسيتي من هذه الظاهرة ، و أذكر أنه عندما كان (معني) لاعب الزهرة ، يلعب في الهلال ، كانت إدارة الهلال تضايقه ببرنامج التدريب الذي لا يتوافق في بعض الفترات مع دراسته في جامعة الخرطوم ، و كان معني مبرزا في عدة مناشط كالسباحة و غيرها ، و كنا نستغرب مضايقة إدارة الهلال له ، ألا يكفيهم فخراً إنه لديهم لاعب ينتسب لجامعة الخرطوم و موهوب و على خلق.
و معني ينتمي لأسرة لديها تاريخ في مجال الرياضة ، و كانت النصيحة (سيبك منهم ديل ما مسؤولين ، مستقبلك الدراسي أهم ، و ألعب كورتك مع فريقك القديم).
لذلك كنت من محبي فريق الموردة ، و كنا نحب عصاميتهم و عدم دلعهم كلاعبي الفرق الكبرى ، و نسمع عن الجقر عندما ذهبت حافلة الفريق لأخذه للمبارة ، و لم يجدوه في المنزل ، و بعد البحث ، وجدوه داخل البئر الجديدة (يحفر) ، و ذهب للمباراة بغباره و أجاد ذلك اليوم.
و كان يعحبنا حكاية والدة (دوكة) إن لم تخني الذاكرة ، فقد كانت تحضر جرادل الزلابية بنفسها لتمارين الفريق.
لم أكن أحضر مبارياتهم ، لكننا كنا مجموعة كبيرة نذهب لأصدقاؤنا في أمدرمان عندما تنتصر الموردة و تخرج كل أم درمان للإحتفال في الشوارع ، و إحتفالاتهم مميزة ، فجميع الأسرة في الشارع ، و أذكر اليوم الذي قلبوا فيه (مكب الوساخة) و إستخدموه كمسرح ، رقصت عليه (حنان بلوبلو).
ذكرت كل ذلك ، لأن بعض المعلقين حاولوا إستخدام لغة الإنقاذ العنصرية البغيضة ، في حادث إستشهاد محمد الصادق ويو.
ليس أمدرمان و العاصمة فقط ، بل كل السودان حزن و غضب منذ إستشهاد طالب كردفان ، ثم تصاعد و إشتد الحزن و الغضب بإستشهاد ، إبن الصادق ويو ، ود الموردة.
هل يستطيع أي إنقاذي من المشهورين ، أن يظهر نفسه أمام أي تجمع لأبناء أم درمان؟؟؟
Thank you Shawgi Badri I love your writings always I read them continue write for us the history.
ياهو دة الكلام الدايرين نقراهو يا استاذ شوقى , خليك من مواضيع السياسة و السياسيين .
كدة إنت مية فى المية و الجميع مبسوط و الجميع يستفيد من حصة التاريخ و الذكريات الجميلة , الله يديك العافية و يحفظك .
متعك الله بالصحة والعافية العزيز شوقي واطال اعمارنا لنجتمع ولو لمره واحده اخيره في هذه الفانية في اماكن نحبها وتشعرنا بعظمة نفوسنا : المورده وسوقها والجنينة والرفيرا …. الحزن تاصل في دواخلنا من زمن بعيد وينفجر كالشلال يوميا لما يحدث فب بلدي الحبيب … اه يا بلدي وشعبي الحبيب المسكين…
الله يطراك بالخير يا استاذ شوقى بدرى , ذكرتنى ود باندية و مغامرات الكبار من اولاد الحى الذين كانو ينادون بإسمه عندما يمر فى الشارع بعربته المحملة بالجرادل الكبيرة لتفريقها فى الخلاء غرب مقابر البكرى ,
و كان ود باندية يقوم بنقل الجرادل للخلاء فى منتصف الليل و يعرف ابناء الحى بقدومه من الروائح القوية التى تنبعث من الجرادل التى يحملها فى عربته دليل وصول ود باندية . و هنا ينتظره المشاغبون من أولاد حى العمدة للمشاغلة و يصيحون فيه ياود باندية و كان فى بدأ الامر لا يكترث لهم و عندما كتروها كان يدخل المقشاشة فى إحدى الجرادل المليئة بفضلات الانسان و يرشهم بيها و يهربون و الروائح تنبعث من ملابسهم و لكنهم كانو يظهرون فى اليوم التالى و يبدأون فى المشاغبة و كأن شيئاً لم يحدث .
كان ود باندية يأتى بعربته ب جرادلها من سوق امدرمان و من ميدان الاسكلة التى كان بها حمامات عامة و من حمامات موقف بصات ودنوباوى فى سوق الجلود بالقرب من دكان العدنى , كان يمر بعربته عبر شارع كررى ثم يدلف غرباً عبر ميدان الحريقة (حالياً حديقة حى العمدة) التى كانت سابقاً مكان حرق النفايات و الاوساخ .
استاذنا شوقي السلام عليك ياخي لو سمحت محتاجين لكتابات عن الحركه النقابيه وتاريخها وقادتها اذا ممكن وجزاك الله خير
شكرا عم شوقي على الذكريات الجميلة .. ننتظر مقالاتك بفارغ الصبر
العم شوقي بدري.كم انت جميل.لقد ادمن الجميع سردك.لماذا؟ لان من عاشوا تلك الحقبة الذهبية تطربهم “طراوة” الذكري…و من لم يعيشوها يسعدوا بتخيلها.متعك الله بالصحة و العافية.
الأخ شوقى لم نتقابل بعد وأنا أمنى نفسى بذلك….علاقتى مع آل بدرى متمثله مع الاخ الحبيب الخلوق عاطف (معنا فى واشنطن) وتعرفت أخيرا بالاخ عبدالكريم الذى جاءنا من البحرين فى زياره لأن جارتهم فى البحرين شقيقة زوجتى..المهم قمنا بواجب الضيافه وبدأت معه الدردشه وكانت عن شوقى بدرى وأرانى لقطة فيديو من تلفونه لما كان معك فى السويد وإنت بتضرب فى صحن فول..قلت ليهو يعنى احمد سعد لاحقوا حتى فى السويد زى ما لاحقنا هنا فى واشنطن وضحكنا لنضف للبرنامج طابع الدعابه؟ وهذا ذكرنى بطابع القفشات فى الاتراح كما ذكرت.
وأنا فى بيوت العزاء كنت دائما أتوارى عند ظهور الهادى نصرالدين (الضلالى) لأنه فى أثناء ما بشيل فى الفاتحه كان بمسح بعيونه الصيوان عشان يحدد يقعد وين.
أما ذكرياتنا مع جرادل امدرمان فكانت لا تمر إلا وأن أذكر زميل الدراسه عاطف عوض سالم (الزعيم) كان بعمل بلاوى ما بتتقال هنا…والده عوض سالم كان أحسن من يفصل احذيه رياضيه وكان مسؤول الكور والكدارات بنادى الهلال…العم عوض سالم والعم نكلس رحمة الله عليهم علمين فى امدرمان فى صناعة الكدارات وكانوا بقولوا كداره عملها نكلس بتلعب براها.
أيام جميله خاليه من أمراض ضغط الدم
تحياتى
يا سلام العم شوقى٠اجمل شئ فى كتاباتك التنوع ٠ياريت الساسه يعرفو قيمه التنوع ٠ربنا يحفظك
متعك الله بالصحة والعافية وطول العمر
【سنقرأ .. ليه ما تكتب ذي الكلام ده طوالي وتخليك من السياسة والكلام الفاغ ؟ او حنسمع … الناس بتموت وانت في الكلام الفاضي ! شاهدت صورة الاخ الصادق وتذكرته وتذكرت امدرمان . وشاهدت الفيديو وبكيت لألم والده الشهيد محمد الصادق . وجلست كما كنا نجلس في المأتم قديما ونسلي انفسنا بالذكريات القديمة . ولكن في هذا المأتم انا وحيد والوطن بعيد . ليس معي عثمان طه الذي يجعل الناس تنفجر ضاحكة في مأتم والده ، خدر فرج الله الذي يأسرنا بحكاوي حرب فلسطين … اين قدوم زعلات ليحكي عن الصحاب كبس الجبة ودغماس وراس الميت ؟】
كم انت رائع يا أستاذ شوقي! في الفقرة اعلاه من الحزن وال empathy النبيلين ما ينفذ مباشرة للوجدان.
فلا عليك بشأن ما قد يقول فلان أو علان.
فانت فرح تكتوك هذا العصر والزمان
وكنز لكل السودان بما يثرينا به قلمك.
حفظك الله. وابق كما انت: لا تخاف في قول الحق احدا او لومة لائم.
ودمت. مع جزيل الشكر وخالص التقدير
سنقرأ كل ما تكتب ،ونشتاق لكل حرف يخطه قلمك، فأنت كلمة حق مريرة لايستصيغ طعمها إلا من يشرب الشاي بالشطة…ةانت دفتر ذكريات لايقدر بثمن … اتمني ان يجود لي الزمان بلقائك وانا في شوق دائم اليك يا شوقي حفظك الله وامدك بالصحة والعافية
رائع كعادتك يا استاذ متعك اللة بالصحه و العافيه.
العم شوقي
قد لا أكون صغيراً في العمر لتكون عمي ، لكني أقولها إحتراماً و لتمييزك عن (أستاذ ، دكتور و خلافه).
أنا لست من سكان أم درمان ، لكنني و كغيري من أبناء السودان ، نعشق أم درمان ، و ربما نرى فيها ما لا يرونه أبناؤها.
منذ صغري كنت أمقت و أكره المحاباة ، و في المدرسة الوسطى ، كنت أكره محاباة مدرس الرياضة الذي كان يختار لاعبي كرة القدم من أولاد التجار و يوزعنا نحن في باقي المناشط ، و يكرر ذلك في كل مرة.
طبعاً هذه الروح سائدة في أنديتنا الكبيرة (الهلال و المريخ) ، و لا زمتني حساسيتي من هذه الظاهرة ، و أذكر أنه عندما كان (معني) لاعب الزهرة ، يلعب في الهلال ، كانت إدارة الهلال تضايقه ببرنامج التدريب الذي لا يتوافق في بعض الفترات مع دراسته في جامعة الخرطوم ، و كان معني مبرزا في عدة مناشط كالسباحة و غيرها ، و كنا نستغرب مضايقة إدارة الهلال له ، ألا يكفيهم فخراً إنه لديهم لاعب ينتسب لجامعة الخرطوم و موهوب و على خلق.
و معني ينتمي لأسرة لديها تاريخ في مجال الرياضة ، و كانت النصيحة (سيبك منهم ديل ما مسؤولين ، مستقبلك الدراسي أهم ، و ألعب كورتك مع فريقك القديم).
لذلك كنت من محبي فريق الموردة ، و كنا نحب عصاميتهم و عدم دلعهم كلاعبي الفرق الكبرى ، و نسمع عن الجقر عندما ذهبت حافلة الفريق لأخذه للمبارة ، و لم يجدوه في المنزل ، و بعد البحث ، وجدوه داخل البئر الجديدة (يحفر) ، و ذهب للمباراة بغباره و أجاد ذلك اليوم.
و كان يعحبنا حكاية والدة (دوكة) إن لم تخني الذاكرة ، فقد كانت تحضر جرادل الزلابية بنفسها لتمارين الفريق.
لم أكن أحضر مبارياتهم ، لكننا كنا مجموعة كبيرة نذهب لأصدقاؤنا في أمدرمان عندما تنتصر الموردة و تخرج كل أم درمان للإحتفال في الشوارع ، و إحتفالاتهم مميزة ، فجميع الأسرة في الشارع ، و أذكر اليوم الذي قلبوا فيه (مكب الوساخة) و إستخدموه كمسرح ، رقصت عليه (حنان بلوبلو).
ذكرت كل ذلك ، لأن بعض المعلقين حاولوا إستخدام لغة الإنقاذ العنصرية البغيضة ، في حادث إستشهاد محمد الصادق ويو.
ليس أمدرمان و العاصمة فقط ، بل كل السودان حزن و غضب منذ إستشهاد طالب كردفان ، ثم تصاعد و إشتد الحزن و الغضب بإستشهاد ، إبن الصادق ويو ، ود الموردة.
هل يستطيع أي إنقاذي من المشهورين ، أن يظهر نفسه أمام أي تجمع لأبناء أم درمان؟؟؟
Thank you Shawgi Badri I love your writings always I read them continue write for us the history.
ياهو دة الكلام الدايرين نقراهو يا استاذ شوقى , خليك من مواضيع السياسة و السياسيين .
كدة إنت مية فى المية و الجميع مبسوط و الجميع يستفيد من حصة التاريخ و الذكريات الجميلة , الله يديك العافية و يحفظك .
متعك الله بالصحة والعافية العزيز شوقي واطال اعمارنا لنجتمع ولو لمره واحده اخيره في هذه الفانية في اماكن نحبها وتشعرنا بعظمة نفوسنا : المورده وسوقها والجنينة والرفيرا …. الحزن تاصل في دواخلنا من زمن بعيد وينفجر كالشلال يوميا لما يحدث فب بلدي الحبيب … اه يا بلدي وشعبي الحبيب المسكين…
الله يطراك بالخير يا استاذ شوقى بدرى , ذكرتنى ود باندية و مغامرات الكبار من اولاد الحى الذين كانو ينادون بإسمه عندما يمر فى الشارع بعربته المحملة بالجرادل الكبيرة لتفريقها فى الخلاء غرب مقابر البكرى ,
و كان ود باندية يقوم بنقل الجرادل للخلاء فى منتصف الليل و يعرف ابناء الحى بقدومه من الروائح القوية التى تنبعث من الجرادل التى يحملها فى عربته دليل وصول ود باندية . و هنا ينتظره المشاغبون من أولاد حى العمدة للمشاغلة و يصيحون فيه ياود باندية و كان فى بدأ الامر لا يكترث لهم و عندما كتروها كان يدخل المقشاشة فى إحدى الجرادل المليئة بفضلات الانسان و يرشهم بيها و يهربون و الروائح تنبعث من ملابسهم و لكنهم كانو يظهرون فى اليوم التالى و يبدأون فى المشاغبة و كأن شيئاً لم يحدث .
كان ود باندية يأتى بعربته ب جرادلها من سوق امدرمان و من ميدان الاسكلة التى كان بها حمامات عامة و من حمامات موقف بصات ودنوباوى فى سوق الجلود بالقرب من دكان العدنى , كان يمر بعربته عبر شارع كررى ثم يدلف غرباً عبر ميدان الحريقة (حالياً حديقة حى العمدة) التى كانت سابقاً مكان حرق النفايات و الاوساخ .
استاذنا شوقي السلام عليك ياخي لو سمحت محتاجين لكتابات عن الحركه النقابيه وتاريخها وقادتها اذا ممكن وجزاك الله خير
شكرا عم شوقي على الذكريات الجميلة .. ننتظر مقالاتك بفارغ الصبر
العم شوقي بدري.كم انت جميل.لقد ادمن الجميع سردك.لماذا؟ لان من عاشوا تلك الحقبة الذهبية تطربهم “طراوة” الذكري…و من لم يعيشوها يسعدوا بتخيلها.متعك الله بالصحة و العافية.
الأخ شوقى لم نتقابل بعد وأنا أمنى نفسى بذلك….علاقتى مع آل بدرى متمثله مع الاخ الحبيب الخلوق عاطف (معنا فى واشنطن) وتعرفت أخيرا بالاخ عبدالكريم الذى جاءنا من البحرين فى زياره لأن جارتهم فى البحرين شقيقة زوجتى..المهم قمنا بواجب الضيافه وبدأت معه الدردشه وكانت عن شوقى بدرى وأرانى لقطة فيديو من تلفونه لما كان معك فى السويد وإنت بتضرب فى صحن فول..قلت ليهو يعنى احمد سعد لاحقوا حتى فى السويد زى ما لاحقنا هنا فى واشنطن وضحكنا لنضف للبرنامج طابع الدعابه؟ وهذا ذكرنى بطابع القفشات فى الاتراح كما ذكرت.
وأنا فى بيوت العزاء كنت دائما أتوارى عند ظهور الهادى نصرالدين (الضلالى) لأنه فى أثناء ما بشيل فى الفاتحه كان بمسح بعيونه الصيوان عشان يحدد يقعد وين.
أما ذكرياتنا مع جرادل امدرمان فكانت لا تمر إلا وأن أذكر زميل الدراسه عاطف عوض سالم (الزعيم) كان بعمل بلاوى ما بتتقال هنا…والده عوض سالم كان أحسن من يفصل احذيه رياضيه وكان مسؤول الكور والكدارات بنادى الهلال…العم عوض سالم والعم نكلس رحمة الله عليهم علمين فى امدرمان فى صناعة الكدارات وكانوا بقولوا كداره عملها نكلس بتلعب براها.
أيام جميله خاليه من أمراض ضغط الدم
تحياتى
يا سلام العم شوقى٠اجمل شئ فى كتاباتك التنوع ٠ياريت الساسه يعرفو قيمه التنوع ٠ربنا يحفظك
يا سلام ذكرتنا بايام زمان و مغامراتنا البريئه في بيت المال والسوق وقد حرفنا اغنيه لعشه الفلاتيه لاستخدامها في مظارده ود
بانديه لنا
من يوم ما شفتك. يا ابو باندا…..كررو كررو
وعفنتك تضرب يا بو باندا…….كررو كررو
….ايام لم نعرف من الدنيا سوي مرح السرور وكنا نعرف تقريبا معظم سكان امدرمان ولما ندخل سينما الوطنيه ندخل تحت حمايه منقزا وعباس مرقه و واخوه سروه الذي اشتهر كملاكم يهزم رجال البوليس .
لكن هل سمعت عن فتوات بيت المال. عوض عفنابي ابن اخت حسن عبد الحليم وزميىه عامر حاج حسين ولا اغنيه الحقيبه التي خرجت من هذا المنزل…..ده اختبار اول.
العم شوقي لقد اثرت فينا ذكريات امدرمان خاصة سيرة العم الراحل عثمان طه ولى طرفة عنه فقد كان رجل اوانطجي بفهلوته المعروفة عندما كان يركب تاكس طلب وافتعل شكلة مع سواق التاكسي عشان انزل فى الموردة ففى مرة من المرات لم يكن معه قرش احمر واقنع تاجر من الموردة على ما اعتقد اسمه الضعين ببيع علب اناناس منتهية المدة وقام بترويج الاناناس وعمل عرض مغري offer ببيع 3 علب بجنيه وواحدة بخمسين قرش وعندها انبرى له احد المشترين اللوايق بقناع عثمان ببيع 4 بجنيه ولم يجد العم عثمان من بد فى الاستسلام للمشتري العكليتة فما انتهت عملية البيع الا والعم عثمان استشاط غضبا وقال للرجل (عاوز اربعة بجنيه والله واحدة بس بتلحقك امات طه )
أصابتني غصة بعد أن شاهدت والدة محمد الصادق و لم تنطلق دموعي الا بعد قراءة الكركاسة في آخر المقال …
لعن الله الإنقاذ و الغربة معا !
اكتب وان في قراءه هذه السطوره لمتعه تأخذك قارئك الذي لم يكن في ذلك العصر يعيشه معك