اجري حوار ساخن مع أمين أمانة الإعلام الناطق الرسمى بإسم مجلس الصحوة الثورى السودانى أحمد محمد أبكر فى قروب (محبى السلام) عن السلام الشامل أمس واجاب فيه علي العديد من الاسئلة الساخنة فالي مضابط الحوار :
ماهو مجلس الصحوة الثورى؟ ومتى تأسس؟
مجلس الصحوة الثورى هو تنظيم سياسى ثورى وحدوى قومى يعنى بالتغيير الشامل فى بنية الدولة السودانية ويعمل على إزالة كافة المظالم ومعالجة الإختلالات التاريخية من أجل تحقيق العدالة الإقتصادية والإجتماعية ويتطلع لتحقيق التنمية المتوازنة والمستدامة عبر المشاركة السياسية الفاعلة لكل الشعب السودانى.
وبدأت الفكرة والمشاورات الجادة لتأسيس وقيام مجلس الصحوة الثورى فى بواكير العام 2005م وتبلورت هذه المساعى بتكوين لجنة لصياغة الدستور بما يتماشى مع الدولة السودانية تزخر بالتنوع والتعدد فى العام 2009م ،وفى العام 2013م دشن مجلس الصحوة الثورى أعماله بالمصالحات والسلام الإجتماعى وكان هذا هو الظهور الفعلى والرسمى له وأعلن ميلاده رسميٱ فى مطلع العام 2014م وبعد هذا أرسل لنا النظام البائد تسعة وفود عالية المستوى للتفاوض معنا وكان أبرزها اللقاء الذى نظمه الرئيس التشادى/ إدريس ديبى فى مدينة أم جرس التشادية وقد جمع مابين مؤسس ورئيس مجلس الصحوة الثورى الشيخ/موسى هلال عبدالله والمخلوع/البشير الذى بدوره قدم المن والسلوى ولكن رفض مجلس الصحوة الثورى هذا العرض وأصر على تغيير النظام بالكامل وتكررت الدعوة وهذه المرة تم لقاء الجنينة الشهير الذى جمع مجلس الصحوة الثورى وكان وفده برئاسة/ هلال وترأس وفدالنظام البائد /غندور .وفى العام 2017م أرسل المخلوع/ البشير وفد عسكرى رفيع المستوى برئاسة / عبدالفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة الحالى وكان اللقاء فى منطقة آموا تقع غرب محلية كتم بولاية شمال دارفور .
وغيرها سته لقاءات أخرى ولكن تمسك مجلس الصحوة الثورى بمطلبه الأوحد غير القابل للتنازل ألا وهو إسقاط النظام البائد بناءٱ على ماتقدم فإن مجلس الصحوة الثورى وإلى يومنا هذا ظل يعمل من أجل الجماهير وتلبية تطلعاتها وتمثل هذا فى أعماله الجليلة وتضحياته النبيلة حيث كان من أوائل الموقعين على ميثاق إعلان الحرية والتغيير وساهم مجلس الصحوة الثورى بفاعلية فى إسقاط نظام الثلاثين من يونيو 1989م ومازال يعمل فى مقدمة الصفوف من أجل إستكمال أهداف الثورة.
مدى مشاركتكم فى الثورة السلمية؟
لقد شارك مجلس الصحوة الثورى السودانى فى زرع بذور التغيير الشامل فى البيئة السودانية بجميع مستوياتها السياسية والإجتماعية والإقتصادية منذ تأسيسه فى عام 2009م وإستمر فى خط التصعيد النضالى السلمى منذ ذلك التاريخ وحتى إشتعال جذوة ثورة ديسمبر المجيدة 2018م ومازال يناضل لإستكمال أهداف هذه الثورة النبيلة .
ماهو رأيكم فى الحكومة الإنتقالية الحالية؟
نحن فى مجلس الصحوة الثورى نرى أن ثورة ديسمبر المجيدة نادت بالأساس بمجموعة من القيم تمثلت فى شعارها الخالد (حرية_ سلام_ عدالة)
بالإضافة للمناداة الصريحة بإقامة الدولة المدنية ودولة القانون ولكن تبين لجميع السودانين أن هياكل الحكم التى نشأت بموجب هذه الثورة ممثلة فى( تحالف قوى إعلان الحرية والتغيير_ مجلس الوزراء_ مجلس السيادة الإنتقالى) كانت جميعها أقل من هامة وقامة ثورة ديسمبر المجيدة ولم تكن تشبهها لاروحٱ ولامضمونٱ بحيث أنها عجزت عن تحقيق الأهداف الجوهرية التى نادت بها ثورة ديسمبر المجيدة وأولها (السلام_ وبسط الحريات_المستوى العام للمعيشة _ الإرتقاء بالعلاقات الخارجية).
حدثنا عن الشيخ موسى هلال وسر إعتقاله؟
إن الشيخ موسى هلال عبدالله هو إبن شيخ المحاميد هلال عبدالله الذى ساهم فى إستقلال السودان وكانت لديه دار عامرة بالكرم وقضاء حوائج الناس وحلحلة المشاكل الإجتماعية ، كل هذه الأسباب مجتمعة ساهمت فى تكوين شخصية إبنه الشيخ موسى هلال صاحب الكاريزمة الطاغية والصيت المنتشر على إمتداد العالم . ويعتبر الشيخ موسى هلال من أبرز رجالات الإدارة الأهلية فى السودان عامة ودارفور خاصة هذا بجانب شخصيته القيادية السياسية والعسكرية والإجتماعية وعندما أسس تنظيمه (مجلس الصحوة الثورى) تخوفت عدة جهات من هذا الوضع الجديد ولذلك حاكت ضده المؤمرات والتربص وهو سر إعتقاله الأساسى.
وهنا نود أن نؤكد بأن مجلس الصحوة الثورى هو تنظيم سياسى يتبنى أمهات القضايا المصيرية لكل البلاد ولكن أن الذى تم ضد أنصاره مثل إنتهاك وتجاوز ممنهج ولايمكن التنازل عنه ويتحمل وزره النظام البائد ومليشياته واللجنة الأمنية لجنرالات عمر البشير الحاكمة حاليٱ.
هل تواجهون مضايقات فى التعبير عن رأيكم؟
بالطبع هذا السؤال مهم جدٱ ، إن مجلس الصحوة الثورى محظور إعلاميٱ بواسطة محكمة عسكرية شكلها المخلوع البشير منذ أكتوبر 2018م ومازالت مستمرة حتى الآن لم تحل وكذلك عبر بيان آخر صادر عن الناطق الرسمى بإسم القوات المسلحة السابق العميد عامر محمد الحسن .
بالفعل أن مجلس الصحوة الثورى يواجه مضايقات بل حرمان كامل من كافة وسائل الإعلام السودانية وهنالك جهات منعت وسائل الاعلام الإقليمية والعربية من تناول أنشطة وبرامج مجلس الصحوة الثورى إعلاميٱ.
ماهى نسبة فشل ونجاح الحكومة الحالية؟
بالنسبة لنا فى مجلس الصحوة الثورى السودانى وكذا بالنسبة لكافة مجاميع الشعب السودانى الكريم فإن الأهداف التى قامت ونادت بها ثورة ديسمبر المجيدة سواء كان ذلك على الصعيد السياسى أو الإقتصادى لم يتحقق منها ولاهدف واحد فعلى سبيل المثال فشلت الحكومة سياسيٱ فى تطوير وتنمية العلاقات الخارجية من أجل إرجاع السودان فى المحيط الإقليمى والدولى وحينما لم تقم بإزالة ملامح التمكين فى السفارات والبعثات الدبلوماسية وكذلك فشلت فى رفع إسم السودان من قائمة الدول الراعية والداعمة للإرهاب كما أنها لم تتمكن حتى الآن من الفصل فى قضية فض الإعتصام وسحق الدولة العميقة المتمددة فى الخدمة المدنية بالإضافة إسترداد أموال الشعب السودانى التى نهبها النظام البائد.
أما من الناحية الإقتصادية فقد فشلت هذه الحكومة فى تأسيس رؤية إقتصادية محترمة تمتلك أدوات حل مشكلة الإقتصاد السودانى والإرتقاء به بالإستناد إلى الخصائص الذاتية له والدليل على ذلك وصول معدل التضخم العام إلى 166% ومعدل البطالة العام إلى 47% ومعدل البطالة وسط الشباب السودانى إلى 85%
وإنهيار القيمة الإقتصادية التبادلية للعملة المحلية أمام العملات الأجنبية فى السوق الموازى.
ماهو موقفكم من إتفاقية جوبا؟
بالنسبة لنا السلام يعنى الشمول والتعميم وليس الخصوصية والتخصيص أو التجزئة ليس لدينا مشكلة مع الإخوة رفقاء الكفاح المسلح الذين ذهبوا إلى جوبا للتوقيع على ماإتفقوا على تسميته بالسلام نحن لن نعترف به ولم نكن طرفٱ فيه لذلك غير معنيين به .
تتمثل رؤيتنا السلام من خلال إصطفاف كافة الشعب السودانى خلف رآياته ومنابره على أن يكون ملتقى للجميع وفى مقدمتهم أهل الهامش فى عموم أقاليم السودان وأن يناقش بمنتهى الموضوعية والحياد والواقعية كافة الإختلالات السياسية والإقتصادية والإجتماعية التى شكلت بنيان الدولة السودانية منذ الإستقلال وحتى الآن .لذلك نحن فى مجلس الصحوة الثورى نعتقد أن سلام جوبا هو سلام ناقص ولن يتمكن من حل إشكاليات السودان وربما أصبح محفز وسبب إضافى لمزيد من ميلاد حركات كفاح مسلح جديدة .
مع من القوى السياسية كان تحالفكم ولماذا؟
فى العام 2014م وقع مجلس الصحوة الثورى مذكرة تفاهم مع الحركة الشعبية لتحرير السودان _ شمال التى وقع من جانبها اللواء/ جقود مكوار مراده الذى يحسب الآن للقائد/ عبدالعزيز الحلو وقعنا أيضٱ إعلان سياسى مشترك مع حركة العدل والمساواة السودانية الجديدة بقيادة الفريق أول د.منصور أرباب يونس،
هذا ونحتفظ بعلاقات ممتازة مع عدة أطراف من قوى الكفاح المسلح والقوى السياسية المدنية والمجتمع المدنى.
مارأيك فى الإعلام الحالى أنت گأمين إعلام هل تحققت الحريات؟
بالنسبة لى كشخص له دراية متواضعة بالإعلام أرى أن الحريات لم تحقق ومازالت معظم أجهزة ووسائط الإعلام غير قادرة على الإنطلاق فى فضاءات الإعلام الحر كما ينبغى أن تكون وكما نادت بها ثورة ديسمبر المجيدة حيث مازالت عملية تكميم الأفواه والتهديد والوعيد والترهيب مستمرة ولكن هنالك بعض الوسائط الإعلامية كسرت هذه القاعدة وتحررت من عبودية الأشخاص والأنظمة .
فى رأيك ماهو الطريق إلى سلام شامل وعادل؟
السلام بصفة العموم يعنى الإستقرار والأمان والسلم والأمن السلام يعنى أن تعيش حرٱ عزيزٱ ومكرمٱ فى وطنك وروحك ونفسك وهذا يعنى غياب التميز والتمييز الإجتماعى القائم على أساس العرق أو النوع أو الجنس أو الدين أو القبيلة وكذلك إنتفاء الإستعلاء والتسلط الثقافى وحلول التلاقح الثقافى عوضٱ عنه
إن الطريق السلام العادل والشامل والمستحق يتطلب الجلوس مع كافة أطياف الشعب السودانى عبر ٱقامة ندوات وورش وسنمارات ومؤتمرات تناقش أسباب وجذور الحرب فى السودان وتضع لها الحلول الموضوعية والناجعة ومن ثم البدء فى تدشين مؤتمر دولى لتثبيت أركان السلام المتين فى كل ربوع السودان وإذا لم يحدث هذا فإن سلام المحاصصات والمناصب لن يقود السودان سوى أتون الجحيم.
ماهو المشروع السياسى لمجلس الصحوة الثورى السودانى، ومن هم الأقرب إليكم فى رؤيته؟
يقوم المشروع السياسى لمجلس الصحوة الثورى على مجموعة من المعطيات من بينها:
أ/ إقامة الدولة المدنية ودولة القانون ودولة المواطنة.
ب/ الحكم الذاتى لكافة أقاليم السودان فى ظل دولة إتحادية واحدة.
ت/ الإبتعاد كليٱ شكلٱ ومضمونٱ عن تبنى أى أجندة تنادى بتقسيم أو تجزئة السودان إلى دويلات تحت أى مبرر أو سبب سواء كان قبليٱ أو جهويٱ أودينيٱ.
ح/ معالجة الإختلالات السياسية والإجتماعية والثقافية التى شكلت بنيان الدولة السودانية منذ إستقلالها وحتى الآن.
ج/ مكافحة الفساد والمحسوبية والتزواج بين السلطة والمال وإعادة هيكلة مؤسسات الدولة وفقٱ لمعايير الحوكمة المؤسسية الراشدة.
الأقرب إلينا هم الذين يلتقون معنا فى هذا المشروع الوطنى الجامع.
كم عدد الأسرى والمعتقلين من مجلس الصحوة الثورى وماهى أسباب الإعتقال؟
تجاوز عدد أسرى ومعتقلى مجلس الصحوة الثورى عدد إثنين ألف منذ العام 2017م وإلى يومنا هذا والأسباب معلومة للقاصى والدانى وهى التربص والكيد السياسى وهذا يدل على عدم سقوط نظام المؤتمر الوطني فقط سقطت بعض الأسماء ولكن لم يسقط النظام.الحرية لهم جميعٱ وربنا يفرج عنهم عاجلا.
رزيقات ضد محاميد.. ربنا يعديمكَم نفاخ النار..