مقالات وآراء

أبكي النهاية..!!

أخيراً أطلّ البشير بكامل هندامه وبزيّه الوطني الكامل ، أطلّ يُدافع عن نفسه وينفي عنها تُهماً بالفساد وحيازة عُملات صعبة يُحاسب قانون نظامه عليها باعتبارها جريمة لا تُغتفر بعقوبات وصلت إلى حد الإعدام وحالة قتل (مجدي) وضياع شبابه بفرية حيازته لعملات حرة ما زالت حاضرة لم تُبارح مخيلتنا بعد وسوف يسألكم يوم الحشر بأي ذنبٍ قتلتموه ، وقف البشير وراء سياج إتهام سبقه عليه كم كبير من الأبرياء الضُعفاء ذاقوا صنوف من العذاب والمذلة في زمانٍ (كان) يُحاكم فيه الضعيف بأقسى العُقوبات ويُترك فيه السارق القوي ومن بيده السلطة حُراً يسرق وينهب ويكنُز كما يشاء..
سُبحان مُغير الأحوال ومن بيده مفاتح المُلك يهبها لمن يشاء وينزعها منه متى شاء ..
رُبما اطمأن أهل السودان وتنفّس بعضهم الصعداء وهم يروّنَ الرجُل محبوساً في قفص محدودة جداً مساحة الحُرية فيه بعد سنوات طوال ضيّق فيها البلاد الوسيعة على أهلها وصيّرهم غُرباء في المهاجِر البعيدة والمنافي القاصية وتضرّع فيها هو وحاشيته واتخذوها (جنينة) مملوكة لهم يذهب منتوج محصولها بكامله لجيوبهم العميقة العطشى للمال ولم ترتوي ، وقف يُدافع عن آخر تُهمة في فترة حُكمه الطويلة (حيازة أموال) وجدوها مكنوزة كانت في منزله لو أنفقوها في حل أزمة الدقيق والوقود والسيولة لما انتفض أهل السودان عليه ولما اقتلعوا نظامه وزلزلوا عرشه المُهتري المُتهالِك..
لم ينطُق الفاروق عُمر الحاكم العادل عبثاً بتلك الجُملة الرائعة لو عثرت بغلة في العراق لسُئل عنها عُمر عندما قالها إنما أراد لكُل مُتشبّه به أن يعمل بها ويضعها منهجاً له وعُمر البشير وصحبه (قالوا) لنا أنهم جاءوا ليُحكّموا فينا شرع الله ومنهجهم التأسي بنبي الهُدى مُحمد وصحبه الكرام ولم يفعلوا ، وكم من بغلة عثرت بالقرب من القصر الجمهوري ولم يُبالي بها عُمرنا ورفاقه ، وكم من عجوزٍ محتاجة حول أسوار قصورهم المنيعة تتضوّر جوعاً وصحابة هذا الزمان يكنزون اليورو والدولار والجنيه السوداني (بالمليارات) في وقتٍ يلهث فيه الجميع وراء الصرافات والمصارف في سبيل الحصول على حفنة جُنيهات يُقابلون بها القليل من ضرورياتهم المُلِحة..
حيازة الأموال بالطبع ليست وحدها وهناك العديد من الأسئلة التي تحتاج إلى إجابة شافية أمام القضاء العادل..
أين ذهبت ثروات هذه البلاد مُنذ يونيو 1989م ..؟
لمصلحة من تمّ تدمير مشاريع السودان المُنتجة (الجزيرة) مثلا..؟
دارفور وما أدراك ما دارفور من الذي قتل وهجّر وزعزع استقرار أهلها..؟
جنوبنا الحبيب ذهب مأسوفاً عليه بثرواته ..من المسؤول..؟
الفشقة المُغتصبة وحلايب المُحتلة (قسرا) هل يضيعا هكذا بلا مُساءلة..؟
كم كبير من الأسئلة ننتظر الإجابة عليها (بالقانون) وأن لا تُترك شاردة أو واردة ولا شُبهة من شُبهات الفساد بلا مُحاكمات حقيقية جادة ترتاح بها النفوس وتقِل بها مساحات الغبن..
بلا أقنعة..

زاهر بخيت الفكي

[email protected]
صحيفة الجريدة

تعليق واحد

  1. كما تدين تدان رفضت تقابل أم الشهيد مجدي التي وصلت بيتك مجدي الذي الذي قتلته في بدايه حكمك بتهمه الحيازه والمتاجره بالعمله الصعبةالتي لم تثبت عليه والآن اول ملف يفتح في جرائم فسادك الحيازه والمتاجره بالعمله الصعبه
    لك الحمد ياربي ياسميع ياعليم يارقيب ياعدل

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..