العلمانية و جوهر الدين و الرق و المسكوت عنه (8)

تعرضنا في حلقة سابقة لذكر كتاب ((العلمانية على محك الاصوليات: اليهودية، المسيحية والإسلام)) للمؤلفتين (كارولين فوريست وفياميتا فينر) [دار بترا للنشر والتوزيع] و لأن الوقت و المساحة لا يسمحان ، دعونا نستعرض أولا أهم ما كتبه المترجم غازي أبو عقل عن الكتاب ، كتب (مهما اختلفت الأصوليات التوحيدية الثلاث ومهما تنافست فيما بينها في ادعاء التمثيل الأحقّ للقانون الإلهي، فإنها لا تتوانى ثلاثتها عن تحييد خلافاتها لتتآزر وتتعاضد في مواجهة العلمانية والديمقراطية لأنهما تأخذان بالقانون البشري . [ نتذكر لقاء ريقان بممثلي المجاهدين الأفغان الذين كانوا يسمونهم بالثوار من أجل الحرية (و يا لها من حرية تمنع النساء من الخروج من منازلهن) و أنهم كما قال ريقان ، يمثلون معا المؤمنين الذين يدافعون عن الإيمان في وجه الإلحاد … لم نسمع يومها شعارات الغرب الصليبي !] سيبين لنا هذا الكتاب، الذي يرصد الحركات الأصولية في المشرق و فرنسا و الولايات المتحدة الأمريكية و إسرائيل ، كيف تؤدي الأصوليات الثلاث الخدمة لبعضها بعضاً سواء عن تخطيط متعمَّد أو بصورة تلقائية نتيجة لتلاقي مصالحها، وكيف تعتمد جميع الحركات الإيديولوجية واللاهوتية والسياسية التي تنتمي إليها أساليب متماثلة في العنف والأذية عندما تستشعر أي خسارة أو هزيمة مهما صغرت. … و لئن لم يعد من خيار أمام الأصوليين اليهود والمسيحيين سوى خوض معاركهم في مواجهة العلمانية من موقع دفاعي، فإن الأصولية الإسلامية، التي استفادت على مدى عقود من التمويل النفطي وتحولت إلى إيديولوجيا سائدة ، تميد الآن انتصارا …
من المقدمة
قرع الحادي عشر من أيلول سبتمبر بدءَ مرحلة وعي الخطر الذي تمثله الإسلاموية. وبالمقابل فإنه لم يؤد إلى تفكير مُعَمَّق حول عودة سائر الأصوليات بقوة. … لا يمكن فَهمُ [الظاهرة] دون إلقاء نظرة على عودة الغزوة الدينية التي باشرها ـ في آن معا ـ الأصوليون اليهود والمسيحيون والمسلمون منذ نهاية السبعينات. إنها ثأر الله، إذا استرجعنا صيغة جيل كيبل G. Kepel. تشير هذه الحقبة إلى منعطف ضمن نطاق عَرفتْ فيه الأديان الموحدة الثلاثة عملية تطرفٍ سياسي في تواريخ متقاربة بشكل مدهش.
ففي شهر أيار-مايو 1977، ولأول مرة في تاريخ إسرائيل، أحدثت الأحزاب الدينية خرقاً انتخابياً أدّى إلى منع حزب العمل من تشكيل حكومة، مما خدم مصلحة حزب ليكود. وفي السنة التالية أصبح كارول ﭭوتيلا Wojtyla، وهو كاردينال بولوني معروف بتصلبه، أصبح البابا يوحنا بولس الثاني. وبدأ معه زمن تطرف مواقف الكنيسة الكاثوليكية، التي تُعزَى بشكل خاص إلى عودة الكاثوليكيين التقليديين إلى الكنيسة بعد أن كانوا وصلوا إلى حد الانشقاق عنها تعبيراً عن الاحتجاج ضد المجمع المسكوني المعروف باسم «فاتيكان الثاني».
حمل العام 1979 خاتم حال راهنة مزدوجة: حال الإسلاموية وحال الأصولية البروتستانتية. ففي فبراير يُعلن آية الله الخميني جمهورية إيران الإسلامية ، الظاهرة الأولى لغزو الإسلاميين مواقع السلطة. وسنة 1979 هي أيضاً موعد ولادة اليمين الديني الأمريكي رسمياً، بخاصة ولادة التحالفات الكبرى مثل الأكثرية الأخلاقية MORAL MAJORITY، وهذا يعني بداية استيلاء السلفيين البروتستانتيين على الحياة الداخلية وعلى السياسة الخارجية للولايات المتحدة .
بعد هذا المنعطف، نُزعت السمة الإطلاقية، في أغلب الأحوال، عن التحليلات التي تنبأت بالتبعات الخطرة للصدمة المعاكسة الدينية …. جاء الحادي عشر من أيلول سبتمبر ليُعكّر تماماً هذا التفاؤل، ولكن إدراكه تمَّ على أساس أنه عمل إرهابي ينبغي أن يجعلنا واعين الخطر الوحيد: الإسلامي……….انفعلنا وتأثرنا عندما وصل سيلﭭيو برلوسكوني إلى ادّعاء تفوق الغرب.. على النقيض ـ من هذه الرؤية ـ تنافَسَ بعض المفكرين الأوروبيين ـ وقد أرعبهم خطر عدوى عنصرية ـ في بذل طاقاتهم لكشف ما أطلقوا عليه اسم «رهاب الإسلام» [دافع كثير من المفكرين الأوربيين (العلمانيين بالطبع) خاصة اليساريين ، عن المسلمين و الإسلام في مواجهة اليمينين و المسيحيين المتعصبين الذين أخذوا يعممون صفة الإرهاب على المسلمين و مالوا للتنميط ، ناسيين أن الغالبية تتدين لأن الدين يشكل لها ملاذا في مرحلة تاريخية معينة و تطوّع فهم الدين حسب البيئة و العصر الذي تعيش فيه] …. مرجحين احتمال أن يُضيّق موقفُهم هذا المدى الضروري للقيام بنقد علماني للإسلام .
من بين هذين الإغراءين، الشيطاني والملائكي، وُلدت الرغبة في دراسة التأثير الخاص والمتضافر لكل أصولية من الأصوليات اليهودية والمسيحية والإسلامية، الموحَّدَة بالالتزامات نفسها. ولمزيد من الدقة، فإن المقصود المقارنة بين التظاهرات السياسية الجذرية للحركات التي تتبنّى مبادئ التوحيد والمسماة أيضاً «الأديان الإبراهيمية»: اليهودية، والمسيحية (كاثوليكية وبروتستانتية) والإسلام. …. غير أن المسألة الحقيقية التي يطرحها هذا الكتاب تظل كما هو آت: أَيَخوضُ السلفيون حربا بعضهم ضد بعضهم الآخر، أم أنهم يعملون معاً لإتلاف الديمقراطية والعلمانية وإفسادهما، وغايتهم تحقيق هدف مُشتَرك، مع احتمال تعزيز كلٍ منهم الآخر وتقويته؟ وبصيغة أخرى، هل يمثل خطُّ الصَّدْع الحالي بينهم صدام حضارات أم على النقيض صدام أفكار بين الثيوقراطية والديمقراطية؟
من أجل الإجابة عن هذه الأسئلة، فلنُفْصح عمَّا نعنيه بكلمة «أصولية». … تعني «الأصولية» في رأينا تَجَلي مشروع سياسي هادف إلى إلزام مجتمع ما، بدءا بالفرد وانتهاء بالدولة، باعتماد قيم ناتجة، لا عن توافق ديمقراطي، بل عن رؤية للدين صارمة متشددة أخلاقية ….. مقصودنا الأول هو دراسة التأثير السياسي للأصوليين …. انتهى اقتباسنا من الكتاب .
في المقال القادم سنتناول بعض صور تجليات الأصوليات في عالمنا لنرجع بعدها لموقفها من الحرية (قديما و حاليا) و من المرأة … اختم بالقول المهم عندي : كل فكرة لا تضع غايتها الإنسان من حيث هو إنسان بغض النظر عن دينه أو عرقه أو قوميته أو لونه أو اي اختلاف آخر ، هي فاشية دموية ظلامية متخلفة و إن تزيت بزي المرشد للجنان .. لا تحاول أو تفكر أن تقتل أو تقهر الآخر ليكون صورة منك و ليؤمن بما تؤمن به ، إن استطعت اليوم فلن تستطيع غدا و ستجيّش ذاك الآخر بأسوأ المشاعر ضدك …. عهد قتل الآخر من أجل الفكرة أو العقيدة أو قل عهد سمو أي معتقد فوق قيمة الإنسان في طريقه للزوال .
لنتذكر إن العنصرية إحدى سمات النظرة الدونية للآخر و هي من مخلفات عهد الرق ، كلما تفهمت الإنسانية التاريخ و ظاهرة الرق و أدانته ، كلما ابتعدت عن العنصرية ، و كلما تهربت من ذلك بدعوى أن رقنا أفضل من رقهم أو القول بأن رقنا يحفظ كرامة الإنسان كانت كمن يقول : ما يخرج من الإنسان له رائحة طيبة ، و ستعيد انتاج تصورات الدونية للآخر و بذا تساهم في تمزيق نسيج المجتمع .
حاشية: كل ما جاء بين المعقوفين [ ] من عندنا للتوضيح .

سرحان ماجد
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. السلام عليكم
    قلت (من أجل الإجابة عن هذه الأسئلة، فلنُفْصح عمَّا نعنيه بكلمة «أصولية». … تعني «الأصولية» في رأينا تَجَلي مشروع سياسي هادف إلى إلزام مجتمع ما، بدءا بالفرد وانتهاء بالدولة، باعتماد قيم ناتجة، لا عن توافق ديمقراطي، بل عن رؤية للدين صارمة متشددة أخلاقية ….. مقصودنا الأول هو دراسة التأثير السياسي للأصوليين …. انتهى اقتباسنا من الكتاب). الانسان الذى يختار العسكريه وينضم تحت لوائها يلتزم التزام تام بكل قوانينها ولوائحها, من لبس وتحيه عسكيه وغيرها, وإلا يعاقب وقد يفصل. فالذى يختار الدين عليه بالاتزام بكل ما امر به الله سبحانه وتعالى ولا يأخذ بشىء ويترك شىء حسب هواه, فالله يقول لك اجلد السارق والزانى, انت تقول لا؟ هذه القوانين لا تصلح؟ انا اضع قوانين خير منها؟ فلا تؤمن ببعض الكتاب وتكفر ببعض. بما انك دخلت حظيرة الاسلام عليك الانصاع التام والالتزام التام بكل ما امرك به ربك اوامر مباشره بقرآن عربى مبين لا تفبل التأويل ولا التحريف. انت لا تحدثا عن محاسن العلمانيه, بل اتتنا بآيات واحاديث تبيح لنا ترك قوانين الشريعه والذهاب لقوانين من صنع البشر وقتها نقف معك ونؤيدك.

  2. بدأ الكاتب في الخلط بين السياسة و الايديلوجيات و الغريب في الامر أن الكاتب يدعو الى فصل الدين عن الدولة و لكنه يغفل و يخلط بين الدين و العقيدة و السياسة لكي يقنع القاريء بما يريد

    يا عزيزي الكاتب ما حدث بين إدارة ريغان و المجاهدين الافغان شأن سياسي بحت فأمريكا كانت في حاجة لمن يحارب عنها الاتحاد السوفيتي بالوكالة و في هذه الحال لا بأس عند الساسة الامريكان من قول معسول الكلام للطرف الاخر لكي يتحمس و يقوم بالمهمة , فالامر لم يكن تحالفا بين الاصولية الاسلامية و الاصولية المسيحية بل كان كما يسميه البعض التقاء مصالح

  3. الاخ حسن
    سلامات يا اخي ومعليش إتأخرت في الرد على تعليقك في المقال السابق وأورد الرد هنا كما وعدتك.

    واعتذر للاخ سرحان وأؤكد ان الغرض ليس هو التشويش ولكن اعتقد ان التعليق يتعلق في النهاية بموضوع السلسلة حتى وان كان بعيداً عن نقاش موضوع هذه الحلقة عن الاصوليات الذي سأعلق عليه بتعليق منفصل.

    وبالعودة لك أخ حسن،

    في الجزء الاول من تعليقك في المقال السابق وبعد قصة العقول العاضة قلت لي بأن منهجنا انتم تعيشونه بالتفاصيل الدقيقة وانه اسقط اخلاق وطن كامل وسألتني ما اذا كنت اريد اعادة الكرة من جديد؟ وايضاً ذكرت بانني لا اعيش معكم وانا بعيد من الواقع.

    سأعود لقضية بعدي شخصياً عن الواقع لاحقاً لانها ليست ما يهم ولكن اسمح لي أن أقول بأنه لا يحق لك يا عزيزي ان تتصور انك اكثر مقدرة على التقييم من اي شخص ممن هو خارج الوطن بحجة أنك ادرى بالواقع حيث أن في ذلك ايضاً نوع من الاقصاء الذي نعيبه على الكيزان ولا نحتاجه، و عليه فدرايتك بالواقع يؤخذ بها اذا انعكست في منطقية آرأؤك وقوة حجتك وإلا فلن نأخذ بافتراضاتك فقط لانك “قريب من الواقع” والاخرين بعيدين عنه.

    وشخصياً اعتقد ان وجود الشخص احيانا خارج الصندوق يساعد على رؤية الاشياء وتحليلها بصورة اشمل وخارج الاطار النمطي الذي يفرضه احيانا ايقاع الحياة اليومي بالسودان.

    وبالعودة لقضية ان المنهج الذي انادي به وأنه هو الذي تعيشونه والذي اسقط اخلاق الوطن، وسؤالك عما هية هذا المنهج الذي انادي به؟

    فأبداء الرد متسائلاً، هل تفهم من كلمة تشريع اسلامي ما يفعله الكيزان؟ ولو كان هذا هو فهمك فارجو التوقف عن القرآءة عند هذه النقطة وسأكتب تعليق آخر رداً عليك!!

    بالنسبة لموضوع النموذج الذي يمكن الاقتداء به فقد قلت كثيراً بانك لو نظرت الى التاريخ الاسلامي في معظم مراحله التي كان الناس اقرب فيها الى دينهم لوجدت ان الحضارة الاسلامية كانت اكثر تطوراً وتميزاً من مثيلاتها وذلك باعتراف مفكري الغرب انفسهم ويمكنك الرجوع الى سلسلة “قصة الحضارة” لديورانت وهي من افضل الكتب التي أرخت لتاريخ الحضارات.

    وطالما اننا نؤمن بأنه ليس هناك تجربة انسانية كاملة حتى في يومنا هذا، ورغم ذلك نريد ان نأخذ من الافكار الغربية مثل العلمانية او الليبرالية رغم اعترافنا بوجود عيوب فيها بحجة أننا سنجتهد (جميعاً) لنطورها ونتلافى عيوبها ونتجاوز نقاط خلافنا في فهمها، فلماذا لا نجتهد اذاً في اخذ النماذج المفيدة من حضارتنا الاسلامية وتطويرها بما يتوافق مع زماننا، لماذا لا نتجنب اخطاءهم دون رمي كافة التشريع الاسلامي خلف ظهورنا، خاصة اذا ما كانت اخطاؤهم هذه هي اخطاء بشرية لا علاقة للشرع بها مثل قتالهم لبعضهم او التوسع في قصة الرق والسبي بما يخالف الشرع او الظلم واضطهاد البشر وغيرها من الاخطاء البشرية التي وجدت بكل حضارة بغض النظر عن سموها وسمو اهدافها.

    ولماذا نعتقد دائماً اننا سنخالف سنة الحياة وسنحل مشكلاتنا بين ليلة و ضحاها عن طريق النقل الاعمى بينما ان التاريخ يثبت انه حتى الاخرين اخذوا زمناً في حل مشاكلهم وان كل دولة حلت مشاكلها بطريقة مختلفة عن الاخرى حتى وان استخدموا نفس المصطلحات وانه ليس هناك وصفة سحرية حلت للجميع مشاكلهم بنفس الطريقة.

    بالتاريخ الاسلامي نماذج مضيئة كثيرة بداءت في حياة خير معلم عليه الصلاة والسلام وهي خير المراحل للاقتباس منها وتلاها حياة الخلفاء والصحابة ومن تلاهم مثل عمر بن عبدالعزيز وصلاح الدين الايوبي ومحمد الفاتح وغيرهم، وستجد في هذه التجارب المختلفة ايجابيات في جوانب وسلبيات بأخرى، ففي بعضها نموذج واضح لكيفية التمسك بالدين والعدل والتطبيق على النفس قبل الغير وهو ما نحتاجه جميعاً اليوم وفي اخرى الاهتمام بالعلوم والقوة التي توجب احترام الجميع وفي ثالثة محاربة الفقر والعدل بين الناس والعمل على رخاء الناس وغير ذلك الكثير مما يمكن الاستفادة منه. ولاحظ ان الاستفادة من التجارب هذه لا يعني الجلوس في السقيفة او ركوب الخيول والبغال، فالاقتداء يقصد به اخذ جوهر الاشياء والمبادئ وليس الوسائل، وأما الوسائل فلنا ان نجتهد فيها طالما انه ليس فيها ما يتعارض مع نص صريح بالقرآن او السنة.

    ****

    وبعد الاجابة اعلاه يا اخ حسن سأسأل سؤالاً ارجو ان تجيبني عليه بوضوح وهو:

    ما هي قناعتك التي تنطلق منها لايجاد الحلول فيما يتعلق بالقضايا التي نتحدث عنها،
    1- هل انت مقتنع بأنه من الملزم لأي مسلم ان يلتزم بما هو “ثابت” في القرآن والسنة، وحينها يكون نقاشنا محصوراً على ما الذي يقوله القرآن او السنة بعيداً عن الكيزان وجون لوك وغيره (على عكس الاحتمال الثاني أدناه)، وعلى كل واحد منا أن يأتي بحجته من الكتاب والسنة عما يجعلنا نأخذ أو لا نأخذ برأيه.

    2- أو أنك ترى انه لا يمكن تطبيق كل ما في الكتاب والسنة وفي هذه الحالة بين لنا السبب (هل لانه لا يصلح لزماننا – هل السبب هو مشكلة التطبيق نتيجة المتاجرة بالدين او الخلافات الطائفية والفقهية اوغيره كما ذكر الاخ الطاهر من قبل)، وفي هذه الحالة سيكون نقاشنا (بعيداً عن الخوض او الطعن في النوايا) فيما اذا كان فعلاً هناك بالقرآن ما لا يصلح لزماننا؟ وهل ارتباط حكم شرعي بشروط لا تتوفر بزمن معين (مثلما حدث في عهد عمر مع حد السرقة وسهم المؤلفة قلوبهم) يعني اسقاط هذا الحكم الشرعي تماماً؟ وهل فعلاً اخذ نماذج وافكار الاخرين دون تمحيص هو الحل؟

    وبأي حال لا يمكن الخلط بين الاحتمالين اعلاه ، ولكل واحد منهما طريقة في نقاشه وبالتالي من المهم ان توضح لنا الفكرة التي تنطلق منها حتى نعرف كيف نناقشك.

    أخيراً، من يريد ان يقنعنا بأن المشكلة في التشريع فعليه عندها ان يأتينا بالموضوع والدليل بصورة واضحة كما يفعل الكاتب سرحان احياناً، بمعنى ان يقول لنا ان الاسلام يعطلنا علمياً لأن الاية الفلانية تقول كذا وكذا، او ان الاسلام يعطلنا اقتصادياً لأن الاية الفلانية تقول كذا وكذا، أو ان الاسلام يعطلنا إجتماعياً لأن الاية الفلانية تقول كذا وكذا، أو كما المح الاخ سرحان من قبل بان الاسلام قد يعطلنا إنسانياً لأن الاية الفلانية تقول كذا وكذا.

    اختم بالرد على ما يليني شخصياً في تعليقك…
    بالنسبة لقضية بعدي عن الواقع فيا عزيزي انا خرجت من السودان قبل سنتين ونصف فقط، يعني يا حسن قعدته حضرته المسلسل ده اكتر من 21 سنة وحفظتو عديل قبل ما امرق، وبالتالي افتراضك بانني بعيد عن الواقع غير صحيح.

    وأما سؤالك عن تصوري المختلف للدين، فانا لا املك تصور مختلف للدين كما ألمحت انت، واعتقد ان تصوري هو نفسك تصورك وهو ان القرآن والسنة الصحيحة هي مصدر هذا الدين وان الامور القطعية هي ملزمة وليست اختيارية للمسلم، وأما بالنسبة للكيزان فكما ذكرت بأن الطفل المسلم اليوم يعلم بأن ما يفعلونه لا علاقة له بالدين.

    وكن بخير يا عزيزي

  4. قال الاخ سرحان

    (تعني «الأصولية» في رأينا تَجَلي مشروع سياسي هادف إلى إلزام مجتمع ما، بدءا بالفرد وانتهاء بالدولة، باعتماد قيم ناتجة، لا عن توافق ديمقراطي، بل عن رؤية للدين صارمة متشددة أخلاقية …..)

    وهناك تطويع للتعريف حتى يخدم غرض المقال لأن التعريف الاشمل يضم الاصوليات الدينية والاصوليات الفكرية وغيرها، ويقتضي تعديل العبارة الاخيرة بالتعريف الوارد بالمقال لتصبح (لا عن توافق ديمقراطي، بل عن رؤية للدين “أو الفكر” صارمة متشددة أخلاقية …..)

    وبناء على التعريف الاشمل ارجو ان يضيف لنا الاخ الكاتب اصولية جديدة ليناقشها في مقالاته وهي الاصولية العلمانية والتي يصلح الاخ الكاتب نفسه كمثال عليها، فحتى عندما نقول بأن الاغلبية وفق الخيار الديمقراطي ووفق اقوال مؤسسي الفكر العلماني انفسهم) يجوز لها ان تختار الدين كمرجع للتشريع اذا توافقت على ذلك، فإن الاخ الكاتب يعترض على خيار الاغلبية (الديمقراطي) هذا بأنه غير مقبول ويبداء بالحديث عن حقوق الاقلية رغم ان التشريع الذي نتحدث عنه يقول بأن لغير المسلمين الاحتكام الى شرائعهم ولا يلزمون بالتشريع الاسلامي!!!

    هل سمعت بمشكلة دكتاتورية الاقليات يا أخ سرحان؟!!

  5. السلام عليكم
    فى ردك على تعليقى
    مالو بنقاتلهم لو اعتدوا علينا, حتى لو كانت الدوله علمانيه واعتدوا علينا الا نقاتلهم؟ (لَّا يَنْهَاكُمُ اللَّـهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ ۚ إِنَّ اللَّـهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ ﴿8﴾ إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّـهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَىٰ إِخْرَاجِكُمْ أَن تَوَلَّوْهُمْ ۚ وَمَن يَتَوَلَّهُمْ فَأُولَـٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ ﴿9﴾ سورة الممتحنة)( وَإِنْ أَحَدٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّىٰ يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّـهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَّا يَعْلَمُونَ ﴿6﴾ سورة التوبة) انت تأتى بالآيات التى تحث على الجهاد وهذا شىء طبيعى اى دوله يعتدى عليها بتستنفر مواطنيها لمحاربة العدو حتى لو كانت غير مسلمه

  6. السلام عليكم
    قلت فى معرض ردك على (Muslim.Ana)( أن التشريع الديني لا يمكن أن يكون فيه مساواة لغير أهل الدين). يا سرحان نحن نتحدث عن دوله غالبيه سكانها مسلمين وعلى الاقليه غير المسلمه احترام رأى الاغلبيه. فى دول الغرب إذا كنت مسلما ولديك بنت عمرها 16 سنه واتت برجل غريب ليبيت معها فى غرفة نومها وحاولت منعها تشتكيك للشرطه ويتم حبسك 6 اشهر, لماذا يلزمون الاقليه المسلمه بالانصياع الى قوانينهم؟ هذه اهم من شهادة غير المسلم فى جرائم الحددود كما تقول. وفى النهايه نحن ممكن نقول لك انو العلمانيه دى زى العسل بس نحن ما عاوزنها لانو الله لم يأمرنا بها بل امرنا بتطبيق شرعه. هات ايه او حديث شريف يعفينا من تطبيق الشريعه الاسلاميه ويسمح لنا بإختيار قوانين من صنع البشر بدلا من القوانين الالهيه ونحن نتبعك. ولكن تريدنا ان نترك دين الله ونتبعك هذا ما لايمكن ان نقتنع به مطلقا لان الانسان صنعة الله وهو اعلم بما يصلح صنعته

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..