(غيبوبة) جهاز الأراضي..!

* قلت مرة (إن جهاز حماية الأراضي وإزالة المخالفات) يبدأ إشكاله (الشكلي) من اسمه الطويل؛ فلو أنه صار مختصراً لكان ذلك أجدى من الزيادة التي لا معنى لها في وجود كلمة (حماية!).. ولكن لأن الخلل جوهري في مؤسسات الحكومة كافة ــ دون تسمية ــ نظل نبحث فقط عن أفعال السلطة (المتسيبة) ولتذهب لافتات دولة الحزب الواحد إلى الجحيم..!
*ولأن العشوائية سمة ملازمة لذات المؤسسات؛ ليس غريباً أن يكون الجهاز المنوط به (مكافحة العشوائية) رازحاً في التخبط و(الهلهلة).. فقد أعلن العاملون فيه الإضراب عن العمل لمدة (3) أيام مطالبين بتصحيح الأوضاع المتعلقة بالحقوق (كأولوية) وحسم تبعية الجهاز الذي تضيع ملامحه الإدارية ما بين الوالي وبين وزارة التخطيط.. فأحياناً لا يدري العاملون إلى أين يذهبون حين تحدث الإشكالات..! ورغم مرور أكثر من عامين على التأسيس إلاّ أن جهاز حماية الأراضي يزداد سوءاً بدلاً من التطور.. فالضحايا الذين كانوا في زيارتنا أمس سردوا تفاصيل الخراب الذي يعانيه الجهاز جراء زيادة العاملين فيه بصورة شاذة مما جاء بنتيجة كانت خصماً على أهل التخصص.. وما يزال المؤتمر الوطني الذي يجيد (الأوهام) يمثل نموذج هذا الجهاز في صورة البؤس..!
* جهاز حماية الأراضي وإزالة المخالفات الذي استحدث ليكون له فعل ملموس على الأرض؛ كان يُنتظر منه أن يداري سوءة النظام المتخبط وفشله في ما يتعلق بالأراضي والاستثمار والعشوائيات.. وأولى علامات بؤسه عدم تميزه بشخصية معتبرة؛ مما أثار حفيظة العاملين فيه واستيائهم ومطالبتهم بتحديد تبعيته، رغم الظاهر لهم؛ وهو أن الجهاز أحد أذرع وزارة التخطيط.. ولكن حتى لا تتغول عليه بعض الجهات كان لزاماً أن تكون (التبعية) صميمة لـ(الوزارة) دون لبس؛ وأن يتحرر الجهاز من تغول (ولاية الخرطوم) التي حولته إلى (ثكنة) للترضيات وذلك بتعيين كل من هب ودبّ في الوظائف؛ حتى صار محشواً بعدد خرافي من العناصر المجلوبة (بالموازنات) والمحسوبية ــ كما يقول بعض الموظفين الأصلاء في هذا الجهاز..! هذا الحشو انعكس على الأداء وأوصل العاملين إلى خيار الإضراب عن العمل منذ يوم الإثنين الماضي.. وهو خيار صحيح لا علاج سواه في هذه الحالة.. ثم أصدرت نقابة عاملي الجهاز بياناً في هذا الأمر؛ ردت عليه الإدارة ببيان استنكاري سخيف.. ووصفت الإدارة إضراب العاملين بالاستفزازي.. ولا ندري بماذا تصف الإدارة الفاشلة نفسها وهي تعجز عن تحقيق تطلعات عاملين يسعون للإصلاح ونيل حقوقهم المشروعة؛ مع تهديد ووعيد منها للمضربين مختوم بالآية الكريمة (وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون)..!
* تعالوا نطالع بعض فقرات بيان الإدارة رداً على عامليها المضربين؛ لتكتشفوا بيسر أنها إدارة لا يرجى منها بهذه اللغة الممجوجة ذات الأسلوب المطاطي؛ إذ عمدت إلى استخدام وتكرار جملة (في القريب العاجل!!) التي تدل على الوهن وعدم الرؤية؛ رغم مرور زمن طويل على إنشاء الجهاز.. تقول الفقرات المثيرة للملل:
1 ــ لقد أكد السيد الفريق أحمد إمام التهامي (مدير الجهاز) في عديد المناسبات واللقاءات مع السيد الوالي أن هناك حقوقاً ومكتسبات مالية للموظفين ويجب أن يعاملوا أسوة بزملائهم بوزارة التخطيط، ولم تغب حقوق العاملين عن عناية السيد الفريق التهامي لحظة، الأمر إلذي تم بموجبه الاتفاق مع وزير المالية على عمل لائحة للحوافز والمكافآت سترى النور (قريباً جداً!!) بعد اعتمادها من المالية ولن ندخر جهداً في سبيل رفعة الجهاز وموظفيه حتى يتمكن العامل من أداء رسالته النبيلة في جعل هذه العاصمة وطنية وآمنة ومتحضرة وتحقيق شعار غاية الوطن الجمال.
2ــ وتأكيداً لهذه السياسة كانت اجتماعات السيّد مدير عام الجهاز مع مجلس الإدارة برئاسة الوالي الذي تمخضت عنه قرارات مهمة تصب في صالح الموظفين (سترى النور في القريب العاجل!!).
3 ــ أما مسألة تبعية الجهاز للوزارة أم للمالية فإن هذا الأمر سيحسم في (القريب العاجل!!) مع الأخ الوالي والوزير عبر الأطر والقنوات المعروفة.
5- تؤكد رئاسة الجهاز أن كل الدعم المالي الذي يرد للنقابة كان من خالص مال الجهاز فقد تم التصديق بمبلغ 150 ألف جنيه دعما للعاملين لشراء سكر رمضان كما تم دعم النقابة أكثر من مرة بمبالغ مالية كبيرة كان آخرها بمبلغ 100 ألف جنيه دعماً للموظفين بمناسبة عيد الاضحي المبارك.
هذا وإذ تعبّر رئاسة الجهاز عن استغرابها من ذهاب النقابة إلى خيار الإضراب وعدم اكتراثهم لعواقبه على مسيرة الجهاز وعدم مواصلتهم للجهود والحوار الذي كان سيحقق العديد من النجاحات والمكاسب.
ختاماً تؤكد رئاسة الجهاز أنها حريصة كل الحرص على استقرار الجهاز وموظفيه وتحذر كل من يعبث بأمنه واستقراره ويجاهد في تحريض موظفيه ويسعى الى إفشال خطط وبرامج الجهاز وسنكون لهم بالمرصاد، نرصد ونتابع كل عابث ومخرب لمكتسبات الجهاز حينها سنضرب بيد من حديد (وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ). انتهى.
*هذه بعض نقاط بيان الإدارة الملئ بالأخطاء؛ وأعتذر عن عدم (تصحيحها بالكامل).. هذا ليس مهماً.. لكن الأهم تمعن عجز الإدارة بتكرار عبارة (في القريب العاجل!!) وكأنها (إنجاز)..!
* مصيبة (جهاز مكافحة السكن العشوائي!) أنه عشوائي جداً؛ لدرجة تجعله يستنكر تصرف العاملين الذين انحصرت مطالباتهم بتقنين الأوضاع (هيكلياً) ومكافحة ترهل الجهاز الذي يتم التعيين فيه حسب (الهوى السياسي) كما ذكر العاملون وهم يستشهدون بنماذج يطول شرحها؛ أي معالجة أوضاع أفراد يتبعون لبعض المؤسسات النظامية بتعيينهم (كترضية!).. علماً بأن قانون الجهاز لم يجز حتى لحظة كتابة هذه السطور..! وثمة إشكالية أخرى ــ ليست أخيرة ــ أن منسوبي وزارة التخطيط العمراني المنتدبين إلى جهاز حماية الأراضي (90%) منهم في درجات وظيفية عليا؛ ويقول بعض العاملين في جهاز حماية الأراضي إن هؤلاء يضيقون عليهم الفرص في الحوافز.. لكن الذي سيوسع الفرص للجميع هو أن يكون جهاز حماية الأراضي يمتلك أرضاً صلبة تنأى به عن هشاشة المرحلة..!!
* كيف تجعلون العاصمة (وطنية!!) وآمنة ومتحضرة وأنتم تعانون من (أنيميا إدارية مزمنة)..؟!
أعوذ بالله
ـــــــــــــــــــ
الأخبار
عثمان شبونة
كلو كوم وكوم كبير أن يكون مدير الجهاز “عسْكَرِي” برتبة فريق!!…أقترح أن يبدأ هذا الفريق بإزالة “التغول على الأراضي الحكومية” بالفشقة و حلايب!!
ستظل اخونا عثمان تتعوذ بس نخاف عليك من فقع المرارة السواهى والدواهى البتحصل دى كلها ابسط مما تتخيل المظلوم يصبر والظالم ليهو يوم ” تيك إت إيزى “