العم سايمون تائه: من المسؤول؟

بقلم : صباح محمد ادم

العم سايمون كما يحلو للكثيرين من أهالى الحاج يوسف مناداته رئيس لجنة شعبية سابق لأكثر من عشرين عاما قضاها فى خدمة أهله من جنوب السودان سايمون كان من الرافضين للإنفصال فهو قد عاش طفولته فى الشمال وتزوج وأنجب اولاده فى الشمال كان يرى أنه اذا ما عاد إلى الجنوب سيكون غريبا وكان يرى ان السودان كله بلده وان من حقه ان يتواجد حيث يريد وتساءل لماذا لايمنحوننا حرية البقاء والتنقل .

كان يرى ان الإنفصال هو رغبة السياسين والنخب حزنت كثيراً وانا اتلقى خبر من صديقة مشتركة من بنات الجنوب مقيمة فى الخرطوم ليلة امس الاول ان سايمون لم يعثر له على اثر فقد كان من بين من فروا إثر شائعة بهجوم وشيك من قوات مشار على مدينة ملكال سايمون الضرير فر اسرته تبحث عنه ولا تجد له اثر حزن سودان ونقلها للخبر مع مطالعتى لصحف أمس وهى تزخر بالعنوايين وتتوسطها صورة لبعض النخب من أبناء الجنوب يتوسطهم الدكتور مشار ببدلة عسكرية يظهر مع وفد الوساطة ببدلاتهم الانيقة الصورة وابتسامة عريضة على وجوههم اشعرنى ذلك بالاستياء الشديد بعدم المبالاة وايضا تساءلت من الغرض من الصورة هل هى تذكارية ام توثيقية ؟ ولمن توثق وهى تنقل للناس الفشل فى وصول الى حل بما يعنى استمرار القتال وسقوط عدد اخر من الضحايا . لحظتها تذركت حكمة سايمون الرجل الطاعن فى السن الضرير الذى نكل به فى وطنه من ان النخب هم وحدهم من يريدون الانفصال ويريدون تفريق الاسر لانهم يريدون السلطة وليس خدمةالشعب .

لست متحاملة على من ارادوا الاستقلال عن الشمال فهو ايضا يحمل ذات الجرثومة وهى النخب المتعالية المغتربة الشعور والوجدان التى لم تفهم حكمةالعم سايمون لانهم لايشعرون بمعاناة الناس وينظرون لذواتهم فقط والا كيف نفسر الالف من الاطفال والنساء والمسنيين الذين ماتوا اما غرقا فى عبارة فشلت فى ان تصل سالمة الى شاطئ النجاة ولا الالف من النازحين فى بلاد القهر والجوع والمرض وتساءلت لماذا يتحاربون واى شئ يريدون ان يحققوه والناس تتعرض للموت واختبار ظروف التشرد القاسية ان هؤلاء النخب قد خذلوا الشعب الذى كانوا يتحدثون باسمه ويخضون النضالات فجعلوه يرى منهم المسغبة والفقر وعد الامان فانتشار شائعة جبانة بغزو محتمل ليس من عدو خارجى بل من بعض من ابناء جلدتهم تقضى على المئات من النساء والاطفال ، وخذلوا العالم الذى مد لهم يد العون فتلقوا التعليم فى اميز جامعاته وانفق عليهم بقدر ما استطاع ليعودوا فينموا بلادهم فلم يفعلوا غير انهم دمروا ما تبقى منه واخذوا يعملون على تفكيك نسيجه الاجتماعى .

ما يحتاجه السودان شماله وجنوبه قيادة رشيدة وحكام يتسمون بالاخلاق والامانة فى اطار حكم ديمقراطى حر يحقق العدالة الاجتماعية ويؤوسس لدولة تحترم الحقوق والدستور وتخضع للمحاسبية .

الميدان

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..