لا للقاء قادة الفشل والخذلان، يا قادة الجبهة الثورية..!

قد قرأنا خلال الأيام الماضية كلاماً تناقلته وسائل الإعلام، عن أن هناك ترتيبات تجري للقاء يجمع قادة الجبهة الثورية، بقادة قوى الإجماع الوطني، وقد سمعنا أيضاً في الوقت ذاته أن جهاز أمن النظام قد حال دون سفر من كلفوا بالسفر إلى سويسرا، مما دعى المرء للتساؤل، لماذا يمنع النظام قادة تلك الآحزاب من السفر هذه المرة، علماً إنهم قد سافروا من قبل الى يوغندا، وإلتقوا بالجبهة الثورية، إذن، ما الجديد في الأمر، هذه المرة..؟ هل المنع خوفاً أم تخويفاً..؟ هل هو غباءاً، أم ذكاءاً من قبل النظام وأجهزته الأمنية..؟ وبرغم أن المرء لا يتوفر على معلومات تجعله يرجح أحدي الإحتماليين، إلا إنه تحليلاً وإستنتاجاً، يرجح المرء، إحتمال الذكاء والتخويف، من قبل النظام وليس بالطبع، الغباء والخوف.. لكن برغم ذلك، خطوة المنع في حد ذاتها، تجد منا كل الرفض والإدانة..! برغم قناعتي التامة إنه لا جدوى ولا فائدة من لقاء أؤلئك الأشخاص بقادة الجبهة الثورية، بل لا أبالغ إن قلت إنه ليس هناك خطراً على النظام، حتى لو جاء كل قادة الآحزاب السودانية، لاسيما الآحزاب التقليدية ومعهم مرافيقهم وحيرانهم، لأن هذه الآحزاب قد ماتت وقد شبعت موتاً، فكراً وسلوكاً وقيماً ومبادئي، هذا إذا إفترضنا إصلاً أن لهذه الآحزاب قيماً ومبادئي من الأصل، يعول عليها لنصرة الشعب لتحقيق تطلعاته في حياة حرة كريمة..!
لذلك يتساءل المرء إلى هذا الحد قادة الجبهة الثورية هم متواضعوا الحكمة والعبقرية..؟ وإن لم يكونوا كذلك، فما الذي ألم بهم ..؟ هل ما زالوا يجهلون الواقع الذي يتحدثون عنه..؟ في وقت أثبتت فيه كل التجارب الناجحة، أن ثقافة القادة ومدى معرفتهم وإلمامهم بواقعهم وشعبهم والعناصرالمؤثرة فيه سلباً أو إيجاباً مسألة في غاية الأهمية لإنجاز الثورة وإدامة زخمها، فالواقع وحصاد التجربة المُرة، يقولان أن شقاء وتعاسة حياة الشعب السوداني، السبب الأساسي فيها، والمستفيد الأول منها، هم هؤلاء من يسمون أنفسهم قادة قوى الإجماع الوطني، وحتى لا نظلم البعض، دعونا نقول الأغلبية منهم .. لذلك يشعر بالمرء بالشفقة والحسرة على ثورة يقودها أمثال قادة الجبهة الثورية، الذين مازالوا يجهلون عناصر القوة والضعف في هذا الشعب الذي يناضلون بإسمه..؟ إن أغلب قادة قوى الإجماع الوطني هم سبب الداء والبلاء، هؤلاء القادة ظلوا مدة ربع قرن إلا عاماً من حكم نظام الإنقاذ المكروه، صامتون .. صمت أهل القبور، لا عين ترى ، ولا أذن تسمع، ولا لسان ينطق بكلمة حق، ولا فكر يخطط، ولاإرادة صادقة تنتصر لضحايا الإنقاذ، لاسيما في مناطق الهامش، الذين يموتون يومياً بسبب آلة القتل والإبادة عبر القصف والتدمير المنظم والتجويع والتشريد في كل من دافور وجبال النوبة، والنيل الأزرق، وغيرها من مدن السودان التي يموت فيها أيضا الفقراء والكادحين في اليوم الواحد ألف مرة..!
وقادة أحزابنا، بل صناع آلامنا وأحزاننا لم يفعلوا شيئاً حيث إكتفوا بالفرجة وتربيع اليدين.. وفي أحسن الأحوال إطلاق التصريحات في الصباح، وفي المساء يناقضونها بأخرى..!
إن تجربة الإنقاذ وقبلها تجارب الحكم التي عرفها الشعب السوداني خلال نصف قرن، تقول:: إنه ليس هناك برنامجاً، ولا عزيمة ولا إرادة حقيقية لمواجهة الظروف والأحوال غير المقبولة التي يرزح تحتها الشعب، وكل ما حدث ويحدث هو خداع في خداع، ولعبة تبادل للأدوار لا أكثر بين التيارات الظلامية والعناصر الإنتهازية، وتجلى تماماً ذلك في ظل حكم نظام الإنقاذ الكارثة، في حالة الضعف التي أظهرها صناع آلامنا، بعدم الرغبة في فعل شيء أو السماح للآخر بفعل يغيرالأوضاع نحوالأحسن، خشية فقدناهم السطوة والنفوذ.. إنه لعار فظيع أن يستمر هؤلاء القادة الذين لا يجيدون سوى الركض وراء مصالحهم ومصالح أبناءهم وأسرهم، قادة لهذا الشعب، وإنه لعار أفظع أن تهفو أنتم يا من تسمون أنفسكم قادة لثورة الأغلبية المهمشة التي عانت الظلم والفقر والبؤس والتهميش، للقاء هؤلاء.. الأمر الذي يجعلنا نتساءل إلى متى تظلون غير راشدين ولا تحسنون التعامل مع الواقع ومتغيراته التي هي في صالحكم وفي صالح مشروعكم، وفي صالح كل الشرفاء من أبناء الوطن، من خلال تجاوزكم لهؤلاء القادة الفاشلون.. وبالتالي فتح مسارات نضالية جديدة في عمق الأغلبية المهمشة، بإعتبارها المستفيد الأول من الثورة الجذرية والشاملة التي تقضي على كل المظالم، بإزاحتها للتيارات الظلامية، فكراً وسلوكاً، لتطوي البلاد صحفة مظلمة، خالية من الحرية وقيم الحق والعدل والمساواة بين أبناء الوطن الواحد.. لذا عليكم أن تقرأوا الأوضاع جيداً، وتحسبوها صاح، وإلا ينطبق عليكم المثل الذي يقول: الخيل تجقلب والشكر لحماد..!

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. مع التحية أخ الطيب الزين: مقال ورأي موضوعي يستحق الاحترام، الا أن الجبهة الثورية بحسب ادبياتها بأنها تأمل في تكامل الادوار لتحقيق الاهداف، العمل المسلح الذي تبنته ليشكل حماية وصمام أمان للعمل الجماهيري الذي تتبناه قوى الاجماع الوطني (رغم سلبيات الاجماع الوطني التي ذكرتها ولا تخطئها العين).
    اذا تم اسقاطهم تكون الجبهة ارتكبت كبيرة الاقصاء وجانبت قيم الحرية والمساواة والعدل والحق وقيم النضال، نعم قد تختلف الاليات ولكن الهدف واحد، المهم هو مدى الجدية!!! بالطبع سيتم تجاوزهم بعد التمحيص !! وأوكد لك ان المهمشين اصبحت نظرتهم بعيدة وافقهم اكثر اتساعا.. وقليلا من الحكمة والتأني أبشرك اذ لابد من صنعاء وان طال السفر. لك الشكر.

  2. ياخى والله ما قلت الا الحقيقة لكن ما شرحتها ولا وقعتها كويس وخاصة دور الاحزاب الطائفية فى تحطيم الامة السودانية(الامة والاتحادى) ومن ثم الاحزاب الدينية يجب جميعا كنسهم ومحاسبتهم فردا فردا الاحياء منهم والاموات لانهم أس البلاء. لانه ماممكن ولايعقل ان حزب منذ نشأته قام على استغلال واستهبال وتدمير ماضى وحاضر ومستقبل الناس باسم الدين يمكن ان يكون له وجود باسم الديمقراطية؟!!!! طز فى اى ديمقراطية تجيب الصادق او اى واحد او واحدة من اولاده وبناته علشان تتبرطع او يتبرطع باسم الديمقراطية فى حين انهم رضعوا الاستغفال والاستهبال باسم الدين والدين بريئ من دمهم ولحمهم اللى كله من عرق الغلابة، وكذلك قيس على ذلك ال المرغنى ومن بعدهم الكيزان الذين تعلموا التجارة من الطائفية البغيضة. ياخى والله السودان ما يتقدم خطوة للامام ولا يكون ليه وجود مادام فى واحد او واحدة على وجه الارض من امثال ال المهدى وال المرغنى او اى فرد من تلك الاحزاب التى تسمى دينية.لا اجماع وطنى لا زفت، ليس هو الا اجماع لتكريس الظلم والهوان على البلد والشعب قبل ان ينجلى المستعمر ويحل ذاك الاجماع محله، دعنا نسمى الاشياء باسماءها حتى يمكن ان نحافظ ما تبقى من السودان حتى نعالج الجهوية التى اصبحت متفشية نتيجة لظلم تلك الاحزاب والتى لا شك سوف تكون البديل الامثل للخروج من عباءة ارباب الاستعمار القديم ومن ثم نكون سعينا الى تشظى السودان بحر ارادتنا اذا اصرينا على اعادة وتدوير تلك الجراثيم التى هى السبب المباشر الذى ادى الى تحطيم ارادة شعب وامة السودان قبل ان يتحرر من مستعمريه الانجليز ليجد اولئك متحكمين فى ارادته ومقدراته باسم الدين.يجب ان يتحرر السودان اليوم قبل باكر من جلاديه وعلى الشعب ةان يعرف أولئك الجلادين حتى يقتص منهم ويعيد ارادته المسلوبة من أولئك الظلمة ويحاكمهم فردا فردا.

  3. اذا كان المقصود تمثيل احزاب الاجماع الوطنى فهنالك تمثيل لكل مكونات الاجماع الوطنى ونحن صراحة لانثق فى محمد عثمان الميرغنى الذى توسط من اجل اطلاق سراح صلاح قوش وهو الذى ارسل ابنه للمشاركة فى تدشيت حملة الرقاص الانتخابية بولاية كسلا علما بان حزبه قدم حاتم سكينجو مرشحا لمنصب الرئيس اما عن الصادق فلايزال يقود فريق التخذيل وتثبيط همة المعارضةبل ان احد ابناءه هدد احد كوادر الحزب الشبابيةبانه سيقتلهاذا واصل فى السير فى خط المواجهة والمصادمة للانقاذ.

  4. اولا كلام جيد وحقائق اكثر شفافية ودراسة واضحة لمجتمع السياسيين السودانيين الذين ورثوا السياسة من المستعمر وصدقوا ان المفروض يحكم هنا هم فقط والمنافسة بينهم فقط غير مسموح لخلافهم لانهم الوحيدون لهم الدراية والمعرفة وخلقوهم للحكم حتى صاروا اصحاب حق واصبحوا قبيلة واحدة يتزاوجون ويوزعوا الادوار بينهم للمحافظة وتوزيع ماتبقى من ثروات البلاد.
    نحن جدا لنا ازمة وطنية لاننا نحس بالدونية من خروج المستعمروظهور الاحزاب التقليدية التي شكلت المجتمع على ذاك الاساس .
    توجد مقومات الدولة القارة في السودان مثل امريكا وبدات تظهر بوادرها في الجيل الجديد الي اصلا سطحي خالص من تشطيل الانقاذ , الان ليس لهم معرفة بالقبلية ولا الجهوية ةلا اللون اوالعرق بس ناقصهم بعض التوجهات ولكن من اين ؟؟ قطعا ليست من قوة الاجماع او الجبهة الثورية كلهم ذي السابق المؤتمر الوطني احسن منهم بكثير لانهم اتوا ببعض التغيير مثل الشمولية والمحافظة على الحكم بشتى الوسائل ومنهجهم الظاهري هو المد الاسلامي وهحن ليس لنا مصلحة في ذلك .
    نتمنى ان تكون هناك اجماع حول ما جاء في المقال ليجمع المجتمع بعيدا عن اراء المعارضة والحكومة كلهم سواء.
    ثانيا ليس هناك ثاني لاقوله!!! موقف سلبي جدا

  5. لاباس اخي من مشاركة تجار السياسة من الاحزاب الطائفية لما لها من اتباع ودراية وعلاقات متشعبة بدولة كثيرة صنعتها التجارب والمصالح لتلكم الاتباع!كما لاتنسي انك لاتمسح التاريخ للدول بجرة قلم ولكن بمزيد من الانفتاح ومزيد من التلاحم للقضاء علي مظاهر الظلم المتدثر بالدين وبالطائفية!! فدون ذلك التشظي والقتال والاقتتال!! وماتراه من تمدد الارجل والايادي المتشابكه بين الحكم والمعارضه ماهو الادليل علي وصولية تلكم الاحزاب التي لم تعد تملك الحياء للنكران بل تصارع علي المكشوف من اجل مصالحها ليست الحزبية بل تمحورت لمصالح اسرية او عشائرية ضيقة!!!(يعني بدون مؤاخذة ذي الشكش مابتخاف من زول ومدعيه العفة)

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..