المواطن السوداني مهدد بموجة غلاء كاسحة!

د. محجوب محمد صالح
المواطن السوداني مواجه هذا الأسبوع بموجة غلاء طاحنة جديدة، عندما تبدأ الحكومة في تنفيذ سياساتها الاقتصادية الهادفة لسد العجز في موازنة الدولة عبر تحميل المواطن المغلوب على أمره كل نتائج الأخطاء المتراكمة في إدارة الاقتصاد السوداني, والأزمة الحادة التي فجرها انفصال الجنوب وخروج ثلاثة أرباع إنتاج النفط السوداني معه، منهياً بذلك الحقبة البترولية السودانية التي استمرت أكثر من عقد من الزمان كان خلالها السودان دولة منتجة ومصدرة للنفط، مما وفر للسودان -رغم محدودية الإنتاج- قدراً من الدخل لم يشهده من قبل.

ولا يعرف أحد أين ذهبت كل تلك العائدات من السنوات النفطية لانعدام الشفافية في التعامل مع هذه العائدات, لكن المؤكد أن السودان لم يستثمرها في تطوير قطاعاته الإنتاجية الزراعية والصناعية, ولا في بناء احتياطي من العملات الأجنبية كي يعتمد عليه في السنوات العجاف, والمسؤولون كانوا يعرفون سلفاً أن جنوب السودان قد ينفصل وفق نصوص اتفاق السلام ويحمل معه معظم حقول النفط، وكان ذلك هو الخطأ الأول في إدارة الاقتصاد السوداني مع أن النذر كانت واضحة.

وحتى بعد انفصال الجنوب لم يجد الوضع الاقتصادي الاهتمام الذي يستحقه، ولم تتعامل الحكومة مع الواقع الجديد بالجدية المطلوبة, ولم تستفد من الميزة النسبية التي توفرت لها بسبب أن كل البنى التحتية لمعالجة إنتاج البترول الجنوبي وترحيله عبر خط الأنابيب وتصديره عبر ميناء بورتسودان -كانت كلها في الشمال وليس للجنوب أي بديل آخر في المستقبل القريب- وبدلاً من أن توظف هذه الميزة بطريقة منطقية لمصلحة الاقتصاد السوداني ولمصلحة جنوب السودان لتؤكد على الاعتماد المتبادل آثرت أن تبتز الجنوب اعتماداً على حاجته الملحة لهذه البنيات النفطية التحتية، التي لا يملك الجنوب بديلاً لها, فضاعفت الرسوم التي طالبت بها إلى درجة غير معقولة ولا مقبولة, وكان تقديرها أن الجنوب سيركع أمام هذا الابتزاز لأنه لا يستطيع أن يؤسس دولة قادرة على البقاء إذا لم يصدر بتروله، وليس أمامه من سبيل إلا تصديره عبر السودان، ولكن الجنوب فاجأ الحكومة باتخاذ القرار الانتحاري غير المتوقع بوقف ضخ نفطه, وهو يعلم مدى ما يلحقه به من ضرر, وأضر القرار بالاقتصاد السوداني أيضاً ضرراً بالغاً.

وقد أثبت الجنوب وهو يتخذ هذا القرار قدرته على المناورة،واضطر الشمال أن يقبل رسوماً أقل من ثلث ما كان يطالب به, فقبل رسماً لعبور برميل النفط يتراوح بين 10 و11 دولاراً للبرميل بدلاً من الـ36 دولاراً التي طالب بها بداية, ولكن هذا القرار جاء بعد خمسة عشر شهراً من وقف ضخ النفط, وبذلك فقد السودان بسبب هذا التوقف 5 مليارات دولار كان سيجنيها من عائدات عبور النفط, ومن اتفاقية الإجراءات المالية المؤقتة التي كانت تضمن له تعويضاً لفقدان عائدات النفط بالانفصال, وثالث الأخطاء التي ارتكبها السودان كانت إغلاق حدوده مع الجنوب بسب المشاكل الحدودية, وأوقف بذلك التجارة بين البلدين التي كانت مرشحة لأن تدر على الشمال مليارين من الدولارات سنوياً، وبفقدان كل هذه العائدات تضاعفت الفجوة الاقتصادية بصورة غير مسبوقة.

كانت النتيجة الحتمية لهذه الأخطاء زيادة المشاكل الاقتصادية وعدم الاستقرار الاقتصادي، وحدوث ارتفاع متصاعد في التضخم, وانخفاض قيمة الجنيه السوداني واختلال في الميزان الداخلي والخارجي, وزيادة عجز الموازنة وشح في النقد الأجنبي, مصحوباً بالعجز في الميزان التجاري, واعتمدت الحكومة أكثر وأكثر على طبع النقود والتمويل بالعجز, وقصارى ما أقدمت عليه هو وضع ما أسمته بالبرنامج الثلاثي للإنقاذ الاقتصادي، الذي كانت تعتمد عليه في إحداث إصلاح سريع, لكنه لم يسجل نجاحات تذكر في نهاية عامه الأول, ولم تنفذ الوعود التي أجزلت بضبط الإنفاق الحكومي،فلم يتحقق حتى الآن فرض ولاية وزارة المالية على المال العام, وما زال التجنيب مستمراً والترهل في جهاز الدولة قائماً, والفساد متواصلاً, ولم تحقق الخطة الزراعية أي تقدم محسوس في الإنتاج, وكل التحسن الذي طرأ جاء نتيجة لموسم أمطار جيد, ولم يتم ابتداع أوعية إيرادية جديدة, ولم ترفع كفاءة التحصيل, والأخطر من هذا أن الصرف على الحرب تزايد بسبب قرارات سياسية ألغت اتفاق نافع/عقار الذي كان مرشحاً لتجنيب البلاد ويلات الحرب في الولايتين, فاندلعت الحرب وتضاعف الصرف عليها, مؤدياً إلى مزيد من الضغوط على الاقتصاد المنهك أصلاً.

تحت هذه الظروف تتحرك الحكومة الآن لترمي بكامل العبء على كاهل المواطن المنهك, والسياسات الجديدة ليست قاصرة على رفع الدعم عن بعض المنتجات البترولية, ولكن ما تسرب من خطة وزارة المالية يفيد أن ثمة عناصر أخرى في المشروع مثل زيادة سعر الدولار الجمركي، مما يرفع حصيلة الرسوم الجمركية, وبالتالي يحدث زيادة في أسعار كل السلع وزيادة القيمة المضافة وغير ذلك. وكل هذه الإجراءات التي يقع العبء الأساسي فيها على المواطن لا تعالج الخلل ولا تخاطب جذور المشكلة, ولا يعدو الغرض منها أن يكون معالجة الميزانية الجارية, وتظل الأزمة الاقتصادية الشاملة تراوح مكانها!

إن رفع الدعم عن المحروقات هو الجزء البارز من جبل الجليد, ولو نفذت مقترحات وزارة المالية بكاملها فإنه سيكون من المستحيل على المواطن الحصول على ضروريات الحياة.

د. محجوب محمد صالح
[email][email protected][/email] العرب

تعليق واحد

  1. المواطن السوداني مهدد بموجة غلاء كاسحة! كيف يعني هذا الكلام ؟؟؟؟ المواطن السوداني في عيشة هنية ان كان المواطن مهدد بالفعل لخرج علي الشارع .. مواطن رايق فايق .. يا زول انت مالك ؟ سيب الناس في حالهم …

  2. من وجهة نظري ان هذة فرصة كبيرة للشعب كي يخرج ويقتلع هذا النظام الفاسد والنظام اجاز هذة الزيادة لكي يخرج الشعب في ثورة النظام عايز سبب كي يهرب ولكن الشعب ما عايز يفهم وربنا يكون في عون اهلنا وجميع السودان والمواطن السوداني اصبح ليست لدية قيمة والقيمة هذة لا يحسها المواطن داخل السودان نعم لا يحسها لا من هو خارج السودان ونحن نكتوي بهذا

  3. المواطن السوداني ليس مهدد وحسب بل انه هلك واﻵن يجهز لدفنه في مقابر جماعية نتيجة الغﻻء والحروب وهذا ابشع من الحروب الكيماويةوالله في عوننا

  4. مسابقة…
    اوجد التباين بين نومة عمك سيد الليمون ونومة نافع…
    الجائزة ليمونه لزوم طمام البطن عند ذكر او كتابة اسم الثاني..

  5. I imagine him to be my father, my brother, my son, on the ground like this , it hurts, yet no one seems to care, only rubbish bla bla, here and there, and nothing is done to take him out of this miserable state of being, without dignity or any thing to live for, in the richest country in the world today

    I look around and see that even our neighbors got up and wiped the sick vale from their eyes and are now seeking a brighter future for themselves and their offspring, yet we are still here in total darkness , surrounding ourselves with ignorance and submission to the sick few

    I imagine the pain he has been through, I imagine his feeling returning home empty handed to his family, imagine the looks in the kids eyes, seeing their father like this.
    BE A FREAKIN HUMAN, CLAIM YOUR PLACE AMONG NATIONS, BE THE PROUD NATION YOU WERE MEANT TO BE SINCE THE DAWN OF TIME

    BE THE SUDANESE
    THE WORLD WILL TALK ABOUT FOR CENTURIES TO COME

  6. الأخ على حسن علق على هذه الصورة قائلا لو شافوها المصريون كان فضحونا – صدقى ياسيد على حسن لمصر ما هو أكثر خزيا من هذه ، لكن هذه الصورة نرسلها للدكتور مصطفى عثمان إسماعيل الذى صرح وبالخط العريض الأحمر على منشت الصفحة الأولى بصحيفة الجريدة عدد الجمعة 13 سبتمبر 2013م قائلا ( الشعب السودانى تعود على الرخاء ويصعب فطامه ) ودكتور مصطفى عثمان إسماعيل هو صاحب مقولة ( الشعب السودانى كان متل الشحاتين لحد ماجات الإنقاذ ونغنغته )
    يامصطفى عثمان أثبت ليك على مبدأ السودانيين عايشين فى رخاء أم شحاتين
    لمان جات جماعتكم قراء علينا العميد عمر أحمد البشير البيان رقم 1 والذى تضمن :

    لقد تدهور الوضع الاقتصادى بصورة مزريه وفشلت كل السياسات الرعناء فى ايقاف هذا التدهور ناهيك عن تحقيق اى قدر من التنمية فازدادت حدة التضخم وارتفعت الاسعار بصورة لم يسبق لها مثيل واستحال على المواطنين الحصول على ضرورياتهم اما لانعدامها او لارتفاع أسعارها مما جعل كثيرا من أبناء الوطن يعيشون على حافة المجاعة وقد ادي هذا التدهور الاقتصادى الى خراب المؤسسات العامة وانهيار الخدمات الصحية والتعليمية وتعطل الانتاج وبعد ان كنا نطمح ان تكون بلادنا سلة غذاء العالم اصبحنا آمة متسولة تستجدى غذاءها وضرورياتها من خارج الحدود وانشغل المسؤولين بجمع المال الحرام حتى عم الفساد كل مرافق الدولة وكل هذا مع استشراء الفساد والتهريب والسوق الاسود مما جعل الطبقات الاجتماعية من الطفيليين تزداد ثراء يوما بعد يوم بسبب فساد المسؤولين وتهاونهم فى ضبط الحياة والنظام

    الرئيس البشير دا كان بيحدثنا عما سيكون عليه حالنا بعد حكمه لنا 24 سنة مش عما كان عليه حالنا عندما جاء فى 30 يونيو 1989م
    عمكم اللفى صورة دى راقد وقدامه كيمان ليمون وعلى الطلاق لو الجماعة دى قعدوا لا حتلقوه لا نلقوا كوم ليمون واحد

  7. يا جماعة البلد دى ماشة لى قدام ماشايفين نافع مع وزير بترول النيجر نحن منفتحين على دول العالم العظمى وبكره ان شاء الله أولادنا يخرجوا للدراسات العليا فى النيجر وأفريقيا الوسطى – خلاص إتقفلت نيجريا بقنا مابنقدر نصلها

  8. ابشركم بمزيد من المنحرفين والمنحرفات والجريمة التفكك الاسري القادم والاكثر من الامس لا محالة قادم قادم اولا علي اجهزة الشرطة التوسع و جلب مزيد من سيارات الدورية والجنود وفتح مناطق ارتكاز كل 3 شوارع و3 جنود مقابل 5 مواطنون غير توسيع قسم البلاغات في الاقسام وال999 لجمع اللقطاء الاحياء منهم الي دور المايقوما وعليها التوسع في المباني وتعين اطباء وموظفين جدد اما الاموات علي د عقيل وطاقم المشرحة ان يضعوا كل واحد يده علي خدة وعلي ولاية الخرطوم البحث عن مقابر جديدة لدفن الاصحاء فبل المرضي والذين لا محالة سوف يمرضون بسبب انتشار الايدذ وغيره من الامراض في النهاية هل اترحم علي نفسي ام علي البقية من الشعب الفضل ام علي البلد

  9. نموذج لمنصرفات شهرية لاسرة متوسطة
    التكلفة بالجنيه السوداني الاحتياج الشهري البند
    150 5*30 رغيف
    180 3*2*30 حليب ? الحد الادني لتناول شاى الصباح فقط
    300 10*30 لحمة ? عجالي فقط لعمل حله واحدة ربع كيلو
    120 4*30 زيت لزات الحلة
    60 10*6 صلصة لزات الحلة
    600 20*30 خضار وسلطه
    60 2*30 بصل
    44 2*22 شاي
    180 6*30 سكر
    200 متوسط 200 منصرفات دراسية ? كل المدارس والجامعات حكومية
    900 30*30 مصروف المدارس والجامعات اليومي
    150 150 كهرباء ء وماء
    50 50متوسط علاج ببطاقة التامين الصحي فقط
    60 متوسط الشهر احتياجات المدارس ? زى ?كراسات ? اقلام
    100 زيارات ومواصلات واضيافة واخرى
    3154 جملة الصرف في الشهر
    ملحوظة : القائمة خالية من اى نوع من انواع التحليه ولو بسيطة واى علاج خارج البطاقة . ليس بها بند للترفيه
    مع العلم ان ليمونتين بجنيه يا مستشار السوء

  10. ما يمسكوا العصايا من نصها ، زيدوا البترول والمحروقات اضعاف لكن بشروط :-

    1. الحكومة تدعم المواصلات العامة (يعني 50% يدفعها المواطن %50 تدفعها الدولة).

    2. ما في حاجة اسمهابترول مجاني حتي الجيش في الجبهات يدفع فاتورة بترولوا ، ولو الحرب فيها خسارة وصرف وما قادرين عليهاحسن وقفوها لانو اصلا مافي داعي ليها في اكثر من الانفصال …

    3. بعدين مافي حاجة اسمها حوافز وبدلات دستورين ووزراء ، اول حاجة الناس دي مافي زول الشعب قال ليهوا تعال امسك وظيفة عامة ، اعملوا كشف العاوز يخدم وطنوا من غير اي مبالغ وقادر يصرف من جيبوا على البلد الف مرحب بيهوا ، اما لو عاوز سيارة ليهوا وسيارة لمرتوا وسيارة للاولاد وتذاكر سفر وغيروا من البدلات يبقى رجال ويدخلوا سوق الله اكبر ، ولا يغتربوا…

    4. اي وزارة ولا مصلحة مابتغطي مصاريفها قفلوها على طول.

    5. طبقوا شرع الله ما شريعة ثانية.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..