حرب نفط أم غياب العقل في السودان؟

عثمان ميرغني
الأجواء في الخرطوم هذه الأيام تشبه أجواء التسعينات عندما كانت الحرب بين الشمال والجنوب في أوجها، والحكومة ترفع شعارات الجهاد وتسعى لتعبئة الناس من خلال بث البرامج والأناشيد الحماسية، وعرض صور «عرس الشهداء» الذين يموتون في ساحات القتال، والتبشير بـ«دحر الأعداء واجتثاث التمرد». ما على الإنسان إلا أن يتابع الصحف، ويشاهد برامج التلفزيون، أو يسمع تصريحات المسؤولين، حتى يستشعر أجواء الحرب والشحن، وكأن قدر هذا البلد المغلوب على أمره أن يعيش في ظل سحب الاقتتال والتوتر بسبب فشل السياسيين، وألا ينعم بالسلام الذي خسر لأجله جزءا كبيرا من أراضيه وسكانه ومعظم ثروته النفطية. السودان عاد إلى المربع الأول، إلى أجواء الحرب، ولم يقطف ثمارا، بل قطف دمارا من اتفاقية السلام، ورغم ذلك لا يريد النظام وأنصاره للناس أن يسألوا لماذا يحدث ذلك؟ ولماذا فشل السلام؟ وما الفائدة من جولة الحرب الجديدة إذا كانت كل الجولات السابقة انتهت على طاولة المفاوضات والمقايضات؟
ما أن تطرح هذه الأسئلة حتى تنهمر عليك الردود بأن النظام ليس مسؤولا، وأن اللوم كله على الجنوب وحكومته، وأن السلام فشل لأن هناك مؤامرة دولية لإسقاط النظام وتفتيت السودان. باختصار «الحق على الطليان»، كما يقولون، أما النظام فهو ليس مسؤولا عن شيء، لا عن الاتفاقية التي أشرف على كل تفاصيلها ووقع عليها منتشيا، ونسي في غمرة الفرح أنه سينفرد بالشمال «بعد أن تخلص من عبء الجنوب» أن يضمن ترسيم الحدود وتقاسم الثروات وتفكيك كل القنابل الموقوتة قبل أن يذهب الجنوب إلى الاستفتاء والانفصال، ولا هو مسؤول عن الفشل في تحقيق الأجواء لوحدة جاذبة، ولا عن عودة أجواء العداء. النظام ليس مسؤولا عن كل ذلك، مثلما أنه لم يعد مسؤولا عن تعليم أو صحة أو خدمات، إنه فقط مسؤول عن احتكار التجارة والاقتصاد لرجالاته وكبار محازبيه حتى أصبحت قصص الفساد والبذخ تشغل مجالس السودانيين وتزكم أنوفهم.
من يتحمل المسؤولية عليه أن يحمل أعباءها ويقبل المحاسبة ويواجه المساءلة على أي فشل أو تقصير، ولن يفيد في ذلك إلقاء اللوم على الآخرين. المشكلة أن نظام الجبهة الإسلامية الذي أخذ الحكم بالقوة والخداع، وحكم بالقهر والتسلط، يرفض تحمل الأخطاء ولا يريد مساءلة عن جبل المشاكل الذي أثقل كاهل الشعب، وعن تبدد السلام الذي قال: إن من أجله ضحى بوحدة البلاد، مثلما ضحى قبل ذلك بعشرات الآلاف من شباب السودان ورجالاته في حرب أججها قبل أن يعود ليجلس على طاولة المفاوضات ويقبل الانفصال.
الواقع أن هذه الحرب التي تتوسع يوما بعد يوم، هي حرب غياب العقل وتجارة الوهم. فالنظام راهن على أشياء لم يتحقق منها شيء. راهن على أن ذهاب الجنوب سيخلصه من عبء وسيمكنه من الانفراد بالشمال لكي ينفذ برنامج إعلان جمهوريته الإسلامية، أو «الجمهورية» الثانية كما أطلق عليها بعض قادته، علما بأنه كان قد أطلق مثل هذه الشعارات في التسعينات تحت مسمى «المشروع الحضاري»، لكنه لم يحقق سوى القمع والاستبداد على المستوى الداخلي، والعزلة على المستوى الخارجي. وراهن النظام على أنه سيتمكن بعد فصل الجنوب و«مصالحة الزواج» مع رئيس تشاد من سحق أي معارضة مسلحة في دارفور أو في جنوب كردفان، ففشل لأنه لم يفكر في معالجة حقيقية لمشكلة الحكم في الشمال ولجذور مشاكل التهميش والمظالم. فقضية السودان لم تكن يوما قضية إعلان جمهورية إسلامية أو مشروع حضاري مزعوم، فغالبية السودانيين متدينون بطبعهم ومتسامحون بالفطرة، وأهم قضاياهم وهمومهم كانت في التنمية وعدم الاستقرار السياسي الناجم عن دوامة الانقلابات والمماحكات السياسية ورفض بعض القوى السياسية، خصوصا الأحزاب العقائدية، لمبدأ التداول السلمي على السلطة، وعدم فهمهم لرسالة الشعب السوداني الذي ثار على الأنظمة العسكرية والديكتاتورية الحزبية مرتين، وسبق في ذلك الربيع العربي بعقود.
النظام راهن أيضا على أنه سيحصل على نسبة كبيرة من عائدات النفط التي قبل بذهابها مع الجنوب عندما انفصل، وذلك من خلال الضغط على جوبا لدفع رسوم كبيرة مقابل استمرار تدفق نفطها عبر الأنابيب في الشمال نحو المنفذ البحري الوحيد في بورتسودان. وحسب بعض منظري النظام أن الجنوب لن يكن لديه خيار سوى الانصياع لأنه لا يملك بدائل لتصدير نفطه الذي يشكل المصدر الوحيد لاقتصاده الآن، كما أنه يعتمد على استيراد معظم السلع والبضائع من الشمال. لكن الرهان فشل لأن أهل الحكم في الخرطوم لم يفطنوا إلى أن هذه الأمور كان يجب أن تحسم بالمفاوضات وليس بالعدائيات، وكان يجب أن يتم التوافق عليها وعلى كل قضايا الحدود والثروات والديون، قبل الانفصال لا بعده. الأدهى من كل ذلك أن النظام وضع حساباته الخاصة للجباية من عائدات النفط الجنوبي ضمن بنود ميزانيته، ولما تدهورت الأمور ووصلت إلى حد مصادرة شحنات النفط ثم إغلاق الجنوب لآباره ووقف عمليات التصدير، انهارت حسابات الميزانية السودانية، وبدأ البلد يطل على بوادر أزمة اقتصادية خطيرة. لذلك يعتبر بعض الناس أن الجولة الحالية من العدائيات هي حرب نفطية، وهو أمر فيه شيء من الصحة، لكنه لا يأخذ في الاعتبار القضايا العالقة الأخرى مثل ترسيم الحدود أو الديون وتقاسم الثروات الطبيعية الأخرى، وانعدام الثقة بين الطرفين، والحروب الدائرة بالوكالة.
الجنوب أيضا يخطئ ويتوهم إذا كان يعتقد أن بمقدوره انتزاع أراض وترسيم الحدود بالقوة، لأنه بذلك يدخل في مواجهة مع كل السودانيين وليس مع النظام وحده. والتدمير الذي يحصل للمواقع النفطية سواء في الشمال أو الجنوب يطال ثروات يحتاجها البلدان والشعبان، مثلما أن الحرب الاقتصادية والعسكرية الدائرة بينهما تعوق العلاقات المستقبلية التي كان يفترض أن تكون نموذجا للتكامل والتعايش.. لولا غياب العقل والحكمة، والحسابات السياسية الضيقة.
[email][email protected][/email] الشرق الاوسط



عثامان ميرغني الليلة مالك جنيت ولا شنو؟ بتهايش في الحكومة مالك
بعد يوم من تصريح الرئيس سلفا كير قلنا هنالك اتفاق سرى بين حكومه الجنوب والخرطوم عن طريق مبعوث اوباما الذى قدم البشير تناذولات كثيره غير متوقعه مقابل الانسحاب من هجليج لحفظ ماء الوجه امام مليشياته والمواطن المخدوع دائماً اعلامياً فبركه معركه فى هجليج وجنود من حركه شعبيه لقوا حتفهم ولم يصدق البعض الان بدا وزيير الدفاع الشعبى يتحدث عن مفاوضات هههههههههههه انتم اكذب من خدع الفيلم الهندى
ياجماعة والله سؤال جاد وهام جدا ..الرجاء الإجابة عليه ممن يملك الإجابة من رواد الراكوبة
الكرام .. أو من عثمان ميرغني نفسه ..
السؤال هو : هل هذا هو عثمان ميرغني الذي نعرفه في السودان ورئيس تحرير التيار أو صحيفة
سودانية أخرى أم أنه عثمان ميرعني آخر ؟؟
ويتفرع من هذا السؤال سؤال آخر إذا كان هو عثمان ميرغني البنعرفوا ونحفظ مواقفه عن ظهر قلب
فلماذا يكتب في صحافة الخليج كتابة تختلف عن كتابته في الداخل ؟؟
ويتفرع من السؤال سؤال آخر إذا كان هو عثمان ميرغني البنعرفوا : فهل الجماعة ديل عاوزين
يجننونا .. ولا شنو ؟؟؟
الرجاء الإجابة عاجلا … وإذا كانت الأجابة بنعم هو نفسه عثمان ميرغني فالرجاء من الإخوة الأطباء
النفسيين والمنجمين حل هذه المعضلة الغريبة التي تجعل الواحد يكتب بقلمين مختلفين دون أن يحس
بأدنى حياء ؟؟؟؟
عجلوا في الإجابة ينوبكم ثواب ..فآخر برج في عقلي كاد يطير …
هل رجال الانقاذ أتو وحاربوا الحركة الشعبية منذ 1954م ؟ لماذا نحمل رجال الانقاذ والجبهة الاسلامية الحروب السابقة والحالية؟ ولماذا نحملمهم وحدهم انكاسة السلام وانفصال الجنوب ألم يوقعوا معهم كل الاحزاب؟ ان من يدس راسه في التراب هم المعارضة بكل اضيافها !!! ألم يذهب الشيوعيون والوطني الاتحادي وحزب الامة وبعض التيارات والمعارضة في صف الحركة الشعبية وجون قرنق؟ ألم يذهب حزب المؤتمر الشعبي وينضم للحركات الدارفورية؟ ألم تذهب بعض الاحزاب لليبيا وتحارب السودان من الشرق والغرب والجنوب؟ ألم يحارب يحارب حزب حسني مبارك حكومة الانقاذ ؟ ألم يدعم حزب حسني مبارك كل الاحزاب والحركة الشعبية ويقيم لهم المنابر الاعلامية والمؤتمرات في قلب القاهرة؟ ألم تذهب بعض الحركات الدارفورية والحركة الشعبية لاسرائيل وتطلب منها الدعم لتتقوى وتحارب بها حكومة الانقاذ؟ افيدنا يا عثمان ميرغني على هذه الاسئلة؟