أخبار السودان

«الدعم السريع» تجتاح الدندر … وقصف مستشفى أطفال غرب العاصمة الخرطوم

بعد ساعات قليلة من استعادة الجيش السوداني مدينة الدندر، جنوب شرق السودان، عادت قوات الدعم السريع واجتاحت المدينة التي تمثل منفذ هام إلى الولايات الشرقية، أمس الجمعة.

ونشرت منصات قوات الدعم السريع على مواقع التواصل الاجتماعي مقطع مصور يظهر ضابط معتقل يرتدي زي الجيش، قالت إنه قائد المتحرك العسكري الذي يضم قوة مشتركة من الجيش السوداني وقوات الحركات المسلحة الموالية له.
وكان تحالف الحركات المسلحة المساند للجيش، قد أصدر بيان، مساء الخميس، أكد فيه استعادة الدندر، ومطاردة قوات الدعم السريع، التي تراجعت إلى مدينة سنجة عاصمة ولاية سنار.

وبث مقاطع مصورة تظهر حجم الدمار الذي لحق بالمرافق المدنية وممتلكات الأهالي المحليين الذين فر معظمهم إلى ولاية القضارف شرق السودان، عبر الجسر الرابط بينها وبين الدندر.
وقال إنه استعاد العديد من ممتلكات المدنيين التي استولت عليها قوات الدعم السريع خلال اجتياح المدينة.
لكن سرعان من انقلب الحال خلال ساعات، حيث اعلن المتحدث باسم قوات الدعم السريع، الفاتح قرشي استعادة قواتهم منطقة “الدندر” الاستراتيجية بولاية سنار، مؤكداً أسر قائد متحرك القوات المسلحة برتبة العميد ركن، إلى جانب قائد قوة الحركات المسلحة.

وقال إن الدعم السريع استولت على 9 مركبات بكامل عتادها العسكري ودمرت 7 أخرى، بالإضافة إلى استحواذها على أسلحة متنوعة وذخائر.
وحسب تجمع شباب سنار شهدت المدينة معارك دموية بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، قبل استيلاء القوات التي يتزعمها محمد حمدان دقلو ” حميدتي” على المدينة مرة أخرى.

ودعت الأهالي إلى توخي الحيطة والحذر في ظل تصاعد وتيرة العمليات العسكرية في مدن ولاية سنار.
وقالت إن قوات الدعم السريع اجتاحت قرى ابو نعامه و طيبه اللحوين والقرى المحيطه بها نهبت وسرقت وحرقت الأسواق وعربات الأهالي وممتلكاتهم، مما اضطرهم الى النزوح تاركين خلفهم منازلهم وكل ما يملكون.
وأشارت إلى أن بعض القرى تعاني من انعدام المواد التموينية وشح المياه وانقطاع الكهرباء، حيث يسيرون لساعات على الأقدام لجلب المياه او شرائها بثمن باهظ.

وحذرت من انهيار القطاع الصحي والنقص الحاد في الأدوية، واصفة الوضع الإنساني بالكارثي.
وذكرت أن بعض القرى منقطعة تماما وتحت الحصار، مضيفاً: “لا نعرف عنها شيئاً ولا عن أوضاع الأهالي العالقين هناك”.
وبينت أن مدينة سنار تشهد هدوء نسبيا في ظل استمرار انقطاع الكهرباء والمياه وندرة في الدواء.

ومنذ 29 يونيو/ حزيران الماضي، اجتاحت قوات الدعم السريع مدينة سنجة عاصمة ولاية سنار وعدد من المدن والقرى المحيطة بها، مما أسفر عن مقتل أكثر من 200 شخص وفقدان 800 آخرين فضلا عن نزوح عشرات الآلاف من المدنيين من الولاية التي كانت مكتظة بالنازحين.
وبينما تتمدد قوات الدعم السريع في مدن ولاية سنار، ما تزال سنار المدينة محاصرة منذ نحو أسبوع، وسط حالة من الهلع بين الأهالي والنازحين العالقين هناك بدون مخرج. حيث أغلقت قوات الدعم السريع جميع المنافذ في محاولة لخنق حامية الجيش هناك.

في الأثناء، تتصاعد عمليات التحشيد الأهلي في الولايات الشرقية، حيث شهد رئيس المجلس الأعلى لنظارات البجا والعموديات المستقلة- تنظيم عشائري- تدريب للرماية في ولاية كسلا، نفذه المستنفرين – مدنيين تطوعوا للقتال في صفوف الجيش بعد اندلاع حرب 15 أبريل/ نيسان من العام الماضي.
يأتي ذلك في وقت تتصاعد المعارك في مدينة أمدرمان الواقعة غرب العاصمة السودانية الخرطوم، حيث استعاد الجيش مناطق أمبدة والدوحة بالإضافة إلى عدد من أحياء المدينة القديمة.

بالتزامن تعرض مستشفى البلك للأطفال بمدينة أمدرمان، إلى قصف مدفعي، أحدث اضرار واسعة في مرافقه، بينما أكدت وزارة الصحة بولاية الخرطوم عدم وجود إصابات وسط الأطفال.
وندد المتحدث الرسمي باسم وزارة الصحة في ولاية الخرطوم محمد إبراهيم باستمرار استهداف قوات الدعم السريع للمؤسسات العلاجية، متهما إياها بقصف المستشفى المخصص للأطفال بالمدفعية الثقيلة واحداث أضرار كبيرة بمباني.
ولفت إلى أن مستشفى البلك يعتبر المستشفى الوحيد المتخصص في علاج الأطفال في مدينة أمدرمان، حيث يتلقى عدد كبير من الأطفال العلاج هناك فضلا عن العديد من الأمهات المرافقات.

وأشار إلى حالة الهلع التي ادخلها الهجوم على الأطفال وأسرهم، محذرا من تصاعد وتيرة الانتهاكات ضد المدنيين.
ودعا المنظمات الدولية إلى التحرك العاجل لحماية الأطفال مشيرا إلى القوانين والمواثيق الدولية التي تنص على إبعاد الأطفال عن مناطق النزاع.

وفي رصد قامت به وزارة الصحة بولاية الخرطوم، قالت إن معظم الحالات التي تصل للمستشفيات جراء قصف قوات الدعم السريع للأحياء السكنية والمرافق المدنية من الأطفال والنساء وكبار السن.

القدس العربي

تعليق واحد

  1. ملاحقة المواطن حتى بالمستشفيات للقضاء على المواطنين او تهجيرهم قسريا حتى يسهل للقوى الاستعمارية من التحكم و استغلال موارد البلد لان العالم يمر بأزمة غذاء و مياه و ضمير ايضا هذه المليشيا مخلب قط لتمزيق السوطان .

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..