معلومات جديدة عن مقتل تاجر يحمل ملياري جنيه رمياً بالرصاص في الشارع العام

الخرطوم : ياسمين نور الدين

أعلنت شرطة ولاية الخرطوم، ليلة أمس (السبت) فك طلاسم جريمة قتيل حي الروضة، الطاهر النمير، بعد 24 ساعة من وقوع الحادثة.

وفوجئ سكان حي الروضة بمنطقة كرري يوم أول أمس (الجمعة)، بوقوع جريمة بشعة هزت أركان الحي الأم درماني الهادئ. حيث عثر الأهالي على جثة الشاب العشريني، والتاجر بسوق ليبيا الطاهر النمير، وهو مضرج بدمائه داخل عربته (الكوريلا)، ليتضح لاحقاً أنه أُردي قتيلاً بواسطة سلاح ناري اخترقت طلقاته رأسه وألحقته في ساعته وتوّه بالرفيق الأعلى.

وكثفت الشرطة من إجراءاتها وتحقيقاتها للوصول إلى الجناة، وفك طلاسم الجريمة الغريبة على المجتمع السوداني. ولعلّ الشرطة تريد بالحسم السريع قطع الطريق أمام أية نوايا آثمة لنقل ثقافة الاغتيالات إلى العاصمة الخرطوم.

وأكدت شرطة ولاية الخرطوم، على لسان مديرها بالإنابة اللواء شرطة حقوقي، سر الختم عثمان نصر، إلقاء القبض على المتهم الرئيسي وهو أحد أقرباء القتيل، وقد ارتكب الجريمة بدافع شخصي، نافياً أن تكون الواقعة ناجمة عن جريمة نهب في الطريق العام أو لجريمة أخلاقية. قاطعاً بأن الشرطة ستظل عيناً ساهرة لأجل سلامة المواطنين.

من هو النمير؟

الشاب الطاهر النمير تجاوز عمره العقد الثاني وهو والد لطفلين من زوجة أولى. وينحدر القتيل من أبناء الشنابلة مواليد قرية ود عشانا بولاية النيل الأبيض. يبلغ من العمر “27” عامًا يقيم بمنطقة أم بدة غربي أم درمان. وهو حديث عهد بالزواج (زيجة ثانية) لم ينقض عليها شهران وهو شقيق أحد قياديي المؤتمر الوطني بولاية الخرطوم.

كيف قتل؟

وبحسب مصادر مطلعة تحدثت لـ(الصيحة) فأن الطاهر النمير الذي يعمل في استيراد الأحذية بسوق ليبيا بأم درمان كان في طريقه لإكمال صفقة تجارية كبرى، وكان يحمل مبلغا مالياً ضخمًا في عربته يبلغ (ملياري جنيه) وعند وصوله لحي الروضة أطلق عليه مجهولون رصاصات اخترقت عربته وأصابته إصابات قاتلة لم تفلح معها محاولات الشرطة التي وصلت إليه وهو ينزف بشدة بصورة لم يتسن معها إنقاذ حياته لاحقاً. وأكد المصدر أن الجناة فروا هاربين مباشرة بعد إطلاقهم النار عليه تاركين المبلغ الكبير الذي كان يحمله في عربته بينما هرعت قوة من الشرطة كانت متمركزة قرب مكان الحادث وفرضت طوقًا أمنياً حول مسرح الجريمة، وحاولت إسعاف المجنى عليه إلى مستشفى النو بأم درمان، إلا أنه فارق الحياة قبل إسعافه. بالمقابل كونت الشرطه فريقاً للتحري وتقصٍّ للحقائق وملاحقة الجناة، وقامت بتحويل جثمان القتيل إلى مشرحة مستشفى أم درمان وأبلغت أسرته بالحادثة.

بيع وإستبدال العملة

ذكر مصدر من داخل الأسرة بأن القتيل يعمل في مجال استبدال العملة (السمسرة) مؤكدا اختفاء مبلغٍ يفوق ملياري (اثنين) جنيه كان بحوزة القتيل قبل إردائه قتيلًا بواسطة القتلة، منوهاً إلى وجود مبلغ 107 الف جنيه بأماكن مختلفة داخل سيارة القتيل.

وكشف المصدر (للصيحة) أن القتيل كان في طريقه لعقد معاملة تجارية بحي الروضة مبيناً إلى أخذ القتيل مبلغ 700 ألف جنيه من أحد أقربائه وذلك قبل توجهه إلى المكان المضروب ، مضيفاً بأن المجنى عليه قد اتصل بذات الشخص وأخطره بأنه يواجه مشكلة ويشعر بضيق، عندها حاول قريبه معاودة الاتصال به عدة مرات، من دون جدوى، وحينما لم يجد استجابة، أجرى اتصالات بشقيق المجنى عليه وأخبره بما دار بينه وبين القتيل في الاتصال الأخير . وعقب ذلك تم تفتيش منطقة حي الروضة ، إلى أن عثر عليه مقتولاً في عربته داخل قطعة سكنية خالية في ذات الحي .

رصاصة مجهولة

وأكد المصدر أن القتيل قد وجهت إليه رصاصة في الجهة اليمنى من رأسه وأن هنالك آثار أعيرة نارية في الجهة اليسرى للسيارة .

ولفت المصدر أن المجني عليه قبل الحادث قد اشترى بضاعة بكمية كبيرة من أشخاص كانوا قد اتصلوا به من قبل ، ثم عاودوا الاتصال به مرة أخرى مؤكدين له وجود بضاعة أخرى طالبين منه أتمام الصفقة والحضور إلى حي الروضة ، وأشار ذات المصدر إلى أن المبلغ الذي وجد بحوزة النمير قد تعود كثيراً على حمله داخل سيارته ، لذلك ليس من المستغرب وجود هذا المبلغ أو أكثر.