تحايل على الركاب : أزمة المواصلات.. شبح يطارد المواطنين

الخرطوم ? نمارق ضو البيت
في الإجازات، الأعياد، الاحتفالات، وحتى في أوقات انعدام المواصلات وازدحام المارة يبدأ سائقو المركبات العامة استغلال المواطنين ماديا؛ بفرضهم زيادات مضاعفة لتعرفة المواصلات، وازدحام المواصلات داخل الخرطوم، ما دفع بعض المواطنين لاتخاذ قرار اجتياز كبري الفتيحاب سيرا على الأقدام الأربعاء الماضي، منذ الساعة السابعة مساء، رغم جهودات شرطة مرور ولاية الخرطوم التي وضعت خطة مخصصة لاحتفالات الاستقلال ورأس السنة، لمنع الاختناقات المرورية والحفاظ على السلامة المرورية، إذ نشرت قواتها في أماكن الاحتفالات والمتنزهات يشارك فيها 2000 شرطي ومائتي ضابط، ومع ذلك استمر مسلسل الجشع في ازدياد داخل مواقف المواصلات، وقد استغل البعض غياب عدد من المركبات لسفر بعض من السائقين إلى الولايات القريبة من الخرطوم في أيام العطلات.
(1)
قبل أن تتحرك السيارة، جمع الكمساري ثمن التذكرة من ركاب الهايس المتوجهة إلى (العاشرة كرور)، وهو يقول: “أدونا حقنا من هنا؛ عشان ما تتلكلكو معانا بعدين”، وبالفعل أخرج كل راكب عشرة جنيهات، وهي ضعف ثمن التعرفة في الأيام العادية، بحسب إفادات الركاب، الذين كانوا يرونها باهضة جدا على ميزانياتهم الآيلة للسقوط سلفا، ما دفع المواطن محمد دفع الله – موظف – للتضجر من الوضع، قائلا: حسبنا الله ونعم الوكيل؛ إلى متى يستمر هذا الاستغلال غير المبرر؟ وفي السياق قالت آيات حسن ? صيدلانية – إنها لم تخرج في ليلة رأس السنة خوفا من المواصلات التي تنعدم أوتزيد تسعيرتها بشكل مفاجئ. واسترسلت قائلة: لن أُقحم نفسي في هذه الدوامة مطلقا، فمن يريد الخروج في هذا اليوم ينبغي أن يمتلك سيارة خاصة، أو أن يمتلك النقود التي تخول له استئجار أمجاد أو تاكسي.
(2)
في حالات الاختناقات المرورية وانعدام عربات المواصلات؛ مع ضعف الميزانية التي لا تسمح باستئجار سيارة أجرة، يتجه الكثيرون للسير على الأقدام مسافات طويلة جدا، يسيرون في مشهد يشبه مارثون المشي، لكنهم هنا لا يتسابقون؛ فقط يحاولون الوصول إلى منازلهم الدافئة في أسرع وقت، وبأيسر الطرق لهم، أحيانا تنشأ حوارات تعارفية بينهم، فيتبادلون أطراف الحديث إلى أن يتعب أحد الطرفين.
(3)
تقول سمية عبد الرحمن – اختصاصية علم النفس – إن المستغل شخصية انتهازية تعد الآخرين وسيلة لتحقيق أهدافها وغاياتها، حتى وإن كان على حساب الآخرين. وتستطرد قائلة: والمستغل من الأشخاص الذين يمتلكون ذكاءً اجتماعياً مقارنة بغيره، فهو لا يتصرف في أغلب الأحيان بحسن النوايا، لأنه يدرس الأمور وفقا لمصالحه الخاصة، فيكون على علم بالأوقات والطرق التي سيستغل بها الآخرين، وهو سلوك مكتسب لا علاقة له بالصفات الجينية. وتضيف: لذا يمكن تصنيف الاستغلال على أنه خلل في التربية وتقويم السلوك.
اليوم التالي
عملوه الكيزان مخصوص لان معظم المركبات تابعه لهم انشاءالله ما تنفعهم