الفَجرُ الجَديدُ.. وإعَادةُ الإعتبَار.. للدَولة النُوبيةَ ..!!

الفَجرُ الجَديدُ.. وإعَادةُ الإعتبَار.. للدَولة النُوبيةَ ..!!
بقلم/ أبكر يوسف آدم
[email][email protected][/email]
لقد إبدع المجتمعون حول الفجر الجديد إيما إبداع رغم تباين منطلقاتهم الفكرية والثقافية ، وتنوع كياناتهم السياسية التى جمعت ما بين الشابة والهرمة ، الطائفية والعلمانية ، الصفوية والهامشية ، حينما أجمعوا على وثيقة من بضع صفحات ، لكنها أحدثت إنفراجا نفسيا كبيرا على قطاعات واسعة لدى الشعب السودانى ، ولا يمكن بأى حال من الأحوال تسويق نظرية المؤامرة والإملاءات الخارجية على هذا التجمع حيث لا يملك المجتمع الدولى الكثير من كروت الضغط ليطوع من خلالها إرادة كل هذه الأحزاب والتنظيمات ، ولا يمكن للصهاينة والأمريكان أن يفرضوا وثيقة على الحزب الشيوعى السودانى أو حزب البعث العربى الإشتراكى ، أو المؤتمر السودانى ، أو المؤتمر الشعبى ! فأى كرت يا ترى سيستخدمونه فى مواجهة اللجنة التحضيرية والقومية المفصولين ؟ .
هذه الوثيقة جيدة جدا ، وتاريخية ومرضية لطموحات قطاعات عريضة ومعظم أحزاب الساحة السودانية وجماهيرها ، ويمكن مشاهدة ذلك على تعليقات القراء على المقالات التى تناولت هذا الأمر ، أما الغضب العارم والتوتر الظاهرعلى وجوه قادة المؤتمر الوطنى وهم يشنون حملة مضادة فهى محاولة لتكوين إصطفاف مضاد خلفه ، وتحت التهديد لمواجهة الميثاق ، فقد بات من المسلمات أن كل ما يغضبه ، فهو بلا شك أمر مفرح للشعب ، ويفتح عليه نافذة من الأمل ..
أى نعم .. الشعب بات يفرح عندما يغضب الوطنى ..
وكل ما يفرح الشعب .. يغضب الوطنى ..
وقبل سنوات ، صدح بعض قادة الوطنى بالشكوى لدى الراحل جون قرنق ، أن باقان أموم قد أساء فى حقهم !!
وفيما بعد تقابل باقان وقرنق ، ليسأله الأخير (يا تو كلام سمح ) قلته للقوم حتى يغضبوا منك هكذا ؟؟ !!
وهذه حقيقة ، فالإسلامويون يفرحون لغضب الشعب ، ويحزنون لفرحه ،، والمسألة لا تستدعى عناء الإثبات فحادثة إغراق قرى المناصير وإخراجهم من بيوتهم كالفئران وتهجيرهم إلى الصحراء وحدها تكفى ..
لقد سكبنا الكثير من المداد حول موضوع إضطراب الهوية السودانية ، وهو موضوع تشارك فيه الكثير من الكتاب والسياسيين والقراء والمعلقين فى التعبير عنه بشتى الأشكال ، وإن الحضارة السودانية النوبية الكوشية الإيثيوبية ، والتى تضرب عميقا لسبعة آلاف سنة فى التاريخ ، لهى الحضارة النواوية لكل السودان ، وإن تدميرها ، وتفكيكها ، والتبرؤ منها ، ونكرانها ، ومحاربتها ، والتقمص والتماهى مع ما دونها رغم فقرها ، هى التى تضافرت مع عوامل أخرى ، وإنتهت بإنحراف القاطرة السودانية عن مسارها وتهاويها ، وسقوطها .. ومن ثم .. إرواء الذل والمهانة لشعبه ..
لقد إختار السودانيون مساراً خاطئاً منذ قرون عديدة ، وصمموا على السير فيه رغم جلاء مؤشرات المتاهة الصحراوية ..
فبدلا من أن يظلوا هم ورثة حضارة النيل العريقة ، ومنجزاتها الفريدة ، إختاروا أن يكونوا مجرد حفدة لرعاة إبل وغنم هائمين على وجوههم فى الصحراء ، لاهثين وراء ماء يرو من ظمئهم ، أو مغيرين على غيرهم من أجل الطعام والنسوة ، أو مَن يتخذون من حدائق النخيل والعنب وخرير جداول المياه والزيتون والرمان منتهى أحلامهم .
لقد أبدل السودانيون الذى هو أدنى ، بالذى هو خير !! ورغما عن ذلك فإن البعض منا ما زال مصمم على السير فى نفس الطريق ، رغم الصدوع ، رغم الخراب ، ورغم التخلف.
لقد كانت مفاجأة سارة أن وجدنا معالجة لهذه القضية ، فى وثيقة الفجر الجديد ، فى البند الأول ، والفقرة الأولى والوحيدة ، وتقرأ :
(السودان دولة متعددة الثقافات والإثنيات والأديان واللغات تتأسس هويته السودانية على رابطة جامعة قائمة على مكوناته الثقافية وأبعاده الجغرافية وإرثه الحضاري الممتد إلى سبعة ألف عام )..
إسألوا أنفسكم !! هل سيوافق الإسلامويين السلفيين على هذه الفقرة بالذات .. ؟؟
هل يرون أى خير فيه ، إن لم يكن الشر كله ، وربما الكفر عينه ؟!
حسنا .. من هذه المحطة سيقفز الضلاليون ، لنبحر دونهم ..!!
فليذهبوا إلى الجحيم !!
فلا هم يتشرفون بنا ، ولا نحن نتشرف بهم !!
وإذا كانت الحضارات القديمة قد سجلت قدم السبق فيما قدمت من عطايا للبشرية ، كالرومان الذين قدموا أنظمة الحكم ، والإغريق الذين سبقوا إلى الفلسفة والعلوم ، والبابليون ممن قدموا للبشرية أولى القوانين المكتوبة المعلنة نحتا على المسلات الحجرية والمعروفة بقوانين حمورابى ، فإن الحضارة الفرعونية النوبية ، قدمت حقوق المرأة وساوتها بالرجل ، ووضعتها فى مكانة رفيعة فى بعض الحالات .. على النقيض مما نعايش اليوم بسبب التراتبية الرعوية الصحراوية ، التى جعلت منها مجرد وعاء للمتعة ،، وحاضنة للصغار .. ليس أكثر .. وإذ تعود بنا وثيقة الفجر الجديد إلى التاريخ ، وإلى أصل الأشياء ، فقد سرنا أن نقرأ من ضمنها الفقرة (11) المتعلقة بحقوق المرأة :
(تمكين النساء سياسيا وإقتصاديا في كافة مجالات الحياة وإلغاء كافة القوانين المقيدة لحرية المرأة و على رأسها قانوني النظام العام بما يحقق كرامة المرأة ويدعم دورها في الحياة مع ضمان مساواة النساء بالرجال في الكرامة الإنسانية والحقوق )
( سن قوانين لحماية النساء من التحرش والإستهداف وتكوين آليات مراقبة لتنفيذ ذلك. )
( محاربة العادات والتقاليد الضارة التي تحط من قدر النساء. )
ولكم أن تقارنوا ما بين ما كان طبيعيا ومتاحاٌ فى الماضى ، ثم ينتكس ويتراجع إلى حقوق مهدورة يتوجب النضال فى سبيلها ، على شاكلة فقرة أخرى من نفس الميثاق تتحدث عن تجسير الفجوة الجندرية !!
أما إن أردتم الوقوف على حجم الإنحطاط التى وصلنا إليها ، فما عليكم إلا أن تتأملوا ، معنا الفقرات التالية من ضمن ما نوقش ، وأتفق ، وصوغ ، ووقع عليه !! وإنظروا بالمقابل إلى نقيضه الذى حاول المؤتمرون الأفاضل معالجتها ..
(تطوير السلوك لترسيخ قيم الحق والخير والجمال .) … لمعالجة إسقاطات دعم الباطل ، والشر ، والقبح .
(تربية الفرد على إحترام الذات وإحترام الأهل والوطن والإنسانية.) … لمعالجة عقد النقص والعار ، وخيانة الأهل والوطن والإنسانية .
(ترسيخ السلوك النازع نحو العدالة والمساواة والتعايش السلمي.) … للحد من إختلال موازين العدالة والظلم وإيقاع الفتن.
(مواجهة ثقافة الاستعلاء والعنصرية بإصدار قوانين تجرم الإساءات العنصرية وتعاقب على إنكار وقوع الجرائم الابادة الجماعية التي إرتكبها نظام المؤتمر الوطني) .. لمواجهة العنصرية التى ترعاها الدولة الدينية ، فتنفق عليها من أموال الضحايا أنفسهم ..
وبجمع المفارقات فى جملة واحدة ، نحصل على الصياغة التالية
… لمعالجة إسقاطات دعم الباطل ، والشر ، والقبح ، وأمراض عقد النقص والعار ، وخيانة الأهل والوطن والإنسانية وإختلال موازين العدالة والظلم وإيقاع الفتن ، والعنصرية التى ترعاها الدولة الدينية ، فتنفق عليها من أموال الضحايا أنفسهم …
وهى صفات تنطبق كلها إنطباقا تاما على سودان اليوم فى ظل سيادة حكم الإسلامويين الصحراويين ممن تحرك وجدانهم ثقافة القتل والإغتصاب والإغارة والخيانة والغدر ومطاوعة شيطان النفس وعبادته ، خلافا لمنهج التغبيش الذى يعلنوه.
صحيح .. من يعيش فى القاذورات ، فإنه لا يشتم رائحتها .. ودولتنا أشبه بالخنزير، يعيش على الفضلات البشرية ، فيعبث بالقاذورات ، ويأكل من الوسخ ، ويشرب من العفن .. !!
وتحت ظله .. فإن كل ما يتعلق بالإنسانية من عدمها ، تعد مجرد أمور مترفة ، فدولة الخنازير لا تقوم إلا على أنقاضها.
أما باقان أموم فقد أغضب قادة الوطنى عندما قال لهم ( أننا عندما نجلس إليكم ، فإنما نحاول أن نعيد إليكم إنسانيتكم التى فقدتموها تجاه الشعب السودانى ) !!
إنها دولة الإسلام السياسى الذى لا يجمع حوله إلا إنحطاطات ، ووساخات ، وعورات التاريخ ، أو كما وصفها المستشار محمد سعيد العشماوى ..
فنجعل هويتنا سودانية خالصة ,,,زيما قال د جون قرن ,,نسحب تاريخنا من ورا عشان ندفع دفعة قوية ونمضى الى الامام ,,اقدم واعرق تاريخ وهو التريخى السودانى ,,,,فلنبقى سودانين وبس
رائع يا استاذ وضعت يدك علي الجرح فعفن المتأسلمين ازكم الانوف ولم يعد ممكنا السكوت عليه
حتى يكون الامر واضحا انا لست عربي بل نوبي ولست انقاذيا بل معارضا لهم لكن …….
نعم هذه الوثيقةاحدثت إنفراجا نفسيا كبيرا لدى قطاعات واسعة
ولكن ولا يمكن بأى حال من الأحوال استبعاد نظرية المؤامرة والإملاءات الخارجية على هذا التجمع.
يقول الكاتب(هذه الوثيقة جيدة جدا ، وتاريخية ومرضية لطموحات قطاعات عريضة ومعظم أحزاب الساحة السودانية وجماهيرها)
ولكن هذه الوثيقة عبرت عن مجموعات معينة مسلحة وعمن يناصرها ولا تعبر عن قطاعات واسعة من السودانيين بدليل ان الأحزاب الكبيرة تبرأت منها، كما انها لا تعبر عن الشعب السوداني المسلم الذي لا يرضى بابعاد الدين عن حياته كلها، وآخر انتخابات تعبر عن هذا الاجماع السوداني بالنظر لمشاريع الاحزاب الفائزة فيها.
ويقول الكاتب( كل ما يفرح الشعب .. يغضب الوطنى )
فالإسلامويون يفرحون لغضب الشعب ، ويحزنون لفرحه ،،)
العبارة الأولى غير منطقية وفيها تجاوز
أما في الثانية نجد الكاتب يذكر الاسلامويون، وهو بذلك ليس ضد الانقاذ فحسب بل ضد كل من ينتمي لتيار عريض ممن ينادون بأسلمة الحياة كلها.
ويقول الكاتب(لقد إختار السودانيون مساراً خاطئاً منذ قرون عديدة ، وصمموا على السير فيه رغم جلاء مؤشرات المتاهة الصحراوية)
للأسف هذا المسار الخاطئ الذي يقصده الكاتب هو تمسك اهل السودان بدينهم، وكلمة الصحراوية تشير إلى الثقافة الاسلامية، وهو لا يهاجم الانقاذ فقط بل كل السودانيين الذين يستندون إلى الدين في حياتهم منذ قرون عديدة، لذلك الكاتب والوثيقة لا يعبرون عن اهل السودان. ..
ويقول (فبدلا من أن يظلوا هم ورثة حضارة النيل العريقة ، ومنجزاتها الفريدة ، إختاروا أن يكونوا مجرد حفدة لرعاة إبل وغنم هائمين على وجوههم فى الصحراء ، لاهثين وراء ماء يرو من ظمئهم ، أو مغيرين على غيرهم من أجل الطعام والنسوة ، أو مَن يتخذون من حدائق النخيل والعنب وخرير جداول المياه والزيتون والرمان منتهى أحلامهم)
وهو هنا للاسف لا يتهم كما قلنا الانقاذ فقط بل كل الذين يتمسكون بدينهم، وهذا واضح من عباراته( الصحراء الابل ..) وكانه في نهاية العبارة يشير إلى من يطمحون لدخول الجنة، والكاتب في كل مقاله لم يشر إلى ان الاسلام وثقافته وحضارته من مكونات المجتمع السوداني. وهذا يدل على مكانة الدين الوضيعة عنده .
فليذهبوا إلى الجحيم ويقول(
فلا هم يتشرفون بنا ، ولا نحن نتشرف بهم)
ليته يشير إلى اهل الانقاذ فقط
ويقول( فإن الحضارة الفرعونية النوبية ، قدمت حقوق المرأة وساوتها بالرجل ، ووضعتها فى مكانة رفيعة فى بعض الحالات .. على النقيض مما نعايش اليوم بسبب التراتبية الرعوية الصحراوية ، التى جعلت منها مجرد وعاء للمتعة ،، وحاضنة للصغار)
الكاتب يريد ان يقول بصورة واضحة ان الحضارة النوبية حفظت حقوق المرأة اكثر من الإسلام، وهذا اتهام واضح للاسلام نفسه.
إذا أرادت المعارضة ان تكسب تأييد السودانيين فلا بد ان تحترم معتقداتهم ومكانو الدين في نفوسهم
قبل اعادة الاعتبار للدولة النوبية يا استاذ ابكر ارجو الرد علي ما جاء في مقال الاستاذ البراق النذير الوراق (في نقد وثيقة الفجر الجديد)المنشور في الراكوبة ثم بعد ذلك حدثنا عن الحضارةالسودانية النوبية الكوشية (الايثيوبية)التي هي بالضرورةالحضارة (النواوية ) للسودانية وليست المتاهة الصحراوية.and all that bull shit
النسى قديمه تاه, وقد تهنا وتخبطناحتى ضعنا وضاع الامس منا……