أخبار السودان

الثنائيات المدمرة

د. التجاني عبد القادر

تمنيت في رسالة سابقة بعنوان (بصيص من الأمل) أن يتجاوز الجيل الجديد ثنائية “علماني/اسلامي” المدمرة. وقد استشكل البعض هذه العبارة، واستغرب آخرون صدورها عنى، وطلب آخرون مزيدا من التوضيح.
وها أنا أعود لهذه المسألة فأقول إن ثنائية علماني/اسلامي تشير الى قريب مما بات يعرف في عالم الصفقات “بالمعادلة الصفرية”؛ والتي تعنى أن ما يناله هذا الطرف من أرباح سيعنى بالضرورة خسرانا مبينا على الطرف الآخر، وأن ما يحققه هذا الطرف من تقدم سيكون بالضرورة خصما من حظوظ الطرف الآخر، وهكذا تستمر العلاقة الصفرية بين الطرفين: خصومة لا تنقطع و”تدمير متبادل”، علاقة لا يحيا فيها طرف الا بإهلاك الآخر، علاقة لا توجد فيها منطقة “وسطى”، سواء على المستوى النفسي-الفكري أو على المستوى الاجتماعي-السياسي.
ونظرة سريعة الى تاريخنا السياسي المعاصر ترينا أن “المناطق الوسطى” قد تقلصت بالفعل لصالح ثنائية شيعي/سني (في البلدان ذات الشحن الطائفي التقليدي)، أو لصالح ثنائية عربي/غير عربي (في البلدان ذات التعصب القبلي)، أو لصالح ثنائية علماني/اسلامي (في البلدان ذات الشحن الايديولوجي الحديث).
وإذا تيسر لك، عزيزي القارئ، أن تتابع ما يجرى في اليمن او العراق أو سوريا او أفغانستان أو ليبيا فسترى كيف أن الوطن الواحد قد تحول بفضل هذه الثنائيات الى حظائر، وكيف أن الأمة الواحدة قد تحولت الى طوائف يذبح فيها الأخ اخاه، وكيف أن نصوص الدين الحنيف قد تحولت الى سيوف وخناجر في تلك المذابح. وكيف أن “العدو الحقيقي” للامة قد كسب المعركة دون قتال!
ولئن كنت تظن أن حالتنا في السودان أقل سوءا فلا تعجل. ما عليك إلا أن تغمض عينيك للحظة لتتأمل بعقلك ما فعلته بنا ثنائية علماني/اسلامي خلال الخمسين سنة الماضية (1965- 2015). دعنا نبدأ من هنا: تتجمع القوى الوطنية و الإسلامية لتعمل على حل الحزب الشيوعي السوداني وطرد أعضائه من البرلمان؛
فيأتي الرد سريعا من الجهة الأخرى، حيث تتجمع القوى اليسارية وتقفز الى السلطة عن طريق انقلاب مايو 1969، لتخرج الإسلاميين من الحياة السياسة ومن الجامعات والخدمة المدنية والعسكرية؛
فيأتي الرد سريعا من الجهة الأخرى، حيث يتجمع الإسلاميون (تحت مظلة الجبهة الوطنية، وتحت شعار مقاومة الزحف الشيوعي)، ويحملوا السلاح، فتقع مجزرة الجزيرة أبا و ودنوباوي (1970) وانقلاب حسن حسين، وانقلاب محمد نور سعد، حيث تزهق الأرواح وتتجمد الحياة.
ثم ينقلب نظام مايو على قوى اليسار وينكل بهم شر تنكيل، فيدخل الإسلاميون في تحالف مع نظام مايو، ويدعموا توجهاته الإسلامية، فيأتي الرد سريعا من الجهة الأخرى، حيث يقفز العلمانيون وقوى اليسار لقيادة ثورة ابريل الشعبية عام 1985، ليسقط نظام النميري وليعود اليسار الى الساحة السياسية ليطالب بإلغاء قوانين سبتمبر ومن ضمنها التشريعات الإسلامية،
فيأتي الرد سريعا من الجهة الأخرى، حيث تتجمع القوى الإسلامية مرة أخرى تحت مسمى الجبهة الإسلامية القومية لمقاومة المد اليساري العلماني، وتجرى الانتخابات العامة فيتقدم الإسلاميون ويخرج اليسار خالي الوفاض، فيترتب على ذلك أن تتجه قوى اليسار العلماني تلقائيا الى الجنوب لمناصرة حركة التمرد المسلح بقيادة قرنق،
ويأتي الرد سريعا من الجهة الأخرى، حيث يقفز الإسلاميون الى الدولة في انقلاب البشير عام 1989، وذلك لمقاومة الحركة اليسارية/ العلمانية المسلحة، لتترتب على ذلك معارك ومعارك وحروب في كل الجبهات، يقتل فيها الإسلاميون والعلمانيون والوطنيون، وتدمر فيها المنشئات، وتقطع العلاقات، وتوقف التنمية ويفرض الحصار على السودان، ويفصل الجنوب، ولم تزل ثنائية علماني/اسلامي قائمة، ولم تزل العيون محمرة والاوداج منتفخة.
ألا يحق لي، بناء على ما سبق، أن أصف ثنائية علماني/اسلامي بأنها ثنائية مدمرة؟
لقد دخلت معترك السياسة في أواسط الستينيات من القرن الماضي وكان ذلك هو المناخ السائد، فخضت فيما خاض فيه أبناء جيلي. يكيد لنا أعداؤنا في اليسار، ونكيد لهم كيدا، وخلال هذه العملية من الكيد والكيد المضاد لم نك نحس بحالة “النزيف” التي كانت تسببها أفعالنا تلك للوطن.
كنا نتعارك حول الدستور الاسلامي، بينما كانت الملاريا والبلهارسيا تزهق الأرواح؛ كنا نتصارع حول علمانية الدولة أو اسلاميتها، بينما كان الزحف الصحرواي يبتلع المزارع والمراعي؛ كنا نتقاتل حول قوانين سبتمبر بينما كان ملايين الفقراء يتضورون من المجاعة، وملايين العقول تهاجر الى خارج الوطن.
ألا يعتبر الاستمرار في هذا الاتجاه نوعا من أنواع “الجنون السياسي”؟
ستجد نفرا من ذوي الاستماتة الأيديولوجية die-hard ideologues يتخندقون في داخل هذه الثنائية، هذا يود أن يقضى على الإسلام السياسي، وذلك يود أن يقضى على المد اليساري العلماني.
دعهم وشأنهم، فلن يطوروا أطروحة جديدة، ولن يبنوا وطنا، وسيواصلون السير على ما كان عليه آباؤهم في خمسينيات القرن الماضي.
أما ما تبقى من “الوطن” فلا ينبغي أن ندعهم يجرونه معهم الى الهاوية.
البرنامج الوطني “الأبيض” طريق المستقبل.

تعليق واحد

  1. لايشفع لكم شئ انت والافندي والطيب زين العابدين والحبوب وحسن مكي وعبد الرحيم على وغازي …. ادخلتم هذه التجربة بهوابات فكرية ثم هربتم لتصبحوا من الناجين

  2. ياخ دة المدمر ام السودان
    ياخ اسلامي شنو وعلماني شنو وانصار سنة شنو وكوز شنو واخو مسلم شنو؟؟حريقة فيهم كلهم .
    كل واحد مؤمن بي حاجة في السودان داير يجي يفرضها على الآخرين !!!
    ياخ الاسلام والقرآن الكريم وعلى لسان رسول الاسلام محمد صلى الله عليه وسلم جاء في القران
    “لكم دينكم ولي دين ” باخ آمن بما تؤمن ولا تفرضه على الآخرين ..
    تاني في كلام ولا انتو مابتفهموا القران ؟؟؟

  3. الان يا دكتور هذا هو الطرح المواطنة فقط وليس غيرها ولا فكر غيرها ان التدثر بالايدوليوجيات والعمل تحتها هو كارثة البلاد وخاصة التدثر بالدين ورفعه شعار في وطن مختلف ومتعدد في كل شي

  4. يا سلام على هذا الطرح الموضوعي..

    التيجاني عبدالقادر سبقني في خورطقت وجامعة الخرطوم بعامين.. وكنا على طرفي نقيض، علماني واسلامي.

    ولكنه قال الحق .. السودان في مرحلة ما قبل الترف الآيديولوجي.

  5. بعد ايه يا تجاني. بعد أن وقع الفأس في الرأس . خضتم معاركم مع اليسار وخاض اليسار معركه معكم الا أن الشعب السوداني وخاصة المواطن البسيط هو من دفع ثمن أخطائكم الفادحة. أنت الآن ترتدي هذه الملابس الفاخرة كما يبدو في صورتك أعلاه وتجلس على هذا الكرسي الوثير ويرجع الفضل الى الشعي السوداني الذي اتاح لك تعليما يسّر لك ما ترفل فيه من ترف فكري وا تعيشه من نعمة. لولا هذا التعليم الذي دفع ثمنه الغلابة لكنت في بادية دار حمر لابسا العراقي والسروال وتسير حثيثا خلف قطعان الضان. يا سلام. هنيئا لك مولانا وسيدنا

  6. يا لهذا الذكاء الكيزاني في تفريق دم المقتولين بمئات الالاف
    على قوى اليسار وإشراكها في مؤامرات الابتزاز الاخواني الذي بدا
    منذ الستينات..الكوز يتخيل انه يمكن ان يكون مفكرا كذلك
    والتيجاني عبد القادر اخطر في خبثه من ثالوث (السوق
    والأمن والقبيلة) الذي ابتعد منه..ولكنه يوجد لإخوانه المعاذير
    حتى لا يحمل النظرية وزر تفتيت السودان
    هل اليسار مسؤول عن قتل ميات الالاف وارتزاق جند السودان
    ام سرقة الدولة واغتصاب الرجال والنساء وتهجير الملايين
    وتخريب الذمم وفصل الجنوب وابادة حرب دارفور
    وتدمير مشاريع البلاد ونهب صواميلها بالارطال؟
    يا تيجاني اكتب عن هذه الموبقات العظيمة التي تسال
    عنها يوم القيامة حتى تبري نفسك يوم الحشر بدلا من هذا
    الاحتيال الذي ياخذ صيغة الذكاء الفكري

  7. بعد غيبوبة الثلاثة عقود من الزمان وسكرة النفخة الكاذبة أفاق دالتيجانى عبدالقادر و د عبدالوهاب الافندى على حجم الدمار “اللامعقول” الذي أصاب هذا البلد, حيث الهوس المعمي بالسلطة والسيطرة، الجشع القاتل الذي يتسبّب بهدر طاقات البلاد ونزف دماء أبنائها، غواية التحكّم وشهوة التفرّد بالحكم وكان الخراب المادي جزءاً من خراب شامل، خراب النفوس الملعونة بالسلطة والنفوذ والقوة، من دون الالتزام بأية روادع أو أخلاقيات.
    نعم أخى دكتور التيجانى فكرة الانقاذ خاطئة غبية وساذجة ولا يمكن أن تصلح أو تنصلح بعد سلسلة خساراتها وفشلها وعجزها وفسادها ، لكنها تقرر المكابرة على جراحها والنظر إلى الأمام، إلى حلمها بالمجد والعظمة و رقص الجنون على أنقاض الوطن وجثة المواطن .

  8. لا تجتمع معادلة السماء ومعادلة الارض ومشغولين بالسماء كذابا وبهتانا وهم غارقون في دنياهم مثنى وثلاث ورباع ويشغلون الاغبياء بالسماء، والمعادلة الارضة امن وتعليم وخبز وعلاج وعدالة اجتماعية. وكل واحد من الشعب يدبر امر اخرته بنفسه لادخل للحكومة فيها.

  9. أختلف تماما مع قراءة بروف.تجاني عبدالقادر حول هذه الثنائية المتصارعة. ما حدث في المعركة الأخيرة التي قادت إلى مشروع الحركة الإسلامية تحت إنقلاب 1989م يوضح أن الحركة الإسلامية لديها مشروع إعادة صياغة للإنسان والدولة السودانية، وأن خطواتها السابقة ليست مشاركة الآخرين في بناء الدولة السودانية؛ إنما كانت خطوات تكتيكية تقربهم من مفاصل الدولة لتأمين وجودهم في السلطة عندما يصلون إلى الغاية التي هي الانفراد بالسلطة. والدليل على ذلك أن حملة تصفية آثار مايو فشلت في دعوتها؛ والسبب هي ثقة بعض الأطراف في أن الحركة الإسلامية ستسهم في ترسيخ التداول السلمي للسلطة وتعزيز بناء ديمقراطية راسخة في السودان. وأن هذا المشروع كان يؤمن به حتى مثقفي ومفكري الحركة الإسلامية الأقرب إلى اليبراليين؛ ومنهم بروف تجاني نفسه؛ لأننا لم نقرأ إدانة أو بيان أو مواقف واضحة من الإنقلاب على الديمقراطية؛ بل ظل معظم نخب الحركة الإسلامية يدافعون أو يبررون الإنقلاب بأساليب ملتوية، وربما حتى هذه اللحظة يرفضون الاعتراف بالخطأ الاستراتيجي التي ارتكبته الحركة الإسلامية؛ فقاد إلى ضمورها وهدم مبادئها ، والدفاع عن خطواتها بكل الأساليب الأخلاقية وغيرها؛ مما أفقدها مصداقيتها الأخلاقية؛ فتمرد عليها أبناؤها قبل خصومها. عند الانقلاب كنا نتجه للجلوس لامتحان الشهادة السودانية؛ حين كان طالب الثانوية يمتلك من الوعي ما يؤهله لمناقشة السياسة بنضج؛ ونذكر ما قلناه لمؤيدي الانقلاب من طلاب الحركة الإسلامية (مع قلتهم) (إن الانقلاب خطأ استراتيجي ستدفعون ثمنه غاليا). وما زلنا على قولنا القديم. فهل على نخب الحركة الإسلامية الاعتراف – من منظور نقدي معرفي- بخطأ الخطوة أو التقديرات التي بنوا عليها حساباتهم للإقدام على تدمير حلم الديمقراطية الأخير؛ أصر على هذه الخطوة لأنها مفتاح حلول الأزمة السياسية التي أدخلت بها الحركة الإسلامية السودان في مهاوي وتيه أفقد البوصلة في كل شيء وقلل الخيارات وقضى على الحل الذي يخرج السودان بأقل الخسائر.

  10. علي النعمة انت إسلامي شجاع وحكيم جداً…عشان كده زعيم صحافة الإنقاذ وقائد ثعالبها المخضرم اسحق فضل الله عاوز يتلصق فيك …ما سمعته امس قال شنو (انا ودكتور التجاني نكتب من منطلق واحد )…لا يا شيخ يا ذكي انتو الاتنين مختلفين تماماً..واحد يقول نحن الإسلاميين واليساريين ساهمنا بقوة في تدهور الجو السياسي في السودان وانت يا ناصح تقول ابداً ديل فقط العلمانيين هم من قاموا بذلك ..مش كده ؟؟؟
    اعمل حسابك يا دكتور الصحفي ده بيشكر فيك دلوقت ..اذا واصلت في جلد زاتكم الاسلامية بنفس الشجاعة والاقدام ح يكون عدوك في غمضة عين ..ومن مفكر إسلامي ح تتحول في نظره لعميل وعدوء للإسلام
    نحن علي مستوي المواطنيين العاديين نحس ونشعر بالصراع بين اسلام/علمانية و من زمن بعيد
    مثال بسيط للدايلمة النحن عايشين فيها :لما كنا في الجامعة صندوق دعم الطلاب يصلح مواسير الحمام ..بكره المواسير تتكسر بفعل فاعل ..الكيزان يتهمون اليساريين بالخراب لهدم الدولة ..واليساريين يقولوا ابداً ديل هم الكيزان نفسهم كسروها وعاوزين يتهمونا بالتخريب عشان يقصونا …قِس علي ذلك يا دكتور
    للدكتور العلماني الكبير عبدالسلام نور الدين مساهمات عظيمة في الخراب نتيجة هذا الصراع يمكنك الاطلاع عليه لملاقحة الأفكار …
    نفس هذا الصراع الان بين الإسلاميين أنفسهم ..وفد يكون هذا الخراب الاقتصادي والازمات المالية المتلاحقة بسبب فاعل إسلامي وكده
    مع كل شكري وتقديري

  11. قراءة ساذجة لا تفوت على (الضحايا) يا ود الرهد!!!

    بعد أن نظرت كثيرا ان الفقر حالة (ربانية) وليست فعلا (انقاذويا ترابويا بامتياز)…وبعد ان نظرت كثيرا حول مشروعية الحالة (الثورية التى جلبت الانقاذ وثورة الاسلام في السودان!!!) الى المنبر!!…وبعد ان نظرت كثيرا ان ما تقوم به الانقاذ وشيخك الفطيس الجيفة حسن ترابي دون كيرليوني , هو عين ما كان يبشر به مالك بن نبي والمثقف الكيني على المزروعي…وبعد ان نظرت كثيرا ان الانقاذ هي تحالف الامن والمال والمئذنة…وكنت تعدنا في مقالاتك ب(فتنة) الرخاء القادم…نعم لقد كنت رمزا بارزا من رموز الانقاذ المصطفاة…!!

    ….طفقت تعيد قراءة التاريخ المعاصر في مقالك اعلاه ، قراءة مريضة سقيمة تحاكي مرض وسقم مرأك وطلتك…!!!

    …يا (أخي) العالم كله ومنذ مبتدأ التاريخ يزخر بالتعدد و(ليس الثنائيات فقط)…بل وتحتشد كل المجتمعات بالمتناقضات والتعقيدات…وظلت كل هذه المجنمعات برغم ذلك تسعى بخطى حثيثة لتحسين نوعية حياتها…وأنت الدارس للاقتصاد بجامعة الخرطوم…والمدرس بكلياتها لا تحتاج الى (الفة )يخبرك الخبر اليقين!!
    …جماعتك قاموا بانقلابهم وهم القوة الثالقة بالبرلمان واحد الاركان الاساسية في الحكم القائم…وهم القوة الاكثر سيطرة ماليا واعلاميا…خرجتم لسذاجة الشعب السوداني بعيد الانتفاضة على المقبور نميري وأنتم اكثر عافية… و(وقتها ماقبل أحداث الحادي عشر من سبتمبر)كنتم الاقوى سياسيا في كل المنطقة بتحالفاتكم مع كافة منابر وابواق (الدعاوى الاسلامية ) بكل اصقاعها وبما توفره لكم من ظهير محلى وافليمى ودولى مهول…بل صرحتم بالصوت العالي انكم حراس الاسلام وسدنته في كافة اصقاع الفارة الافريقية…!!(ولسذاجتكم السياسيةوسطحية قراءاتكم وغفلتكم المنهجية) اسرعتم للانقلاب…هي نفس السذاجة والغفلة والسطحية التى قادتك لان تسطر مثل هذا المقال (الموغل في سذاجته وثنائياته المبسطة) والتى تجعلنى اشفق على الذين ينتظروك وينتظروا امثالك في قاعات الدرس والمحاضرة الجادة)…أنج سعد فقد هلك سعيد…!!
    …أظنك (تمارس) التدريس في احدى (جامعاتكم!) بماليزيا…هل ثمة ثنائيات في هذه الجزيرة الصغير ..أم هي حقل هائل من المتناقضات الاجتماعية والثقافية والدينية يا هذا؟؟؟!!!….نعم أنها حالة التخشب في النظر والسيولة الدماغية يا تجاني والتى تحاول ان تلبسنا اياها…لترتاح(نفسيا!) بعد ان اوغلتم عميقا في تاسيس المرارات والارتفاع بمعدل المرارات والاحقاد والغبائن والاحن عير ثلاثة عقود من حكم (اسلامكم ) المفترى المزين بالبيعات والتهاليل والتكابيروزعاريد أخوات نسيبة….والحروب الموقعة بالايات والاحاديث والسير…والممهورة أخيرا ب(أعاريس الشهيد المعطون بالحور العين والشاف والطلح والكليت والاباخير السماوية ،شهيدكم المغسول بعيد نكاح سماوي حاااار لأبكار من الحور العين ،في انهار من خمر ولبن وعسل)!!!
    …والتى ختمها الفطيس الجيفة حسن ترابي دون كيرليونى حين أفاق من نزقه وطيشه وحين ادرك عبثية مشروعه الذي فاق به الشيطان نفسه…في لحظة صدق مع الذات…فأحال الفحول الشهداء…ببساطة الى مجاميع من الجيف والفطايس….والفطيسة منتنة ومعفنة….مثل نتانة وعفانة ثنائياتك التى انتقيتها كيفما اتفق وأنت (الاكاديمى) الذي من المفترض ان يكون رصينا ومحايدا امام الحقائق العلمية…وأن يمارس شرعية الكتابة وفقا لأسس وقواعد التحليل والاستشهاد والاستدلال…لكنه الهروب الذي جعل جيفةأخر ،وفطيس معتبر من شاكلة ياسين عمر الامام يهرب الى جبانته في اسفل سافلين الجحيم وجهنمه الابدي وهو يصرح علانية
    (….أنا اخجل…أنا غايتو اشعر بالعار والخجل من تجربتنا الاسلامية…لا يمكن ان أدعو أحد احفادي للانضمام للحركة الاسلامية…أنا غايتو بخجل..) ومضى الى جحيمه تلاحقه لعنات ضحاياه…!!
    …وأنت تبحث عن براءة (غفلاء عبر درازن من الثنائيات)المسطحة
    …طلعتم علينا مثل (طائفة المورمون) في أمريكا الشمالية….وحدكم احتكرتم اعادة صياغة الفرد السوداني واعادة تشكيله وتربيته ومده بما يلزم من محركات المشروع الحضاري…وكنتم انتم كنابه ودهاقنته ومثقفيه وحراس المشروع….وما أفلحتم…لأنكم ماتزالون الاكثر سطحية في قراءة االواقع السياسي المتعدد على كافة الصعد في بلد ،أعظم مظاهر ثراءه هو كونه متعدد الثقافات والاعراق والاديان…!!!
    .ماذا نفعل ب(كتور ذو عين واحدة)…يحسب أنه يرى اثنين اثنين…!!

    ….دعوني أختم ببيت شعر اعجبني لقيته أثناء تعليق أحد (مناضلي الكيبورد) على ثلاثي حسين خوجلى (رجل في قبضة نساء)…وأظن المناضل الكيبوردي وهو محق …أظنه يقصد ملاذ ابنة حسين خجلتينا….فرماها ببيت الشعر

    مات بالقرية كلب…..فاسترحنا من عواه
    خلف الملعون جروا…فاق بالنباح أباه

    فليت التجاني(ظل في في موته الماليزي وهروبه الدولاري )….على الاقل كنا استرحنا من كشوفاته الثنائية المسطحة التى يحاول عبرها أن يجفل مما ارتكبت يداه..وأيدي زملاءه….والتاريخ بشهوده حاضرين!!!

  12. الدكتور التجاني ، نقدر جهدك ، وفكرك المستنير ، كاتباً وناقداً لتجربة الحركة الإسلامية في السودان . منذ معركة ” الجمل ” و ” صفين ” والدماء تسيل ، لقد قتل الصحابة بعضهم بعضاً بأعداد فاقت المشركين والمرتدين والمنافقين .نعم هناك أخطاء صاحبت التجربة ، لأن الأمر وكل لأغير أهله، لقد فشل المجربون ولم يفشل الإسلام ، وصراع الإسلاميين والعمانيين كصراع الخير والشر إلى قيام الساعة. فالحديث عن تنازل قوى الإسلام لقوى الشر نصر مبين للشيطان ، وهذا الحديث لا يشبه نضالك وتضحياتك .

  13. لا وقت للتنظير فقد أشبعتم البلد تطبيزا و دغمسة . . . كونوا شجعان ولو لمرة واحدة أعترفوا بالفشل و سلموا الحكم لسودانين . . . واستعدوا للعقاب

  14. يالتيجاني عبد القادر ياكوز معفن
    اتا قايل الناس نسوكا والا شنو يانايم
    ابد والله الناس ماناسين اى كوز معفن كان
    له دور في تمكين اولاد الابالسه وفي العذاب
    البعاني منو الناس من 30 سنه .

    الان اتا جاى تفلسف الامور بقصد تشتيت تركيز
    الناس وهم يضعون اللمسات الاخيره في اجتثاث
    اخوان الشواطين ناسك اولاد الابالسه .

    وفر حنكك وارجا الراجيك وسترى عجبا باذن الله
    قال ثنائية علماني واسلامي قال
    لا ياشيخ يامحتال .

  15. الدكتور التيجاني كان رئيسا للإتحاد حينما كنا طلبة بالجامعة ايام حقبة عداء الإسلاميين مع مايو …

    اتذكر الإجتماع الذي دعى اليه في البركس ونحن طلاب ملاحق .عدد قليل لم نبلغ

    المائة وهو يخاطبنا بأجندات الكيزان لمقاومة حكم مايو .. كان موقفا غريبا

    ان نكون بهذا العدد القليل ويحشرونا في مكان ضيق والسلطة تعلم تماما بموعد

    الإجتماع . ولكن نحمد الله انها كانت سلطة مايو ولم تكن سلطة الكيزان . فلو

    كانت السلطة لهم لكنا اليوم في عداد الأموات . تخبط ، والجري لتنفيذ ما

    يريده حزبهم ولا دخل لهم بقضايا الطلاب. كان رئيسا متهورا .

    ولكنه الآن يقوم بالكثير من المراجعات التي ” يتفضل” بها علىنا ويعتبر انها

    حدود قصوى .. وبعضها يبدو من وجهة نظري جيدا إلا انها تفتقر في كثير من

    الأحيان الى النظرة العميقة للأمور …

    لم يكن تاريخ السودان كما ادعى هو صراع يساري علماني .

    دعنا نقول بأن فترة السنة الأولى لمايو كانت صراعا ( اسلاميا / علمانيا ) ..

    هل كان إنقلاب عبود صراع علماني اسلامي؟

    هل كانت ال 15 سنة من حكم النميري صراعا علمانيا يساريا ؟

    هل يمكن ان نصف الصراع في الجنوب بأنه صراع علماني اسلامي في فترة الإنقاذ ؟

    ام انه من نوع آخر اذا نظرنا فعلا الى نتائجه النهائية … هل تكونت في

    الجنوب حكومة شيوعية مثلا ؟ هل يحكم الجنوب الآن يساريون ؟

    هل نصف الصراع في دارفور بأنه صراع علماني اسلامي ؟ .. صراع دارفور يمكن ان

    يكون ابلغ دليل على أن الصراع في حقيقته لم يكن ابدا صراع بهذا الشكل لأن

    القيادات الإسلامية هي التي قادت كثير من العمل فيه ضد بعضها البعض.

    ولنرجع لمايو … وكما قلت هي سنة واحدة تقل او تزيد إشترك فيها الشيوعيون

    مع المايويين في الحكم . وثانيا بالرغم من الإدعاءات بمشاركة الشيوعيين في

    مجزرة الجزيرة ابا فقد كذب كل من ابو القاسم محمد ابراهيم والنميري نفسه

    هذا الإدعاء .. ولكن الإسلاميين برغبتهم الكامنة في تزييف التاريخ يصرون على

    هذا الأمر … وفي النهاية نقول انها كانت سنة واحدة لا يمكن ان نبني عليها

    شهادة تعيننا على دراسة جادة .

    الأمر يحتاج الى نظرة اكثر عمقا . التيجاني نفسه اوضح في كثير من مراجعاته

    الأخيرة كيف ان المال والسلطة كانتا هما محور الأزمات وخاصة بعد ان

    تبوأت جماعته سدة السلطة لوحدها .

  16. لايشفع لكم شئ انت والافندي والطيب زين العابدين والحبوب وحسن مكي وعبد الرحيم على وغازي …. ادخلتم هذه التجربة بهوابات فكرية ثم هربتم لتصبحوا من الناجين

  17. ياخ دة المدمر ام السودان
    ياخ اسلامي شنو وعلماني شنو وانصار سنة شنو وكوز شنو واخو مسلم شنو؟؟حريقة فيهم كلهم .
    كل واحد مؤمن بي حاجة في السودان داير يجي يفرضها على الآخرين !!!
    ياخ الاسلام والقرآن الكريم وعلى لسان رسول الاسلام محمد صلى الله عليه وسلم جاء في القران
    “لكم دينكم ولي دين ” باخ آمن بما تؤمن ولا تفرضه على الآخرين ..
    تاني في كلام ولا انتو مابتفهموا القران ؟؟؟

  18. الان يا دكتور هذا هو الطرح المواطنة فقط وليس غيرها ولا فكر غيرها ان التدثر بالايدوليوجيات والعمل تحتها هو كارثة البلاد وخاصة التدثر بالدين ورفعه شعار في وطن مختلف ومتعدد في كل شي

  19. يا سلام على هذا الطرح الموضوعي..

    التيجاني عبدالقادر سبقني في خورطقت وجامعة الخرطوم بعامين.. وكنا على طرفي نقيض، علماني واسلامي.

    ولكنه قال الحق .. السودان في مرحلة ما قبل الترف الآيديولوجي.

  20. بعد ايه يا تجاني. بعد أن وقع الفأس في الرأس . خضتم معاركم مع اليسار وخاض اليسار معركه معكم الا أن الشعب السوداني وخاصة المواطن البسيط هو من دفع ثمن أخطائكم الفادحة. أنت الآن ترتدي هذه الملابس الفاخرة كما يبدو في صورتك أعلاه وتجلس على هذا الكرسي الوثير ويرجع الفضل الى الشعي السوداني الذي اتاح لك تعليما يسّر لك ما ترفل فيه من ترف فكري وا تعيشه من نعمة. لولا هذا التعليم الذي دفع ثمنه الغلابة لكنت في بادية دار حمر لابسا العراقي والسروال وتسير حثيثا خلف قطعان الضان. يا سلام. هنيئا لك مولانا وسيدنا

  21. يا لهذا الذكاء الكيزاني في تفريق دم المقتولين بمئات الالاف
    على قوى اليسار وإشراكها في مؤامرات الابتزاز الاخواني الذي بدا
    منذ الستينات..الكوز يتخيل انه يمكن ان يكون مفكرا كذلك
    والتيجاني عبد القادر اخطر في خبثه من ثالوث (السوق
    والأمن والقبيلة) الذي ابتعد منه..ولكنه يوجد لإخوانه المعاذير
    حتى لا يحمل النظرية وزر تفتيت السودان
    هل اليسار مسؤول عن قتل ميات الالاف وارتزاق جند السودان
    ام سرقة الدولة واغتصاب الرجال والنساء وتهجير الملايين
    وتخريب الذمم وفصل الجنوب وابادة حرب دارفور
    وتدمير مشاريع البلاد ونهب صواميلها بالارطال؟
    يا تيجاني اكتب عن هذه الموبقات العظيمة التي تسال
    عنها يوم القيامة حتى تبري نفسك يوم الحشر بدلا من هذا
    الاحتيال الذي ياخذ صيغة الذكاء الفكري

  22. بعد غيبوبة الثلاثة عقود من الزمان وسكرة النفخة الكاذبة أفاق دالتيجانى عبدالقادر و د عبدالوهاب الافندى على حجم الدمار “اللامعقول” الذي أصاب هذا البلد, حيث الهوس المعمي بالسلطة والسيطرة، الجشع القاتل الذي يتسبّب بهدر طاقات البلاد ونزف دماء أبنائها، غواية التحكّم وشهوة التفرّد بالحكم وكان الخراب المادي جزءاً من خراب شامل، خراب النفوس الملعونة بالسلطة والنفوذ والقوة، من دون الالتزام بأية روادع أو أخلاقيات.
    نعم أخى دكتور التيجانى فكرة الانقاذ خاطئة غبية وساذجة ولا يمكن أن تصلح أو تنصلح بعد سلسلة خساراتها وفشلها وعجزها وفسادها ، لكنها تقرر المكابرة على جراحها والنظر إلى الأمام، إلى حلمها بالمجد والعظمة و رقص الجنون على أنقاض الوطن وجثة المواطن .

  23. لا تجتمع معادلة السماء ومعادلة الارض ومشغولين بالسماء كذابا وبهتانا وهم غارقون في دنياهم مثنى وثلاث ورباع ويشغلون الاغبياء بالسماء، والمعادلة الارضة امن وتعليم وخبز وعلاج وعدالة اجتماعية. وكل واحد من الشعب يدبر امر اخرته بنفسه لادخل للحكومة فيها.

  24. أختلف تماما مع قراءة بروف.تجاني عبدالقادر حول هذه الثنائية المتصارعة. ما حدث في المعركة الأخيرة التي قادت إلى مشروع الحركة الإسلامية تحت إنقلاب 1989م يوضح أن الحركة الإسلامية لديها مشروع إعادة صياغة للإنسان والدولة السودانية، وأن خطواتها السابقة ليست مشاركة الآخرين في بناء الدولة السودانية؛ إنما كانت خطوات تكتيكية تقربهم من مفاصل الدولة لتأمين وجودهم في السلطة عندما يصلون إلى الغاية التي هي الانفراد بالسلطة. والدليل على ذلك أن حملة تصفية آثار مايو فشلت في دعوتها؛ والسبب هي ثقة بعض الأطراف في أن الحركة الإسلامية ستسهم في ترسيخ التداول السلمي للسلطة وتعزيز بناء ديمقراطية راسخة في السودان. وأن هذا المشروع كان يؤمن به حتى مثقفي ومفكري الحركة الإسلامية الأقرب إلى اليبراليين؛ ومنهم بروف تجاني نفسه؛ لأننا لم نقرأ إدانة أو بيان أو مواقف واضحة من الإنقلاب على الديمقراطية؛ بل ظل معظم نخب الحركة الإسلامية يدافعون أو يبررون الإنقلاب بأساليب ملتوية، وربما حتى هذه اللحظة يرفضون الاعتراف بالخطأ الاستراتيجي التي ارتكبته الحركة الإسلامية؛ فقاد إلى ضمورها وهدم مبادئها ، والدفاع عن خطواتها بكل الأساليب الأخلاقية وغيرها؛ مما أفقدها مصداقيتها الأخلاقية؛ فتمرد عليها أبناؤها قبل خصومها. عند الانقلاب كنا نتجه للجلوس لامتحان الشهادة السودانية؛ حين كان طالب الثانوية يمتلك من الوعي ما يؤهله لمناقشة السياسة بنضج؛ ونذكر ما قلناه لمؤيدي الانقلاب من طلاب الحركة الإسلامية (مع قلتهم) (إن الانقلاب خطأ استراتيجي ستدفعون ثمنه غاليا). وما زلنا على قولنا القديم. فهل على نخب الحركة الإسلامية الاعتراف – من منظور نقدي معرفي- بخطأ الخطوة أو التقديرات التي بنوا عليها حساباتهم للإقدام على تدمير حلم الديمقراطية الأخير؛ أصر على هذه الخطوة لأنها مفتاح حلول الأزمة السياسية التي أدخلت بها الحركة الإسلامية السودان في مهاوي وتيه أفقد البوصلة في كل شيء وقلل الخيارات وقضى على الحل الذي يخرج السودان بأقل الخسائر.

  25. علي النعمة انت إسلامي شجاع وحكيم جداً…عشان كده زعيم صحافة الإنقاذ وقائد ثعالبها المخضرم اسحق فضل الله عاوز يتلصق فيك …ما سمعته امس قال شنو (انا ودكتور التجاني نكتب من منطلق واحد )…لا يا شيخ يا ذكي انتو الاتنين مختلفين تماماً..واحد يقول نحن الإسلاميين واليساريين ساهمنا بقوة في تدهور الجو السياسي في السودان وانت يا ناصح تقول ابداً ديل فقط العلمانيين هم من قاموا بذلك ..مش كده ؟؟؟
    اعمل حسابك يا دكتور الصحفي ده بيشكر فيك دلوقت ..اذا واصلت في جلد زاتكم الاسلامية بنفس الشجاعة والاقدام ح يكون عدوك في غمضة عين ..ومن مفكر إسلامي ح تتحول في نظره لعميل وعدوء للإسلام
    نحن علي مستوي المواطنيين العاديين نحس ونشعر بالصراع بين اسلام/علمانية و من زمن بعيد
    مثال بسيط للدايلمة النحن عايشين فيها :لما كنا في الجامعة صندوق دعم الطلاب يصلح مواسير الحمام ..بكره المواسير تتكسر بفعل فاعل ..الكيزان يتهمون اليساريين بالخراب لهدم الدولة ..واليساريين يقولوا ابداً ديل هم الكيزان نفسهم كسروها وعاوزين يتهمونا بالتخريب عشان يقصونا …قِس علي ذلك يا دكتور
    للدكتور العلماني الكبير عبدالسلام نور الدين مساهمات عظيمة في الخراب نتيجة هذا الصراع يمكنك الاطلاع عليه لملاقحة الأفكار …
    نفس هذا الصراع الان بين الإسلاميين أنفسهم ..وفد يكون هذا الخراب الاقتصادي والازمات المالية المتلاحقة بسبب فاعل إسلامي وكده
    مع كل شكري وتقديري

  26. قراءة ساذجة لا تفوت على (الضحايا) يا ود الرهد!!!

    بعد أن نظرت كثيرا ان الفقر حالة (ربانية) وليست فعلا (انقاذويا ترابويا بامتياز)…وبعد ان نظرت كثيرا حول مشروعية الحالة (الثورية التى جلبت الانقاذ وثورة الاسلام في السودان!!!) الى المنبر!!…وبعد ان نظرت كثيرا ان ما تقوم به الانقاذ وشيخك الفطيس الجيفة حسن ترابي دون كيرليوني , هو عين ما كان يبشر به مالك بن نبي والمثقف الكيني على المزروعي…وبعد ان نظرت كثيرا ان الانقاذ هي تحالف الامن والمال والمئذنة…وكنت تعدنا في مقالاتك ب(فتنة) الرخاء القادم…نعم لقد كنت رمزا بارزا من رموز الانقاذ المصطفاة…!!

    ….طفقت تعيد قراءة التاريخ المعاصر في مقالك اعلاه ، قراءة مريضة سقيمة تحاكي مرض وسقم مرأك وطلتك…!!!

    …يا (أخي) العالم كله ومنذ مبتدأ التاريخ يزخر بالتعدد و(ليس الثنائيات فقط)…بل وتحتشد كل المجتمعات بالمتناقضات والتعقيدات…وظلت كل هذه المجنمعات برغم ذلك تسعى بخطى حثيثة لتحسين نوعية حياتها…وأنت الدارس للاقتصاد بجامعة الخرطوم…والمدرس بكلياتها لا تحتاج الى (الفة )يخبرك الخبر اليقين!!
    …جماعتك قاموا بانقلابهم وهم القوة الثالقة بالبرلمان واحد الاركان الاساسية في الحكم القائم…وهم القوة الاكثر سيطرة ماليا واعلاميا…خرجتم لسذاجة الشعب السوداني بعيد الانتفاضة على المقبور نميري وأنتم اكثر عافية… و(وقتها ماقبل أحداث الحادي عشر من سبتمبر)كنتم الاقوى سياسيا في كل المنطقة بتحالفاتكم مع كافة منابر وابواق (الدعاوى الاسلامية ) بكل اصقاعها وبما توفره لكم من ظهير محلى وافليمى ودولى مهول…بل صرحتم بالصوت العالي انكم حراس الاسلام وسدنته في كافة اصقاع الفارة الافريقية…!!(ولسذاجتكم السياسيةوسطحية قراءاتكم وغفلتكم المنهجية) اسرعتم للانقلاب…هي نفس السذاجة والغفلة والسطحية التى قادتك لان تسطر مثل هذا المقال (الموغل في سذاجته وثنائياته المبسطة) والتى تجعلنى اشفق على الذين ينتظروك وينتظروا امثالك في قاعات الدرس والمحاضرة الجادة)…أنج سعد فقد هلك سعيد…!!
    …أظنك (تمارس) التدريس في احدى (جامعاتكم!) بماليزيا…هل ثمة ثنائيات في هذه الجزيرة الصغير ..أم هي حقل هائل من المتناقضات الاجتماعية والثقافية والدينية يا هذا؟؟؟!!!….نعم أنها حالة التخشب في النظر والسيولة الدماغية يا تجاني والتى تحاول ان تلبسنا اياها…لترتاح(نفسيا!) بعد ان اوغلتم عميقا في تاسيس المرارات والارتفاع بمعدل المرارات والاحقاد والغبائن والاحن عير ثلاثة عقود من حكم (اسلامكم ) المفترى المزين بالبيعات والتهاليل والتكابيروزعاريد أخوات نسيبة….والحروب الموقعة بالايات والاحاديث والسير…والممهورة أخيرا ب(أعاريس الشهيد المعطون بالحور العين والشاف والطلح والكليت والاباخير السماوية ،شهيدكم المغسول بعيد نكاح سماوي حاااار لأبكار من الحور العين ،في انهار من خمر ولبن وعسل)!!!
    …والتى ختمها الفطيس الجيفة حسن ترابي دون كيرليونى حين أفاق من نزقه وطيشه وحين ادرك عبثية مشروعه الذي فاق به الشيطان نفسه…في لحظة صدق مع الذات…فأحال الفحول الشهداء…ببساطة الى مجاميع من الجيف والفطايس….والفطيسة منتنة ومعفنة….مثل نتانة وعفانة ثنائياتك التى انتقيتها كيفما اتفق وأنت (الاكاديمى) الذي من المفترض ان يكون رصينا ومحايدا امام الحقائق العلمية…وأن يمارس شرعية الكتابة وفقا لأسس وقواعد التحليل والاستشهاد والاستدلال…لكنه الهروب الذي جعل جيفةأخر ،وفطيس معتبر من شاكلة ياسين عمر الامام يهرب الى جبانته في اسفل سافلين الجحيم وجهنمه الابدي وهو يصرح علانية
    (….أنا اخجل…أنا غايتو اشعر بالعار والخجل من تجربتنا الاسلامية…لا يمكن ان أدعو أحد احفادي للانضمام للحركة الاسلامية…أنا غايتو بخجل..) ومضى الى جحيمه تلاحقه لعنات ضحاياه…!!
    …وأنت تبحث عن براءة (غفلاء عبر درازن من الثنائيات)المسطحة
    …طلعتم علينا مثل (طائفة المورمون) في أمريكا الشمالية….وحدكم احتكرتم اعادة صياغة الفرد السوداني واعادة تشكيله وتربيته ومده بما يلزم من محركات المشروع الحضاري…وكنتم انتم كنابه ودهاقنته ومثقفيه وحراس المشروع….وما أفلحتم…لأنكم ماتزالون الاكثر سطحية في قراءة االواقع السياسي المتعدد على كافة الصعد في بلد ،أعظم مظاهر ثراءه هو كونه متعدد الثقافات والاعراق والاديان…!!!
    .ماذا نفعل ب(كتور ذو عين واحدة)…يحسب أنه يرى اثنين اثنين…!!

    ….دعوني أختم ببيت شعر اعجبني لقيته أثناء تعليق أحد (مناضلي الكيبورد) على ثلاثي حسين خوجلى (رجل في قبضة نساء)…وأظن المناضل الكيبوردي وهو محق …أظنه يقصد ملاذ ابنة حسين خجلتينا….فرماها ببيت الشعر

    مات بالقرية كلب…..فاسترحنا من عواه
    خلف الملعون جروا…فاق بالنباح أباه

    فليت التجاني(ظل في في موته الماليزي وهروبه الدولاري )….على الاقل كنا استرحنا من كشوفاته الثنائية المسطحة التى يحاول عبرها أن يجفل مما ارتكبت يداه..وأيدي زملاءه….والتاريخ بشهوده حاضرين!!!

  27. الدكتور التجاني ، نقدر جهدك ، وفكرك المستنير ، كاتباً وناقداً لتجربة الحركة الإسلامية في السودان . منذ معركة ” الجمل ” و ” صفين ” والدماء تسيل ، لقد قتل الصحابة بعضهم بعضاً بأعداد فاقت المشركين والمرتدين والمنافقين .نعم هناك أخطاء صاحبت التجربة ، لأن الأمر وكل لأغير أهله، لقد فشل المجربون ولم يفشل الإسلام ، وصراع الإسلاميين والعمانيين كصراع الخير والشر إلى قيام الساعة. فالحديث عن تنازل قوى الإسلام لقوى الشر نصر مبين للشيطان ، وهذا الحديث لا يشبه نضالك وتضحياتك .

  28. لا وقت للتنظير فقد أشبعتم البلد تطبيزا و دغمسة . . . كونوا شجعان ولو لمرة واحدة أعترفوا بالفشل و سلموا الحكم لسودانين . . . واستعدوا للعقاب

  29. يالتيجاني عبد القادر ياكوز معفن
    اتا قايل الناس نسوكا والا شنو يانايم
    ابد والله الناس ماناسين اى كوز معفن كان
    له دور في تمكين اولاد الابالسه وفي العذاب
    البعاني منو الناس من 30 سنه .

    الان اتا جاى تفلسف الامور بقصد تشتيت تركيز
    الناس وهم يضعون اللمسات الاخيره في اجتثاث
    اخوان الشواطين ناسك اولاد الابالسه .

    وفر حنكك وارجا الراجيك وسترى عجبا باذن الله
    قال ثنائية علماني واسلامي قال
    لا ياشيخ يامحتال .

  30. الدكتور التيجاني كان رئيسا للإتحاد حينما كنا طلبة بالجامعة ايام حقبة عداء الإسلاميين مع مايو …

    اتذكر الإجتماع الذي دعى اليه في البركس ونحن طلاب ملاحق .عدد قليل لم نبلغ

    المائة وهو يخاطبنا بأجندات الكيزان لمقاومة حكم مايو .. كان موقفا غريبا

    ان نكون بهذا العدد القليل ويحشرونا في مكان ضيق والسلطة تعلم تماما بموعد

    الإجتماع . ولكن نحمد الله انها كانت سلطة مايو ولم تكن سلطة الكيزان . فلو

    كانت السلطة لهم لكنا اليوم في عداد الأموات . تخبط ، والجري لتنفيذ ما

    يريده حزبهم ولا دخل لهم بقضايا الطلاب. كان رئيسا متهورا .

    ولكنه الآن يقوم بالكثير من المراجعات التي ” يتفضل” بها علىنا ويعتبر انها

    حدود قصوى .. وبعضها يبدو من وجهة نظري جيدا إلا انها تفتقر في كثير من

    الأحيان الى النظرة العميقة للأمور …

    لم يكن تاريخ السودان كما ادعى هو صراع يساري علماني .

    دعنا نقول بأن فترة السنة الأولى لمايو كانت صراعا ( اسلاميا / علمانيا ) ..

    هل كان إنقلاب عبود صراع علماني اسلامي؟

    هل كانت ال 15 سنة من حكم النميري صراعا علمانيا يساريا ؟

    هل يمكن ان نصف الصراع في الجنوب بأنه صراع علماني اسلامي في فترة الإنقاذ ؟

    ام انه من نوع آخر اذا نظرنا فعلا الى نتائجه النهائية … هل تكونت في

    الجنوب حكومة شيوعية مثلا ؟ هل يحكم الجنوب الآن يساريون ؟

    هل نصف الصراع في دارفور بأنه صراع علماني اسلامي ؟ .. صراع دارفور يمكن ان

    يكون ابلغ دليل على أن الصراع في حقيقته لم يكن ابدا صراع بهذا الشكل لأن

    القيادات الإسلامية هي التي قادت كثير من العمل فيه ضد بعضها البعض.

    ولنرجع لمايو … وكما قلت هي سنة واحدة تقل او تزيد إشترك فيها الشيوعيون

    مع المايويين في الحكم . وثانيا بالرغم من الإدعاءات بمشاركة الشيوعيين في

    مجزرة الجزيرة ابا فقد كذب كل من ابو القاسم محمد ابراهيم والنميري نفسه

    هذا الإدعاء .. ولكن الإسلاميين برغبتهم الكامنة في تزييف التاريخ يصرون على

    هذا الأمر … وفي النهاية نقول انها كانت سنة واحدة لا يمكن ان نبني عليها

    شهادة تعيننا على دراسة جادة .

    الأمر يحتاج الى نظرة اكثر عمقا . التيجاني نفسه اوضح في كثير من مراجعاته

    الأخيرة كيف ان المال والسلطة كانتا هما محور الأزمات وخاصة بعد ان

    تبوأت جماعته سدة السلطة لوحدها .

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..