المؤتمر الوطني..(وأشغل أعدائي بالمذكرات)

المؤتمر الوطني..(وأشغل أعدائي بالمذكرات)
حسن بركية – الخرطوم
[email protected]
تعمل أجهزة السلطة المختلفة علي إنتاج وتسويق معارك ثانوية وهمية وتشغل بها الساحة السياسية وتبتلع قوي المعارضة (الطعم) وتشغل نفسها بهذه المعارك الوهمية، وتظل المعركة الأساسية غائية أو مغيبة أو قل مؤجلة إلي آجل غير مسمي، وتفرض قضايا( وثائق الفساد) لقيادات وسيطة ومذكرات هنا وهناك نفسها علي المشهد السياسي وفي الجانب الآخر تقف المعارضة علي أرضية رخوة من التحالفات لقوي سياسية تتقاطع أهدافها وأجندتها مع بعضها البعض، ويضم التحالف أحزاب تظل غاية ماتتمناه إصلاح محدود يسمح لها بالولوج لخيمة الوطني وورفع بعض الشعارات التي فقدت معناها وأصبحت مجرد أكليشيهات مكرورة تثير القرف
كما في كل مناحي الحياة تعود الأسئلة التي لم تجد جواباً إلى التحليق فوق رؤوس
مطلقيها الحائرين،ورغم تطاول عمر الانقاذ لاتزال قوي أساسية في المعارضة مترددة بين إصلاح النظام وإسقاطه .وهي الآن في منطقة وسطي فلاهي بالمعارضة الجادة في عملية اسقاط النظام ولاهي أصبحت حزء من الحكومة حتي تلك التي ولجت في سلطة الانقاذ فهي بلاحول ولاقوة.
في الوقت الذي يقول فيه القيادي بحزب المؤتمر الشعبي كمال عمر(الآن استوت الفكرة على تغيير النظام ويتم الإعداد وسط القوى السياسية) يردد زعيم حزب الأمة الصادق المهدي في أكثر من مناسبة أنه مع تغيير النظام وليس اسقاطه بعبارات وسياقات مختلفة ولكنها في النهاية تفصح عن موقف حزب الأمة من اسقاط النظام، الحزب الشيوعي يبدو في موقف قريب من الشعبي فهو علي الأقل نظريا ينادي باسقاط النظام غير أن تصريحات الكثير من قادة الحزب دائما تأتي في الاتجاه المعاكس لقواعد وشباب الحزب، حيث يري عدد منهم أن قيادة الحزب لا تأخذ مسألة اسقاط النظام مأخذ الجد. يقول محمد ضياء القيادي بحزب البعث القيادي للحزب محمد ضياء الدين أن قوى المعارضة قدمت مشروع إعلان دستوري لإدارة مرحلة ما بعد إسقاط النظام “يحتوي على ملامح دستورية وقانونية لإدارة إدارة مرحلة مابعد اسقاط النظام.
ومن شاكلة القضايا الثانوية التي تنتجها اجهزة السلطة، الفتاوي والصراعات المذهبية وتصريحات لاتخدم قضايا المواطن المباشرة من هيئات وروابط تدعي الشرعية والوصاية وهنا تجد العديد من قادة المعارضة يخوضون فيها مع أو ضد وتتسرب القضية المركزية وتركض بعيدا عنهم بحثا عن قيادات وأجسام أخري جديدة تقدرها حق قدرها.الدكتور الحاج حمد ينظر للمسألة من زاوية أخري ويقول قيادات المعارضة متفرجة وصولية تحاول إختطاف النتائج وتعمل علي تعويق المسيرة مثل ما حدث أكثر من مرة. ولكن الوضع هذه المرة مختلف والشارع مختلف وصعب جدا، وهو خائف من الشارع لأن تطلعاته أكبر من تطلعات قادة المعارضة.
وكانت قيادات تحالف الجبهة الثورية قد وقعت على ميثاق التغيير السوداني, و اتفقت على اسقاط نظام المؤتمر الوطني بكافة الوسائل المتاحة وعلى راسها العمل الجماهيري والمسلح مع المزاوجة بين قوى الانتفاضة والعمل الثوري المسلح. وفيما يتعلق بموقف تحالف أحزاب المعارضة من تحالف كاودا والمزاوجة بين العمل الجماهيري السلمي والكفاح المسلح تظل التقديرات متباينة بعض الشيئ،حزب الأمة يقف بوضوح ضد العمل العسكري والحزب الاتحادي ظل لفترة طويلة في مواقف رمادية رغم أن بعض قياداته تؤيد الكفاح المسلح( حسنين والتوم هجو) ولكن قيادة الحزب( الاتحادي الأص) تظل بعيدة عن كل أشكال المعارضة،الحزب الشيوعي موقفه مختلف نسبيا يقول الأستاذ يوسف حسين الناطق الرسمي باسم الحزب الشيوعي السوداني (هناك يمشي في طريق النضال المسلح ونحن ضمن منظومة تحالف المعارضة الذي يرفع راية النضال الجماهيري السلمي ولكن هذا لايعني أن المعارضة كلها تقف علي خط النضال السلمي وهناك من يقف تحت راية الكفاح المسلح والتكتيكات تتغيير والكفاح المسلح وارد). حزب المؤتمر الشعبي يبدو الأقرب للشيوعي في تحالف المعارضة ودائما تبدو مواقفهما (متقاربة) وقال القيادي بحزب المؤتمر الشعبي كمال عمر في تصريحات صحفية (قوى الهامش التي تحالفت في كاودا تعتبر مرحلة متقدمة في العمل السياسي لأنها زاوجت بين العمل العسكري والسياسيية، قد نلتقي في مرحلة ما من مراحل النضال في إسقاط هذا النظام).
وتظل المعارك الثانوية التي تشعلها أجسام السلطة تحجب الرؤية أمام بعض قوي المعارضة، ونجد أن جهات عديدة تسظل بسلطة المؤتمر الوطني تطلق الفتاوي ذات اليمين وذات اليسار وتشغل الساحة بقضايا ثانوية وعندما سئل رئيس الرابطة الشرعية للعلماء عن قضايا الحرب والسلام ومعاش الناس والفساد قال أن الحفاظ علي بيضة الدين أهم من كل هذا.قضايا التكفير والفساد والمذكرات التي تهدف في النهاية إلي استبدال الانقاذ بالانقاذ لن تغني عن الحق في شئ ولن تجيب علي الأسئلة الكبري التي ظلت مؤجلة .