احتضار الخدمة المدنية في عهد البشير وموتها في عهد البرهان

الطيب النقر
احتضار الخدمة المدنية في عهد البشير وموتها في عهد البرهان
إن من العبث الذي ليس إلى وصفه سبيل، إقناع تلك الجموع المستهترة من قبيلة الموظفين الذين يعتقدون أن الهيئات والمؤسسات الحكومية التي شيدتها الدولة إنما نصبتها رعاية لمصالحهم، وأقامتها حرصاً على منفعتهم، لأجل ذلك نراهم يتصرفون فيها كما يتصرف المرء في تالده وطريفه، نبصر من استطالوا عجباً، وترفعوا كبراً، يذيقون الناس ضروب المحن، وألوان الفتن، حتى صار الرجاء الباسم العريض أن يقضي الرجل بغيته التي من أجلها قدم إلى هذه الدواوين في عدة أيام رغم أنها لا تتطلب سوى لحظات لإنجازها، ما تفسير هذه الظواهر التي تعجز عن فهمها العقول؟ ولماذا صار الناس لا يجدون حباً ولا هيامًا، ولا يحسون عشقاً ولا غرامًا تجاه الخدمة المدنية، التي كانت تصطنع الدقة، وتحرص على رضاء الناس؟ ما هي الأسباب التي جعلت السواد الأعظم من الموظفين، لا يظهرون المودة وحسن الاستعداد، لتوثيق الصلات بينهم وبين المواطن، الذي يعجز عن حصر الآثام التي تُقترف، والسيئات التي تُجترح في حقه، حينما يدلف لتلك المباني التي يرفرف فوق ساريتها علم الدولة؟ إن من العدل الذي لا حيف فيه، أن نلتفت إلى القول الذي لا يثير الريب، أو يدفع إلي الشك، ذلك القول الذي يذهب إلى أن الخدمة المدنية قبل بزوغ نجم الإنقاذ كانت واضحة مستقيمة لا عوج فيها ولا التواء، نريد من سادتنا الآن بعد أن مضت الإنقاذ إلى غير رجعة في سفور وجلاء، أن يمحقوا هذا القول، ويبطلوا هذا الزعم، ويستأنفوا السعي للسيطرة على الخدمة المدنية، التي تسير بلا هدى ولا نظام، نريد منها أن تستأصل شأفة هذه الأصنام التي تخال أنها أقوى من أن تغالب، وأصلب عوداً من أن تحطم، نريدها أن تشاهد خيبة الأمل، ومرارة الخذلان، التي يكابدها هذا الشعب حينما يهدر وقته في تلك المرافق، ليعود وقد انحدرت الشمس إلى الغروب شاحباً كاسفًا، نريد من حكومتنا المشبل-إن صح أن لنا حكومة في ظل هذه الحرب، فنحن لا نرى منها غير أطياف- نريد من أرباب الحكم والتشريع أن يقفوا عند الخدمة المدنية ويطيلوا الوقوف، وينظروا لها بعين فاحصة وينعموا النظر، حتى يزيلوا عنها كل ما يحزن، ويدرؤ عنها كل ما يسوء، فهم إن فعلوا ذلك صانوا مصالحها من العبث، وعصموا منافعها من الضياع، ورفعوا عن كاهل هذا الشعب الصابر على عرك الشدائد، معضلة يسعى إليه الضنى فيها من كل وجه، ويهجم عليه الكدر فيها من كل سبيل.
لعل الحقيقة التي لا يرقى إليها شك، والواقع الذي لا تسومه مبالغة، أن الأمر الذي يثير حفيظة السودانيون، ويتغلغل في حناياهم الطيبة المتسامحة، أن الإنقاذ والأنظمة التي تعاقبت على سدة الحكم من بعدها،والتي كان تريد الإصلاح فتسىء، وتقصد الهداية فتضل، لم تتهيأ كل تلك الأنظمة بعد بالقدر الكافي الذي يبث الطمأنينة في النفوس، لمحاربة سلطان الفوضى الذي يعم البلاد، فهي لم تخاصم كل موظف فاسد على ما أتى من مخازٍ، ولم تلجم كل مرتشٍ ضال فيما تورط من شرور، ينبغي -لحكومة الحرب وما بعد الحرب- أن تبلغ الكمال، وتحقق الآمال، في تقدير كرامة هذه الأمة، ومراعاة حرمتها، وأن تتمعن في فلسفة الامتعاض الذي أخذ بخناق هذا الشعب، على حكومة البرهان وما بعد البرهان أن تستمع بكلتا أذنيها لأصداء السخط والتبرم من صحة تعتل، وتعليم يختل، واقتصاد يفنى.
د. الطيب النقر
وللتذكير اقتباس من تعليق ممتاز علي مقال سابق للكوز الطيب عبدالرازق النقر :
من اسوء عادات الكيزان هي محاولات التذاكي والخبث والخساسة !!
والطيب عبد الرازق النقر من اسوء الحالات النموذجية …
هذا هو مقاله في منصة اخري ونشر في اوائل عام 2022 ، والعنوان العريض يا جماعة الخير هو:
الطيب النقر: لماذا يبهرنا فكر الدكتور الترابي …
https://sudaneseonline.com/board/505/msg/1644158044.html
والآن يحاول التسلل متخفياً الي الراكوبة !!
– انتهي الاقتباس
الليلة شكلك قايم علي البرهان رسلوا ليك قالوا ليك جاهد في الله حق جهاده ادي البرهان بالحتة الفيها الحديدة. اصلوا الكيزان قنعوا منه ظاهر باطن.
اذا اريد لهذا الشعب ان ينعم بخيرات بلده لابد من كنس الحركات الإسلامية البغيضة وانصار السنة والتكفيريين والدواعش وحزبي الامة ووحزب ال الميرغني
شكراً أخونا عمر ، فقد ابتدرت تعليقك بالقول للكوز “الليلة شكلك” وذكرتنا بالشكل واشكاليات وجماليات الاشكال …
يبدو من مقارنة الصور القديمة مع الصورة الحالية لشخص مدبج المقال إنه -والعياذ بالله- شيخٌ فاسخٌ جالخ ….
وفي اخذه بهذه البدعة يستهدي شيخ ماليزيا بافاعيل القونات … ويفعل فعل اهل المعازف والخشلعة ومن زمرتهم مغني خرج علي الناس من مستنقعات عصر التفاهة الكيزاني … مغني فيه حموضة بائنة بينونة كبري …
واسمه -قبح الله وسود وحهه- سجاد احمد ، ولا أظن انه يسجد السجود المعلوم …
انظر وتفكر وتعجب في رابط هذا الخبر عن الموضوع !!
https://www.alnilin.com/13129125.htm
😎 هذا الرجال يريد ان يختبر مقدرة تحمل قراء الراكوبة للزوجة الكيزان فارجو منكم الانتباه لذلك 😳🙃
😎 و لماذا لا تموت الخدمة المدنية اذا كان بمقدور دكتوركوز مثلك ان يصبح سفيرا او وزيرا حتى لو كان تخصصك هو فوائد بول البعير 😳😳