تشكيل الحكومه القادمه . . الورقه الاخيره للبشير

ما عودتنا عليه الانقاذ طوال سنوات حكمها . . كلما حاصرها الشعب وضيق عليها الخناق بوسائل النضال المتعدده سواء كانت تظاهرات ميدانيه او اعتصامات جماعيه . . او ضغوطات دوليه بسبب ما تقوم به قواتها من مجازر او حتي بسبب محاصرتها ميدانيا في جبهات القتال المتعدده . هو خروجها باعلانات براقه وقرارات جمهورية يروج لها إعلام الحكومة على انها الاهم علي الاطلاق في مسيرة الإنقاذ وتوجهها نحو المشاركة الوطنيه العريضه . . وما ان تتنزل هذه القرارات علي ارض الواقع ، وتعلن التشكيله السحريه التي صرخت بها ابواقهم ، فتكتشف ان العملية ما هي سوي محاوله للبس الثوب بالمقلوب ، او مجرد عملية اعادة تدوير لنفس المنتج الكاسد ونفس الأشخاص ، حتي وإن اشتمل في بعض الاحيان عن وجوه جديده لا يتعدى دورها لجوغه الكومبارس لنفس المسرحية التي مللنا تكرارها . . كمثل مخاض الجمل الذي أنتج فارا . .
هكذا ظلوا يعيدون انتاج عروضهم لكسب الوقت والتخدير الموضعي الذي يستخدمونه لامتصاص غضب الجماهير . .
هذه الأيام تنشط ابواقهم لترديد نفس اللحن الملول والبلاد توحد صفوفها وتنتظم وتلتحم في أروع كرنفال لغيير شامل قادم لن تكون بالطبع وسيلته الوحيدة هي هذا العصيان المدني الذي ارعبهم وزلزل عروشهم . . فما العصيان الا بداية لطوفان قادم ومد كاسح لن يتوقف إلا بتغيير شامل يعيد لهذه الأمة مجدها المفقود . . وبمثل ما ابتكر ثوار الكيبورد هذا العصيان . . فهنالك وسائل غير تقليديه قادمه ، وقادمه بشده هي بمثابة خلاصة التطور الطبيعي لثورات الشعوب وفقا لظروف الزمان والمكان . . وما العصيان الا قطره من فيض .
يجب علي البشير يراجع حساباته جيدا . . وان عرضة الصقرية التي لعله يتدرب عليها الآن أمام المرآه ، ليؤديها امام حكومته القادمة التي قد توهمه بطانته بانها الوصفه السحريه لتهدئة ثوره الشعب الكامنة للانطلاق الان . .
وما لم يتخذ البشير قرارا شجاعا يتخلص بموجبها عن كل ما له علاقة بالمؤتمر الوطني وأشباهه من نافخي الكير . . وينحاز للشعب والاغلبيه المسحوقة بقرار تاريخي حاسم ، وابتعاده عن اي إملاءات حزبية ، فهذه هي الورقة الوحيدة التي تبقت للبشير . . وهي الرهان الرابح الذي سيكتبه التاريخ بمداد من ذهب اذا انحاز البشير ومؤسسته العسكرية الي الشعب والاغلبيه الصامته لحين اجراء انتخابات مبكرة وبشفافية ونزاهه ، يشرف عليها البشير بنفسه لرد هذه الامانه التي اخذها يوما وهو ينقلب علي ديمقراطيه الشعب مهما كانت مبرراته في ذلك . .
فهل سيفعلها البشير . . إن فعلها . . فهي الحالة الوحيدة التي ربما يؤدي فيها البشير رقصته المفضلة التي يتدرب عليها الآن . .

[email][email protected][/email]