جذور قضية المرأة..!!

(1)
٭ الشرط النسوي في القرن الحادي والعشرين يستوجب وبصورة ملحة وضع الأمر برمته على مائدة البحث والدراسة حتى لا تختلط المفاهيم وتأتي الأحكام والمعالجات خارج اطارها السليم.
٭ في مجتمع الأم كانت المرأة تمارس سلطات وصلاحيات كثيرة ومطلقة في شكل بدائي وغير منظم ليس فيه دولة ولا رعي ولا ماشية ولا زراعة ولا نقود. ولما اكتشف الرجل الحديد والنحاس والبرونز وعرف صناعة الأسلحة والأواني شعر بالقوة. والشعور بالقوة أخذ يتمركز بين يديه ويزداد وضوحاً مع الزمن.. فهو الذي اكتشف الأشياء الجديدة في الحياة وبالتالي تغيرت أنماط الحياة والممارسات الواجبات وبدأت الحروب وصارت المختبر الأول للقوة والجبروت.
٭ ولما كان الرجل هو المالك للأسلحة والأواني وقطعان الماشية تضاءل دور المرأة واقتصر على الأعمال المنزلية وانجاب الأطفال ومن يومها ظل الرجل يجاهد لانزال المرأة من كرسي الزعامة فهو يريد أن يرثه أولاده عكس الحال في مجتمع الأم حيث يرثه أشقاؤه وشقيقاته فأولاده ينضمون إلى قبيلة أمهم وهذا أمر طبيعي فهو يريد أن يتناسب وضعه الاجتماعي مع وضعه الاقتصادي.
٭ وبدأت المرأة مقاومة هذه المستجدات.. وصلت حد حمل السلاح ولكنها منيت بفشل ذريع أمام تغيرات الحياة الاقتصادية ونشوء الاقطاع والرأسمالية التي قامت كلها على أساس هيمنة الرجل الاقتصادية على الأسرة وعلى المجتمع وعلى الدولة بمفاهيمه وسنت التشريعات مركزة على تبعية المرأة وحكمت عليها أن لا تكون لها مهمة غير الانجاب وإعداد الطعام.
٭ كتب الهند المقدسة لا تعطي المرأة حق امتلاك الثروة.. فلاسفة اليونان علي وفرة اهتمامهم بأمور الحياة والفن لم يرتفعوا بالمرأة إلى منزلة أعلي بل في كثير من الأحيان جهروا بأصواتهم العلانية.. فيثاغورس يقول مبدأ الخير خلق النظام والنور والرجل وحيداً الشر خلق الفوضى والظلمات والمرأة.. وابقراط يقول المرأة هي في خدمة البطن.. وارسطو يقول الأنثى نقص معين لديها في الصفات.. وافلاطون نادى بإشاعة النساء.. والحضارة الرومانية لم تعترف للمرأة بإرادة حرة ولا مستقلة وإنما نادت بتبعيتها المطلقة للرجل.
٭ ظلت المرأة تتطلع للشرائع الجديدة في كثير من الأمل ولكنها كثيراً ما تتعرض للشعور بالخيبة والخسران فالبرغم من ان المسيحية أتت دعوة محبة وخير وسلام منادية بالخلاص للمضطهدين والمغلوبين على أمرهم والرقيق إلا ان كثيرا من آباء الكنيسة وقساوستها اعتبروا ان المرأة عدوة وتجسيد للمفسدة ولهلاك الروح.
٭ وأتى الإسلام منارة مشعة للغلابة والمسحوقين الذين سحقت الجاهلية انسانيتهم وكرامتهم وجاء القرآن واضحاً في ضمان الحياة للمرأة التي كانت تدفن حية وإذا الموؤودة سئلت بأي ذنب قتلت.. وارتفع الإسلام بالزواج من عقد التجارة والملكية أو المتعة الجسدية إلى أواصر المودة والرحمة.
٭ هذه بصورة سريعة خلفية قضية المرأة عبر التاريخ وأنا لا اسمي هذا الاضطهاد الذي تعرضت له المرأة ومازالت تتعرض له في جميع بلدان العالم المتخلف والعالم الرأسمالي لا أستطيع أن أسميه اضطهاد الرجل للمرأة وان كانت جذوره ما قبل التاريخ تبدو هكذا ولكن إذا وقفنا على الأسباب وقفة متعمقة انها أكبر من الرجل والمرأة معاً وضدهما معاً.. إنها نظم الحياة ومتغيراتها الاقتصادية.
أواصل مع تحياتي وشكري