تجمع أسر شهداء رمضان يهاجم مشاركة عضو في الحكومة ويصفها بـ”السقطة”

الخرطوم – الراكوبة

تأسف تجمع أسر شهداء ضباط رمضان، على انضمام أحد أبناء الضباط وانضمامه إلى تشكيلة حكومة الوفاق الوطني.

وانتقد التجمع في بيان تلقت (الراكوبة) نسخة منه، “أداء عضو التجمع أحمد إبن الشهيد اللواء طيار محمد عثمان حامد كرار قسم الولاء والطاعة كوزير دولة أمام السفّاح عمر البشير والذي ظل يسوم أبناء شعبنا الكريم سوء العذاب والهوان والقتل والسحل في بيوت أشباحه المظلمة واقصاء وتشريد الشرفاء منذ الْيَوْمَ الأول لسلطته المشؤومة”.

وأضاف البيان: “أدى أحمد – للأسف – القسم أمام البشير المطلوب حاليا للمثول أمام المحكمة الجنائية الدولية عن جرائم الإبادة والتطهير العرقي والجرائم ضد الإنسانية التي إرتكبها نظامه المجرم في إقليم دارفور، والذي ظل أيضاً يقصف المدنيين العزل في جبال النوبة، والنيل الأزرق.

واستنكر تجمع أسر شهداء ضباط رمضان بشدة إقدام (أحمد) على أداء قسم الولاء والطاعة غير المشرف أمام غاصب السلطة وقاتل ابيه ومخرب الوطن وفي ظل حكومته الغارقة في الإجرام والفساد والتضليل.

وأعلن التجمع أن مشاركة أحمد في قيادة نظام عمر البشير وجبهة النفاق المتدثرة بإسم الدين،والدين منها براء، لا علاقة لها البتة بالتجمع الذي يتقدم الصفوف لإسقاط البشير ونظامه وأعوانه وإعادة سيادة حكم القانون والديمقراطية،وحقوق الانسان، والعدالة الاجتماعية للسودانيين كافة ومحاسبة المجرمين وقياداتهم في كل ربوع السودان، بل تمثل أحمد في شخصه فقط وحزبه الإتحادى الذى كلفه بالوزارة.
وأعرب تجمع أسر شهداء رمضان الصامد المصادم عن أسفه البالغ وإستغرابه الشديد لسقطة أحمد السياسية التي لا تغتفر مهما كانت أسبابها ومبرراتها. وقال إننا في التجمع ننعى تنكبه الطريق الصحيح وتخليه عن مُثل الوفاء وقيم النضال لتحقيق كل مطالب الشهداء ويتقدمهم والده الوطني الغيور والديمقراطي الصميم الاصيل الشهيد اللواء طيار /محمد عثمان حامد كرار أحد رموز المقاومة و الوفاء والدفاع الصلب عن حرية شعب السودان و وحدة وكرامة قواته المسلحة الباسلة التي بذل روحه الطاهرة فداء لها مع رفاقه الشهداء الميامين شهداء حركة الخلاص الوطنية التصحيحية..
‎وأكد تجمع أسر شهداء رمضان وقوفه الدائم الحازم مع الشعب العظيم ضد السفاح القاتل عمر البشير ونظامه المجرم وفساده وكل حكوماته وعناصرها الخائنة التي ظل شعبنا السوداني الباسل يناضل بشراسة للإطاحة بها ومحاسبتها علي كل جرائمها التي ارتكبتها في حقه وحق وطننا الحبيب.

‫7 تعليقات

  1. لو كان فعلا أنتم وأسر شهداء بورتسودان وسبتمبر ودارفور إتحدتم وتعاونتم وقاتلتم بشراسة لكان الكلب النجس الهارب بشة الآن في قفص سجون لاهاي.

  2. (( أبشــع جــريمة سياسيــة وقـعـت فـي كــل تاريـخ الســـودان السياسي طــوال القــرون والـحـقب ))
    (( فوجئ الـعـالـم بنبأ عـبر أجهزة الأعـلام خلص في .. جـملـة واحـدة .. أعـلـنت الـتهـم والـمحـاكمــة والأحــكــام وتأييــدها وتنفيــذها هـكـــذا .. فــي خــبر واحـــد .. !!؟؟ ))
    (( يروي شـهــود عـيان أحـياء ، أن المحاكمة التي ترأسهـا ضـابط يدعـى « الـخـنجـر » لـم تستمـر سـوى فـترة لـم تتجـاوز .. سـاعـة واحــدة .. !! بواقـع دقـيقـتان و15 ثانيه لـكـل ضحيه ؟؟!! ))
    (( مـن غـرائب وعجائب الأمور ، والـمـدعـاة للدهشة و الـذهــول !!؟؟ .
    أن القـائد الـعـام للقـوات المسلحة قـام بالـهـروب إلى الـعـيلـفـون ( أقـلـع عـمـودي ) عـند بدء التحـركات ليختبئ فـي منزل عـضـو الجبهـة الإسلامية « الطيب النص » !! .. ))
    (( أما الأنكي والأدهى والأمـر .. فهـو أن رئيس النظـام لـم يكـن يـعـلـم عـن تنفيـذ أحكـام الإعـدام حـتى صبـاح اليوم التالـي !!؟؟. ))
    (( الرائد ( الـمقبور ) إبراهيم شمس الدين قـال للـفريق عـمر الـبشير حينمـا تردد فـي الـتوقـيـع ، بالـحـرف الـواحــد : « يا سـيادتك وقِّـعْ .. الـناس ديـل نِحْـنا أعــدمـناهـم خـــلاص » !! . ))
    (( فوضـع الفريق ـ الذي يُحكَمُ ولا يَحكُم ـ يديه على رأسه للحظـات !! ، ثم تناول الـقـلم وهو مطأطئ الرأس ، وقام بمهــر قـرارات ( الإعــدام ) التي تـم تنفيـذها بالـفـعـل قـبل ســت ساعـات مـضــت عــلى أقــل تقـــدير !! . ))
    (( لأول مرة في تاريـخ الـقـوات المسلحة الـسـودانية ، يتم إجراء محاكمات قضائية بدون أي تدخـل مـن القيادة العامة ، وبدون أي إشـراف قانوني من فرع القضاء الـعـسكـري !! .. ))
    (( تحقيق ومحاكمات بـدون صـدور أمـر تشكيـل قانوني مـن أي نـوع ، وعـلى أي مـستوى .. قرارات قضائية بتنفيذ أحكـام إعـدام لـعـسكريين دون توقيـع تلك القرارات مـن فـرع شئـون الضبـاط ، أو مـن نائب هيئة الأركان للإدارة ورئيس هيئة الأركان .. وأخيراً حتى دون توقيـع تلك الـقرارات الـمصيرية مـن الـقائد الأعـلى للقوات المسلحة الـذي هـو رأس الـدولة فـي نفـس الـوقت !! .. ))

    (( والأدهى والأمر أن تتم كـل تلك الإجـراءات خارج نطـاق الـقوات الـمسـلحة ، ودون عـلمها !! ؟؟ .. وأن تقـوم عـلى تنفيـذها ( حـصـريا ) ميليشيات أمـن ( ما يسمي ) الجبهـة الإسلامية .. !!؟؟ . ))

    فـضـيحـة الـقـرن .. مـذبحـة الـقـوات الـمسـلـحـة الـسـودانية .. مـذبحـة رمـضـان 1990 .. الـمسئولـية الـجنائية ولائحــة الاتهــام .. مـن هــو الـمسئول ؟؟!!.

    جـمـيـعـنا يتذكـر الـجريمـة اللا إنســانيه الـبشـعـة الـنكـراء .. الـتي إبتـدر بهـا هـذا الـنظـام الـوحشـي الـدمـوي مسيرة حكمـة فـي الـسـودان .. بـعـد أن ادخـل عـلينا عرفا جديدا لـم يـعـهـده هـذا الـبلـد الـطـيب أهـلـه ، المتسامح !! .

    أعـدمـوا .. ذبحـوا وسـلـخـوا ، هـدمـوا وفـتتوا وسـرقـوا ومـزقـوا وأفســدوا وإستهـبلوا واستغفلوا وضـللـوا وشـعـوذوا ودجـلـوا وشاركـوا فـي مـحـاولات اغتيال .. دمــروا وخــربوا وفـكـكـوا الـبلاد ، أفـنوا وأبادوا وشــردوا وهـلـكـوا الـعـباد !! ..
    كـل ذلك كـان صـراعـا مـدمـرا مـن أجـل الـسـلـطـة ، وكـراسـي الـحـكـم ..
    تحـت كـذبة ، وفـرية تمكـين الـمشـروع الـحضاري الإسـلامي الـمزعـوم .. والإسـلام والله .. برئ مـن هـكـذا ممـارسـات !! .

    أنقـل إليكـم مقتطفـات مـن كـتـاب الـجيش الـسوداني والـسياسة

    الـعـميد عـصام الدين ميرغـني ( أبوغـسـان ) .. صحيفـة إتهـام مـا يســمـي زورا وبهـتان وكـفـر ، الجبهة الإسلامية .

    مـذبحـة أبريـل 1990
    الـمسئولـية الـجنائية ولائحــة الاتهــام
    مـن هــو الـمسئول ؟؟!!.

    إن « مـذبحـة أبريل 1990 » الـتي ذبـح فيهـا ثمـان وعـشـرون ضـابطـاً ، وضـابـط صـف بـدمٍ بارد ، وتـعـمـد مـع سـبق الإصـرار والـترصـــد ، ومـع سابق تصـور وتصميم ، هـي جـريمة بشـعـة ، نكــراء متكاملـة الأبـعــاد .
    وهـي أبشــع جــريمة سياسيــة وقـعـت فـي كــل تاريـخ الســـودان السياسي طــوال القــرون والـحـقب ، لا بد إذن مـن تقـصي الـمسئولية الـجنائية فـي هــذه الـمذبحــة .
    والـوصول إلى حقـائق دامـغـة عـبر تحقيق قضائي يستنـد إلـى كــل شهــــود الـعـيان ، والتحــري مــع كــل المشاركين وشهــــود الـعـيان الأحياء ، الذين حضــروا تلك الـمأســـاة الـدامــية أو عـاصـروا أحــداثهـا بصـــورة أو بأخـــرى .
    أورد د . أمـين مـكي مــدني تلك الـجريمـة البشـعــة ضمـن الـجرائم السودانية الـتي وقـعــت خـلال نكـبة ( مـا يسمـي ) الجبهة القومية الإسلامية ، وتقــع تحــت طائلة القانون الإنساني الدولي ، وبالتالي تستـوجب الـمسائلة الـقانونية ، ولــن تسقـط مـطـلـقـا بالتقــادم .

    << مـحاكمـة وإعــدام ثمـانية وعـشرين ضابطـا

    ً
    فـي إحـدى أمسيات شهـر أبريل 1990 وفـي عـشية عـيد الـفطر الـمبارك ، قـام النظام باعـتقال عــدد مـن الـضباط الـعـاملين وبـعـض المتقـاعـدين مـن القوات المسلحة .
    ووجهــت لـهـم تهمــة التآمر لـلقيام بانقــلاب عـسكري للإطاحة بالنظام ، اعـتقل بـعـضهم مـن منازلهم وبـعـضهم كـان رهــن الاعـتقال الـتحفظي ، وتم نقلهــم جميـعـا إلـى الـسجن الـعـسكري بمدينة أمـدرمان ، تكتـم النظـام عــلى المـعـتقلين ومكان احتجازهم وطبيـعـة التهـم الموجهة إليهـم ، واخضـعـوا لتحقيق ( وحشـي ) عـاجل قام به ، ضـباط فـي الـقـوات الـمسـلـحـه ، وقـدموا إلى محاكمة عـسكرية مـيدانية لم تتح لهم فيها فرصة الدفاع عن أنفسهم أو توكيل محامين للقيام بذلك ، وتسربت أنباء عن تعرضهم لأبشع أنواع التعذيب لانتزاع اعـترافاتهـم ، ويروى شـهــود عـيان أحـياء أن المحاكمة التي ترأسهـا ضـابط يدعـى « الخنجر » لـم تستمـر سـوى فـترة لـم تتجـاوز .. سـاعـة واحــدة .. !!.
    فوجئ الـعـالـم بنبأ عـبر أجهزة الأعـلام خلص في .. جـملـة واحـدة .. أن الضباط المـعـنيين قد اتهموا بتدبير محاولة لقلب نظام الحكم ، وقدموا لمحاكمة عـسكرية أدانتهم ، وحكمت عـلى ثمانية وعـشرين منهم بالإعـدام ، وأن السلطة المؤيدة ، رئيس مجلس قيادة الثورة ، قد صدق على الأحكام ، وأن الحكم قد نفذ بحقهم رميا بالرصاص ؟؟!!.

    وتـم دفـــن الجــــــثث
    أعـلـنت الـتهـم والـمحـاكمــة والأحــكــام وتأييــدها وتنفيــذها هـكـــذا .. فــي خــبر واحـــد .. !!؟؟
    وقـع الخبر كالـصاعـقـة عـلى جميع أبناء الشـعـب السوداني ، ناهيــك عـن أسر وزوجات وأبناء أولئك الضباط ، وظـل النظام حتى اليوم يرفض أن يوضـح لذوي الضـحايا أماكـن دفـن جـثثهـم !!؟؟ .
    ويستمر في قمـع مواكب أسـر الشهــداء حين خروجهـم فـي كـل ذكـرى سنوية فـي مـواكـب تطالـب بمـعـرفة أمـاكن قـبور أبناءهم وذويهـم ، ويستمـر الـنظـام في تـعـريض تلك الأسـر لـبطش قـوات الأمـن كـل عـام ، وتفريقهـم بالقـوة وتقديمهـم للـمحاكمـة أمـام محـاكم الـنظـام الـعـام وتـعـريضهم لـعـقوبات الجلـد والـغـرامـة !!؟؟ .

    مـن الـثابت أن الـمسئولية كـاملـة تقـع عـلى عـاتق ..
    مـا يســمـي الجبهة الإسلامية القومية الحاكمة في السـودان .. تقـع عـلى قياداتها الـعـليا فـي الـمكتب التنفيـذي ومـجلـس الـشورى والـمجـلـس الأربـعـيني .. وعـلى أجهــزة أمـنها الـتي نفـذت تلك الـجريمـة الشنـعـاء بـدم بارد .

    نحـن هـنا بصــدد وضـع لائحـة اتهـام ابتدائية سـنورد فيهـا الأسماء والوقائـع ، سـنتـدرج حسـب تسـلسـل الأحـداث ، وما وضـح مـن مسئوليات مـباشرة وغـير مباشـرة فـي أحـداث « مذبحـة أبريل » ..
    هـذه اللائحة الابتدائية قـد تكـون أقـل دقـة مما سيصل لـه أي تحـقيق قـضائي مستقبلاً ..
    قطـعا – إن المسئولية المباشـرة فـي كـل ما جـرى تقـع عـلى عـاتق قـيادة الجبهة الإسلامية التي أصـدرت الأمـر بتصـفية المتهمين مـنذ بداية فشـل عـملية أبريل .. اتخذت ذلك القـرار الـدمـوي بمفهـوم تحقيق عـنصر الـردع الـعـنيف والصـدمة القصـوى لـوقـف أي محـاولات مستقبلية تستهـدف استقـرار واستمـرار النظـام .

    لائـحــة الاتـهــام الابتـدائيـة

    يقـف الـدكتور حسـن عـبدالله الترابي .. عـلى رأس قائمـة الاتهـام ، فـي الـعـام 1990 كـان هـو الـسيد ، و ( الشيـخ ) الآمـر والـناهـي والمسيطـر تماما عـلى كـل شـاردة وواردة في قرارات النظام الحاكـم ، وقطـعـاً قـد أصـدر الأمـر السيادي بتنفيـذ تلك المذبحـة النكـراء .. وإن لـم يفـعـل ، فـقـد سكـت بـعـد حـدوثهـا !! .

    يأتي فـي تسلسـل قائمـة الادعـاء .. عـلي عـثمان محمد طـه .. نائب رئيس ( مـا يسـمـي ) الجبهة الإسلامية القومية ، والمسئول عـن القوات المسلحة منذ مـا قبل انقلاب 30 يونيو الـمشـئوم 1989 ، وكان هو المسئول التنفيذي عـن كـل خطط النظام ، وتطهير القوات المسلحة مـن كـل الـعـناصر المناوئة ، وتطـعـيمها بكوادر التنظيم المتيسـرة « تأميناً للثورة » والمشروع الحضاري المزعـوم !! .

    أما رئيس النظام ، الفريق عـمر حسـن أحمـد الـبشير ، فـهـو كـقـائد عـام وقـائد أعـلى للـقوات المسلحة تقـع عـليه مسئولية تحقيق الـعــدالة والالتزام بالـقانون الـعـسكري واللوائـح فـي كـل قضايا القوات المسلحـة .
    وهــذا مـا لـم يحدث طـوال مراحـل إجـراءات التحقيق مـع ضباط « حـركة أبريل » وحـتى تنفيـذ أحـكـام الإعـدام ..
    ومـن غـرائب وعجائب الأمور ، والـمـدعـاة للدهشة والإسـتـغـراب حــد الـذهــول !!؟؟.
    أن القـائد الـعـام للقـوات المسلحة قـام بالـهـروب إلى الـعـيلـفـون ( أقـلـع عـمـودي ) عـند بدء التحـركات ليختبئ فـي منزل عـضـو الجبهـة الإسلامية « الطيب النص » !! ..
    ترك كل مسئولياته القيادية ليديرها ضباط أصـاغـر ، ولم يـعـد إلا في اليوم التالي !! .. بـعـد فشل المحاولة !!. كـما أنه لـم يتدخـل بأي شكـل كـقـائد عـام وقـائد أعـلى للقـوات المسلحة .. لم تتدخـل قيادة القوات المسلحة بدءًا برئيس هيئة الأركان ونوابه .. لم يكن هنالك أي دور لفرع القضاء العسكري المناط به التحقيق القضائي وصياغـة لوائـح الاتهام في أي جريمة تقـع داخـل الـقوات المسلحـة !! ..
    أما الأنكي والأدهى والأمـر .. فهـو أن رئيس النظـام لـم يكـن يـعـلـم عـن تنفيـذ أحكـام الإعـدام حـتى صبـاح اليوم التالـي .. حين دلـف إلـيه حـوالـي الـساعـة التاسـعـة صباحـاً مـن يوم الثلاثاء 24 أبريل 1990 الـعـقيـد عـبد الرحيم محمـد حسـين ، والرائد إبراهـيم شمس الـدين فـي مكـتبه بالـقيادة الـعـامـة !! ..
    وهـما يحمـلان نسخـة مـن قرارات ( الإعـدام ) لـيوقـع عـليهـا بصفته رأسـاً للـدولـة ( كـما ينص القانون الـعـسكـري ) ، ويقـول أحـد شهــود الـعـيان الأحـياء ، أن الرائد إبراهيم شمس الدين قـال للـفريق عـمر الـبشير حينمـا تردد فـي الـتوقـيـع ، بالـحـرف الـواحــد : « يا سـيادتك وقِّـعْ .. الـناس ديـل نِحْـنا أعــدمـناهـم خـــلاص » !! .
    فوضـع الفريق ـ الذي يُحكَمُ ولا يَحكُم ـ يديه على رأسه للحظـات !! ، ثم تناول الـقـلم وهو مطأطئ الرأس ، وقام بمهــر قـرارات ( الإعــدام ) التي تـم تنفيـذها بالـفـعـل قـبل ســت ساعـات مـضــت عــلى أقــل تقـــدير !! .
    هنالك مسئوليات مباشرة تقـع عـلى عـاتق كـل قيادات الجبهة الإسلامية في اتخاذ القرار وتنفيذ « مذبحة أبريل » .. يقف في قائمة الاتهام العديد منهم .. لكن على رأسهم ولا شك، يأتي .. الدكتور نافع على نافع .. رئيس أجهزة الأمن ألـتي باشـرت وحــداته التنفيذية الاعــتقالات الابتدائية ، والتحقيق مـع المـعـتقلين وتـعـذيبهم .. وكانت كل الكوادر التي قامت بفرض الحراسات ، وتجهيز ساحة الإعـدام ، بما في ذلك الـوحدة . التي يقودها الرائد محمد الحاج ، فـرقـة إطلاق النار – تتبـع لأمرته مباشرة

    للدلالة على تورط كل قيادات الجبهة الإسلامية في جريمة ومذبحة « أبريل / رمضان » ، نورد حادثة مـوثقة ، لـهـا شهـود عـيان أحـياء .. فقد اتصل مساء ذلك اليوم أحد قيادات جهاز الأمن هاتفياً بالسيد أحمد سليمان المحامي !! ، في منزلـه بحضـور شاهـد عـيان تلك الواقـعـة .. لم يدرِ الشاهـد هـوية المتحـدث عـلى الطـرف الآخـر مـن الخـط لكـنه عـرف وأدرك أن الحديث يدور عـن محـاولة الانقـلاب الـعـسكري التي جـرت صبـاح ذلك الـيوم ( الاثنين 23 أبريل ) .. سمـع الشاهـد أحمـد سليمان وهـو يقـول بوضـوح تام لمحـدثه قـبل أن ينهـي المكالمـة : « أحسَـنْ ليكُـم تَنْتَهُـوا مِنَّهُـمْ كـُلَّهُـم الليلـة دِي .. لـو إنتَظَرْتُوا بِيهُـم الصباح ، تجيئكم الأجـاويد والوساطات مـن جـُوه وبَـرَّه !! .

    تأتي في تسلسل الاتهام « المجموعة المتنفذة » ، أو القابضة على كل الأمور في ذلك اليوم البهـيم ، وهم:

    العقيد عبدالرحيم محمد حسين ، رئيس المجلس الأربعيني لضباط وكوادر الجبهة الإسلامية ، وعضو مجلس قيادة ثورة « الإنقاذ » الوطني !!..
    العقيد بكري حسن صالح ، عضو مجلس قيادة ثورة « الإنقاذ » الوطني !!..
    الرائد إبراهيم شمس الدين ، عضو المجلس الأربعيني ، وعضو مجلس قيادة ثورة « الإنقاذ » الوطني.
    العقيد الهادي عبدالله ، عضو المجلس الأربعيني والمسئول الأول عن أمن القوات المسلحة .. وكان يلقـب آنذاك بـ « القائد الـعـام الـحقيقـي » للـقـوات المسلحة !! ..

    هنالك أيضاً كادر المحكمتين الصوريتين اللتان انعقدتا في السجن الحربي في كرري وهـم:
    العقيد محمد الخـنجــر ، عضو المجلس الأربعيني ورئيس المحكمة الصورية الأولى.
    العقيد سيد فضل كنّه ، عضو المجلس الأربعيني ورئيس المحكمة الصورية الثانية .
    الرائد صديق الفضل ، عضو المجلس الأربعيني ، وعضو المحكمة الصورية الأولى.
    المقدم سيف الدين الباقر ، عضو المجلس الأربعيني وعضو المحكمة الصورية الثانية.
    الرائد الجنيد حسن الأحمر ، عضو المجلس الأربعيني وعضو المحكمة الصورية الثانية.
    العقيد محمد علي عبدالرحمن ، ضابط الاستخبارات العسكرية ممثل الاتهام في الصورية الثانية.

    أما مجموعة التنفيذ التي قامت بإطلاق النا ر ، فقد كانت تحت قيادة الرائد محمد الحاج من أمن النظام ، ومعه مجموعة مكونة من عشر كوادر ، تم اختيارهم بعناية ، ويتبعون جميعاً لأمن الجبهة الإسلامية ، وكانوا يعملون في ذلك الوقت في جهاز أمن الدولة تحت القيادة المباشرة للدكتور نافع على نافع !!.

    تضم قائمة الاتهام أيضاً أولئك الضباط التابعين لإدارة الاستخبارات العسكرية الذين قاموا بالتحقيق الأولي مع المـعـتقلين ، وتباروا في التجريم وخرق كل الأعـراف والأخـلاق الـعـسكرية تأكيداً لولائهم المطلـق لثورة الإنقـاذ ، وهـم:
    اللواء محمد مصطفى الدابي ، مدير إدارة الاستخبارات العسكرية.
    العميد كمال علي مختار ، نائب مدير إدارة الاستخبارات العسكرية.
    العميد حسن أحمد ضحـوي ، جهاز الأمن العام.
    العميد عبد الرزاق الفضل ، إدارة الاستخبارات العسكرية.
    العميد محمد عبده إلياس ، إدارة الاستخبارات العسكرية
    وقبل أن نأتي إلى ذيل قائمة الاتهام ، هنالك مسئولية جنائية كاملة توجه إلى العقيد محمد الأمين خليفة ، وهـو ذلك الجـرم الشنيـع الـذي ارتكبه ضـد مـعـتقـل أعـزل هـو اللـواء طيار محمد عـثمان حـامد كرار وذلك حينما طـعـنه بالسونكي في جانبه الأيمن فـي التاسـعـة مـن صباح يوم الاثنين 23 أبريل ، عـندما رفـض اللواء كـرار إستسـلام الـمدرعـات وطـالب اللـواء الكـدرو بالاستمرار فـي الـمقاومـة .

    وتندرج أيضاً في قائمة الاتهام قيادة القوات المسلحة في العام 1990 ، وخلال فترة « مذبحة أبريل » ، أولئك القادة الصوريين الذين سمحوا بذبح القوات المسلحة قبل ذبح ضباط وضباط صف « حركة أبريل » البواسل ، ونذكر منهم على سبيل المثال وليس الحصر
    الفريق إسحاق إبراهيم عمر ، رئيس هيئة الأركان.
    الفريق حسان عبدالرحمن ، نائب رئيس هيئة الأركان للعمليات.
    الفريق إبراهيم سليمان ، نائب رئيس هيئة الأركان للإمداد.
    الفريق حسن محمد حسن علام ، نائب رئيس هيئة الأركان للإدارة.
    اللواء سيد أحمد حمد سراج ، رئيس فرع العمليات الحربية.
    اللواء محمد عبدالله عويضه ، الناطق الرسمي للقوات المسلحة.
    اللواء عبدالمنعم حسين ، مدير فرع القضاء العسكري.

    لم يباشر هؤلاء القادة ـ رفيعي المستوي !! ـ مسئولياتهم القيادية في حفظ حقوق ضباطهم وجنودهم وفق اللوائح والقوانين العسكرية ، والذين هم بحكم مناصبهم مسئولين عن تنفيذها .. تركوا كل الأمر ليدار خارج نطاق القوات المسلحة ..
    ولأول مرة في تاريـخ الـقـوات الـمسـلـحـه الـسـودانية ، يتم إجراء محاكمات قضائية بدون أي تدخـل مـن القيادة العامة ، وبدون أي إشـراف قانوني من فرع القضاء الـعـسكـري !! ..
    تحقيق ومحاكمات بـدون صـدور أمـر تشكيـل قانوني مـن أي نـوع ، وعـلى أي مـستوى .. قرارات قضائية بتنفيذ أحكـام إعـدام لـعـسكريين دون توقيـع تلك القرارات مـن فـرع شئـون الضبـاط ، أو مـن نائب هيئة الأركان للإدارة ورئيس هيئة الأركان ، وأخيراً حتى دون توقيـع تلك الـقرارات الـمصيرية مـن الـقائد الأعـلى للقوات المسلحة الـذي هـو رأس الـدولة فـي نفـس الـوقت !! ..
    والأدهى والأمر أن تتم كـل تلك الإجـراءات خارج نطـاق الـقوات الـمسـلحة ، ودون عـلمها !! ؟؟ .. وأن تقوم عـلى تنفيذها ميليشيات أمـن الجبهة الإسلامية .. !!؟؟ .

    ذكـر لي الـعـقيد المتقاعـد عـبد المنعـم سليمان ، المقيم حالياً في دولة الإمارات العربية المتحدة ، وهـو حـي يرزق أطال الله فـي عـمـره ، أنه في مساء يوم الثلاثاء 24 أبريل 1990 ، وبـعـد أن أذاعـت هيئة الإذاعـة البريطانية خـبر الإعـدامات ، ذكـر أنه اتصـل بالـفريق حسـان ـ وهـو عـلى صلة قـرابة عـائلية به ـ ليـعـرف مـنه مـا حـدث .. فقـال لـه الـفريق حسـان بالـحـرف الـواحـد : « والله ما كان في أي طـريقة لـوقـف مـا حـدث !!؟؟ .
    لن ينسى تاريخ القوات المسلحة السودانية ما كان يقوله الفريق سيد أحمد حمد سراج صبيحة يوم الثلاثاء 24 أبريل في مكتبه وقد تجمـع حـوله الضباط بالقيادة الـعـامة بـعـد تسـرب خـبر الإعـدامات التي تمت في الـفجـر ، والتي سمـعـها هـو ـ رئيس هيئة الـعـمليات بالقوات المسلحة ـ كما سمـع بهـا الآخرون ، قال : « أَيوه أعـدمناهُـم .. وحَنَـعـدِمْ أيِ واحـد يفـكر في الـتحرك ضـد الـثورة ! » .. ونجـزم بأن الفريق الهُمام لم يكن يـعـلم شيئاً .. كـل صلاحياته هـو والآخرين كقيادة عـامة للـقوات الـمسلحة كانت قـد سُـلِبَت منهـم .. لكنه كان يركب مـوجة التباري في إظهار الولاء للـنظام « تأميناً للـمواقـع الـوظيفية » .
    ولم يكن المسكين يدري أنه سيذهب إلى الشارع ـ أسـوة برفاقه المداهنين ـ بـعـد أشهـر قـليلة ، لانتهاء « عـمره الافتراضي » فـي خـدمة النظـام !!.

    في آخر تلك القائمة يأتي الادعاء الأخلاقي ضد الذين تفاوضوا مع اللواء حسين عبد القادر الكدرو ، الذي كان ممسكاً بكل الأمور في قيادة المدرعات لدفعه إلى الاستسلام .. هنالك الفريق عثمان بليه ـ ابن عم اللواء الكدرو ـ الذي طلب منه حقن الدماء ، وقدّم له الالتزام تلو الآخر بإجراء تحقيق عادل ورفع المظالم .. وهناك الفريق عبدالرحمن محمد حسن سوار الذهب ، رئيس الدولة خلال الفترة الانتقالية 1985/ 86 ، وأمين أمناء منظمة الدعوة الإسلامية ؟؟ !! .
    الذي شارك في مفاوضة اللواء الكدرو بالاستسلام .. قدّم له كل ما يمكن تقديمه من وعود ، ولم يكن يملك ضمان تنفيذ أي منها .. فعلوا ذلك ونجحوا فيه بالـغــدر والـخـداع والـخـســــه والـنذالة والـمراوغـة .. واستسلمت المدرعات .. ليذبـح اللواء الكـدرو وكـل ضباطه المتهمين بالمشاركة في المحاولة الانقلابية بعد ساعـات قلائل عـلى سفـح « جبل سركاب » غـرب مـدينة أمـدرمان !! .

    وأخيراً ، هنالك حدث جدير بالتسجيل والتوثيق ، وهو الحالة التي كان عليها المقدم بشير الطيب حينما أُعدم ، فكل القوانين العسكرية على نطاق العالم لا تجيز تنفيذ حكم الإعدام في أي مصاب يحتاج إلى علاج ، خاصة إذا كانت الإصابة من جرح ناتج عن معركة أو اشتباك مسلح .. برغم ذلك أُعدِمَ المقدم بشير وهو مصاب بطلق ناري إصابة بالغة ، ونورد أدناه ما كُتب في إحدى المجلات العربية : « أصيب المقدم بشير الطيب بجراح بالغة بعد أن أطلق عليه النار سائق الرائد إبراهيم شمس الدين أمام بوابة القيادة العامة .
    رغم ذلك، فقد تُرِكَ ينزف ولم يرسل إلى المستشفى العسكري لعلاجه. وقد اقتيد إلى ساحة الإعدام وهو شبه ميت من النزيف الحاد . » !!؟؟ .

    أكد هذه الحادثة المأساوية والبعيدة كل البعد عن الأخلاق العسكرية ـ ناهيك عن العرف الإنساني ـ رئيس النظام الفريق عمر البشير حينما أجاب على سؤال في الحوار المشار إليه سابقاً، قال : « الانقلابيون استعملوا أسلوب الخداع ، والمشاركون من سلاح المدرعات خمس ضباط فقط، ولم يستطيعوا مسك كل المدرعات . الانقلابيون لم يُنَوِّروا الجنود بصورة واضحة ، وحتى المدرعة التي استخدمها المقدم بشير الطيب ووصل بها إلى القيادة العامة ، قال الانقلابيون للجنود الذين قادوها أن لديهم أوامر من القيادة لاستعمالها في الخدمات ، والدخول بها إلى القيادة العامة .. وهنالك التقوا بالرائد إبراهيم شمس الدين عضو مجلس قيادة الثورة ، وفي هذه اللحظة نزل المقدم بشير الطيب من المدرعة واشتبك بالأيدي مع الرائد إبراهيم شمس الدين ، إلى أن أطلق الجنود الذين جاءوا مع الرائد شمس الدين النار على المقدم بشير الطيب ، هنا علم الضباط أنها حركة ضد ثورة الإنقاذ ، واقتحم الجنود والضباط مواقع الانقلابيين واعتقلوهم

    حـــادثة بـــلا نهايــــــــة
    أخيراً .. وليس آخر : ما حدث في فجر 24 أبريل 1990 ممـا يسـمي الجبهة الإسلامية الحاكمة في السودان جريمة بكل المقاييس الجنائية والسياسية والأخلاقية والـدولية ..
    وهى تقع ضـمـن الجرائم المنصوص عـنها في قـائمة الـجرائم ضـد الإنسانية .. جريمة ستبقى في ذاكرة التاريخ السياسي الافـريقي ، الـعـربي ، الإسلامي والعالمي .. وبداهـة فـقـد حـفـرت جـذورها وأفـرعـها عـميقـاً ، بمـيسـم مـن نار وحـقـد فـي الـتاريـخ السياسي السـوداني !! .

    جاءت الإدانة « لمـجـزرة أبريل 90 » مـن كـل منحـى ، وفـرِضَت الـعـزلة والنبـذ والـتقـزز والإشـمئزاز والاحتقار لمشروع الدكتاتورية فـي الســودان مــنذ بدايته .. وكانت هي الـضربة الأولى في هزيمة المشروع الحضاري المزعوم !! ..
    مــن الـمؤكــد ..
    الـجـزم أن دمــاء أولـئك الـشهــداء لـن تذهــب هــدراً ، ولـن تضـيـع هـباء .. طـالـمـا أن المــذبحة الـتي حــدثت هـي جريمــة بشــعـة نكــراء وبـكـل ألـمقاييس .. أجمـعـت عـليها الأديان والأحـكـام الـسمـاوية ، وأكـدتهـا القوانين الوضـعـية ..
    لـذا فـلا مـناص مـن الـقـصـاص ( وإن طـال الـسـفــر ) فـي جــريمة لا تسقـط أبـــدا بالـتقـادم .. وسـتظـل حـية أبـد الـدهــر ، ووصـمـة خـزي وعــار فـي جـبين تاريـخ الـســودان .

  3. لا انسى ابدا صلاة العيد الحزين فى ذلك العام، وكانت قلوب الناس جميعا يملأها الغضب والصدمة جراء ما حدث.
    كان امام الصلاة معروف بإنتمائه لجماعة الكيزان، وبعد الصلاة مباشرة بدأ الناس تفرقا غير مألوف رافضين ان يستمعوا له، فأخذ يصيح كالمجنون فى كل من قام راحلا عنه، ومن خلال صوت المكبر ” ان من قام لابد انه يرفض حكم الإسلام والشرع
    ويصيبنى الطمام كل ما اتذكر هذه الواقعة

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..