كردفان جرح آخر في جسد السودان المنهك

كل المصائب تبدأ كبارا وتضمحل إلا مصيبة السودان فإنها بدأت كبيرة و ما زالت تتضخم . الحرب في الجنوب ثم بتره , جرح دارفور المفتوح الملتهب ثم جرح كردفان الفائر .
إقليم كردفان يقع الوسط الغربي للسودان .. وهو من أكثر الأقاليم ثراءاً .. يملك موارداً طبيعية مثل النفط والزراعة والثروة الحيوانية . و يمتاز بطبيعة ساحرة تعد عامل جذب سياحي مهم , ويمتاز بتنوع ثقافي وعرقي وديني .
ولكن رغم ذلك فقد عجزت كل الحكومات المتعاقبة في استغلال هذه الموارد الضخمة , فإنسانها يعاني التهميش والإهمال , وانعدام الخدمات وتردي الأوضاع المعيشية .
كردفان بها أكبر سوق للصمغ العربي في العالم , و تزايد اهتمام العالم بالصمغ العربي لاكتشاف كثير من الفوائد العلاجية والغذائية ,وأيضاً يدخل في صناعة مستحضرات التجميل .ولكن الحكومة لا تعمل على تطوير الإنتاج والصناعات المعتمدة عليه .
وهو يساهم بنسبة كبيرة في صادرات البلاد من السمسم والفول السوداني ” الحبوب الزيتية ” وبالمقابل نجد تدهور مصانع الزيوت بالأقليم مع توقف معظمها لعدم توفر الصيانة و قطع الغيار .
وينتج الأقليم الكركديه , وهو معروف بأهميته في مجال المستحضرات الطبية .
وأهم هذه المنتجات هو إنتاج الفواكه من جوافة ومانجو وبطيخ , واذا توفرت الإدراة الصادقة والعزيمة القوية لكانت أساس لمصانع عصائر طازجة و مربى الفواكه تصدر لجميع أنحاء العالم . ومن الغريب أن نجد في أسواق الخرطوم خضر و فواكه مستوردة من إستراليا أو من غور الأردن أكثر مناطق العالم شحاً في المياه .
وكأنما أراد السياسيون لهذا الأقليم أن يتقدم للوراء فدلاً عن قيام مصانع جديدة توقفت المصانع الموجودة أصلاً كمحالج القطن في منطقة خور أبو حبل وتعطل معظم مصانع الزيوت و توقف إنتاج الحليب في مصنع البان بابانوسة .
وأيضاً عانى الإقليم من التهميش السياسي فعاش في عزلة , تعمقت هوته بسياسات المؤتمر الوطني فإعلان الحرب الدينية والجهاد أدى لإنفصال الجنوب والأن تدور عليه الدوائر . فالغبن الذي تسببت به هذه السياسات الرعناء جعل بعض أبنائه يحملون السلاح ضد الحكومة . وللاسف ضحية الحرب هم المواطنون العزل , فمن لم يمت بالإهمال وعدم توفر العلاج والغذاء مات بالحرب . الحكومة تصب حممها على المدن والقرى لا تفرق بين من رفع السلاح أو من كان أعزل . ضنك العيش الذي يقاسونه تحول إلى مواجهة يومية مع الموت فلجأ السكان إلى الكهوف في الجبال وأكلوا أوراق الأشجار . اباطرة الحرب من الطرفين يتجاهلون معاناتهم فكلٌ يريد كلمته أن تكون هي العليا , مع تجاهل تام من وسائل الإعلام العالمية والعربية ومنظمات حقوق الإنسان . العالم مغيب تماماً والكثيرون لا يعرفون حجم وحقيقة ما يحدث ,لا سبيل لأن ينهض المجتمع الدولي ويستشعر المسؤولية لوقف جحيم الحرب ونزيف الأرواح اليومي إلا بالدور الإعلامي الفاعل .
كنا نتوقع أن تترجم (مفاجأة) الرئيس الأخيرة بمشهد عملي يبدأ بكردفان وإيقاف القتل بها لا أن نسمع ما يسمى بالصيف الحاسم كما سميت معارك فصل الجنوب بصيف العبور من قبل . إن سياسة إخلق عدواً و اصنع حرباً ثم شغل ماكينة إعلام تصب علينا خليطاً من الأقوال هو شيئاً لا يجدي نفعاً وان كان ينفع لنفع هتلر وزمرته من قبل ولنفع صدام في معاركه .
إن رجال المؤتمر يحلمون ويرفعون شعارات سنعيدها سيرتها الأولى ولكن على أرض الواقع نرى غير ذلك .
إن المعركة الأولى والأهم في السودان هي مد اليد بصدق وليس مد الكلاشنكوف ورفع الصوت بأننا سنضرب بيد من حديد كل من يعارض الحكومة . أعيدوا دارفور سيرتها الأولى واعيدوا كردفان سيرتها الأولى وإلا فأعلنوا وقولوا أننا فشلنا وهلمي يا فرنسا واستأجري منا هذا الجزء الغالي من الوطن الذي تعدل مساحته مساحتك . ولا أقول ذلك تقليلاً من شأن أهل كردفان ودارفور فإنها غنية بالمفكرين والقادة الذين أثروا النظام في السودان رجلاً ونساء .
الكافر الذين يتبرأون منه في العلن ويقبلون حذائه في السر, مد خطوط سكة حديد لكردفان قبل مئة عام وأنشأ المدارس والمستشفيات . والأن حكومتنا الرشيدة تمنع حتى المساعدات وتدعي أن المنظمات الدولية هدامة .

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. هؤلاء يا اخي جنود ابليس من الانس — الم يقل ابليس لرب العزة ( أنا خير منه) فطرد من رحمة الله — وهم يقولون او يعتقدون انهم خير من عباد الله الاخرين ووحدهم الجديرون بالقيادة تماما كما قال فرعون انا ربكم الاعلى لذلك لعنوا كما لعن ابليس من قبل ولم ولن ياتوا للسودان بما يفيد — لان من يفيد الناس هو الذي يحب الناس ويتقبلهم لانهم ناس ويعمل من اجلهم لانه يعلم ويعرف معني الامانة ومعني ان تكون قائدا او رئيسا— لكن هؤلاء لا يرون الا انفسهم — الا تراهم كيف يجرون وراء ملذات الدنيا من سكن ووسائل رفاهية وشعبهم مشتت جائع خائف على مصيره وهم في غيهم يسدرون حتى قنواتهم لا تعرف الا التطبيل والاغاني والطرب — يا اخي هؤلاء قوم موهومون — انظر الى نتائج مشروعهم الحضاري الاسلامي — واحكم — تجد كل نتائجة عكس ما يدعو له الاسلام والوطن— الاسلام يدعو للوحدة هم يفرقون بين الناس — الاسلام يحافظ على وحدة الارض هم يفصلونها بل مستعدون للمزيد من الانفاصالات حتى مثلث حمدي لوبقي لن يستقر تحت قيادة جنود ابليس هؤلاء — انظر مؤسسات الدولة هل بقي منها شئ على قيد الحياة من السكة حديد حتى مشروع الجزيرة — هل اتي سد مروى بما كانوا يتوقعون — قلت لن ياتي على ايدي هؤلاء الا الدمار — حسبنا الله ونعم الوكيل

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..