في سيرة ومسيرة ليلى وسهام وهيام المغربي..الدكتورة منى ابراهيم: أبكي شوقاً لنفحات الصباح

زار وفد من دولة النرويج حوش الاذاعة والتلفزيون للوقوف علي تجربتهما في الارشفة الالكترونية وكان في قيادته شابة سودانية تتحدث شعرا ونثرا وفصيح كلام وتشبه في ملامحها بنات المغربي فالصوت قوي وجميل كصوت «ليلى» ونظرات العيون فيها قليل من «هيام» وكثير من «سهام» ، سريعا قطعت دهشة الجميع وقالت انا منى جعفر محمد ابراهيم ابنة هذه الأرض الطيبة، مولودة من شمس جبارة، أعطتني حرارتها وسطوعها، أرضعتني من ثدي الابداع، أنا ابنة الخالدة سهام محمود المغربي عندها بكي الحضور وهيجتهم الذكري وأعادوا عليها التحية ببشاشة ودفء وذهبنا نحن معها في مشاوير بين ام درمان والنرويج .
= بداية الطريق ؟
مشوار النجاح بدأ بالمدرسة بكلية المعلمات أم درمان ومدرسة حي الشاطئ، ونما بصديقات الطفولة وعلاقة الحنين بالحنين والنبض بالأنين والروعة من رأسها حتي اخمص قدميها، الحميمة منى السيد علي عبد الرحيم، عندما كانت صغيرة كانت نجمة «جنة الاطفال»..
= والنشاط الادبي ؟
كنت أنا وحميمتي منى السيد، كالتوأم، لنا نشاطات ثقافية القاء الشعر والنثر في الدورة المدرسية، وكان ايضا لنا نشاط غنائي معا وأذكر في أحد احتفالات كلية المعلمات أم درمان تلقينا تدريبا من الأستاذ الفنان محمد ميرغني، كانت منى السيد تعزف الأوكرديون وأنا أغني، ونلنا الجائزة الاولي .
= كيف كانت والدتك المذيعة الراحلة سهام المغربي توفق بين تربيتكم ومراجعة دروسك والعمل في التلفزيون ؟
بكت منى، ثم تمالكت احساسها وأجابت بصوت زاده الحزن جمالاً : امي كانت طوفاناً من تقاليد، وخلاصات زرع أراضينا، قدمت لنا والي هذه البلاد محبة، وان رحلت عنا فهي باقية خالدة لا ترحل أبدا عن شواطئ دم الوطن ولا تبرأ عن محبة أهله الطيبين، كانت تسهر مع قمر الليل وتصحو في حضرة نجوم الصباح.
= كيف كانت الهجرة الي بلاد الخواجات ؟
هاجرت الي مدينة «اوكسفورد» بانجلترا، وسافرت مستوية التجارب الانسانية ومتناولة المعروف الذي يقطن النفس حمدا وشكرا وعينا مليانة وأتيت من بيت سوداني، صاحب كرم و«نار مؤقدة» أتباها ما دمت قد أتيت من تلك الشمس الافريقية الوهاجة مستوعبة الوصية، بأننا البهاء والحسن والقناعة والأدب الجم المتدثر بالايمان والامل والعمل، ضيوف وسفراء، في بلد تستحق الاحترام من بلد له كل الاحترام.
= مالذي اخذتيه من خالتيك هيام وليلي ..؟
أخذت من كل الروعات عينه، ومن كل اللحظات فينه، ومن الحسن اصله ومن البهاء عمقه ومن الاخضرار نداوته ومن المخمل ليونته ومن الحرير نعومته كل يوم عندي له «نفحات الصباح» وكل «مشوار» له باب أمل أدخله دون ضجر وكل هواء اتنفسه يدخل رئتي نساما ربيعيا نديا ، أموت شوقا أن أحادثهم، لأني احبهم ومازلت مرتبطة بهم، أتهجاهم حرفا حرفا ومقطعا مقطعا لأني لا أود ان أتأتأ بل أعطي الحديث الياسمين النبع والخيال علي قوس قزح يوميا أراجع الياقوت علي الجبين لأنه يحمل وهج الذكري.
= لماذا طب الاسنان لا الميكرفون؟
العلم من الوجود حكمة يحتاج لفطنة واصغاء، أذكر بالخير العم عبد الله عبد الماجد كبير محضري العمليات بمستشفى الاسنان، علمنا القديم والجديد، وأغنانا باحترامه الشفيف وظل مثل نخلة وحيدة بعيدة يعطي الثمر للجميع مكتفيا بحظه الضئيل ابتسامة علي وجوهنا..
= ماذا تقولين لمحبي «بنات المغربي» ؟
انتم مرسومون في القلب، مقرونون بسطوح الشمس، محروسون بتراب الارض الامينة النبت، من حقي أن أباهي بكم أركان الدنيا، أنتم السنن والزند والكف والمعصم.
= رسالة أخيرة لمن .؟
لأمي بنت المغربي، أنتي جموع هائلة ومئات الاحلام والمطر، سوف لن أتحرر منك، صارت حاجتي لك ناهدة ومقيمة وعنواني هو ذات عنوانك المحفور بعمق التبر الخالص، أحب الحديث معك، أرويه حلوا وسكرا للعصافير ولأطفالي «أحمد وأشرف وسارة» لأنهم أصل البزوغ وحبات اللؤلؤ . مرات لا يكون الكلام مناجاة خاطرة وانما معرفة يقينية مليئة بالحب بعيدة عن الحزن والرحيل. نسجلها كلما انتابتنا ذكري عارمة، نعيد قرأتها، صفحات مشرقات تسقط عندها أوهام المسافات واضغاث التواقيت.

الصحافة

تعليق واحد

  1. فى الزمن الجميل..كانت الرائعة ذات الصوت المميز المرحومة ليلى المغربى وبرنامجها الإذاعى

    ( نفحات الصباح ) وأجمل عادة ألا نتعود على عادة..رحة الله عليها

  2. ألاً بمقدَمكِ إلى أهلك فالشعب السودانى يكن لأسرتك كل ود ومحبة واحترام.وهذه كلمات كتبتها فى يوم رحيل السيدتان /ليلى وسهام عليهما الرحمة عسى أن تخفف آلآم الفراق

    الشفق والغروب

    وترحلُ الطُيُورُ الجميلةُ فى الشتاء
    تُودِعُ التلال والغُدْران…وتَذرِفُ الدُمُوعَ
    فَسَاعَةُ الفراقِ ِتَلْسَعُ الفُؤاد
    وعلاما نَدْرِى متى تَكُونُ سَاعَةَ الرُجُوع
    وهكذا!
    وبابتِسَامَةٍ عرِيضَةٍ …
    السيّدَتان الجمِيلتان النبيلتان ودعتا الجُمُوع
    كأنّهُمَا تَقُولانِ …نَحْنُ علّى ميعاد
    أَجَلْ …على ميعَادٍ مَعَ الْحَبِيب
    فَلْتُوقِدُوا الشُمُوع
    ألا تَسْمَعُوا هَذا النّداء البعيد…
    ذاكَ الذى يُرَجَّعُ أصْدَاءِ تَدعُو للقُنُوتِ والخُشُوع
    ربَاهُ إنَّا عَائدَتينِ إليكَ فتقَبَّلْنَا خاضِعَتَينِ خاشِعَتين
    نَسْكُبُ العَبَراتِ والدُمُوع
    ربَاه ها قَدْ جِئنَاكَ طَائعَتَين نَطْلُبُ الصَفْحَ …
    فَإنّكَ الغَفُورُ الوَدُود
    يارب موسى وهارون ورب أحْمَد ويَسُوع
    رباهُ قَدْ وَسِعْتَ كلّ شَىءٍ رحْمَةً
    فأنزِل عليْنَا ياإلَهِى مِنْ فُيُوضِكَ نَفْحَةً
    نَلْقَاهَا ربِى فى الشِعَابِ وفى الدروب
    وأنْزِلَنّ ربى رَحْمَةً تَزِيلُ عَنّا …
    ما ألمَّ بنا مِنْ مَصَائبَ وكُرُوب
    وَفَجْأةً…طارتْ حَمَاماتُ البَقيعِ بَاكِيّة…وهِىَ تَصِيح:
    قَدْ غَابَتِ الحمَامتانِ الزَّائرتَانِ فى غَيَاهِبِ الصّحْراءِ والجيوب
    تلكا الحمَامَتَانِ السَاجِعَتَانِ فى السودان
    آهٍ عَليْكُمَا يامَنْ زينتُما الحَيَاةَ …من شَوائب ومِن عُيُوب
    يامنْ وََدَّعْتُمَا الأحْبَابَ فَرَحَاً وَوُدّا
    قَدْ رَبِحَ بَيْعِكُمَا _إن شاء الله_ فَلْتَفْرَحَا فلا قُنُوطَ ولا شُحُوب
    ماتت الحمامتَان…أجَلْ أجَلْ
    وماتتِ الكَلِماتُ بَعْدهُنّ…
    فلا سَجْعَ لا ترْدِيد ولا دِفء يزِيْلث بُرُودةَ الشِتاء
    بل شَفَقٌ وَغُرُوب
    بل شَفَقٌ وَغُرُوب
    أبومحمد

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..