أكسر الغصن …وأرحل

كتب د. خالد الحلبى “تقص جزءآ من شعرك لتكن أجمل، وتقطع المطابع أطراف الكتب، لتصبح جزابة صالحه للصف والتداول، ويقلم البستانى أشجار الحديقه، لتبدو اكثر بهجة،فليس كل نقص ثلمه، بل قد يكون إضافة.
قصه رمزيه تسللت الى عينى، فانداح مغزاها على مساحات واسعه من الحياه من حولى.
تقول الحكايه إن أحد الملوك أهدى إليه صقران رائعان، فأعطاهما لكبير مدربى الصقور لديه ليدربهما، وبعد شهور جاءه المدرب ليخبره أن أحد الصقرين يحلق بشكل رائع ومهيب فى عنان السماء بينما لم يترك الأخر فرع الشجره الذى يقف عليه مطلقآ، فما كان من الملك إلا أن جمع الاطباء من كل أنحاء البلاد ليعتنوا بالصقر ولكن لم يتمكنوا من حثه على الطيران فخطرت فى عقله فكره “ربما علىً أن أستعين بشخص يألف طبيعة الحياة فى الريف ليفهم أبعاد المشكله” وأمر فورآ بأحضار أحد الفلاحين وفى الصباح أبتهج الملك عندما رأى الصقر يحلق فوق حدائقة القصر. فسال الفلاح الماهر “كيف جعلته يطير” فأجاب بثقه “كان الأمر يسيرآ (لقد كسرت الفرع الذى يقف عليه!، لقد كسرت الفرع الذى يقف عليه!) رددها مرتين.
من شبابنا من هو واقف على غُصن وظيفه يتقاضى من خلألها الفين او ثلاثه الاف جنيه ويمتلك طاقه جباره ولكنها كامنه، قد أعاقها ” الفه لهذا الغصن” وعدم رغبته فى التغير “وخوفه من المبادرة” الى ما هو افضل “وحسه على الأقدام” إلى العمل على رفع كفاءته وتأهيله ليكون قادرآ على أكمال دراسته أو خوض مسابقه فى وظيفه اكثر وافضل من الأولى وأحيانآ أكثر مرونه الى التدرج نحو الأحسن دائمآ…
من مسؤولينا من لايزال يتشبث بأغصان النظم القديمه ورضىى ان يسير على قاعدة (الله لا يغير علينا بالمعنى الشعبى)!! (اعلموا ما عمل المسؤول الذى قبلى) حتى أصبحت مؤسسته أسواء مؤسسه فى القطاع الذى ينتمى اليه.
ومن اولادنا من يمتلك عقليه فذه ومهارات فائقه ولكنه ممسك بغصن الصداقات القنوعه بالقليل الراضيه بالضعف المنطفئه الروح التى لاتفكر فى غير متع البطن و… ولو انه كسر هذا الغصن والقاه جانبآ لرفرف اكثر من رفرفه ذلك الصقر فوق اجواء القصر.
ومن مثقفينا من (يغنى على طمام المرحوم) كما يقول عامه بلدتنا لاتجد فى كتاباته جديدآ ولا فى شعره ابداعآ ولا فى خطابته نفسآخاصآ، ولا فى برامجه الاعلاميه ابهارآ بكثير من نقد الاخرين. وهو لايتملك أى مقوم من مقومات التجدد. حتى تبلى كلماته وتتساقط كما تتساقط أوراق الحريف فلو انه كسر اغصان الخمول المعرفى وضرب فى بطون الاصدارات الجديده يبغى مذيدآ من العلم والمعرفه والتدريب على مزيد من فنون القول وخاض غمار الوسائط الاعلاميه المتلاحقه لربما دهش هو من إنتاجه الجديد.
ومن الزوجات من تظل تشكو دهرها وتندب حظها وهى ترأى زوجها قد هرب من شجرتها مسافرآ و مقيمآ فى الاستراحات مرة أخرى ومُعرضآ عنها تارات وتارات وهى لاتزال متلبثه بفننها العتيق حتى اصبحت قطعه منه، لم تحاول ان تنطلق انطلاقات جديده فى زينتها وتفننها فى استمالة قلبه اليها. متوهمة بانه لم يعد الا لها وأن السنين الطويله قد طبعت عليه اسمها وفجاءةً تصيح (لقد تزوج الرجل ) وقد تكون هى السبب فيما أغضبها، وربما فيما أغضب ربها.
كل لديه غصن بالٍ يشده الى الوراء ولن يحلق الا اذا كسره. فقد احزار أن تكسر اى غصن … فقد يكون هو ظلك الوارف ومأواك الحانى وسكنك الهانئ
اذآ قد تحتاج الى خبير ليحدد معك أى الاغصان فى شجرة حياتك تحتاج الى ان تختفى لتنطلق.
طاب وقتكم بذكر الله واغصان جديده وارفه بتقوى الله.
أخى حضرة اللواء هذا الكلام ينطبق تماما على الاداء العام الحكومى والمجتمعى.
(1)على المستوى الحكومى (حزبى/عسكرى) نجد بأنه ليس هناك ابداع وارتقاء بمستوى الخدمات والحلقه فقط دائره فى سيادة الوزير جاء سيادة الوزير مشى سيادة الوزير مشغول والانعزاليه التامه بين الرئيس والمرؤس..حتى إذا كانت هناك فكرة من احد المرؤسين لتطوير الاداء العام نجدها تتحطم امام عتبة باب الوزير..ولذلك نجد اذا جاء الدور لنظام عسكرى نجد المسؤل العسكرى الذى حل محل الحزبى يقوم بنفس ماكان يفعله سلفه الحزبى..ولتوضيح الصوره اكثر نأخذ مثلا دولة الامارات العربيه وبغض النظر عن الحجم الجغرافى قامت من العدم سنة 1971 بعد ان كانت قبائل مشتته فى الصحراء…تعال اليوم شوف هذه الدوله مقارنة ببلدنا…هل سألنا انفسنا يوما كيف تمكن هؤلاء الاجلاف كما يحلوا لنا ان ننعتهم وصلوا لهذا المستوى المرموق من الرقى حتى اصبحوا قبله لكل العالم ونحن لازلنا عايشين مع مسلسل واوهام ألاعداء والمتربصين بنا حتى صدقنا تلك الحدوته.
(2) اما على المستوى المجتمعى فنحن لازلنا نلبس جلباب 1800 فى 2016 بحجج واهيه وعدم مواكبه للتطور ونبذ ماهو ردئ من سلوك وعادات سيئه وسالبه…نتمسك بها وكأنها منزله من وحى ولا يتجرأ اى واحد منا بتغيير فردى على اسوأ الفروض خوفا من النقد الجارح او الأستهزاء والسخريه ولهذا تجدنا فى محطة قف محنطين على أمل حدوث معجزه تغير حالنا.