هل تصدق؟.. وزير روسي يتقاضى ضعف راتب بوتين 78 مرة

(CNN)- نشر موقع رئاسة روسيا الاتحادية “الكرملين” الجمعة، بياناً بحجم الرواتب التي تقاضاها كبار المسؤولين في الحكومة الروسية خلال عام 2013، بما فيهم الرئيس فلاديمير بوتين، ورئيس الوزراء، ديمتري ميدفيديف.
وبحسب البيان، ففقد بلغ إجمالي الدخل المالي الذي حصل عليه الرئيس بوتين خلال العام الماضي، حوالي 3.7 مليون روبل (الدولار يعادل 36 روبل)، مقابل 5.8 مليون روبل في العام السابق 2012، ونحو 3.7 مليون روبل عام 2011.
أما رئيس الحكومة ميدفيديف فقد تقاضى خلال العام الماضي، ما يقارب 4.2 مليون روبل، وفق ما نقلت وكالة “نوفوستي” الروسية للأنباء، عن بيان الكرملين.
أما المركز الأول في حجم المدخول للعام 2013 بين وزراء الحكومة الروسية، فكان من نصيب ميخائيل أوبيزوف، وزير شؤون الحكومة المفتوحة، بميلغ يقارب 283 مليون روبل، أي أكثر من الرئيس بوتين بحوالي 78 مرة.
وكان تقرير للبنك الدولي، حصلت عليه CNN بالعربية أواخر الشهر الماضي، قد حذر من أن العقوبات الغربية على موسكو قد تؤدي إلى حصول ركود اقتصادي في روسيا، صاحبة ثامن أكبر اقتصاد على مستوى العالم.
ولفت التقرير إلى أن نمو الاقتصاد الروسي بدأ يعيش حالة من التباطؤ، بسبب تعثر الإصلاحات، وضعف النموذج الاقتصادي المطبق عبر استخدام عوائد النفط الكبيرة، من أجل تمويل مشاريع عملاقة، ودفع رواتب عالية.
إنتقلت روسيا من خراب الإقطاع عبر الثورة الإشتراكية وحرب الدفاع ضد جيوش 14 دولة أجنبية و3 جيوش محلية مضادة إلى حال للتنمية بالخطط الخمسية التوقيت تحولت بها روسيا في الفترة من 1927-1938 إلي دولة عظمى ثم خربتها الحرب النازية حتى رفع الجيش السوفيتي العلم الأحمر فوق الرايخستاغ مقر الحكم النازي في الأول من مايو 1945 بعد ذلك بدأت فترة التعمير لجمهوريات الإتحاد الخمسة عشرة جمهورية مضافاً إليها تعمير شرق أوربا والصين ودعم الهند ومصر وجزء من نضال أفريقيا للتحرر من الإستعمار البرتغالي والعنصرية إستمرت فترة التعمير تلك حوالى 10 سنوات لغاية 1955 عادت فيها روسيا وبقية الجمهوريات الإتحادية السوفيتيةالى وضع القوة العظمى في عالم تلك الأيام. في خضم ذلك الزمان تمدد المنشفيك الجدد ونجحوا في إغتيال إستالين 1953 والسيطرة على إدارة وتنظيم الحزب الشيوعي وعقدوا بإسمه في فبراير 1956 ((المؤتمر العشرون )) وبدأوا منه عملية تصفية ((الإستالينية)) وهي تصفية كانت بداية لعملية وئيدة ناجحة لتصفية نشاط ووجود الإتحاد السوفييتي نفسه قطعة، قطعة، حيث صفيت الإستالينية وهي لمة الإتحاد بوجهيها الصالح والطالح ففي المستوى الداخلي تمت إلغاءات تدريجية للتنظيم الإجتماعي للموارد وقيم الاعمال والسلع وتحويل معيشة الناس من صيغة ((عمل -مقابل-عمل)) إلى صيغة الحساب البيروقراطي بالنقود لقيم الأعمال والسلع ((عمل مقابل نقود وسلع مقابل نقود)) وفي المستوى السياسي والوطني والخارجي تم فتح أفكار وتنظيمات الحزب وبعض إتجاهات حركة التحررالوطني لصيغ منفتحة طبقياً!!! كانت نتيجة الإبتعاد عن الإستالينية هي زيادة التفاوت الإجتماعي والسياسي وإختلاف التأثير في القرار الإقتصادي وإرتفاع أسعار السلع عن أسعار العمل (= الأجور) وتناقض أوضاع الأقاليم والجمهوريات وتحول كل جمهوريات الإتحاد السوفييتي وضمنها روسيا بجمهورياتها الشاسعة التي تفوق العشرين لحالة من حالات رأسمالية الدولة الموظفين والمعلمين وعموم الخبراء التكنوقراط فيها أعلى حالاً من العمال والزراع ، وفي المحصلة أدت الحرب على الإستالينية إلى بداية ركود وتفكك قوى الإتحاد في الثمانينيات ثم فضه في نهاية الأمر 1991 ودخول مواطني الجمهوريات الخمسة عشر وروسيا من ضمنهم 9 سنوات عجاف من الفوضى والنهب الليبرالي الإتجاه حتى سنوات 1999 و 2000 حيث تكلف قائد مجلس أمن روسيا ضابط الأمن والدكتورالأكاديمي في القانون فلادمير بوتين برئاسة روسيا بدلاً من يلتسين لكن على نفس النظام الليبرالي لما بعد السوفييت الذي يبيح للأفراد إمتلاك موارد المجتمع والتصرف فيها وفق ما يريدون، نفس النظام الذي يخضع البنك المركزي للمصارف والقوى التجارية الأجنبية وتقلب مصالحها وعشواء حركتها. لكن عهد بوتين كان ولم يزل صارما جهة إنفلات السوق وحرية رأس المال الصهيوني داخل روسيا، كما قامت روسيا بتقوية علاقاتها مع جيرانها الأكبر الصين والهند وإيران ومع كل الجمهوريات السوفيتية السابقة بإتفاقات مالية وتجارية وعسكرية ودخلت بقوة صداقتها إلى بلاد جديدة عليها في أمريكا الجنوبية وهموماً تحول الوضع الروسي من حالة الإستكانة تحت الصفر إلى حالة دفاع حذر فوق الصفر لكن بشكل عام يمكن القول أن جمهوريات روسيا الــ21 الشاسعة الحجم المتفاوتة في تركز وإنتشار السكان والمتباينة الظروف الجغرافية بين الثلج الكثييف وشبه الصحراء، لم تزل إقتصاداتها في غياب النظم الإشتراكي لجمهورياتها إقتصادات مفككة دون فاعلية أيام الإتحاد وتخطيط وتنظيم عملية التنمية. فوحداتها الآن ليست إلا بلاداً شاسعة كبيرة الإمكانات لكن متناثرة، وذلك رغم كل التحسن في شكل عمل الدولة وخروجها من خراب التحول وترك التخطيط والتنظيم الإشتراكي العلمي إلى حالة إشتراكية- ديمقراطية مرتبكة من حالات تنظيم الإستثمار والخدمات والتجارة. لذا الآن يمكن أن تجد في جمهوريات روسيا وهيئآتها أوضاعاً مختلفة للوزارات والوزراء وتبايناً غير معلن الأسباب في حجم ميزانياتهم ونشاطاتهم كل ذلك يمكن فهمه طالما كان العيار الطبقي الإقتصادي لأعمال الفئات والهيئات في نجتمعات وجمهوريات روسيا عياراً مفقوداً. وطالما كان النظام الفكري أو الآيديولوجيا العامة للدولة هي فكرة اللانظام التي تفتح الباب والنوافذ عشواء يتنادي بشعارات الوحدة والعدالة قادتها المنظمين بصورة فكرية واضحة ضد الشيوعية ومع حرية السوق وهم في ذات الوقت يفتحون الباب للتفاوت الضار بكل وحدة وعدالة.
المنصور جعفر