تحول المواقف في السودان

نسرين مالك
لا يوجد تيار حقيقي من الرأي ضد الانفصال ولكن فقط استياء محتدم وعدم يقين، تفاقم منه الإدارة التي تبدو وكأنها جاهلة بما يحدث، ويبدو أن هناك تحولا للمواقف؛ فالجنوب الآن يتمتع بفضيلة كونه هو الضحية
بدأت سحب الاستفتاء تتجمع والجو متوتر في الخرطوم. وفي الوقت الذي يعد فيه جنوب السودان للتصويت على انفصاله الشهر المقبل، هناك ارتباك ونذير شر. ويهيمن هذا الموضوع على المحادثات وفي وسائل الإعلام المحلية -رغم التاريخ الطويل للصراع- يتم تصوير الجنوبيين الآن على أنهم أخوة والوحدة يُتنبأ بأنها هي الناتج الوحيد القابل للبقاء.
وفي الوقت الذي تتكثف فيه التغطية الإعلامية هناك بعض الموضوعات تطفو على السطح: أن الانفصال أمر لا يمكن تجنب حدوثه، وأن الشمال لن يقبل به أبدا، وأن الحرب حتمية.
وعلى الأرض، الهوة بين هذه التقارير والواقع هوة ضخمة. فمعظم هذه التقارير يخلط بين الحكومة في الشمال والسكان الشماليين والآراء في الشارع. ففي حين أن الشماليين (وهم أنفسهم خليط من الأعراق والقبائل والمناطق، بما فيها دارفور) قد أظهروا على المستوى التاريخي موقفا عنصريا واستعلائيا تجاه الجنوب، فإن درجة المعارضة الصريحة للانفصال أقل كثيرا مما يمكن أن يتوقع المرء.
والشعور الساحق هو بالاستسلام للأمر الواقع، ممزوجا بالخوف. وهذا لا يمكن الخلط بينه وبين انعدام الاهتمام. "ليس هناك شيء يمكن وصفه بأن ?أحدا لا يهتم? في الشمال"، كما قال لي وزير سابق. "إن السودانيين يهتمون، ولكنهم فقط غير متأكدين من الأمور".
وهناك بصفة عامة سببان لذلك: الأول هو الثقافة السياسية للشمال. فكما هو الحال في العديد من البلاد العربية، المجتمع مسيّس بشكل كبير مع آراء قوية يتم التعبير عنها، ولكن هناك القليل مما يمكن اللجوء إليه لإحداث التغيير. كما أن صنع القرار ظل خارج أيدي السكان على مدى وقت طويل.
وقد كان الموقف تجاه الجنوب يتم فرضه دائما من أعلى. ويستطيع من لديهم ذاكرة أطول تذكر حملة الدعاية المكثفة التي شنها الجنوب في تسعينيات القرن الماضي. فقد كان يتم تصوير الجنوبيين على أنهم كفار متعاونون مع الصهاينة، بينما كان في المقابل يتم تقديس "الشهداء" من الشمال.
وفي الآونة الأخيرة كان هناك تغير كلي مفاجئ في الموقف. فقد شهد المسار السريع للمصالحة على مدى الشهور القليلة الفائتة احتفالا بالثقافة والموسيقى الجنوبية، وتم إخضاع الشمال لحلقة دراسية إعلامية مكثفة حول كل الأمور الجنوبية. ورغم هذا الاهتمام الجديد، هناك انفصال عن الجنوب قائم بحكم الواقع – وهذا هو السبب الثاني للمواقف المنفصلة في الشمال. وهناك روابط ملموسة قليلة مع الجنوب من شأنها أن تقلق الشماليين بما يكفي فيما يتعلق بفقدان الممتلكات والاستثمارات أو عوائد الأعمال التجارية. كما أن هناك أيضا عاطفة حقيقية قليلة تجاه أهل الجنوب. وكما أشار بدقة تقرير مؤخرا صادر عن مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، "بدأت المحادثات مع الطبقات المثقفة السودانية تفقد سلاستها عندما يتحول موضوع الحديث جهة الجنوب. فغالبا ما تزحف القوالب النمطية والمواقف الاستعلائية والعنصرية إلى داخل التحليل."
ولكن ما تجده في المقابل هو ارتباط بفكرة ضبابية تتسم بالحنين إلى سودان لم يوجد أبدا في الواقع: أكبر بلد في أفريقيا من حيث المساحة، "أرض المليون ميل مربع" -وهي الفكرة التي يتم ترديدها دائما في الأحاديث ذات النزعة القومية. والشكل الجديد للسودان على الخريطة بعد الانفصال- مقلص ومقطع الأوصال وغير مألوف وحرج – يزعج الكثيرين.
وهناك أيضا مرارة متبقية واعتزاز متراجع. فقد شلّت الحرب البلاد على مدى زمن طويل لتنتهي فقط بالتخلي عن المناطق الأكثر ثراء بمواردها الطبيعية. وللمفارقة، فهناك وجهة نظر بأن حزب المؤتمر الوطني، رغم أنه حريص كل الحرص على تجنب الانفصال، قد اقترف خطأ تكتيكيا بحرصه على التوقيع على اتفاقية السلام الشاملة بدون إنشاء خطة استراتيجية لتجنب الانفصال. وهؤلاء في الشمال الذين يؤيدون الانفصال -من أمثال فريق الانتباه- لا يحصلون على أي شكر من الجنوبيين.
ولكن النتيجة الإجمالية هي أنه لا يوجد تيار حقيقي من الرأي ضد الانفصال ولكن فقط استياء محتدم وعدم يقين، تفاقم منه الإدارة التي تبدو وكأنها جاهلة بما يحدث. ولا أستطيع كبح شعوري بأن هناك تحولا للمواقف الآن. فالجنوب الآن يتمتع بفضيلة كونه هو الضحية.
وكشعب، فالشماليون قلقون، ليس بشأن الانفصال ولكن بشأن "يوم الحساب" الخاص بهم عندما لن يكون بمقدروهم مجددا استخدام الجنوب والحرب أو الخطط الغربية في المنطقة كذريعة.
خدمة جارديان
الشبيبة
شوفى يابنت بلدى انا عندى تعليق وعاوز اقولوا وبكل صراحه ؟؟ انا عوزك تعملى بحث فى السودانين ديل ؟؟ جنوب شمال غرب شرق ؟؟ يعنى بكل اتجاهاته ؟؟ عن قيمه هذه الارض التى اعطانا لنا الله وصنفنا من بشره ومخلوقاته سودانين ؟ ووالله العظيم انا ولو اعاد الله الكره ؟ مره واثنين ومليون مره والله العظيم لاارضى غير انى اكون سودانى ؟؟؟ اذن مدخلى لهذا الموضوع هو انو انا كواحد من هذه الامه واجب علينا ان نزيل كل ماكان سابقاً ؟؟ يعنى بالضبط قبل خمسون عاماً ؟ او اكثر ؟ وذلك عندما كان المستعمر هو القائم على امر البلاد ؟ وقد عمل على ان تكون هذه الفتنه منذ ذاك الزمان بمسى ( شمالى وجنوبى ) عرقا جنسا اخلاقا سلوكأً ومعتقداً فقاموا بالتبشير بالمسيحيه بجنوب البلاد وبنوا الكنائس ؟؟ وجعلوا الشمال منعزل عن الجنوب ؟؟ يعنى هذا كيد عظيم من مستعمر تافه ؟؟ يبقى الان وفى ظل ماكان وماسوف يكون ؟؟ انو التحديات فرضت فسها على الساحه السودانيه ؟؟ وليس نحن فقط بالسودان نواجه هذه التحديات ؟؟ بل هناك الكثير من الدول فى العالم تواجه هذه التحديات ؟؟ فقط نختلف فى كيفيه الفهم والتحليل والتداول والمناظره والتقبل والتوجيه والعمل الجاد والوصول الى نتائج جاده وايجابيه ؟؟ اذن الموضوع اكبر من جنوبى وشمالى واستفتاء وحق تقرير مصير ؟ فنحن امه عظيمه ومستهدفه فى ديننا وفى التزامنا الاخلاقى والادبى المعروف على نطاق كل العالم ؟بقى عندى شى واحد انو انحنا الان مقدمون على امر واقعى ولايحتمل التهاون وهو تقسيم دوله واحده ؟؟ ولنقول بأخطا ساستنا !! بقدر الاقدار!!بكل هذه المسميات وجب ان نقف ونتحدى هذا الامر ؟؟ فإن كانت الوحده هلا ومرحبا وسهلاً بها ؟؟ وان كان الانفصال لاشىء لنا نقوله غير حسبنا الله ونعم الوكيل ؟؟ وقدر الله ماشاء فعل !! انا اقول ؟؟ بقدر حروف اسمك يابلدى العظيم ؟؟ هانذا امد اذرعى لنحتضن سويا فى بلد النيلين لنرتوى ؟؟ حبا وعشقا واصاله وقوه ووحده ؟؟ انا ؟؟ انا بدون دموع حزين جاد انا .
فهناك وجهة نظر بأن حزب المؤتمر الوطني، رغم أنه حريص كل الحرص على تجنب الانفصال، قد اقترف خطأ تكتيكيا بحرصه على التوقيع على اتفاقية السلام الشاملة بدون إنشاء خطة استراتيجية لتجنب الانفصال. //هذه الاطروحة من الاستاذة كاتبة المقال تدل على ان كاتبتها محصت الامور بعين ثاقبة وبفكر مستنير ليزداد الق المقال بحيادية القلم الذي لا يستفذ القارئ المنحاز لاي طرف فهي اوجزت واثارت وهجمت في ذات الوقت رايها الشخصي (هلالية ام مريخابية هي ) الا انها برأت ساحة الانقاذ بقولها حرص المؤتمر الوطني على تجنب الانفصال فقط ننوه هنا ان حكومة الشريكين المؤتمر الوطني والحركة الشعبية وقعتا على اتفاقية نيفاشا خيارا او انفصالا الا بعد الموافقة على ان يكون خيار الوحدة هو الخيار الامثل وكان الموقع الوحدوي قرنق لن يرضى الا بسودان موحد ولكن اراد الله لنا ان نقف في وجهقادة اخرين لهم رؤاهم فلله الامر من قبل ومن بعد
صدقيني اعجز ان اصف رجاحة عقلك ومدى فهمك للقضايا وتحليلك -واحسب ان ذلك هبة من الله – ومجهودات مقدرة منك في البحث والتحليل – فواصلي ايتها الاستاذة
المؤتمر الوطنى اعتاد التعتيم فى كل الامور _ واعتاد الكذب وتلفيق الاحداث __
لكن الشىء الوحيد الذى لم يستطيعوا تحويره وتعتيمه وتزويره موضوع الانفصال _
مهما حاولوا توجيه برامجهم عن الجنوب وتقديم اغانى من الجنوب ومناظر من جوبا
الخ _ رغم كل ذلك الانفصال شىء حتمى وشىء لابد منه رضو ام ابوا _
نبارك لاهل الجنوب استقلالهم عن الكيزان وليس عن السودان _
الوحدة آتية ولو طال الزمن _
ده الكلام البنحبوا يا سعدون كلنا سودانيين جنوبيين،شماليين،غرباويين،شرقاويين ده كله ما مهم بنشرب من موية هذا البلد بناكل من خير البلد بنشم هواء البلد طيب الحرب والمشاكل لزومهم شنو الله يلعن الفتنة ومن ايقظها قالوا امين
<br>
ارجو ان تسمحوا لي بالتعليق ..هذه الكاتبة االانيقة ….ولا اغالي كثيرا هي التي اجادت واجملت الواقع المرير الذي تعيشه امتنا …بمعنى ..يا صحفيينا ارجو بكل وضوح التعلم من امثال هذا النوع من السرد الصحفي الجميل….انا اقرا يوميا لكني اقرا مقالات لا حصر لها متشابهة في البنية والتكوين والفكرة ….فا ع الصحفيين ان يرحمونا بكتابات خالدة هذه مرحلة تاريخية ….وجدا استغرب ….ليس هناك تكهنات او قراءات لمآلات المستقبل وضع استراتيجيات كباقي الدول متخصصة ….. .. لو كنت صحفيا مهنيا ….لانشات مثل غيرنا من لامم وليست مصر منا ببعيدة ….بفتح مكاتب لمتخصصين في شمال وجنوب وشرق وغرب ووسط وتجمعات عرقية ستغرب …..اي حاجة دقعدنا نتعلل بالفلوس ابدا يا قوم ….افيقوا …وتحلوا بالثقة …وبالثقافة والمعرفة هذا زمن الكلمة المسموعة …..هذه الصحيفة الراكوبة تعمل الشيء العجيب ي تمليك الناس الحقائق وارجو من محرريها =عمل مرا سلين للوقوف امع مشاكل البسطاء والغلابة ….ايد ع ايد تجدع بعيد …وخير الكلااااام ماقل ودل …..شكرا لك نسرين مالك<br>
لك التحية اختى نسرين مالك على المقال الرصين.فقط اريد ان اضيف ان استراتجية المؤتمر الوطنى فى التعاطى مع الاستفتاء ترتكز فقط على الامانى وربما مقدراتهم المدهشة فى تزوير الانتخابات حتى على مستوى اصغر الجامعات الولائية,لاشك انهم يظنون ان بامكانهم تزوير الارادة الجنوبية كما هم دوما فاعلون.واخيرا اظن ان حلم الدكتور جون قرن بان يحكم السودان قد جعلهم يطمئنون على انه وحدوى وسوف لن يفكر فى فصل الجنوب ونسوا ان الموت يمكن ان يذهب به فى ايه لحظة.وقد كان.بقى ان نقول نتمنى ان لا يتكرر نفس السيناريو فى درافور وشرق السودان