قصة قصيدة ..!!

** ويعود نميري من رحلة خارجية وصفها البعض بالعلاجية والبعض الآخر بالسياسية، ثم يعلن – فجأة كدة – تطبيق ما أسماها بالشريعة وما أسمتها قوى المعارضة بقوانين سبتمبر..وينقل التلفاز مشاهد التطبيق بتنطع، إغلاقاً للبارات كان أوتحطيماً لما فيها، ونميري يتوسط المشهد ومن حوله يهلل الذين كانوا يشاركونه مجالس أماسي ما قبل الإعلان ، ويكبرون وكأنهم كانوا في إنتظار تلك اللحظة بأشواق الصحابة وتلهف التابعين، أو كأن هذا الإعلان إحدى توصيات مجالسهم تلك.. وقوى المعارضة تعيد ذكرى ضحايا الجزيرة أبا وودنوباوي، و لم يكن دمع اليتامى والأرامل قد بارح المآقي..والشعب اللماح يسخر من تنطع مشاهد التلفاز : ( قفلها عشان الدكاترة منعوه) ..!!
** وفجر اليوم التالي، تتلقى وزارة الأشغال توجيهاً بصنع آلة تصلح أن تنفذ بها السلطات الحدود على السارقين..نعم، فالقطع من خلاف بحاجة إلى (ألة)، وفق مواصفة فنية توفر معايير الحدة والدقة والسرعة، حسب التوجيه الرئاسي.. وكيل الأشغال يستلم التوجيه، ثم يحوله لمدير الإدارة ، وهذا يحوله للمهندس حسين بعد أن ذيله بتوجيه من شاكلة (هام وعاجل، للتنفيذ)..ويستلم المهندس حسين توجيه مديره، ويحزن ثم يبكي..ويحدث نفسه : لماذا يختارني المدير لتنفيذ هذا التوجيه؟، وهل الألة المكلف بصنعها لقطع أيادى كل اللصوص أم الضعفاء منهم ؟، وأيهما أوقع ألماً على الناس والبلد لحد المطالبة بعقاب شخوصها بالقطع (من خلاف)، مجازر ود نوباوي و أبا أم نشل مواطن بطرف السوق؟ ..و..و..تتزاحم الأسئلة في عقل المهندس حسين وترسل إجاباتها الى قلبه لتنساب دموعاً ..!!
** يتلكأ المهندس حسين في تنفيذ توجيه مديره ويتعذر بأعذار واهية، (الحديد ما جاهز، الميكنة فيها عطل، أنا عايز أورنيك مرضي، و..)، أعذار مراد بها تحويل التوجيه إلى مهندس آخر..ولكن، ضحى اليوم التالي، يتلقى توجيهاً آخر مصحوباً بالإنذار، عليه صناعة هذه الألة المطلوبة أو إعتبار رفضه مخالفة لتوجيهات الوكيل وقانون العمل، بل رفضاً للشريعة..فيمتثل المهندس حسين للأمر الواقع، ويصنع الألة مكرهاً، ثم يعود إلى داره مرهقاً..يطارده ضميره اليقظ ويلاحقه بافادة فحواها : اللصوص ليسوا سواسية أمام تلك الألة، ونظام نميري ليس بعدل أمير المؤمنين بحيث يقطع أيدي الرعية وأقدامها (من خلاف)..ويحل المساء وتنام المدائن المضطهدة ببطش نميري والأرياف المنكوبة بنهج بطانته.. ينام الجميع، إلا مقلة تسكب الدمع، فالمهندس حسين لايزال يبكى .. ويتأوه والناس نيام.. ثم يكتب :
** (عزيز أنت يا وطني، رغم قساوة المحن/ برغم صعوبة المشوار، ورغم ضراوة التيار، سنعمل نحن يا وطني لنعبر حاجز الزمن/ حياتك كلها قيم تتوج قمة شماء/ فكم في الدرب من ضحو وكم في الخلد من شهداء/ عزيز أنت يا وطني برغم قساوة المحن)، فيصبح بكاء المهندس حسين أونسة قصيدة يلحنها شقيقه مجذوب أونسة ثم يخفيها عن عيون وآذان أجهزة نميري، الأمنية والإعلامية..يهمس بها مجذوب عاماً تلو الآخر..ويصبح الصبح، فيرحل نميري وبطانته بأمر الشعب..ويًخرج مجذوب أونسة بكائية شقيقه حسين، فتصبح بكائية تلك الليلة أغنية وطنية..!!
** ( عزيز أنت ياوطني)، كلمة حق قيلت في زمانها، ولكنها تصلح لأي زمان..صدقاً، من المحن أن يحكمك الظالم باسم العدل وأن يحكمك الفاسد باسم الإصلاح وأن يعلن مسيلمة تطبيق الشريعة وتنفيذ الحدود على الضعفاء، كلها (محن ذات قسوة)، وتستدعي تلك البكائية..وقبل شهر ونيف، يغنيها مجذوب أونسة ذات مساء بشارع النيل ، فتمتلئ المقل بالدموع، إذ في الخاطر مدافع نميري وطائراته، وتحت نيرانها صراخ النساء بالجزيرة أبا وأنين الأطفال بودنوباوي، وكذلك أشلاء الأنصار على مد البصر، والتلفاز يعكس مشاهد إعلان الشريعة.. و..وهكذا، كان – ولايزال – الوطن عزيزاً رغم (قساوة المحن)..!!
[email][email protected][/email]
الأخ الطاهر: لقد لخصت مقالك اليوم فى جملتك الأخيرة: وهكذا، كان – ولايزال – الوطن عزيزاً رغم (قساوة المحن)..!!
لا بد لليل أن ينجلى،،،،،
الليلة يا ود ساتي الكلام في الباقير ده شنو؟؟ والله طلعتنا خارج التغطية؟؟؟؟ .. تفسير يا أهل الله!!!!!!
قلبت علينا المواجع يالطاهر. لعنة الله على كل من شارك في الجريمة باستثناء مهندسنا لضميره اليقظ ولا تثريب على المجبور والمكره. والله لا شك لدي إطلاقا أن كل بلاوي البلاد ومآسيهاأسها هذا المعتوه نميري والترابي ثم جلافيط يومنا هذا
هذا لتعرف الفرق بين نظام امير متاسلمي الاتحاد الاشتراكي نميري و نظام امير متاسلمي الانقاذ عمر بن البشير … نميري امر بصنع آلة للقطع و نظام البشير يامر الاطباء بالقطع … شفت الرحمة دي كيف؟
طبعا اوجه الشبه بين الاميرين هي في قطع اوصال الضعفاء فقط و شريعتهم لا تطبق على كبار المتنفذين اذ هؤلاء لديهم شريعة فقه السترة
عزيز انت يا وطني برغم قساوة المحن
برغم صعوبة المشوار ورغم ضراوة التيار
سنعمل نحن يا وطني لنعبر حاجز الزمن
حياتك كلها قيم .. تتوج قمة شماء
فكم فى الدرب من ضحو .. وكم فى الخلد من شهداء ..
——————-
فتش فى ترابك
فتش فى ترابك .. قَلِبوُ ذرة ذره ..
تلقانا بنحبك أكتر كل مرة
نحن ما أولاد كفاحك رغم وجودنا بره ..
رغم الخطوة تاهت .. رغم الغربة مُرة
ننشد فى سبيلك عرفانا جميلك ..
ونرحل فى هتافك يا عِشْقْ إستمرّ ..
فتش فى ترابك .. قَلِبوُ ذرة ذره ..
بى عينيك نعاين عبر الضَلْمَة باكر
بكرة الجايى باين فى عودة مسافر
أمن قلبو عندك .. طاف الريح مهاجر
أنفاسك تنومو .. لما الحزن جاسر
وأجراسك تقومو .. يصحى معاك يساهر
يصحى الحلم دايماً شعب ضراعو وافر ..
فى الأرض التزغرد فى أفق الحناجر ..
والشمس البتطلع فى أعلى المنابر
وزى فى كل مرة أحلى وأغلى ثورة
يا وطن الأمانى وشعب إرادتو حرة ..
ياما الضفة تشهد يوم غنيت مكانا
يوم الغابة شافت فى عينيك زمانا
لما الكلمة تطلع منك برتكانه ..
زيك نحن نعشق شرط تكون معانا
فى توب البنية وفى لمسات حنانا ..
فى كل الأماكن وين ماتروح خطانا
هو العيد نشيدك .. واللا الفجر عيدك
نحن الفى بعيدك أقرب من وريدك
فى ايدينا جمرة .. طول الوكت حرى ..
ياوطن الأمانى وشعبو إرادتو حرة ..
زرعو خصام جنوبنا .. بى سبب الديانة ..
الأديان سماحة وروح الدين أمانة ..
طول تاريخنا عايشين فى السودان ضرانا
فينا لسانو عربى وفينا لسان رطانه ..
مختلفين ثقافة ومختلفين ديانه
من كل التباين وحدنا إنتمانا
ومتفقين فى حبك يا عالى المكانة.
كلام في الصميم يا ساتي ،، لكن آذانهم صماء عن ساع كلمة حق ،، وعيونهم عُمي فهم لا يبصرون أن عدالتهم التي يتشدقون بها مشلوله وانها تطبق على ضعفاء بلادي رغم أن عوزهم وفقرهم مسقط للحد ،، وأن الشريف منهم يسرق ضارباً بقسم سيدنا محمد عرض الحائط فهو في جوار الشجرة (ومن اجارته فوق كل قانون)
اللهم سلط عليهم بذنوبهم من لا يرحمهم ،،
وتحت نيرانها صراخ النساء بالجزيرة أبا وأنين الأطفال بودنوباوي، وكذلك أشلاء الأنصار على مد البصر،,وذالك اليوم خبأت نيران انفس كانت تسودها مرارة الحقد ولما اصبح رايت اناس ينظفون شوارع المدينة من اشلاء الصرعى فمات صاحبي بين اؤلئك وكانت بداية الحكاية اخي الطاهر هذه هي القصة بعينها
وكذلك هذه اخرى
حينا من الدهر
اصابه الغم لما آل اليه حاله من تردي فقد ظل طوال السنوات يحافظ وبدقة كل خطواته غير ان عاصفة هوجا ء هزت كل كيانه كان دائما ما يتمنى ان يروق الي اهله وهو معافى البدن والعقل بل كان حلمه الاكبر ان يكون متماسكا في كل منحنيات حياته حتى لاحت في افق مساره سمراء واشمة كانها ات من زمن بعيد ظهرت كحشرة لم تشرنق بل خلقت بغير اطوار نظر اليها وكأنه يراها لأول مرة كانت تحوم حولها سنين عددا دون ان يعير لها أي اهتمام ماذا حدث له هكذا بدا يسائل نفسه اليست هذه هي نفسها التي لا يروقها بل لم يفكر فيها كأنثى ما باله بهذا الاهتمام اليس هذا ما يسمى بفقدان الذات او هو مجرد وهم اتاه من حيث لا يدري كيف اذن لم يراها كما يراها الان جميلة يانعة كأنها الحلم الجميل ثم بدا يتوق شوقا لرؤيتها صباح مساء حتى ساء حاله ولم يعد كما كان صلب العود قوي الشكيمة متماسكا رغم نداءات النفس الامارة بالسوء الزم نفسه بان يرى كل النساء امهات او اخوات او بناته لكنه ترجل من صهوة فرسه وظل يلهث وراء ضالته لكنه هيهات لم يجد طريقا لضالته وظل في حلمه ومازال يبحث عن وسيلة تنجيه من هذا العبث الذي اتاه غفوة وبلا مقدمات انه الحب اذن اه ان كان هو ذاك فتلك المنية وسوء الخاتمة
ابو كوج