مقالات سياسية

عبد الفتاح يونس..دمٌ.. بين السيف والرمح !ا

عبد الفتاح يونس..دمٌ.. بين السيف والرمح !

محمد عبد الله برقاوي..
[email protected]

عاصمتان اقتسمتا أرض الجماهيرية التي غربت شمسها سريريا..وكلتا العاصمتين بلا حكومة بالمعني المتعارف..
في طرابلس تاج سقط تحت أرجل ملك لايحكم ولكنّه يملك الثروة..وفي بنغازي ثورة غير متوجة تحكم ولا تملك الثروة!
شرعية آفلة في الغرب..تطايرت عنها الاعترافات لتسقط في الشرق علي الأخري..والمساحات مشتتة بينهما كرا وفرا..وكأن التاريخ في حربهما يحاول اعادة الجغرافيا الي سابق عهد اماراتها الثلاث قبل أن يوحدها الملك ادريس السنوسي كتلة واحدة في ملكية عرفت بليبيا ..فانقلب عليها القذافي ليفتت كيان الدولة في مسخ يعود حق الملكية فيه لجنونه الفكري وحده دون منازع..!
العاصمتان ..طرابلس وبنغازي .. تتبادلان كرات اللهب تباعا..فيخترق ما تبقي من ذراع نظام طرابس الأمنية عاصمة الثوار التي أطمأنت لبعدها عن الغرب ..فيهتز سكونها وتصحو علي أصوات انفجارات ينفذها مزروعون وسط أمان القلعة الثورية..
بنغازي بدورها تعجل بايقاظ خلاياها النائمة في عقردار النظام المتهالك لترد التحية لقادته المجتمعين بصواريخ تدلف الى سراديب مخابئهم في العزيزية..!
القذافي يرقص مذبوحا بسيف الثوار وبالتقسيط غير المريح ورغم أن جناحيه احترقا بشموع الناتو فافتقد القدرة علي التحليق..لكنّه تحرك في غمرة احتضاره الطويل والبطيء فقذف برمحه الي قلب بنغازي وأصابها في مقتل غريمه المنشق عنه اللواء عبد الفتاح يونس..ففتح جرحا في خاصرة الثوار تطايرت دماؤه في ثوب القبيلة التي أعلنت تجديد ولائها للثورة ولكنّها لن تغسل قميص عثمانها علي مايبدو قبل الثأر له..
مقتل عبد الفتاح في آواخر شعبان و رمضان علي الأبواب ربما لن يكون بمثابة ( خم الرماد القتالي ) في سجال الميدان بين فريق السيف الذي لم يتسلم براءة النصر النهائي حتى الان .. و فريق الرمح وهو يرفض التسليم بحقيقة الهزيمة التي تتنزل عليه جمرا من الجو ..وتندفع نحوه لهيبا عبر جهات البر الأربع..!
فهل يصوم الشعب الليبي هذا العام ويفطر علي وهم بلح القذافي الذي ضربه سوس الزمن .. أم انه سيحسم امره ليتجرع عصير عنب الثورة الطازج..!
فيحتفل بعيد الفطر علي غير الاربعين عاما الماضية..؟!الله وحده من يعلم..!
انه المستعان..
وهو من وراء القصد

تعليق واحد

  1. سمعت رايا اخر يقال انو الثوار هم من صفوا عبد الفتاح يونس وليس القذافى!!! وانه كان يجب ان ياتى ويمثل امام لجنة تحقيق ماذا لا ادري!!!

    ماذا اذا كان التيار الكيزانى هو الذى صفى يونس من الان لأجل ان لا يزاحمهم بعدين فى السلطة- كلها أراء تحتاج مزيد من التقليب…وفى تقديرى ان هناك اجنحة متصارعة تحاول ان تصفى بعضها البعض من الان منهم كيزان وسلفيون وناس عاديين عاوزين الحرية ولكن لا يعلموا بانتهازية وعنجهية وتكبر وتسلط وعناد وجبروت ودموية الجماعة اياهم….
    فما رأيك؟
    لك التحية استاذنا برقاوى

  2. ما يحدث في ليبيا ليس بثورة ……وانما فتنة أشعل فتيلها شيخ قطر وقناة الجزيرة
    الأخوانجية وبدعم من عمرو موسى خائن العرب الذي روج لقرار الحظر الجوي على
    ليبيا وجلب التدخل الأوروبي _ الأمريكي ( الناتو ) تحت مزاعم حماية المدنيين ( اسطوانة الغرب المعهودة ) ……..

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..