اجبروها .. لا تقتلوها

احلام الجندى

فى لقائه مع لورا خرسا على قناة صدى البلد مساء الإثنين17/6/2013 أدلى الخبير الجيولوجى الكبير الدكتور خالد عبد القادر عودة من كبار علماء الجيولوجيا وعضو مجلس الشورى المصرى الحالى ( معين ) بمعلومات خطيرة جدا حول ما يسمى بسد النهضة وبين أن السدود إنما تقام لأسباب :
إما للوقاية من الفيضان وحماية البلاد من مخاطرها .
وأما لتخزين المياه لاستغلالها فى الزراعة .
وإما لتوليد الكهرباء وما يتبعها من سد حاجات التصنيع ومواجهة الاستهلاكات اليومية .

وكل هذا ليست أثيوبيا فى حاجة إليه حيث يقام السد فى أقصى غربها و فى مناطق صخرية لا زراعة فيها وبعيدة جدا عن المناطق الآهلة بالسكان ، كما أنه أقيم على المجرى الرئيسى للنيل الأزرق الذى يعتبر الممر الرئيسى للمياه الى مصر وهذا يعنى أن هذا السد إنما أقيم نكاية فى مصر ومعاندة ومكابرة ومكايدة وإذلالا وكسرا لها .

كما بين أن هناك أعداد لا نهائية من الجبال العالية التى تتساقط عليها الأمطار فى المناطق السكانية والزراعية والتى إذا إقيمت تربونات عند سفوحها لمدت إثيوبيا بكل ما تحتاجه من طاقة كهربائية بل وأضعاف احتياجاتها .

وزود البرنامج بصور جيولوجية وبالأقمار الصناعية التى تبين طبيعة المنطقة ومخاطر إقامة السد فيها والطبيعة الصخرية والجلاميد الذى سيترسب خلف السد والذى بمرور الوقت سوف يمثل ثقلا يوؤدى إلى الضغط على الفواصل الصخرية وحدوث تصدعات فى السد وإن كان ذلك سيستغرق عشرات السنين إلا أن هذا سيؤدى الى تهدم السد وإغراق السودان حتى الخرطوم .

كما أشار إلى أن هناك من يدعى أن أمريكا هى من تخطط لذلك وهذا ليس صحيحا وعرض مصور يوضح أربعة أماكن محددة بشكل مثلثات صغيرة حددتها أمريكا كأصلح أماكن لبناء السد يمكن الاختيار من بينها جميع هذه الأماكن تبعد مئات الكيلومترات عن غرب إثيوبيا وعن ممر النيل الأزرق ، ووضح المصور أيضا أربعة أماكن أخدريى ممثلة بشكل مستدير كأماكن بديلة للأولى لبناء السد فى أماكن مختلفة أولها الذى بدء بإقامة السد عليه فى أقصى غرب إثيوبيا وبين بأنه لا ندرى من حدد هذه الأماكن البديلة .

كما بين سيادته أن البدء فى بناء السد لم يكن عقب زيارة الرئيس لإثيوبيا فى عام 2013 كما يدعى الإعلام وأعداء الرئيس ، ولكنه بدأ فى عام 2011 وعام 2012 اى عقب الثورة مباشرة وإبان الحكم العسكرى فى الفترة التى كانت مصر فيها أضعف ما يمكن أن الأعداء استغلوا لحظة ضعف مصر وانشغالها بثورتها وشأنها الخارجى وبدأوا فى تنفيذ مالم يستطيعوا تنفيذه على مر العصور حتى من أيام محمد على الذى ارسل قوات احتلت منابع النيل الأزرق المورد الرئيسى لمياه مصر عندما أراد أن يقيم ثورة زراعية وأراد أن يؤمن المياه اللازمة لذلك وحتى أيام الفراعنة لم يتمكنوا من فعل ذلك ،.

وعرض صورا تبين مراحل الإنشاء من الحفر وإقامة القواعد وتحويل مجرى النهر وغيرها والمهندسين الثمانية الذين يشرفون على بناء السد أربعة منهم إثيوبيين وأربعة أجانب ، والتى التقطت بالأقمار الصناعية وكان يعلق بإن هذه الصورة التقطت فى عام 2011 وهذه فى عام 2012 وهذه فى عام 2013 وهكذا فى عام .

كما بين أنه ليست إثيوبيا فقط التى استغلت فرصة ضعف مصر لتحقيق مآربها فى حرب المياه مع مصر بل إسرائيل أيضا اكتشقت بئر حتشوت الذى يقع على بعد 120 كيلو متر فقط من السواحل المصرية ، وأيضا فعلت ذلك قبرص .

كما بين الدكتور أن وزراء الرى الذين تعاقبوا على الوزارة منذ الثورة والذى التقى بهم من خلال مجلس الشورى الذى هو عضو فيه وسألهم عن التقارير التى أعدوها حول كل هذه المسائل وقدموها للرئيس وما اتخذه من إجراء حيال ذلك فأخبروه بأنه لم تأتيهم اى معلومات ولا اى مخابرات ولم يعدوا اى تقريرات رغم أن هذا الشأن من صميم أعمالهم .
كما بين الدكتور عودة أن الرئيس مبارك هو من أيد انفصال جنوب السودان عقب زيارته الى إثيوبيا والتى تعرض فيها لحادث اغتيال اتهم سودانيين شماليين بتدبيره بل وباركه وشكره زعامات الإنفصال على تأييده ودعمه دون أن يحتاط لمصر ومياهها ودون أن يشترط عليهم الموافقة على اتفاقية 1929 ، و1959 والتى تحفظا لمصر حصتها من المياه وعدم التعرض لها بأى شكل من الأشكال .

كما بين أن مصر والسودان فى أوائل الثمانينات خططتا لحفر مجرى متفرع من النيل الأزرق كمجرى احتياطى لتوجيه المياه منه إليهما تحت أى ظروف تعترضه كعملية بناء السد هذه واشترا حفارا من فرنسا وبالفعل حفر ما يقرب من 250 كيلو متر إلا أنه فى الوقت الذى لم يكن يملك فيه جنوب السودان سوى بنادق الصيد والسهام ضربوا هذا الحفار بصواريخ ولنا أن نسأل من أين جاءت لنعرف من خلفه وظلت مصر والسودان يسددان فى ثمنه ستة وعشرين عاما منذ عام 1984 حتى وقت قريب .
وبعد كل هذا وما يحدق بمصرنا الحبيبة من مخاطر تتصل بحفظ الحياة والنفس والمكانة والتى أصلها مشكلة المياه والتى هى ليست حديثة فقد قرأنا من عقود أن القرن القادم اى هذا القرن هو قرن حرب المياه وبالرغم من ذلك لم يحتاط النظام السابق لها ، هل يصر المصروين على زيادة إضعاف مصر وزيادة استغلال الأعداء لهذه الظروف لتنفيذ مخططاتهم ؟

أم سنتحد جميعا حول قيادتنا ونحول كل الهواجس حول الخراب والتدمير والمواجهة الذى سيحدث يوم 30/6 2013 المقبل الى قوة هادرة يشهرها المصريون بتحالفهم وتساميهم على أهوائهم وأنانياتهم للحفاظ على مصالح مصر العليا وقوتها ، والوقوف خلف رئيسهم ودعمه بل ودفعه لاتخاذ إجراءات رادعة قوية ترهب كل من تسول له نفسه للنيل من مصر أو إذلالها او كسر شوكتها أو مكانتها وإن تطلب ذلك شن حرب ؟

اللهم احفظ مصر آمنة مطمئنة رخاء سخاء ، وألف بين قلوب أبنائها ، ووحد صفهم ، واجعلهم قوة على من عاداهم .

احلام الجندى
دنيا الرأي