رشوة…

**وقفت كثيرا امام التقرير المعنون ب( الرشوة تنهش جيوب المرضى في المستشفيات السودانية) والذي تناقلته الاسافير مؤخرا ، بين دفتي التقرير افادات مؤلمة، تشير الى تدني السلوك المهني السوداني ، وتلاشي امتيازات الاخلاق السودانية، التي نفخر ونفاخر بها ، اينما حللنا ، وهنا وفي هذا التقرير نجد ان الكلمة سلاح قوي ينتشر بسرعة الضوء ، تطوف العالم قبل ان يرتد طرف الكاتب ، و ماورد في احشاء التقرير ، يؤكد ان القارىء التهمه التهاما ، طوى المسافات منذ لحظة نشره ، كشف عن ورقة مخبوءة، سردت تماما مايدور في اروقة مستشفياتنا الحكومية، التي يتعافى فيها محمد احمد البسيط ،لكن وللاسف تحت امرة ( الرشوة )، فاعترافات المرضى عكست مايدور في مكاتب تسجيل خدمات المرضى ، التي لاتطيع الرقيب الذاتي ، الضمير .. اذ يصبح المريض لعبة في يد من يجمع المال ويقتسمهمع ( اخوانه) من المسؤولين على خدمة المرضى داخل المستشفيات التي ذيلها التقرير ب(حكومية) وحكى عن طريقة (حلب ) جيب المواطن لاستعجال خروجه من المستشفى ، بعد اجراء عمليات اخراج الحصى من الكلى على سبيل المثال لا الحصر …
**السلوك السوداني رغم ذيوع صيته خارجيا ، ورغم مكاييل الثناء والفخربسودانيتنا ، الا ان هنالك الكثير الذي يشّوه الابتسامة ، التي يفتر لها ثغرنا حين نسمع الاطراء الجميل ، ولسنوات خلت تغيرت التركيبة الاجتماعية للمجتمع السوداني ، وتبدلت مكارم ، فاصبح بعضهم وصمة في مجتمعه تلاحق غيره سوءته ..
**لن تغير كلماتي الان ، وفي هذه اللحظة مايجري في دهاليز المستشفيات ، التي اعترف مرتاديها بهذه الاعترافات المرة والصادمة ، والتي ربما اجابت على اكثر من علامة استفهام ، كانت تدور في رأس محمد او فاطمة ، وطالما ان هناك رشوة ، يعني ان هناك ايضا، مايدور في ظلام حالك خوف العيون والاستطلاع ، وهنا يقفز السؤال هل ستصبح الرشوة هي الخيار الاوحد لانتشال المرضى من ملل الانتظار ؟؟ هل سنذبح القيم والاخلاق تحت اقدام الرشوة ؟
**رغم ان ممارسة الطب ، تضج بانسانية المعنى ، الا ان ماورد في تقرير الرششوة، اوضح التخلي عن جمال جماليات الطب الانسانية ، فلقد ورد في طياته ( ان من لايدفع يتلقى خدمات طبية سيئة وبطيئة ) ، وهنا قد يفارق احدهم الحياة الدنيا ، لانه لم يدخل يده في جيبه ويمد جنيهاته للمسوؤل لاستجداء الخدمة السريعة ،ومن كتبت له الحياة بعد تقديم الرشوة ، سيردد لسان حاله ( المسوؤل مبسوط مني )..
** الادهى والامر ان التقرير ذكر حرفيا ،اعترافات مكتب تسجيل المرضى في بعض المستشفيات ، عن تحويل المرضى من المستشفى الحكومي لعيادة الدكتور الخاصة !!!هل نودع بعد هذا التقرير الانسانية والشفافية واخلاقيات المهنة الى الابد في المستشفيات الحكومية ؟؟ هل اكملت المستشفيات بابتداع الرشوة حلقة انهيار الخدمات بكل اشكالها وبلا استثناء في المؤسسات الخدمية السودانية التي يؤمها محمد احمد؟؟؟
*ارحل ياعبد الحميد كاشا وفي يدك كل اعضاء حكومة ولاية النيل الابيض
الجريدة
( ان من لايدفع يتلقى خدمات طبية سيئة وبطيئة )
في المستشفيات الحكومية سواء دفعت ام لم تدفع سوف تتلقى خدمات طبية سيئة و بطيئة فهل تتوقع اذا دفعت ان تجرى لك عملية في غرفة عمليات خاصة؟ كل غرف العمليات و العنابر في المستشفيات الحكومية رديئة الداخل فيها مفقود و الخارج مولود.
ليس رحيل كاشا فقط بل الرحيل العاجل المطلوب لجماعة هي لله وفي اولهم رئيهم حامي فسادهم الان الان للحفاظ علي ماتبقي من السودان ومن السودانين انفسهم
( ان من لايدفع يتلقى خدمات طبية سيئة وبطيئة )
في المستشفيات الحكومية سواء دفعت ام لم تدفع سوف تتلقى خدمات طبية سيئة و بطيئة فهل تتوقع اذا دفعت ان تجرى لك عملية في غرفة عمليات خاصة؟ كل غرف العمليات و العنابر في المستشفيات الحكومية رديئة الداخل فيها مفقود و الخارج مولود.
ليس رحيل كاشا فقط بل الرحيل العاجل المطلوب لجماعة هي لله وفي اولهم رئيهم حامي فسادهم الان الان للحفاظ علي ماتبقي من السودان ومن السودانين انفسهم