أخبار السودان

رئيس الجبهة الثورية يكشف متى يتركون السلاح وموعد اتفاق سلام “حوار”

كشف الهادي إدريس، رئيس الجبهة الثورية السودانية المعارضة، تفاصيل جديدة عن مسار مفاوضات السلام بين الجبهة الثورية والحكومة الانتقالية في السودان، وتحدث عن العقبات، التي تواجهها “مفاوضات جوبا” لإنهاء النزاعات المسلحة في البلاد.

وتطرق إدريس، خلال المقابلة، إلى مراحل التفاوض ومواقف الحركات المسلحة، غير الموجودة تحت مظلة الجبهة، والمسارات المتوقعة للحل.

وفيما يلي نص الحوار:

ما الذي حققته الجبهة الثورية خلال الفترة الماضية خلال مفاوضات جوبا في مختلف المسارات؟

الجبهة الثورية السودانية، تضم أغلب الحركات المسلحة في البلاد، وهي مقسمة على خمس مسارات تشمل “مسار دارفور، والمنطقتين، ومسار الوسط، ومسار شرق السودان، ومسار شمال السودان”.

وتلك المسارات ليست منفصلة، لكنها تعالج القضايا الإقليمية في كل منطقة، والعملية تسير بشكل جيد وتحقق تقدما، وإن كانت هناك بعض الخلافات في وجهات النظر مع الحكومة، وهذه الأمور يتم معالجتها والجميع يتطلع للسلام.

والمشكلة هى مشكلة الدولة المركزية والدولة الوطنية، ووضحت تجليات الأزمة في الأقاليم، وكانت الأنظمة الحاكمة في السودان سابقا، تتعامل مع تلك المشاكل بالتجزئة.

وبالنسبة لنا في الجبهة الثورية استفدنا من التجارب السابقة، ولم نسير في طريق تجزئة الحلول، قلنا أن كل أقاليم السودان تعاني من التهميش السياسي والاقتصادي وتتفاوت نسبته من منطقة إلى أخرى، لذا جمعنا كل هذه المشاكل في المرحلة الأولى من التفاوض.

ما خططكم للمرحلة التالية؟

المرحلة الثانية سوف ننتقل للقضايا القومية بممثلين لكل المسارات في الجبهة الثورية، بحيث يكونوا جزء من وفد التفاوض مع الحكومة، وتشمل القضايا القومية، ونظام الحكم وعلاقة الدين بالدولة والهوية والحريات العامة بالدولة وغيرها، وبعد الانتهاء من القضايا القومية يتم حصر البروتوكولات، التي تمت في كل مسار من المسارات الخمس من أجل إنتاج اتفاق سلام واحد مع الحكومة.

وأي اتفاق يتم توقيعه من المسارات الخمس هو جزء من الاتفاق الكلي وليس منفصلا بذاته.

وفي هذا الوقت وبعد الانتهاء من مسارات الجبهة الثورية، نأمل أن نصل لصيغة للتفاوض لمن هم خارج غطاء الجبهة الثورية من أجل تحقيق السلام في ربوع السودان، بما فيها المسار الخاص بالحركة الشعبية شمال “عبدالعزيز آدم  الحلو”، حتى نجمع أيضا المسارات، التي هي خارج الاتفاق لتكون جميع المسارات سواء منضوية تحت الجبهة أو خارجها داخل اتفاق سلام واحد.

تحدثت بعض التقارير الإعلامية عن عقبات تواجه عملية السلام بين الحكومة والحركات المسلحة.. ما حقيقة ذلك؟

حتى الآن استطعنا عن طريق التفاوض مع الحكومة أن نصل إلى إتفاق في مسار وسط السودان وتم توقيع الاتفاق، والمسار التالي هو مسار دارفور، وقد وقعنا على الاتفاق الإطاري مع الحكومة، وداخله حددنا القضايا أو الأجندة التفاوضية، والآن النقاشات مستمرة حول تلك القضايا.

وهناك أيضا تفاوض حاليا فيما يتعلق بمسار شمال السودان، وممثلي المسار قدموا مسودة الاتفاق الكامل للحكومة، وتجري النقاشات حوله.

أما بالنسبة لمسار شرق السودان، تم تقديم مسودة الاتفاق الخاص بالمسار إلا أن هناك مشكلات مجتمعية، ومشاكل بين القبائل، ونحاول نحن كجبهة ثورية أن نكون جزء من الحل لتلك المشاكل المجتمعية، وبعدها يبدأ مسار التفاوض شرق السودان، وهو الأمر الذي دعانا لتعليق التفاوض في هذا المسار لمدة 3 أسابيع، وبعد عمليات الحل الجارية في شرق السودان، بعدها نأخذ مخرجات التوافق المحلية ونبدأ عملية التفاوض مع الحكومة فيما يختص بهذا المسار.

هل تسير عملية التفاوض ببطئ؟

قد تكون عملية التفاوض تسير بشكل بطيء، وهذا ليس راجعا لأن هناك عقبات حقيقية، لكن الأمر يعود للعطلات الرسمية في جنوب السودان وبعض الدول الأفريقية بمناسبة رأس السنة وأعياد الميلاد، كما أن أحداث دارفور دعتنا لتعليق التفاوض لعدة أيام، وتلك هي الأحداث التي قد تكون ألقت بظلالها على مسار التفاوض، وخلال الأيام القادمة سوف يحضر كل المشاركين من جانب الحكومة ويكتمل وفد التفاوض الخاص بها، وأرى أنه لا عقبات كبرى حتى الآن تقف أمام عملية التفاوض.

وماذا لو تعطل أو فشل حل أي من المسارات الخمس.. هل تتعطل جميع المسارات وتتوقف العملية السلمية بالكامل؟

لو توقف التفاوض في أي مسار، حتما ستكون هناك مشكلة لأن كل المسارات مرتبطة ببعضها البعض وليس كل مسار منفصل، ولن يكون هناك اتفاق مع الحكومة بمسار واحد قائم بذاته، والمرحلة الأولي من العملية السلمية تكتمل بعد اكتمال التفاوض في كل المسارات، وبعدها ننتقل لمناقشة القضايا القومية.

فلو تعطلت إحدى المسارات بالفعل سوف تعطل الاتفاق الكبير مع الحكومةk لكن لم نرى حتى الآن أن أحد تلك المسارات الخمس قد تعطل أو سيتم إلغاؤه.

والمسار الوحيد الذي كان به تحديات هو مسار الشرق، لكننا وصلنا إلى صيغة أنه خلال 3 أسابيع يمكن استئناف عملية التفاوض وأن يكون مؤتمرهم في داخل الإقليم “شرق السودان.

وأعتقد أننا والجميع ملتزمون بتحقيق السلام في كل المسارات، وليس من الضرورة أن يتم إنهاء كل المسارات في وقت واحد، لكن المهم أن يتم ذلك خلال الإطار الزمني الذي حددناه وهو شهرين، لذا نحاول ونجتهد أن يتم انتهاء التفاوض في كل المسارات، ومن ثم ننتقل للمرحلة الثانية وهى مناقشة القضايا القومية.

هل المدة المتبقية تكفي لإنجاز كل المسارات، وماذا لو انتهت قبل الانتهاء من كل المسارات؟

حتى الآن نحن ملتزمون بالسقف الزمني المحدد، الذي ينتهي يوم 15 فبراير/ شباط 2020، وبالتالي نبذل قصارى الجهد للوصول إلى اتفاق سلام خلال هذه الفترة، وإن لم تنجز العملية السلمية قبل هذا التاريخ، فالأمر متروك لوقته، ولا محل للحديث عنها الآن، لأن السلام الحادث في جوبا الآن يناقش القضايا الجوهرية الحقيقية المتراكمة منذ استقلال السودان وحتى الآن.

هناك قضايا لا يمكن القفز فوقها، وأهم ما يميز تلك المفاوضات هو وجود عنصر الثقة والالتزام المتوفر لدى الجبهة الثورية وبقية الأطراف المفاوضة.

ويضاف إلى ذلك الإرادة الحكومية القوية نتيجة الثقة المتبادلة والقناعة لدى الجميع بوجود مناخ جديد وروح شراكة، والمشاكل التي نناقشها هى مشاكل مؤقتة وتاريخية، ونأمل في التوصل إلى السلام العادل والشامل خلال الفترة الزمنية المتبقية.

هل تمثل “العلمانية” إحدى عقبات التفاوض مع الحكومة؟

مسألة العلمانية أو ما نسميه فصل الدين عن الدولة أو بمعنى آخر عدم استخدام الدين في السياسة وبشكل خاص الدين الإسلامي، الذي يجب أن يقف على مسافة واحدة من كل المواطنيين السودانيين.
وكلنا  في حركات الكفاح المسلح والمعارضة نتفق ونلتف حول هذا المفهوم، حيث لا يجب أن يكون الدين عامل تفرقة، لأنه يمكن أن يكون أحد عوامل تفكك السودان.
تحدثنا عن العلمانية والبعض يتحدث عن مفهوم آخر، والمعنى واحد، لذا نحن ضد الزج بالدين في السياسة. وتحدث الاتفاق الإطاري، الذي وقعنا عليه مع الحكومة عن الفصل بين المؤسسات السياسية والدينية، وأعتقد أن الحكومة السودانية وافقت على هذا النص المقدم من الجبهة الثورية، وبالتالي العلمانية كمفهوم موجود ومتفق حوله في الاتفاق الإطاري.

طبيعة الخلافات بينكم وبين الجناح المدني في قوى الحرية والتغيير؟

ليست هناك خلافات مع قوى “الحرية والتغيير”. هي حزب حاكم، هو الذي شكل الحكومة، ومعظم من نتفاوض معهم اليوم هم من الحرية والتغيير، ونحن كجبهة ثورية عضو أصيل ضمن مكونات قوى الحرية والتغيير، وما صدر عنا، هدفه أن تسير العملية السلمية بشكل سليم، ويجب أن نحدد دور للمشاركين من خارج الحكومة بما فيهم الحرية والتغيير، ويمكن أن يكون هؤلاء مستشارين أو خبراء بالنسبة للحكومة، كما يمكن أن يكونوا مراقبين لعملية التفاوض، حتى لا تتعدد الأطراف.

ونحن لم نرفض المكون المدني ولا رفضنا الحرية والتغيير في المفاوضات ولكن حددنا لهم دور ليكونوا مراقبين ومستشارين ويتواجدون بجوار الوفد الحكومي المفاوض، حتى لا تتعدد الأطراف المفاوضة وتطول مدة التفاوض، فمن مصلحة العملية السلمية أن تحدد الأطراف بشكل فني.

ما حقيقة الخلافات داخل الجبهة الثورية حول تعيين حكام الولايات؟

ليست هناك أي خلافات داخل الجبهة الثورية فيما يختص بتعيين الولاة، لكننا ملتزمون بإعلان جوبا، الذي نص على ضرورة التعجيل بتشكيل المجلس التشريعي وتعيين الولاة، إلى حين الانتهاء من مفاوضات السلام، وأعتقد أن الحكومة ملتزمة أيضا بهذا الاتفاق. 

هناك حركات مسلحة أخرى لا توجد تحت مظلة الجبهة الثورية.. هل يتحقق السلام دون وجودها؟

لا يمكن إجبار أي طرف على أن يكون جزء من أي عملية سلمية، ونحن كجبهة ثورية جامعة قدمنا دعاوي لعدد من الحركات منها حركة جيش تحرير السودان عبد الواحد النور.

ورغم أنها جزء من إعلان جوبا للسلام، إلا أنني أعتقد حتى الآن أن عبد الواحد لم يستجيب، لكن مازال الباب مفتوحا وندعو كل يوم الحركات ليكونو جزء من عملية السلام، حتى تكون العملية عادلة وشاملة، ونحن لا نستطيع أن نجبر أحد.

يردد البعض أن جهات داخل الحكومة والمجلس السيادي تريد إفشال مفاوضات جوبا.. هل لمستم ذلك؟

ليس لدينا ما يثبت أن جهات داخل الحكومة تريد إفشال عملية السلام، ومن وقت لآخر نسمع تصريحات من بعض الأفراد، وربما يكون لهم وجهات نظر مختلفة، لكن لا خلاف بين الجميع بأن السلام هو ضرورة المرحلة.

متى تسلم الحركات المسلحة السودانية أسلحتها؟

سوف نترك السلاح بعدما يتم التوقيع على اتفاق سلام شامل ونبدأ في تطبيقه على الأرض، وأعتقد أنه سيكون في القريب العاجل، وفق ترتيبات أمنية، يتم من خلالها معالجة عملية حمل السلاح والجيوش التابعة للحركات المسلحة، ليصبح الجميع تحت راية جيش وطني واحد، وليس جيش معاد للمواطنين.

 

سبوتنيك

تعليق واحد

  1. اقتباس:
    على ضرورة التعجيل بتشكيل المجلس التشريعي وتعيين الولاة، إلى حين الانتهاء من مفاوضات السلام
    تعليق:
    اعتقد الصحيح هو:- على ضرورة تأجيل تشكيل المجلس التشريعي وتعيين الولاة، إلى حين الانتهاء من مفاوضات السلام

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..