مآسي السد العالي على النوبيين

إن قيام السد العالي في أرض النوبة في عام 1908 -1970م كان مأساة وكارثة حقيقية عمت كل أرض النوبة من حلفا حتي دنقلا ، وتحديدا بالنسبة لأهالي حلفا الذين هاجروا عنها أو تنقلوا سنويا مع زيادة رقعة البحيرة. ما زال وقع هذه المأساة التى مرت بها الذكرى الخمسين، لهذا السد اللعين الذي طمست مياهه حضارة عمرها 7 آلاف من السنين من قبل ميلاد المسيح عليه السلام .
لقد وقع السودان ومصر إتفاقية مياه النيل في عام 1959م بمقايضة بناء مصر للسد العالي ببناء خزان الرصيرص وهذا السد الذي نتج يعتبر من أكبر السدود في العالم آنذاك.
ولكم سادتي هنا وصف دقيق لهذا السد منذ العام 1958 وحتى العام 1970م ، فقد اتسعت بحيرة السد لتبلغ حوالي 500 كيلو متر طولا وبلغ عرضها 12 الي 35 كيلومتر .
تبلغ سعة تخزين البحيرة حوالي 165 مليار متر مكعب من المياه وسعة التخزين الميت 32 متر مكعب وبلغت جملة مساحة السد 5350 كيلو متر مربع وعمق 180 متر. ولك أن تتخيل حاليا بأن كل آثارنا والبالغة حوالي 150 إلى 200 موقع في أعماق البحيرة إلي جانب غابات النخيل التي كانت مزارعنا و موتانا ومقابرنا و هكذا أصبحت حضارة النوبة تحت أعماق البحيرة، والشكوى لغيرالله مذلة ولا حول ولا قوة إلا بالله وهكذا كان قدرنا، فقد ضحى النوبيين وخاصة الحلفاويين كثيرا لأجل هذا السد وللاسف لم يستفد منه السودان بل خسر منه كثيرا .
إن اتفاقية مياه النيل لعام 1959م دفعت مصر والسودان للاستفادة من 48 مليار متر مكعب. حيث أقيم السد العالي ولم يقم خزان الرصيرص لتضيع النسبة المصدقة والبالغة 14 مليار متر مكعب سنويا للسودان، وتنساب الي بحيرة النوبة لتغرق أهلنا النوبيين، ومن هذا المنطلق فانني أناشد حكومة الإنقاذ تكملة مشروع تعلية خزان الرصيرص حتى نستفيد من مياهنا لزراعة 2 مليون فدان غرب الخزان في (سنجه) وحتى (الدالي والمذموم ) وايضا شرق الخزان حتى امتداد (الرهد) ، والذي كان قد توقف بسبب التمويل رغم أن كل الدراسات لهذا المشروع جاهزة وفي أضابير وزارة الري.
أكتب هذا وقد كنت أعمل مديرا إداريا لمشروع كنانة والرهد لمدة سنوات منتدبا من الحكومات المحلية، لذلك أرجو أن افيدكم بهذه المعلومات أعاليه لتستفيد منها الأجيال القادمة .
إنني أكرر هنا أن قيام السد كان كارثة حقيقية للنوبيين فقد كان سببا مباشرا في اختفاء حضارتهم وإنغماسها في اعماق بحيرة النوبة، وكانت هجرة الحلفاويين الي خشم القربة والباقون في وادي حلفا معاناة مستمرة حتى الآن.
وهنا لا بد أن أشيد بدولة قطر الشقيقة والحكومة لتقديمهما لمعونات سخية لانقاذ آثار النوبة ….
كما لا يفوتني أن أرد علي الصحفي المصري ( عكاشة ) بأن كل الآثار الموجودة في مصر بأهراماتها نوبية الاصل، لان النوبين حكموها لمدة 600 عام وهي أرض نوبية مع الأقباط. فنرجو من الصحفي عكاشة أن يقرأ التاريخ جيدا ويتجنب التعرض لرئيس الدولة. ونحن كسودانيين لن نتخلي عن (حلايب و شلاتين ) فمهما طال الزمن أو قصر لدينا المستندات التي تثبت احقيتنا بهما فهي أراض سودانية مئة بالمئة أستعمرت قبل أعوام ( يازول ) ….
عبد المنعم أبو زيد
ضابط اداري بالمعاش
مسقط – سلطنة عمان
[email][email protected][/email]
هذا مقال توثيقى هام ومفيد تتقاطع فيه الجوانب الثقافية والاجتماعية وشيء قًى السياسة عن النوبة المنسية وفعل السد واتفاقية مياه النيل وبنودها السرية والتى ما عادت كذلك ومعاناتنا فى الداخل والخارج وصمود شعبنا الحلفاوى رغم تشتته فى الافاق- تسلم اخى عبدالمنعم ابوزيد صادق .
ياعبمنعم ياابو زيد انت كنت ضابط ومدير فاشل وفشلت فشلا ذريعا وممكن اذكرك باشياء كثيرة ولكن ليس وقتها الان.كل ما اقوله انه ثبت فشلك والان لماذا لم تتجرا يا مافون وتقول هذا الكلام ال لايودى ولايجيب الان لانك اصبحت منسيا وليس لك قيمة انت مثل الكيزان لافرق بينكم ابدا كلكم اشتركتم فى تدمير وتجويع وتفقير وتقسيم وتضييع هذا البلد واجبرتم اهله على الهجرة التى اصبح المهجرين يفضلون الموت دون الرجوع الى سودانكم سودان السجم والرماد هو ولاقوم لف لفك قطر