مساعد رئيس اتحاد منظمات الروهينجيا عبد الله معروف : التفاعل السوداني مع قضية الروهينغيا كبير ومُرضٍ..

المستشارة الميانمارية قاتلة ولا تستحق جائزة (نوبل)
أتمنى أن يفعلها الرئيس البشير..
سياسة المناطق المحروقة مورست ضد قرى الروهينغيا..
تركيا قامت بدور كبير في مناصرة الروهينغيا..
طائرة الإغاثة السودانية على وشك الإقلاع…
قضية الروهينغيا إعلامية بالدرجة الأولى…
وصل إلى السودان الأسبوع الماضي، الشيخ عبد الله معروف، مساعد رئيس اتحاد منظمات الروهنجيا، بمعية وفد روهينجي، للتعريف بالانتهاكات التي يتعرض لها الروهينجيا في دولة ميانمار، والتقى الوفد خلال زيارته للسودان بعدد من الجهات الرسمية والشعبية، وأثنى عبد الله معروف بالمجهودات السودانية وتفاعلها مع قضية الروهينجا، خاصة اللجنة العليا للإغاثة التي بذلت مجهودت كبيرة لإغاثة الروهينجيا، وللتعريف بقضية الروهينجيا، ودور السودان التقت (الصيحة) بعبد الله معروف، فإلى مضابط الحوار.
حوار: محمد أبوزيد كروم
ـ ابتداءً نريد أن نعرف القارئ بك؟
أنا عبد الله معروف الأركاني، مساعد رئيس اتحاد روهينغيا آراكان، وهذا الاتحاد يضم واحداً وستين منظمة روهنغية من 22 دولة، وهذا الاتحاد هو الممثل الشرعي لقضية الروهينغيا في العالم، وأنا أمين عام جالية الروهنغيا في المملكة العربية السعودية.
ـ ماهي أسباب زيارتكم للسودان؟
زيارتنا للسودان ضمن زيارات خارجية تشمل عددا من الدول، ابتدأناها بالسودان، والجزائر وتونس والمغرب وجنوب إفريقيا، وسننتقل بعدها إلى ماليزيا وأندونيسيا، وبعض الدول في شرق آسيا، وكل هذا بهدف حشد الجهد الشعبي والدولي، لإيقاف المجازر التي تمارس ضد الروهينغيا في أراكان من الجيش الميانماري.
ـ من الذي نظم لكم تلك الزيارات؟
نحن ننسق مع المنظمات الرسمية والوطنية في كل الدول، ومثلاً هنا في السودان هناك لجنة عليا لإغاثة الشعب الروهينغي، وهذه اللجنة تشمل عدة لجان، ونحن اجتمعنا معها، برئاسة الشيخ إبراهيم رئيس منظمة الزبير الخيرية، وإجتمعنا مع المنظمات المشاركة في اللجنة، مثل منظمة المعارج والدعوة، ومنظمة المهاجرين التي تقوم بدور كبير لإغاثة الروهينغيين في بنغلاديش.
ـ ما هو تقييمك للتفاعل السوداني مع قضية الروهينغيا؟
التفاعل السوداني مع قضية الروهينغيا كبير ومرضٍ، بالنسبة لنا، والتفاعل السوداني يشمل الجانب الشعبي والرسمي، وغير تفاعل المنظمات السودانية والمسؤولين ولا أنسى مبادرة صحيفتكم (الصيحة) والمهندس الطيب مصطفى، وحقيقة هذا التفاعل الكبير أسعدنا جداً، خاصة تفاعل وزارة الخارجية والحكومة السودانية الرسمية، وما رأيناه في السودان يثلج الصدر، ونحن نتوقع أن تنطلق في الأيام القادمة طائرة إغاثة الروهينغيا بعد أن تابعنا التحركات الحثيثة لذلك بأنفسنا، ونحن الآن نرى بأنفسنا أعلام السودان ترتفع داخل مخيمات اللاجيئن بما تقدمه منظمة (المهاجرين) من إغاثة ووجبات دائمة هنالك، وحقيقة نحن مسرورون بذلك.
ـ هل التقيتم بجهات رسمية في هذه الزيارة؟
نعم، التقينا بوزارة الخارجية، وأمانة الشؤون الخارجية بالحزب الحاكم، و سنلتقي بالأمين العام للحركة الإسلامية الزبير احمد الحسن، وهنالك اجتماع مع نائب رئيس الجمهورية الأستاذ حسبو محمد عبد الرحمن، وهنالك لقاءات مع جهات أخرى.
ـ طيب، نريد أن نرجع لقضية الروهينغيا، ضعنا في الصورة الماثلة الآن؟
الروهينغيا، ينتمون إلى مملكة كانت قائمة اسمها “أراكان” وهي مملكة إسلامية، كان يحكمها المسلمون منذ العام 1430 للميلاد، إلى عام 1734 للميلاد، ودخل الإسلام إلى أراكان في عهد هارون الرشيد، ودولة أراكان دولة قديمة جداً كانت موجودة قبل وجود دولة الهند، ومضت الأمور تاريخياً على هذا النحو، ومن العام 1937م إلى العام 1942م، كانت أراكان مسرحاً للحرب العالمية الثانية، وإثر هذه الحرب راح قرابة 100 ألف نسمة من الرهينغيا.
ـ ماذا عن تطور قضية الروهينغيا، في دولة بورما الحديثة؟
كان هنالك اتفاق بإعطاء الأقليات الموجودة في ميانمار حق الحكم الذاتي، وفي العام 1958م، بدأت بورما في التحضير لانقلاب عسكري على الديمقراطية، وتحديداً في العام 1961م حدث انقلاب عسكري وحُكمت ماينمار بالحديد والنار، لمدة 54 عاما، وخلال هذه الفترة مارس البوذيون أشد أنواع القتل والسحل في حق الشعب، وسادت العقيدة البوذية القائمة على القتل والدماء، ومن ذلك مورس نهج مميت على أقلية الروهينغيا، حتى وصلنا للأزمة الأخيرة، التى يشهدها العالم الآن.
ـ هل قوبلت تلك الاضطهادات بأي مقاومة من قبل الروهينغيا داخل أراكان؟
التطور الأكبر كان في العام 2015م، بعد أن اندلعت أزمة سميت بأزمة قوارب الموت، وهي عبارة عن تجارة للبشر وتهريب الروهينغيا من قبل البوذيين، بدفعهم في قوارب بالية في عرض البحر، وانتفض العالم لذلك، وتدخلت الدول الكبرى وتم احتواء الروهينغيا في إندونيسيا وماليزيا وغيرها من الدول، وفي العام 2016م، قام عدد من الشباب الذين فقدوا أسرهم وممتلكاتهم بحركة مقاومة اسمها (اليقين) وقاموا بمقاومة الجيش البوذي، ومقابل ذلك تم تنكيل كبير بالروهينغيا، كردة فعل من الجيش على حركة المقاومة.
ـ كاتحاد للروهينغيا هل أيدتم حركة المقاومة؟
نحن لم نؤيد حركة المقاومة بالرغم من أنها حق مشروع، لأننا نعرف نتائجها السلبية على الروهينغيا المتواجدين هناك جيداً، ومع ذلك قامت حركة المقاومة بعمل كبير ضد الجيش الميانماري.
ـ هل الأحداث الأخيرة جاءت كنتاج لحركة المقاومة الأخيرة؟
نعم لها تأثير طبعاً، وهي أصلاً مستمرة، ونحن طالبنا بضبط النفس، خاصة وأننا رأينا نتائج التحركات الدبلوماسية الملموسة في الفترة الأخيرة، ولكن الذي يده في الماء ليس كالذي يده في النار.
ـ صف لنا مشهد الروهنغيا في بنغلاديش وماينمار؟
المشهد كارثي بكل ما تحمل الكلمة من معنى، وهو عبارة عن مجزرة بحق الروهينغيا الذين نزحوا باتجاه بنغلاديش في جريمة لم يشهد لها التاريخ مثيلاً، وهنالك أكثر من 230 قرية تم حرقها تماماً وتسويتها بالأرض، ومارس الجيش الميانماري سياسة الأرض المحروقة، وهي حرق وتدمير كل شيء، حتى لا يفكر الروهينغيا في العودة مجدداً، واعداد اللاجئين إلى بنغلاديش بدأت تقترب من 500 ألف لاجئ من الروهينغيا، ويقدرعدد الأطفال بـ244 ألف طفل، يحتاجون إلى الغذاء والكساء والدواء، يعيشون في ظروف مناخية صعبة جداً.
ـ كيف تقيم الموقف الدولي تجاه قضية الروهينغا؟
حراك المجتمع الدولي، والأمم المتحدة، خاصة في الفترة الأخيرة يعتبر جيدًا جداً، خاصة حديث الأمين العام للأمم المتحدة بأن ما يحدث في ماينمار يعتبر تطهيراً عرقياً، وتم تصعيد اللهجة بصورة جدية، خاصة بعد طلب السويد وبريطانيا وألمانيا بعقد جلسة طارئة لمجلس الأمن، لوقف عمليات القتل التي يمارسها الجيش البوذي ضد الروهينغيا، وحذرت الأمم المتحدة جيش ماينمار من الاستمرار في تصفية الروهينغيا، وهنالك مطالب بتوقيع عقوبات ضد حكومة ماينمار، كلها تطورات جيدة.
ـ في تقديرك، ما هي أكثر الدول التى تحركت بصورة إيجابية في قضية الروهينغيا؟
هنالك عدد من الدول التي تحركت على المستوى السياسي والإغاثي، وعلى رأسها تركيا، التي تحركت حراكاً سياسياً ودبلوماسياً وإنسانياً، وهنالك تبرعات مقدرة من الولايات المتحدة، وأستراليا، وإيطاليا، والمغرب العربي والإمارات، والسودان في طريقه لإرسال طائرة إغاثية، وعدد من الدول العربية وجمعيات ومنظمات خيرية كبيرة.
ـ هل التفاعل مع قضية الروهينغيا، بقدر الحدث؟
التفاعل جيد جداً ولكن المأساة كبيرة جداً جداً، والخرق أكبر من أية رقعة، ونحن نشكر حكومة بنغلاديش ورئيسة وزرائها الشيخة حسينة، التي صرحت أخيراً بأنها ترعى في دولتها 140 مليون نسمة، ولا يضر أن نرعى معها 500 ألف نسمة، وهذا حديث جيد جداً، وحكومة بنغلاديش سمحت لتركيا وللمنظمات ببناء مساكن ومعسكرات للاجئين على أرضها.
ـ ما هو حل قضية أقلية الروهينغيا النهائي في رأيك؟
القضية من الممكن أن تحل من عدة جوانب، منها الجانب السياسي، ولذلك لابد من ضغوط شديدة على حكومة ميانمار، وأهم نقطة لحل القضية هي السعي لإعادة الأراضي الروهينغية التي نُزعت في العام 1982م، وإذا لم تعد هذه الأراضي سيظل الروهينغيا لاجئين في أرضهم وخارج أرضهم، ولكن الأهم الآن هو وجود معالجة يتحديد أراض آمنة لضمان سلامة الروهينغيا، ومن بعدها من الممكن الذهاب للخطوة الأخرى للحل النهائي، وعلى حكومة ميانمار أن تلتزم بما وعدت به المجتمع الدولي، وهنالك معالجات ملحة كالتعليم مثلاَ، مهم جداً الانتباه لهذه النقطة، والحماية الآنية هو المطلب الملح الآن.
ـكيف تنظر للمطالبة بسحب جائزة (نوبل) من المستشارة الميانمارية (سونغ سان سيسو)؟
هذه من الضغوط المهمة التي يجب أن تمارس، وهي نالت جائزة لا تستحقها إطلاقاً، لأنها جازة للسلام ولحقوق الإنسان، هي خرجت كبطلة للديمقراطية ولكنها ظهرت كقاتلة وسفاحة، حتى تصريحاتها ضد الروهينغيا، مستفزة للغاية، وهي حتى الآن تترفع عن نطق اسم (الروهينغيا) ولذلك تهربت من اجتماع الأمم المتحدة بنيورك، لأنها تعلم أنها وبلادها مدانون، ونحن نطالب بصدور قرار من الأمم المتحدة يدين ميانمار وحكومتها.
ـ كلمة أخيرة توجهها للشعب السوداني؟
حقيقة، الشعب السوداني، هم أهل نجدة ونخوة، ويتمتعون بدماثة الأخلاق، وتفاعلهم مع قضية الروهينغيا يعبر عن ذلك، والسودان سمح لطلاب الروهينغيا بالدراسة فيه، ووقف معنا في كثيرمن أزماتنا، وأشكر اللجنة اللعليا لإغاثة الروهينغيا، وجميع الذين يشاركون فيها، وندعو لتكثيف العمل الإعلامي للتعريف بالقضية، ونشكر لصحيفتكم (الصيحة) مجهودها المقدر، ووجودها ضمن اللجنة العليا، وحقيقة التكثيف الإعلامي مهم جداً في القضية، ونتمنى أن يكون الرئيس السوداني عمر البشير على رأس المودعين للطائرة السودانية لإغاثة الروهينغيا، لأن وجود الرئيس في وداع الطائرة له مدلولات كبيرة للعالم، ونحن حقيقة في حاجة ماسة للدعم المعنوي، وأتمنى أن ينشط السودانيون للتعريف بقضية الروهينغيا، وليس هنالك معذور والتعريف بقضية الروهينغيا هي أضعف الإيمان من المسلمين تجاه إخوانهم.