خطوة

٭ قرر السودان وإثيوبيا اتخاذ إجراءات مشتركة للحد من التحديات وجرائم النهب على الحدود، وكشف الفريق يونس معتمد محلية باسندة عن اتفاق ابرمته لجان الأمن المشتركة بين محليات الفشقة والقلابات وشمال قندر، للحد من جرام النهب وحماية ممتلكات المواطنين.
٭ خطوة جيدة فى طريق طويل يستحق الوقوف عند كل محطة فيه، فالعلاقات الاجتماعية والسياسية بيننا وبين الجارة إثيوبيا قديمة ومميزة، لكن ما دخل على تفاصيلها أخيراً من تعديات وجرائم نهب على خط الحدود جعل المواطن يتلمس طريقاً آخر للنفاد بجلده من تلك الاعتداءات المتكررة التي سحبت من عينه النوم الهادئ وتركته وحده حارساً على أمنه، وتأتي خطوة الاتفاق الجديدة معلماً ودافعاً لهدوء إيقاع الحياة فى الحدود مما ينعكس على ما وراء الحدود، لكن لا بد من النظر بعمق فى الأسباب التى أدت إلى انتشار جرائم النهب على الحدود السودانية الإثيوبية التى لم تكن تنتظر هذا الاجتماع المشترك للقضاء عليها او تخفيفها او زوالها نهائياً، فنواتها لم تكن اليوم او امس او قبله بقليل، فالتدفق غير المقنن بين الدولتين يعد واحداً من تعديات الحدود غير الشرعية التي تحمل فى طياتها الكثير من الخروقات التى تأذى منها القانون والشرعية، وقد نشط فيها بعضهم بشراهة فجعل من الحدود مسرحاً للاستقبال وقبض المال من القادمين فى أبشع استغلال للبني آدم مما ادى الى وجود ملف مثقل بالأوزار.
٭ روشتة العلاج تحتاج إلى صرامة أكثر فى مجال الرقابة الذاتية أولاً ثم العامة من أجل تحقيق مصلحة المواطن، فالتهاون فى تطبيق خطة رقابية جادة ومحكمة سيعود بالاتفاق الى مربع الصفر ويعود بالجرائم الى صيغة الكثرة، ولعل الامتحان الحقيقي لهذا الاتفاق هو آليات هذه الرقابة لحماية الحدود والمواطن، خاصة مع وجود تجارة البشر التي اكتوى بنارها وسعيرها اللاجئون بتواصل مهربين مهرة يحملون تخصصاً رفيعاً فى فنون اللعبة، مما اثقل موازين الكبوات فى شرق السودان «خاصة».
٭ العلاقة بيننا وبين إثيوبيا تضمها ملفات موشحة بالجمال، وتفوح منها رائحة الإفريقية المضمخة بالوجود المتبادل بين الشعبين، لذلك يجب أن يكون الاتجاه فى مناهضة التعدي وجرائم النهب أكبر بكثير من إسناد الملف لـ «لجان» ثم تنبثق منها لجان أخرى ثم رابعة وخامسة، ثم تطوى الأوراق بما فيها.
٭ التحول الإيجابي والتحدي الحقيقى، هو أن يغشى النوم حقيقة عين المواطن بعد أن يطمئن إلى ممتلكاته العامة والخاصة.
همسة:
يا حازماً في الليل أطراف الرحيل
فلقد تنادى الناس للفجر الجديد
لنافذة الخروج من قيد الزمان المر
للأمل الوحيد
الصحافة
تفاؤل فى غير محله فالشفتة الاحباش اكثر شرفا من حرس الحدود وشرطة الانقاذ .