قراصنة الطفولة

(ريم) طفلة صغيرة بدأت تنمو رويداً رويداً انزلقت من عمرها (أربع سنوات) قضتها في أحضان أمها وأبيها ومابينهما لعب ولهو في فناء الدار، كانت الحياة تعني لها كوباً من الحليب، وعروستها الجميلة ذات الشعر الأشقر، وحضن أمها وهي تحكي قصة (الأميرة والأقزام السبعة) قبل النوم، وأبيها وهو يحملها على كتفه وقد جلب معه الشكولا المفضلة لديها … هذه هي الحياة عند ريم.
ولكن جدتها وبصحبة نسوة في المدينة أردن تغيير حياتها وهمسن في أذن والدتها أن احفظي (ريم) في بيت العفة (اختنيها) وامسحي من جسدها الصغير ما يحرك كل مشاعر الإثارة الجنسية لديها.
تمنعت أم (ريم) قليلاً ولاذت بجدار الصمت كثيراً وهي تتعثر في حديثها. يا اخواتي (ريم) لسه صغيرة، ولكن جدة (ريم) علا صوتها أكثر وأكثر وهي تبرر حديثها أن الزمن أعوج وبالختان وحده تغلق الأزقة على لصوص الطرقات ممن يسرقون الشرف.
وأضافت (الجدة) أن ابنتك بضاعة يصيبها الكساد في سوق الزواج إن لم تكن مختونة وتستدل على حديثها .. بنت ناس فلانة عرسوها ورسلوها (طرد) لى زوجها في الخليج ولكن رجعها لى أهلها وقال ليهم (طهروها أول وبعدين عرسوليها). أها إنتي عاوزه (ريم) حبيبة الكل تتبهدل بعدين كده؟.
اقتنعت الأم وبدأت التجهيزات لعمليات السطو على أعضاء (ريم). كانت الأمور ظاهرها الرحمة وباطنها من قبله العذاب. ريم تعالي. جاءت ريم ذات الضفائر القصيرة تحمل عروستها في حضنها وبصمة الابتسامة واحدة في وجهها والعروسة وحمض الـ DNA متطابق أيضاً مع عروستها ويقول إنما لا تملك من أمرها شيئاً تماماً مثلها مثل العروسة .
وجلست ريم في سرير الجرتق حيث خُضبت يديها وقدميها بالحناء وعلقت على رقبتها سموتة الجرتق وعلى يديها الخرزة الزرقاء وخاتم الجنيه.
وسط زغاريد الجهل والتخلف وريم تضحك وهي تتابع أصوات الدلوكة وتضحك وصوت الخروف المحبب لها يذكرها بعيد الأضحية يأتي من بعيد وتضحك والخالات والأعمام يضعون العملات الورقية في حجرها ثمناً لصمتها تضحك وهي لا تعلم أن هؤلاء القراصنة يستعدون لسرقة ما هو أهم من العملات التي ينثرونها عليها. وبينما الجميع يجهزون مسرح ومعدات الجريمة صعدت طفلة من الجيران سرير الجرتق واقتربت من ريم وهي تهمس في أذنها بتفاصيل المذبحة التي ستمر بها وألا تخدعها مظاهر الفرح لأن بنت الجيران عضو في اتحاد المختونات وقد شربت من نفس الكأس وتعلم تماماً مرارة الطعم .
بلغ الرعب والفزع مبلغهما من ريم. غادرت سرير الجرتق مسرعة حتى تناثرت النقود من حجرها ومن شرفة الغرفة الخلفية ظلت تحبو على الأرض حتى وصلت تحت النافذة رفعت رأسها وأدخلت يدها الصغيرة وسحبت الستارة جانباً وهي تنظر بعيون ملؤها البكاء والألم إلى داخل الغرفة. هناك جدتها ومعها عدد من النسوة ومنضدة عليها حقيبة حديدية بلون الصدأ بجانبها آلات حادة كماشات مقصات وأمواس ومشرط وإبر وخيوط وشاش وقطن و.. و.. .
بدأت ريم تبكي وتبكي بعد أن شاهدت مصيرها. هرولت تبحث عن أمها وهي تحمل عروستها الشقراء كانت تبحث عن الأمان. وجدت والدتها منشغلة بتفاصيل الوليمة. سألتها: مالك ياريم قالت لها : عاوزين يضبحوني .. أخذتها والدتها في حضنها ولكن (الداية) جاءت وسحبت ريم وهي تجرها جراً وريم تبكي وتبكي وتمسك بجلباب أمها حتى كاد أن يتمزق. لم تحرك والدتها ساكناً. سحبوا ريم منها وهي تتفرج. صرخت ريم: ماعاوزه ماعاوزه خلوني .. بح صوتها وسقطت عروستها.
في كل يوم هناك ريم تذبح وتسقط براءتها مع عروستها وفي عطلة المدارس تكثر جرائم الختان في الفئة العمرية من (5 ـ 14) سنة ورغم انخفاض نسبة البنات المختونات من (43%) في العام 2006م إلى (37%) في العام 2010م حسب نتائج المسح السوداني لصحة الأسرة في دورته الثانية إلا أن الرقم مازال كبيراًُ والنسبة مازالت مرتفعة .
وهواجس العفة وصون العرض ورغبات الزوج والأحاديث الضعيفة مابين السنة والفرعون تمد لسانها كل ما حاولنا الخروج من مأذق الختان وفي هذا يقول الشيخ محمد هاشم الحكيم عضو هيئة العلماء إن السنة هي الطريق وللأسف إن البعض أطلق على الختان ختان السنة ويكفي أن تعلم أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لم يثبت لنا أنه ختن بناته الكريمات عليهن السلام بينما ورد عنه ختان الحسن والحسين عليهما السلام .
ويصادف اليوم السادس من فبراير اليوم العالمي لمكافحة ختان الإناث.. يطل علينا إعلان تلفزيوني يسمى (سليمة) يعالج القضية بحياء ويضع يديه على وجهه من الخجل. يُصور ويُقدم ويمنتج في قالب لا تستوعبه إلا الطبقة المستنيرة المثقفة والتي تستطيع قراءة ما خلف السيناريو وفهم لغة الضمير المستتر ومدلولات كلمة سليمة وهم ليسوا المستهدفين من الإعلان إنما المستهدفين هم البسطاء ذوي الفكر المحدود الذين يعتقدون أن فرج المرأة حائط يجب بنيانه بتماسك دون ترك ثغرة لدخول الضوء أو الهواء أو هو تنورة يجب حياكتها طولاً وعرضاً ولا يهم عندها أن سقطت عروسة ريم الشقراء.
“.. يطل علينا إعلان تلفزيوني يسمى (سليمة) يعالج القضية بحياء ويضع يديه على وجهه من الخجل. يُصور ويُقدم ويمنتج في قالب لا تستوعبه إلا الطبقة المستنيرة المثقفة والتي تستطيع قراءة ما خلف السيناريو وفهم لغة الضمير المستتر ومدلولات كلمة سليمة وهم ليسوا المستهدفين من الإعلان إنما المستهدفين هم البسطاء ذوي الفكر المحدود الذين يعتقدون أن فرج المرأة حائط يجب بنيانه بتماسك دون ترك ثغرة لدخول الضوء أو الهواء أو هو تنورة يجب حياكتها طولاً وعرضاً ولا يهم عندها أن سقطت عروسة ريم الشقراء.”
صدقت يا أستاذة
جراءة في انتقاء الكلمات موضوع يستفاد منه سرد جميل للقصة بخيال واسع دائماً مهنية ي سهير عبدالرحيم جزاك الله الف خير ومن ولدت سليمة دعوها تعيش سليمة والله حتى نحن معشر الرجال الختان بأثر معنا في العملية الجنسية لان الجانب الاخر في كتير من الاحيان بكون غير متجاوب والجنس مداعبة وحضور انثوي في السرير وهذا مايفقدهن المختونات والله عندي صاحبي الداية شالت البظر كامل فهو الان اب لطفلين فقال لي بالحرف الواحد انا كان مامتزوج ولايوم المراءة حسستني باني راجل وماحصل نمت معها والا تشاكلنا انا قرفت عايز اعرس لي واحدة غلفاء بهذا اللفظ ولايهمني دينها اونسبها او جمالها بس تكون غلفاء
انا اعارض الخفاض فرعونى او سنة او اياً كان نوعه لنترك بناتنا يستمتعون
بحياتهن الجنسية وهن احرار عندما يكبرن ان يختتن او يفعلن مايردن بأنفسهن
ولتكن لنا العبرة بامهاتهن اللواتى هن زوجاتنا . فهن ابرد نساء الدنيا
فى العلاقة الزوجية بسبب الختان, بل ان الكثير منهن يحملن ويلدن ولم يصلن فى
يوم من الايام الى المتعة الحقيقية فى الجنس.
جزاك الله خيرا .. مقال رائع و معالجة درامية للقضية من وجهة مختلفة..شكرا
للأسف الشديد أن جميعنا يدرك الحقيقة والتي هي ان ختان الإناث ليست له علاقة بالدين ولا بالأخلاق ولا بصحة المجتمع , ورغم ذلك يتعلل البعض من الآباء بأن الحبوبات هن من يتولين أمر ليس للأب يدٌ فيه . ولكن هناك حل تقليدي للأب وذلك من باب داويني بالتي كانت هي الداء , فقط ( قم بحلف الطلاق قبل وقوع الكارثة بوقتٍ كافي وسوف ترى النتيجة هي أن تبقى ابنتك سليمة الى الأبد ) وذلك لأن وقوع الطلاق خير من تعذيب طفلة يانعة أوربما إصابتها بأحد الأمراض الفتاكة في هذا الزمان ( التهاب الكبد , الايدز ) وذلك جراء الادوات الملوثة التي ما زال يؤمن بها أصحاب المفاهيم المتخلفة من شاكلة ذلك العريس الذي يطالب بالختان . ولكم أن تختاروا ما بين الايدز و العريس المتخلف من ناحية وما بين الطلاق من ناحية أخرى . وشكراً لكاتبة المقال على هذا السرد للواقع المرير والذي لا شك أن هناك ما هو امر منه يحدث يومياً في مجتمعاتنا باسم الحبوبات وبأسم المجتمع .
…لمن تكبر ريم وتعانى من تبعات العملية الجراحية هذه,سوف تعاتب وتلوم امها لانها لم تمنع هذه المجزرة,وسترد الام بانها حاولت ولكن حبوبتك وعماتك هن من اعدموك,للاسف علينا ان ننتظر انقراض الحبوبات والعمات لدحر هذه الممارسة..بس للاسف الان الحبوبات بعضهن خريجات ودكتورات ومهندسات ,وبرضو شغالات جزر..!!!
يا ناس حيرتونا
الختان دا متضررات منه النسوان مش؟؟
الغريبة النسوان هم البكونو مصرين علي الشئ دا
لو اصلا هو مؤثر معاهم اكيد ما برمو بناتهم علي الطهور
وانا متاكد اي بنت بتعارض الحاجة دي لمن تكون ما متزوجة
انا زوجتي قلت ليها اسي لو جاتك بنت حتطهريها ول لا؟؟؟ سكتت كدة وقالت لي ما اظن اختنها واتحيرت يعني لو قلت ليها اختنيها اكيد حتختنها
مع انو متعلمة ومختونة سنة
حيرتووووونا والله..انا كان خليتها حبوبتها ما تخليها..يعني حبوبتها دي حاسدة بس اكيد الختان دا فيه مصلحة
قسماً بالله يا سهير يا أختي أنت جميلة قلباً و قالباً ياخ ربنا يوفقكـ في حياتكـ وين ما قبلتي ..
مقال ممتاز و أسلوب سلس أوصل الفكرة دون أي تعقيد
يديكـ العافية
الله عليك
دا ما موضوع يصلح مع قراء الراكوبة يا سهير امشي كلمي الحبوبات واطرحيه مع الحريم كبيرات السن
والله نحن النساء موضوع الختان ده محطم نفساياتنا نتعب لحظة حدوثه ونتعب ايام الدورة الشهرية ونموت في الولادة ونتأذي عند ممارسة الجنس ……ولاحولا ولاقوة الا بالله
والله نحن النساء نعاني لحظة الختان ونعاني عند نزول الدورة الشهرية وتمتد المعاناة عند ممارسة الجنس ومع لحظات الولادة …….قاتلها الله من عادة قبيحة