من يفاوض الفساد؟

للراحلين من المشاهير أصدقاء كثر يظهرون فجأة بالسرادق, وتظل تتردد العبارة :(المرحوم كان صاحبي).. كذلك قرار أوباما الأخير كثُر أصحابه وتعددت رواياته..والمراقبون يختلفون .. ودم العقوبات الامريكية قد تفرق بين أعضاءـ لجنة مكافحة العقوبات ـ التي كانت الأكثرحضوراً بالمؤتمر الصحفي ظهيرة السبت فضاقت قاعة الخارجية على الصحفيين وتابع معظمهم سرديات الروايات ـ السبع ـ (مشمعِّين) .. تحدث أصدقاء القرار كثيراً,غير أنهم لم يقولوا شيئاً آخيرا! والروايات السبع تعيدنا إلى نص للصديق خالد حسن بشير فيه من المقاربة بـ(مثل جزمة جارة بُليت فألقتها على الطرقات/يظنها الناس فارةً/ ويرى فيها الفئران أرنباً/ والنقاد يعتبرونها نصاً غريباً)..وزير الخارجية بروفيسور غندور طوَّف بالحضوركل مراحل الإتصالات والمفاوضات ولم يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا وأحصاها على نسق ـ (من الأسكلا وحلا, قام بالقطر ولا ..دمعي الليلة يا بله) وصولاً إلى البيت الأبيض ـ عِشاءـ وسوزان رايس غِشا, ومع ذلك هو قول بهيم. عشرون عام لم تنجز الإنقاذ سوي الأكاذيب واللواذ بشماعة العقوبات والقول الغث,وبينهما مساحة يتبارى منسوبوها على سباب وإستفزاز المواطن بما لم يرِد بهجاء بشار, وآخيراً إسدال الستار على ولاية أوباما يفتح على البلاد مسرحاً للعبث يعتليه كومبارس ما فتئوا يرددون قول لقين, والحضور في وادٍ بينما الرواة في واديهم يهيمون..أما آن لهذي البلاد ان تستريح! والتنازلات ـ قيمة القرار التي (فضَّلت الإحتجاب) تطل برأسها بين ثنايا النسج محوقلة بأي آلاء ربكم تكذبون!! الواقع يدحض ثرثرات قاعة الخارجية والخرطوم المتعاونة مع توجيهات البيت الأبيض قد سلمتهم كارلوس كما غادرها بن لادن مرغماً تاركاً مشاريعه الكبرى وراء ظهره ومضى إلى غايته أسيفاً كسيفاً , ومثله كثر يتعاطون الإرهاب ـ حسب قاموس امريكا, وجهاد بفقه المسلمين, ظلت تكافحه الخرطوم إرهاباً كما سمته ماما امريكا, كذلك ركبَّت تونسياً مدرج بقائمة الإرهاب ..(ركبَّته التونسية) ومضت أبعد من ذلك وهي تقرر إغلاق المركز الثقافي الايراني بالخرطوم وتنهي علاقتها بحليفتها ـ ايران لتشارك في حلف عاصفة الحسم وتنضم إلى سِرب مقاتلات الحوثيين باليمن, ..الخرطوم التي صبت كل جهودها في إرضاء امريكا نسيت تماماً بيتها وأهلها بوادٍ غير ذي زرع,في غير ما إكتراث بأرضٍ موات وضرع طاله الجفاف, والحال يعبر عنه “فتح الرحمن باردوس” بمجموعته القصصية الموسومة بـ(يوميات التشرد):إتخذوا بديلا لتلك الأكواخ التي لفظتهم من أطراف المدينة النائية ورمتهم بوسطها دون رحمة , فوجدوا أنفسهم يتمرغون في مقالب الزبالة ومساقط النفايات وقد توهموا في الخرطوم منجاة من جحيمهم بمساقط الرأس فأحالتهم إلى فاقد بشري. بعيداً عن (الروايات السبع) لغندور ولجنته وبعيداً عن الجدال حول الـ(180) يوما وبعيداً كذلك عن جدلية ـ من وراء القرار؟ أو من قتل العقوبات؟ قد يسأل سائل بريء: والبلاد ـ سخاء رخاء, بفضل القرار أو كما قال به غندور : آثار القرار سينعم بها حتى المواطن البسيط لا المستثمرون والشركات والعالم فحسب.. أما من لجنةٍ حكيمة تنبثق وتنبري للفساد؟ وهل السخاء والرخاء وما تبشرون بمأمنٍ من الفساد الذي سقط عمداً من روشتة القرار . إغفال التساؤلات البريئة هذي يجعل من البشريات بل من القرار نفسه محض ثرثرات تلتبس في فهمها صحافة الخرطوم وتنقله للقاريء جدلاً عقيماً يرتد إلى لجنةـ (من وراء القرار؟) بـ(كأننا يا غندور لا رحنا ولا جِينا) وفي نسخة أهل الشام (تِيتي …تِيتي ..مِتِل ما رُحتي جيتي) لا زالت الخرطوم فاقد بشري يتمرغ بمقالب النفايات بعد ان لفظتهم أكواخ الخيش إلى وسطها..فهل من لجنةٍ حكيمة تفاوض الفساد؟. وحسبنا الله ونعم الوكيل

[email][email protected][/email]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..