حين تصير الجنائية افضل الخيارات للبشير

منذ أن سطت عصابة الجبهة الاسلامية علي السلطة في السودان في 30 يونيو بدأ مشروع التدمير الممنهج والذي تم التخطيط له بشكل مسبق ولم يستثني ذلك التدمير احد حني الطلبة السودانيين المبتعثين للمنح الدراسية بدول أوربا والدول العربية تم استهدافهم من خلال مشروع التدمير بالرغم من ان كثير من رموز الانقاذ وعلي رأسهم حسن الترابي كانوا قد استفادوا من المنح الدراسية التي توفرها الجامعات السودانية للدراسات العليا في اعرق الجامعات الأوربية , لكن كان الهدف غير المعلن لسياسة التدمير التي انتهجتها عصابة الإنقاذ هو توظيف الأجهزة الأيدلوجية للدولة في إنتاج قيم ومفاهيم جديدة تقضي علي ثوابت المنظومة السياسية والاجتماعية والاقتصادية في السودان لتحل محلها منظومة قيم سياسية واقتصادية جديدة تقود المجتمع السوداني إلي المسيرة القاصدة لله أو مايسمي بالمشروع الحضاري والذي تم اختزاله فيما بعد الي شعارات خاوية من أي مضامين وإفلاس فكري وسياسي دفع برموز التيار الاسلاموي الي تأمين السلطة من خلال تمكين عناصر المؤتمر الوطني من السلطة والمال وإقصاء الآخرين تماما وتشريدهم ومن خلال القبضة الامنية والعسكرية بعد ان افتضحت الشعارات الملتبسة والجوفاء للنظام .فقد شهدت حقبة التسعينات ماشهدت من تصفيات وتنكيل وتعذيب وتشريد لرموز المعارضة السياسية في السودان وصاحب ذلك تصعيد للعمليات العسكرية في جنوب السودان وجنوب كردفان وكانت تتم إرسال الإشارات إلي تنظيم الاخوان المسلمين العالمي بان دولة الخلافة علي وشك انجازها في السودان من خلال احياء فكرة الجهاد المقدس .ثم من بعد ذلك وبعد ان لاحت في الافق التهديدات الدولية للنظام من قبل جماعات الضغط والناشطين في حقوق الإنسان بالتدخل الدولي والقضاء علي دولة الخلافة وتفريقهم من خلال التلويح بملفات دعم الارهاب وتهديد الأمن والسلم العالميين , تحولت دفة التصعيد العسكري الي دارفور وبدأت عمليات السلب والنهب وحرق القري والتطهير العرقي والإبادة الجماعية من قبل نفس الممسكين بملفات السلطة الحاكمة بالإضافة للكثير من العمليات القذرة علي المستوي الاقليمي والدولي والتي تم تكليف نظام البشير بتمويلها من عائدات الناتج القومي السوداني علي سبيل المثال لا الحصر تمويل المعارضة التشادية بسيارات الدفع الرباعي والاسلحة تمويل شراء صواريخ لحماس تمويل عمليات جيش الرب تمويل بوكو حرام وداعش للانقلاب علي انظمة الحكم في بعض دول الجوار تمويل بعض عناصر حركة الاخوان المسلمين الفارين من بلدانهم للسودان بمليارات الجنيهات ومنهم علي سبيل المثال سليمان صالح الغربي الاسلامي الفار من تونس بالاضافة لتمويل برامج وخطط امنية منوط بها حماية النظام بمليارات الدولارات , بالاضافة لملفات الفساد الضخمة التي غرق المؤتمر الوطني الحاكم وبطانته في وحلها كل ذلك ترتب عليه افراغ خزينة الدولة وتعطيل العملية الانتاجية والاعتماد علي الاستدانة والقروض ومن ثم افقار جماهير الشعب السوداني ومحاربته في ابسط مقومات الحياة . نعود ونقول بعبارات واضحة ان نظام الانقاذ قد اعلن الحرب علي جماهيره شعبه من خلال سياساته الاقتصادية التي تضع اولوية حماية النظام وتنفيذ مشاريع ومخططات حركة الاخوان المسلمين العالمية في المنطقة بموارد السودان حيث غفل تماما الصحة والتعليم وواجبات الدولة علي مواطنيها واورث شعبه المسقية والفقر ومازال نظام الانقاذ يمعن في افراغ جيوب المواطن السوداني من خلال تكريس نظام الجبايات وزيادة اسعار السلع والمواد الضرورية لحياة المواطن وهذا يعني اعلان حرب يستوجب اصطفاف الجماهير لازالة هذا النظام . يشهد التاريخ القريب وكل مألات الاحداث في السودان أن الشعب السوداني من اكثر الشعوب المسالمة في المنطقة عموما ولم يشهد التاريخ نسقا من الاغتيالات السياسية او العنف في السودان منذ حقبة الاستعمار اذن لماذا يمعن نظام البشير في تجهيز كل هذه الأجهزة ,الأمنية والمليشيات ضد جماهير الشعب السوداني , هنا تبرز المعادلة التي تجعل نظام الإنقاذ فوق صفيح ساخن حيث لايأمن وجوده في السلطة في ظل اضطراب الاوضاع السياسية والاقتصادية , من جانب هنالك المحكمة الجنائية الدولية التي تشكل مصدر قلق مستمر لرموز النظام وفي الجانب الاخر الانتفاضة الشعبية والتي لاحت يروقها في الأفق بعد الأزمة الاقتصادية الأخيرة وفي جانب أخر تبرز المطالب المادية الكبيرة للأجهزة الأمنية وقوات الدعم السريع , ونقول انه طيلة السنوات التي ادار فيها نظام الانقاذ البلاد من موقعه المتعالي والمكرس لخدمة حركة الإخوان المسلمين العالمية لم تتوفر لديه مراكز دراسات بحثية تقوم برصد المخاطر والكوارث او رصد الازمات في مختلف ابعادها السياسية والاقتصادية وتبني سياسة حكيمة تحد من انحدار الأزمات الي الحضيض او التحرك لمعالجتها بشني الوسائل والسبل , انطلاقا من هذا المفهوم فإن أزمات البلاد السياسية والاقتصادية والعسكرية قد بلغت حد لايمكن إيقافه بشني السبل المتاحة , وكتداعي لهذا الواقع المتردي علي المستويين السياسي والاقتصادي نجد ان كل المليشيات التي استعان بها نظام البشير قد تمددت بشكل خطير علي صعيد مطالبها وطموحها السياسي والمادي .نقول وبشكل صريح ان نظام البشير ومحسوبنه هو عدو لجماهير الشعب السوداني ومكوناته السياسية والاجتماعية , المؤكد ان كل هذه الكيانات تعمل في سبيل الإطاحة بهذا النظام ولكن اقرب الوسائل وأكثرها فعالية لإسقاط هذا النظام هي الانتفاضة التي يعتقد البشير انه يمكن احتواءها وكبح سيرورتها من خلال آلية القمع والتنكيل التي تستخدمها الأجهزة الأمنية ولكن مالم يدركه نظام البشير ان هذه الانتفاضة سوف تستمر بقوة دفعها الجماهيرية الي ان تصل مبتغاها ولوادي ذلك الي تدخل مكونات عسكرية ذات ثقل لحمايتها ,حيث تتسق كل المكونات المنادية بإسقاط النظام من حراك جماهيري إلي عمليات عسكرية نوعية لانجاز المهمة الثورية في هذه الحالة يتحد العنف الثوري ضد مكونات نظام البشير وتبرز إلي السطح الضغائن والثارات الكثيرة التي نضجت بفعل التراكم الزمني تحولت الي فعل انتقام لايستثني احد من عناصر المؤتمر الوطني . حيث لا يكفي رؤيتهم معلقين علي قارعة الطريق ببطون مبقورة تتدلي منها الأحشاء هم وأهاليهم بعد استرداد الأموال .
قسوة هذا الانتقام سوف تظهر وتتجلي في الكثير من الممارسات , قسوة الانتقام سوف تجعل رؤؤس أفاعي المؤتمر الوطني تفضل تسليم نفسها للمحكمة الجنائية الدولية علي ان تقع في اسر الثوار , حيث أن التاريخ القريب لانتفاضات الشعوب في المحيط الإقليمي يقف مثالا علي الانتقام في كل تجلياته وليس السودان ببعيد عن هذا السياق .

الصادق الماحي
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. الجنائية أفضل للبشير وعصابته من انتقام الشعب السوداني، بالتأكيد، والجنائية ليس فيها إعدام لكن الشعب السوداني قد يطبق عقوبة الإعدام على البشير وعصابته دون محاكمة، ناهيك عن السحل والمصادرات قبل الإعدامات والتجريد أمام إعلام العالم كله من الرتب والنياشين التي استولى عليها بعضهم دون وجه حق! آل هي لله آل! هههههههههههههههه! (وما يعدهم الشيطان إلا غروراً)أما الذين يفسدون في البلاد ظناً منهم بأن الجواز الأمريكي سيحميهم عند قيام الثورة الحتمي فهو واهم تماماً، فالأمريكان رغم “سجمهم” كله لا يحترمون من يسرق من بني جلدته ويخرب دياره بيديه وسيطردونه شر طردة إذا قامت الثورة في السودان وقد يرمون له بكيس من الذهب مكافأة له على ما فعله بالسودان والسودانيين كما فعل نابليون بخائن بلاده لنابليون وينصحونه بالبحث عن مأوى ….

  2. الجنائية أفضل للبشير وعصابته من انتقام الشعب السوداني، بالتأكيد، والجنائية ليس فيها إعدام لكن الشعب السوداني قد يطبق عقوبة الإعدام على البشير وعصابته دون محاكمة، ناهيك عن السحل والمصادرات قبل الإعدامات والتجريد أمام إعلام العالم كله من الرتب والنياشين التي استولى عليها بعضهم دون وجه حق! آل هي لله آل! هههههههههههههههه! (وما يعدهم الشيطان إلا غروراً)أما الذين يفسدون في البلاد ظناً منهم بأن الجواز الأمريكي سيحميهم عند قيام الثورة الحتمي فهو واهم تماماً، فالأمريكان رغم “سجمهم” كله لا يحترمون من يسرق من بني جلدته ويخرب دياره بيديه وسيطردونه شر طردة إذا قامت الثورة في السودان وقد يرمون له بكيس من الذهب مكافأة له على ما فعله بالسودان والسودانيين كما فعل نابليون بخائن بلاده لنابليون وينصحونه بالبحث عن مأوى ….

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..