أخبار السودان

عربة بدون لوحة ..!

في سبعينيات القرن الماضي تلاحظ في شوارع بعض المدن الإماراتية أن شباباً يقودون سياراتهم الفخيمة دون لوحات مرورية من قبيل الوجاهة أو إستعراض العضلات ..وحينما نما الأمر الى علم الراحل الشيخ زايد بن سلطان رئيس الدولة رحمه الله .. إستشعر الرجل بحكمته الصارمة خطورة الأمر على أمن المجتمع .. فاصدر أوامره لوزير الداخلية بإحتجاز أي مركبة خاصة كانت أم عامة إذا لم تكن تحمل لوحة رسمية .. حتى لو كانت تخص أحد أبنائه أو أياً من كبار المسئؤلين .. فبات تحريك المركبات ولعدة أمتار من معرض شركات بيعها الى محطات الغسيل ومن ثم الى مراكز التسجيل المروري لابد أن يتم بلوحة مؤقتة تحاشياً لارتكاب مخالفات قد تقيد ضد مجهول ولو كانت صغيرة ..!
ذلك يتم في الدول التي تقدر قيمة الحياة البشرية .. بل أن موت حيوان كالغزال أو الجمل في الطرقات العامة له من مواد القانون ما يكفل حفظ الحقوق لمالكه إن كان فرداً أو جهة إعتبارية .
في عاصمتنا الخرطوم وكأننا نعيش في بلاد كارتيلات المافيا والمخدرات التي تتحكم في بعض بلاد الموز اللاتيينية ..فهنا أيضا ً..حينما تبيت جهة ما النية لتصفية أرواح بشرية رخيصة في نظرها لمجرد أنها خرجت عزلاء من كل سلاح إلا الحناجر المغبونة التي تسدها عبرات الظلم .. فإن شرطة المرور لا ترى تلك السيارات التي يتحرك بها الجناة بدون لوحات وفي رابعة النهار .. مثلما لم تشاهد أيضا تلك التاتشرات الفارهة التي توقفت بكل قوة العين ليترجل عنها المعتدون على الأستاذ عثمان ميرغني في حرمة رمضان ولعل من قاموا بذلك العمل الإجرامي هم من أصحاب الجباه المتوضئة التي عليها زبيبة السجود في ليالي التهجد .. والله اعلم ..!
مسئؤلية تلك المخالفات ليست من صميم عمل شرطي المرور فحسب ، بل هي من كامل مسئؤلية الوزير المختص وكامل أركان حرب وزارته و المسئؤلية الأكبر تقع على رئيس البلاد نفسه مالم يمارس سلطته في إقالة كل أو محاسبة أولئك من قبيل توفر أخلاق تلك المسئؤلية .. إن كان قد تبقى في عهد الإنقاذ ذرة من الأخلاق أو شيئاً من الحياء وعدم الكذب على الذات قبل إستكراد الآخرين .. أو مالم يكن ذلك المسئؤل الأول أمام الله و الشعب هو الجاني الحقيقي الذي أماط اللثام عن الخطة الثالثة التي إتبعت لتصفية أولئلك الضحايا من الشهداء وبأيد ذلك القاتل المجهول ..!!
قيدوا كل جرائم هذا العهد ضد مجهول ..حتى الذين قبضوا متلبسين بسرقة المال العام ثم تحللوا أو توهموا أنهم قد تطهروا من دنس ستظل رائحته تفوح الى أن تنصب منصات العدالة إن لم تكن العاجلة .. فلن يفلت كل مجهول زعمتموه في دنيا جرائمكم من قصاص تلك الآجلة والتي يعلم قاضيها بمن قلتم أنه مجهول ..حيث لا سيارات بدون لوحات يمكن أن تمر عبر ذلك الصراط المستقيم في يوم الدين العظيم…!

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. لقد اسمعت اذ ناديت حيا *** ولكن لا حياة لمن تنادى—هذه بلاد الفوضى والاستهتار بالأرواح حيث أصبح منظر السيارات التى لا تحمل لوحات منظرا مألوفا فى أكبر شوارع الخرطوم وخاصة شارع النيل وشارع الجمهورية وشارع الجامعة تحت سمع وبصر الجيوش الجرارة من رجال المرور الذين يفلحون فقط فى نصب الكماين وابتزاز السائقين الغلابى

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..